شبكة ذي قار
عـاجـل










من يراقب المشهد العراقي منذ الإحتلال الأمريكي في 9 / 4 / 2003 المتعدد الغايات والأهداف يستنتج بسهولة ما هو المراد من ذلك الإحتلال، وماهي غاياته ومنهجه وأبعاده، فما جاء في تبرير مسلسل العدوان المستمر على العراق منذ بدايته في عام 1990 ولغاية الإجتياح العسكري الذي بدأ في 20/3/2003 وأسفر عن احتلال العراق وإستباحته في 9 / 4 / 2003، الذي ظل يُطور وفق إستقراء دوائر دول العدوان للموقف الدولي وردود الفعل لدول العالم والرأي العام العربي والدولي من خطوات أمريكا وحلفائها العلنيين والسريين بمخططها إستباحة العراق وتدميره، لأسباب تطرقنا لها في مقالات كثيرة سابقة وكتب فيها الكثير من الباحثين والمحللين السياسيين والعسكريين غربيين وعرب ومن مختلف الإتجاهات الفكرية، فمن التباكي على الشرعية الدولية وشعارات إدارات دول الإمبريالية الغربية وأنظمة الضلالة والإستسلام في وطننا العربي بالنخوة لتحرير الكويت من الإجتياح العراقي، الى نزع أسلحة الدمار الشامل العراقية التي تشكل تهديدا للأمن والسلم العالمي حسب إدعائهم الواهي والمضلل (كأن العراق كان يملك ترسانة أسلحة نووية وجرثومية كالتي يمتلكها أطراف معلنة أو غير معلنة من أطراف العدوان على العراق)، إلى قرار تحرير العراق ! الذي إتخذه الكونكرس الأمريكي عام 1998 وتجميع كل مجرمي الكون ومرتزقة المجتمع البشري سواء العراقيين منهم أو غيرهم من محترفي الجريمة والقتل بالأجر المدفوع والوعود بالمستقبلية بالمكافئة الكبرى من خيرات العراق وثرواته، وتشكيل خونة ولصوص العراق كأحزاب وكتل بعد ربطهم جميعا بدوائر المخابرات الأمريكية والصهيونية وضمان تعدهم بالعمل الحثيث على تدمير القيم العراقية الراسخة في أعماق الفرد والمجتمع العراقي، المتمثلة بالإباء والثقة بالله والنفس وحب الخير والسلام ونشر العدالة بين الأمم ورفض الذل والتبعية والتصدي بكل الوسائل للظلم والبغي والمنكر على جميع البشر وعدم الإعتراف بالأمر الواقع ومنه قيام كيان عنصري إستيطاني في فلسطين، ولما وجدت أمريكا وحليفتها الصهيونية إن أنهيار الإتحاد السوفيتي وتفككه كقطب آخر في السياسة الدولية وإنكفاء روسيا نتيجة ذلك الحدث الكبير ولإنشغال وطنييها بمعالجة ما ترتب على الدور الخياني الذي نتج عن السياسة المشبوهة التي إدعاها كرباشوف ومن بعد يلسن والتي أسموها الكوستريكا التي هي في حقيقتها خيانة للشعوب الروسية وتواطؤ من قبلهما مع المخابرات الغربية، على الرغم من الأخطاء الكبيرة والتي أدت لتلك النتيجة وقادت لوصول مثل أؤلئك الأشخاص الى قمة الهرم السياسي الروسي أو السوفيتي بشكل أدق، وأنطواء الصين وتوجهها للجانب الإقتصادي والتنموي في مواجهة الكتلة الإمبريالية، وتصدع مواقف كل الدول الإشتراكية وتوجه قياداتها الجديدة بعد تفكك الإتحاد السوفيتي وحلف وارشو وانسياق كل الأنظمة الجديدة للتوجه الى النظام الرأسمالي وإقتصاد السوق، مما جعل أمريكا أن تتوجه الى تنفيذ مخطط الهيمنة على العالم بأكمله، شجع في ذلك منهج الصهيونية الذي يعتبر نجاح المخطط الإمبريالي يخدم الفكر والمنهج والبرنامج الذي تتطلع له منذ ولادة الحركة الصهيونية كحركة عنصرية طفيلية شوفينية يوظف الدين والذي حرفه حاخاماتها وسياسيها المتطرفين والمحرفين الذين غضب الله عليهم ولعنهم قبل البشر، فوجدت الأمور ممهدة لتنفيذ المخطط الشرير الذي كان للصهيونية دورا بارزا لتبنيه من قبل الغرب، وليس بخافي على أي سياسي وإقتصادي ما للنفط والطاقة من تأثير وأهمية في نجاح مخططها ويمكنها من خلال السيطرة عليه من الضغط بل تقويض اقتصاد دول العالم المناهضة أو المعارضة لمنهجها ومخططها خصوصا ر الصين والهند واليابان والبرازيل وأي نظام ممكن أن يكون معارضا لها، ولم تكتفي بذلك بل بدأت تخطط وتعلن أن القرن الحادي والعشرين سيكون قرنا أمريكيا بإمتياز، فكان هذا الموقف الإنطوائي من دول العالم المناهضة للهيمنة والإستعمار عامل تشجيع لأمريكا ومن ورائها أو بتداخل كبير معها الصهيونية وكيانها في فلسطين باتجاهات عديدة:


1. استهتارهما بالقانون الدولي والتصرف على أنها سيدة العالم المطلقة والتي لا يمكن أن يواجهها أحد.


2. بحكم تفردها السياسي وإمتلاكها لوسائل القوة وأسلحة الردع العالمي فوضت لنفسها صلاحيات السيادة على العالم وتحديد العلاقات بين الدول في عموم العالم وأعتبرت نفسها ولي أمر أو مسؤولة عن رسم تلك العلاقات، وأن تنفذ الدول في كل العالم الرؤية التي تراها هي وإلا فهي قادرة على تأديبها وتدميرها وإستباحتها، وهذا كان واضحا وجليا في قرار الكونكرس بإصدار قرار تحرير العراق كما سموه، من مَن تحرره أمريكا ؟ ولم يقول قرارهم في حينه تغير نظام الحكم أو التصدي للديكتاتورية المزعومة، وتجاوزت أمريكا في الفترة 1990-2004 المنظمة الدولية ومنظماتها بما فيها مجلس الأمن وليس فقط لم تعد تحترمها بل إنها كانت تتعامل مع كل الهيئات والمنظمات الدولية وكأنها مؤسسات فرعية تابعة لها وتعمل بإمرتها، وبدأت تصف الدول وحتى الدائمة العضوية منها بالمتخلفة أو الشمولية أو العالم الثاني، وتعتبر الإتحاد الأوربي مجرد تابع والدول التي لا تلتزم برؤيتها هي دول أوربا العجوز، وروسيا مجرد دولة منهارة تحاول أن تحمي نفسها من المد الرأسمالي الكاسح، والصين لا تمثل في رأيها عدا كونها كتلة بشرية ترزح تحت الفقر والإضطهاد والفكري وتسلط الفكر الشمولي، و...، فلم تجد موقفا حديا مبدئيا رفض العنجهية الأمريكية والتسلط اللا قانوني واللاشرعي واللاأخلاقي غير العراق وكأنها وصية على العالم أجمع ، فكان العدوان على العراق.


3. نتيجة لما إستطاعت أمريكا أن تفرضه على العراق من قرارات بعد الإجتياح العراقي للكويت- والذي وصفه السيد عزت إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الإشتراكي بأنه خطأ إستراتيجي- خلال الفترة 2/8/1990-17/1/1991 ومن ثم ما حشدت من جيوش وأقتصاد لشن العدوان العراق، والموقف السياسي الدولي العربي والدولي من ما فعلته بالعراق لتدمير العراق أصلا وليس كما أدعت في تبرير العدوان وتحشيد جيوش أوربا والأنظمة العربية ودولا أخرى على أساس تحرير الكويت، بل كان هدف العدوان ووقائعه وصفحاته واضحة لا تحتاج لشيء من الفطنة والكاء وهو تدمير قوة الردع العربية والمعني بها العراق وإحتلال منابع البترول ومصادر الطاقة الأخرى ومنها الغاز، وهذا سيتيح لها التحكم بالطاقة العالمية التي تشكل منطقة الخليج العربي مصدرها الأكبر في العالم، وهي بذلك كانت تخطط للتحكم باقتصاد وسياسة العالم ككل من خلال ذلك.


4. هذا الموقف الإستسلامي من قبل كل دول العالم وخصوصا الكبرى منها وصمتها المهين على الإستباحة للقانون الدولي والمعاهدات والمواثيق الدولية والالهيئات الدولية جل أمريكا وبتشجيع ودفع وتأثير اللوبي الصهيوني، أن تفكر في إستثمار ماتحقق في عدوانها على العراق بلإستمراره من خلال إستمرار الحصار الشامل اللاقانوني واللاشرعي والذي يمثل عدوانا على الحياة وليس حرب إبادة وقتل جماعي لشعب العراق فقط، وهناك بدأ التفكير في إيجاد مبرر قوي لتنفيذ المخطط الصهيو- امريكي على البشرية، فكان ضرب برجي التجارة العالمية في نيويورك وبعض مرافق غير مهمة تابعة للبنتاغون ووصفها بأنها من تدبير منظمة القاعدة والإسلاميين، وهذا هو المفتاح لشن حرب على البشرية وتحشيد كل قوى الإستعمار والتطرف الدولي بنفس عنصري فاشي عدواني زجت الإدارة الأمريكية الدين فيه عندما صرح المجرم الدولي بوش الإبن بأن حرب أمريكا هي حرب الصليب (المسيحية وكل الدين منها ومن اقطابها براء)، ومن ثم تحولت الى حرب تحرير للعراق وبعد أحداث نيويورك المفتعلة بإمتياز حربا على الارهاب.


5. فكان نداء بوش بإسم أمريكا كونه رئيس إدارتها من لا يكون معنا فهو ضدنا، أي داعم للإرهاب، وكان غزو الشرق الأقصى متمثلا بأفغانستان وباكستان، والشرق الأوسط متمثلا بقرار إحتلال العراق وما سيلحق مما لم يعلن عنه، وبدأت تسريبات إعادة تشكيل المنطقة وفق ما سموه بالشرق الأوسط الجديد.


6. الموقف المشار له في الفقرات الثلاث السابقة وما جاء في تصنيف الرئيس الأمريكي بوش دبليوا من أن من لا يكون معهم فهو ضدهم، والنفوذ الصهيوني على كثير من رؤساء دول أوربا، وتبعية أنظمة دول الإتحاد السوفيتي السابق وعمالة معظم رؤسائها لأمريكا وخضوعهم للضغوط الأمريكية والبريطانية والوعود لهم بالغنيمة، ووسائل أخرى إستطاعت أمريكا أن تحشد 1/3 ثلث دول العالم وأكبر إقتصادياته في العدوان على الشرقيين الأقصى والأوسط - كما يسموا ويقسموا دول آسيا وأفريقيا- حيث يقسمون القارتين الى ثلاث مناطق الشرق الأدنى والأوسط والأقصى- ، كما إن أمريكا قد أمنت مواجة شعوب المنطقة وخاصة الشعب العربي عبر إلزام الأنظمة العربية والإسلامية بضرورة مواجهة صارمة لشعوبها وردع أي تحرك لمواجهة قواتها الغازية، وعلى الأنظمة التكفل بردع حازم ودموي بقتل كل من يواجه العدوان الأمريكي على العراق والإسلام بحجة إنه إرهابي وداعم للإرهاب ومحرض عليه، ولهذا نرى الفارق الكبير في التنديد والمواجهة الشعبية في الوطن العربي بين موقف الشعب في عام 1991 وعام 2003، وكان استهداف العراق بجحة اسلحة الدمار الشامل وتهديد السلم والأمن العالمي والإقليمي ومن ثم الدكتاتورية، وأفغانستان بحجة مواجهة الإرهاب المزعوم والقاعدة والتطرف، وكان العدوان ذكيا ومدروسا بشكل دقيق حيث تم توريط الحكومة الباكستانية وزجها في تلك الحرب من خلال واجبين الأول مواجهة مقاتلي القاعدة ومقاتلي طالبان أفغانستان أو المسلمين في مناطق القبائل والذي أطلقت عليهم إسم طالبان باكستان، وكان ذلك سببا في نشوء تنظيم طالبان الباكستانية، ولأسباب واضحة سنمر عليها بشكل موجز، فكان الإعلام الأمريكي قد وظف لإمكانات بشرية ومادية وحتى عسكرية ونفسية ضخمة ومنها مرتزقتها من العراقيين الذين جندتهم لإظهار العراق وكأنه يملك ترسانة أسلحة قادرة على فناء العالم خلال لحظات وبدأت تطبل وتزور بوجود علاقة بين العراق وتنظيم القاعدة، الذي شكلته هي بتمويل معروف المصادر وتهيئة ودعم لوجستي مكشوف وضغوط على الدول العربية والإسلامية على فتح مكاتب تجنيد للشباب المسلم بل وصل الأمر بالسماح لمنتسبي القوات العسكرية النظامية في بعض البلدان للتطوع للحرب في أفغانستان، لأجل حشدهم في حرب بالنيابة عن أمريكا وحلف الأطلسي ضد روسيا بإسم الإسلام والجهاد للدفاع عن أرض الإسلام ضد الإحتلال الشيوعي الكافر، وبتسليح وتجهيز وإسناد عسكري أمريكي، وهي تعرف أيضا أن من بين الدول العربية والإسلامية القليلة التي لم تشارك في دعم ذلك التحشيد للمسلمين كمرتزقة وتحشيد العرب المسلمين فيه النظام الوطني في العراق، بل كان النظام الوطني العراقي معادي له بشكل كامل ويعامله معاملة أي متطرف بإسم الدين من خونة الأوطان.


7. أما غزو أفغانستان وزج جيش وحكومة عميلهم القديم برويز مشرف في باكستان بالحرب التي وصلت ذروتها حتى باتت تقترب من حرب أهلية، لم يكن المقصود منه القضاء على حركة طالبان ومقاتليها، بل هو ذا بعد أكبر من ذلك، وهو تقويض العلاقات الروسية الهندية التي بلغت حد التحالف الإستراتيجي والشراكة مع روسيا، وأيضا العلاقات الصينية الباكستانية التي لا تقل عن علاقة روسيا والهند، ومن خلال ذلك تستطيع أن تطور وجودها السياسي والعسكري كدولة متفردة بالعالم وسارعت هي والكيان الصهيوني على إنشاء قواعد عسكرية ومصالح وإستثمارات في جمهوريات اللإتحاد السوفيتي السابق، وهذا لا أتوقعه خاف على المخابرات الروسية والصينية ولكن روسيا كانت تدافع عن وحدتها ومواجهة محاولة شرذمتها كدولة كبرى إضافة الى وضعها ومشاكلها الإقتصادية الشبه منهارة وقواتها ومنشآتها العسكرية التي توزعت في عدة بلدان صارت مستقلة عنها، ومن ضمنها منشآت نووية حساسة.


من يدرك ذلك بدقة ويفهم الأسباب التي تجعل كل الكتل والأحزاب الضالعة في العملية السادية (السياسية) ممن تجندوا في قوات الإحتلال ووافقوا أن يكونوا خدما لها ومنفذين لمخططها وعملاء علنيين وسريين للكيان الصهيوني، إضافة لإرتباط وتبعية كثير منهم بالنظام الإيراني الذي صار شريكا رئيسيا في العدوان، نعم يفهم ذلك بشكل كامل يعرف من الذين يقتلون العراقيين في المساجد والكنائس والأسواق والجامعات وحتى في بيوتهم، فهم عملاء الإحتلال العلنيين منهم والسريين أي من نصبهم الإحتلال حكومة ومن سمائهم دولة العراق الإسلامية حاشا الإسلام والمسلمين منهم ومن فجورهم.


تحية لشعب العراق العظيم الذي طالما قاد البشرية للخير والسلام والحضارة منذ الخليقة ولحد اليوم، وهو يدفع دماء أبنائه ليعيد للإنسان قيمته ويدفع عنه العبودية.


تحية للمقاومة العراقية البطلة التي قوضت مخطط الارهابيين والفاشست النازيون الجدد في جيوش الإحتلال بقيادة أمريكا زعيمة الإرهاب والعنصرية في الكون، وأفشلت مخطط جند الدجال في عدوانهم على البشرية.


تحية لطلائع الأمة وضميرها جند الرحمن شهداء وأحياء وهم يعيدوا للحياة معناها ويعيدوا أنسانية البشر عبر تصديه للبغي والفحشاء والمنكر.
عاش العراق .. النصر للأمة وللإسلام .. عاش البعث طليعة الأمة المؤمنة وحامل لواءها من أجل الوحدة والحرية والغذ المشرق.
لعن الله الكافرين والبغاة القتلة ومن حالفهم وتجند معهم.
والله ولي الذين آمنوا، وهو القوي العزيز ذو الإنتقام.

 

 





الاثنين٠٢ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٨ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة