شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما يسيء الأجانب من غير المسلمين إلى القرآن الكريم أو الرسول الأعظم (ص) وأزواجه أمهات المسلمين  أو الصحابة رضوان الله عليهم جميعا، فإننا نعد تلك إهانة كبيرة اتجاه المسلمين وهذا حق الذي لا خلاف عليه، من ثم تبدأ مسيرة الغضب باول خطوة وهي الغضب باشكاله المعبرة من ثم التنديد لتنتهي بالتهديد ونهاية المطاف الهدوء والنسيان. واحيانا نطالب بعقوبة المسيء ونبالغ في ردة فعلنا فلا نكتف بعقوبة من أساء للاسلام كفرد فنطالب بمقاطعة الدولة التي ينتمي إليها المسيء حتى لو أعلنت رفضها لإساءته. لكن عندما يسيء المسلم إلى هذه الرموز ينخفض مستوى غضبنا ونتساهل في مطالبنا رغم إن الإساءة واحدة وقد تكون أشد وهي فعلا كذلك. فإهانة المسلم لدينه ورموز الإسلام أشد وقعا وألما من الأجنبي الذي لا يعرف الإسلام معرفة صحيحة أو لديه صورة مشوهة عن الإسلام صنعها الاعلام الغربي الذي يقتنص أخطائنا أو يبتكرها أو يجسمها.

 

زادت الامور حدة ضد الاسلام بعد إنتشارفايروس العولمة الجديدة ومفاهيمها الظالمة كالأسلمة والعنف الإسلامي والتطرف الإسلامي والإرهاب الإسلامي وغيرها من المصطلحات المسيئة لنا كمسلمين.

 

رغم ان الارهاب وتعاريفه الحديثة تؤكد بانه ليس للارهاب وطن ولا هوية ولا جنسية ولا دين ولا قومية ولا لون، لكن مع هذا، هناك إصرار غربي لربط الارهاب بالاسلام، واحدث نموذج غربي لكراهية الاسلام  مؤخرا قيام مؤسسة صهيونية نفطية في اوربا بتوزيع شعار ارهابي جديد على محطات تعبئة البنزين بيافطات كبيرة للفت الانتباه خط فيها( نفط  من غير إرهاب) أي غير مستورد من الدول الإسلامية الراعية للأرهاب! بالطبع وفق المنظور الصهيوني والاوربي للاسلام، وهذا الموضوع خطير ويحتاج الى المزيد من الدراسة والتحليل بغية التعامل معه بطريقة علمية.

 

هناك قول مشهور للماريشال ( BUGEAUD") بأنه" إذا أخذت جمجمة لمسيحي وجمجمة لمسلم وتركتهما على النار تغليان في قدر واحدة لمدة مائة سنة فإنك ستحصل على نوعين مختلفين من المرق) وطبعا مرقة المسيحي جيدة المذاق والمسلم رديئة! ويذكر الكاتب( دي كايكس) بأن " التعريب يعني الأسلمة، أي إحكام قبضة ديانة من أهم أركانها الجهاد المقدس ونشر لغة بإمكانها أن تصبح وسيلة لنشر أفكار معادية). فإذا كان الإرهاب مرتبطا بالاسلام, والدين الإسلامي يحرض على الإرهاب والعدوان كما يصوره سياسيو وكتاب الغرب ويشيعوه بين شعوبهم ويثقفون حتى اطفالهم به! فلماذا لا يكون(ربط الدين بالإرهاب) قاعدة عامة تشمل جميع الاديان؟ وليس قاعدة خاصة تقتصر على المسلمين فقط كما يجري حاليا.

 

بمعنى آخر: لماذا لا يطلق على الإرهاب الصهيوني تسمية الإرهاب اليهودي او غزو العراق وافغانسان بالإرهاب المسيحي؟ علما بأن هذين الغزوين من أشد أنواع الإرهاب ضررا وتدميرا، ولا يضاهيهما إي ارهاب آخر. فحصيلتهما مرعبة بكل المقاييس السماوية والوضعية من حيث الخسائر البشرية والمادية الناجمة عنهما، وهي مثبتة باحصائات دولية دقيقة، وبعضها صادرة من منظمات امريكية واوربية مسيحية وليست اسلامية.

 

إن ال(400) ألف وثيقة سرية التي نشرها موقع ويكيليكس مؤخرا وأثارت ضجة كبيرة في كل دول العالم ( ماعدا العراق! فلا شعب تظاهر ولا حوزة نطقت ولا حكومة علقت وهذا امر فريد في نوعه يحتاج الى نظرية جديدة في علم الاجتماع لفهم نفسية وشخصية العراقي وحوزته الراشدة. وليس طروحات المرحوم علي الوردي) بشان قتل المدنيين العراقيين من خلال القصف الأمريكي الأهوج والرمي العشوائي للمدن العراقية الآمنة وكذلك حالات التعذيب في السجون من قبل المبشرين بالديمقرطية من الامريكان والانكليز وعملائهم العراقيين. حيث أظهرت الوثائق أن أكثر من (15 ) ألف مدني قتلوا في حوادث لم يتم التبليغ عنها.  وأفادت المدونات بوقوع (66081) جريمة قتل خارج إطار القتال من بين (109 ) آلاف وفاة.

 

اليست تلك الجريمة إبادة لشعب كامل وتمثل الإرهاب في أبشع صوره وفق معايير القانون الدولي وميثاق الامم المتحدة؟ الا يتحمل العالم المسيحي وزر هذه الجريمة بحق العالم الاسلامي؟

 

من يجادلنا بانه لا علاقة للدين المسيحي بالحروب على العراق وافغانستان نذكره بهذا المقطع من الكتاب المقدس(الإنجيل) الذي خط على الطائرات الحربية التي قصفت العراق وهو ((اذا ارتفعت على اجنحة الفجر، واذا هبطت على الجانب البعيد للبحر، فحتى هناك سترعاني ايديك وسترفعني يدك اليمنى سريعا، يا الهي)) وقد عرضت الكتابة على الرئيس بوش فابتسم دون تعليق.

 

ان خسائر الأمريكان نتيجة إنهيار برجي التجارة في نيويوك والذي ما تزال اسبابه موضع شكوك لدى الامريكان انفسهم، تمثل نسبة تافهة لا تقارن مع خسائر العراق الجسيمة, ومع هذا نستذكر حينها كيف أقام الأمريكان والأوربيين القيامة على المسلمين! وشهد العالم حملة إعلامية ضد الاسلام لا نظير لها في التأريخ الحديث ونجم عن ذلك حروبا مدمرة بمبررات سخيفة وخسائر مهولة. إذن! الا يحق لنا على سبيل المثال إطلاق تسمية ( الإرهاب المسيحي) على غزو العراق وافغانستان والدول المتضررة من سياسات امريكا والغرب؟ لكن من يجرؤ على إطلاق هذه التسمية ويسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية دون خوف؟ فنحن المسلمون مع كل الأسف أضعف خلق الله على الأرض.

 

عندما كان ابن لادن ورهطه يقاتلون الغزاة الروس في افغانستان بدعم امريكي كامل اطلق عليهم الرئيس الامريكي حينها صفة ( المجاهدون المحررون ) لكنهم عندما بدءوا معاركهم ضد المصالح الامريكية تغيرت صفتهم من الجهاد والتحرير الى الارهاب! كيف نفسر هذه الازدواجية؟

 

وهل يا ترى سيكون موقف الفاتيكان باردا كالثلج كموقف الازهر الشريف وحوزة النجف تجاه مثل هذه التسمية؟ ام ستكون ردة فعلهم حرب مقدسة على المسلمين؟ تلك الحرب التي أعلنها المجرم بوش الأصغر ومن ثم أعتذر عنها لاحقا كونها زلة لسان! وكل العالم يدرك انها زلزال وليست زلة لسان، الى ان تكشفت الحقائق تدريجيا.

 

ونطبق نفس المعيارعلى الارهاب الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني المناضل. ونستذكر في هذا الصدد استياء السيدة إلكانا وهي ناشطة في مجال حقوق الانسان( منظمة مراقبة حواجز التفتيش Checkpoint Watch) من عبارة وجدتها في نقطة حراسة اسرائيلة تذكر (( العربي الجيد هو العربي الميت)) فهل يمكن اطلاق تسمية ( الإرهاب اليهودي) على الانتهاكات الصهيونية الخطيرة ضد الشعب الفلسطيني؟ وكذلك الامر بالنسبة لبقية الاديان غير السماوية عندما ترتكب الحكومات جرائم كبرى بحق الشعوب الاخرى. فنعلق الجرائم بحق الدين الرسمي للدولة! ونعفي النظام السياسي منها.

 

 





الاربعاء٠٤ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضحى عبد الرحمن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة