شبكة ذي قار
عـاجـل










كنت قد كتبت مقالا قبل اكثر من عامين انتقدت فيه بشده الديمقراطيه الاستعماريه  تميزا لزيفها واحتراما للديمقراطيه الشعبيه,كما اوضحت ان دولا مثل دولنا لن ينالها الخير في ظل هذا النظام طالما ان هناك وحوشا تتستر وترعى الديمقراطيه المزيفه كرعاة البقرالامريكان وقلت ايضا , انما نحن بحاجة الى نظام مركزي في ظل حاكم قوي وعادل وقضاء نزيه واعلام منضبط يكون طريقنا الوحيد لاعادة حقوقنا وصيانة استقلانا والحفاظ على ثرواتنا ووحدة شعبنا واراضينا  ويوما بعد آخر تتأكد مصداقية هذه الرؤيا منذ جريمة غزو العراق بفصولها المعلنه والخفيه من جرائم ابو غريب والجادريه وديالى والمثنى الى عمليات الاغتصاب والاعتقال العشوائي والقتل والتهجير وليس آخرها فضائح نصف مليون وثيقه بما عرفت فضيحة ويكيلكس ,اما عن تشكيل الحكومه فحدث ولاحرج فقد اصبحت مهزله من المهازل التي لم يشهد لها مثيلا ولازال الحبل على الجرار ولكن ليس مهزلة الديمقراطيه الاستعماريه تنحصر في العراق وانما في اماكن كثيره من العالم المغلوب على امره  واهم مايجب التركيز عليه وفضحه  هو ازدواجية تطبيق هذه الديمقراطيه فهي سيوف مسلطه على رقابنا بينما يستخدمها الآخرون لاحكام قبضتهم على حركة مجتمعاتهم رغم تبجحهم بها .

 

فقد اطلعت قبل يومين الى مقال للكاتب عبدالباري عطوان في مقالا له  نشر في 5/11 على صحيفته القدس عربي اثر مشاركته بمؤتمرا حول دور الاعلام في بناء الجسورالتواصل بين الثقافات والديانات الاسبوع الماضي فيقول أن اي انتقاد لليهود يعتبر 'عداء للسامية'، واي تهجم على السود يعتبر 'قمة العنصرية'، اما التطاول على الاسلام فيعتبر 'حرية تعبير'. هذه هي الحقيقة المرة. فبينما توجد قوانين تحرم وتجرم معاداة السامية او انكار المحرقة (هولوكوست) لا توجد اي قوانين تجرم العداء للاسلام .

 

اما الدكتور اكمل الدين احسان اوغلو امين عام منظمة العالم الاسلامي فقد اثار نقطة مهمة للغاية في نفس المؤتمر عندما تساءل مستغربا تصاعد الحديث هذه الايام عن ضرورة اندماج المسلمين في المجتمعات الاوروبية التي يعيشون فيها وذلك في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، وقال 'اذا كانت اوروبا والغرب يدافعان عن حقوق الاقليات في العالم بأسره، والاسلامي فيه على وجه الخصوص، فلماذا يتحدثون عن اندماج عندما يتعلق الامر باوروبا.. هذا يظهر مجددا مبدأ الكيل بمكيالين .

 واشار عطوان في نفس المقال  الى خطاب ألقته المستشارة الالمانية انجيلا ميركل التي تعتبر خامس اكثر الشخصيات العالمية تأثيرا حسب مجلة 'فوربس'، خلال المؤتمر الاقليمي لحزبها المسيحي قبل اسبوعين، وقالت فيه ان نموذج التعددية الثقافية قد فشل، ولا بد من اندماج المهاجرين في المجتمع الالماني، والقبول بثقافة واحدة مهيمنة هي الثقافة الالمانية )).

 

من جانبي اعد هذا التصريح لميركل الاحدث في كشف زيف ادعاءاتهم الديمقراطيه ففي الوقت الذي يتباكون فيه على حقوق الاقليات في الوطن العربي على وجه الخصوص , ونحن ضد انتهاكها ويطالبون بأقاليم لهم على طريق فصلهم عن الجسد الام بعد ان قسموا الوطن الى دويلات في ساكس بيكوا الاولى تجدهم يضعون القوانيين والضوابط لدمج الآخرين في مجتمعاتهم وصلت الى حد منع الحجاب في فرنسا وعدد آخر من اوربا ولسان حالهم يقول تفتيت الامه العربيه والاسلاميه امر فيه نظر اما اي نشاط للمسلمون ولو ارتداء حجاب امرا لايغتفر. 

 

عموما لسنا بصدد كشف ازدواجية المعايير والكيل بمكيالين ولا بصدد نقد الديمقراطيه الليبراليه فهذا يحتاج الى وقفات طويله وانما هي اشارات من بعيد جعلتني العن ابو الديمقراطيه لابو راعيها لشدة الحيف الذي يقع علينا وهي على وزن ابيات شعر لملا عبود الكرخي الذي استقاه من شابه تتعرض لظلم صاحب العمل وأخذت تدندن مع نفسها تعبيرا عن همومها فيقول الملا عبود نقلا عنها :

 

ذبيت روحي على الجرش وادري الجرش ياذيها

ساعة واكسر المجرشه وانعل ابو راعيها

ساعة واكسر المجرشه بحركة واشد حزامي

وامشي وره الذبهه الوكت وانشد على قسامي

 

ونحن نقول

نظل نقاوم هذا الظلم  رغم الاذى بيها

غزونا بحفنة جذب  دنشوف تاليها

ساعة ويهيج الشعب بحركه ويشد حزامه

وينعل ابو الديمقراطيه لابو بوش واوبامه

 

 





الاربعاء٠٤ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٠ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فيصل الجنيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة