شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما صنف المالكي العام الماضي مسيحي العراق تصنيفا شاذا  ( الجالية المسيحية في العراق )  يكاد ان ينحصر تحلييل كلامه في اتجاهين أولهما ان معرفة المالكي بتأريخ العراق لا تتجاوز معرفة بدوي يعيش في الصحراء بعلوم الحاسوب وهذا الأمر لا يتناسب مع عقلية أجل جاهل في العراق لأنه لا يوجد عمن لا يعرف من هم المسيحيون ودورهم الريادي في تإريخ العراق سواء القديم أو الحديث. ولا نبالغ في القول إن العراق بدون المسيحيين ما هو عراقنا هذا. من جهة ثانية ان هذا المنطق الاعوج لا يتناسب مع الشهادات العلمية التي يزعم المالكي بأنه حصل عليها. والأمر الثاني ان الحس الطائفي عند المالكي ارتفع منسوبه ففاض على الحس المذهبي من ثم هدم سد الحس الديني. وهذا التحليل له مبررات مقولة ومقبولةعلى أرض الواقع. فعندما يتجاوز الحس المذهبي الحس الوطني فأنه يتمكن من تجاوز القيم الأخرى كافة بسهولة.

 

من المؤسف أن ردود الفعل تجاه هذه المقولة المنكرة لم تكن تتناسب مع وقعها الشديد سواء داخل العراق أو خارجه, علما أنه لم يجرأ حاكم في تأريخ العراق على اعتبار المسيحيين جالية! فقد أقتصر النقد على بعض الكتاب الوطنيين المعروفين بمواقفهم المميزة من الإحتلال الغاشم وحكومة الأحتلال في العراق واستيا صامت عند المسيحين. والغريب ان العالم المسيحي والمنظمات الدولية تجاهلت هذا الأمر أيضا. مثلما تجاهل العالم الإسلامي إدعاء الرئيس بوش بأن غزو العراق جاء كرسالة سماوية لحضرة النبي الأزعر. وقد شجع هذا التغاضي المالكي على تجاهل حقوق المواطنيين العراقيين المسيحيين الأصلاء. فالمسيحي أمسى متضامنا في أوجاعه مع أوجاع الأقليات ذات المظلومية الجديدة التي فرضها عليهم أصحاب المظلومية السابقة.

 

المسيحي كما عبر احد المفجوعين بعملية كنيسة النجاة الإرهابية أمسى منبوذا غير مرحب به في وطن سكنه أجداده منذ آلاف السنين وثبتوا فيه أعمدة الحضارة, واستمروا في عطائهم المميز في تأريخه حتى الوقت الحاضر. ولكن بصورة أعم يمكن القول ان العراقين جمعيا ما عدا أصحاب المظلومية السابقة أمسوا منبوذين في العراق المحتل وهم يجرعون يوميا سموم الطائفية وافرازاتها الكريهة. فتعيين مسيحي مثلا في إحدى وزارات الأحزاب الإسلامية صار ضربا من المستحيل رغم ان معظم الوزارات باستثناء الوزراء الاكراد يتوزرها كوادر من الاحزاب الاسلامية المشبوهة. فالتعيين في زمن الفتح الديمقراطي الأمريكي يحتاج إلى تزكية من الأحزاب الحاكمة يؤكد مظلوميته حتى لو كان يتمتع في النظام السابق بكل الإمتيازازات.  والمناصب العليا في الدولة تحتاج إلى تزكية إضافية من الجانب الإيراني بعد ان سطع نجم الولي الفقيه وأفل نجم النفوذ الامريكي. فمن يزكي المسيحي إذن لدى حكومة لاتعترف بأهم شريك لها في الوطن فما بالك بما تعتبره جالية؟

 

لم يكن أمام المسيحيين في العراق المحتل إلا طريقين أما البقاء في الداخل لإداء الواجبات المنوطة به وتجاهل الحقوق المترتبة لصالحه أي العيش تحت مظلة الإرهاب الأمريكي- الأيراني- القاعدي- الحكومي, في إنتظار الفرج البعيد المنال. أو النزوح إلى الخارج بعد إنهاء كافة المتعلقات بهم كمواطنين أو  ( جالية كما أشار المالكي ) !. إنها أشبه بهجرة اليهود العراقيين في النصف الأول من القرن الماضي وهو ما نسميه (  بطاقة ذهاب فقط )  والحق كل الحق معهم ولا مجال للوم مطلقا. فلا خير في وطن يرحب بالإجانب ويعاملهم كمواطنين أصلاء  ويطرد أبنائه ويعاملهم كمنبوذين... فبئس الوطن هذا.

 

ولكن حكومة المالكي بالمرصاد للمهجرين! فقد حرمتهم من فرصة الهروب من حكومة لا تريدهم ووطن تنكر لهم ولاحقتهم في كل بقعة من العالم  بحجة الحاجة اليها في التنمية المزعومة التي فشلت في إصلاح وتعمير معمل واحد بناه النظام السابق. فحكومة المالكي تضغط على الدول الغربية لتشديد ضغوطها على مسيحي العراق وتطالب بعودتهم في مفارقة غريبة! المالكي يطبق بجدارة سياسة" لا ارحمك ولا أخلي الله يرحمك". مما حدا بالأب بطرس يوسف ان يصرخ بأعلى صوته من فرنسا عسى أن يستيقظ العالم من غفوته ليدرك حقيقة من يحكم العراق وكيف يعيش شعبه قائلا" على المالكي أن يحمي المسيحيين وباقي الأقليات الاخري في العراق بدلا من مطالبتة دول العالم بعدم تشجيع هجرة المسيحيين من العراق". وخاطب الأب يوسف المالكي مطمئنا بأن المسيحيين ليس لهم مطامح في الحكم ليحاربهم كما هو شأنه في محاربة كل من يقف ضده، بقوله" إن مسيحيي العراق ليس لديهم طموح للحكم ويرغبون في العيش بسلام". وطالب الأب يوسف مجلس الأمن بإتخاذ خطوة لحث دول العالم على تحمل مسؤولياتها في حماية المسيحيين والأيزدية والصائبة.

 

حتى المسيحيين القاطنين في القرى النائية لم يسلموا من ملاحقة الإرهابيين فقد أمتدت إليهم أذرعه الدموية الطويلة ولوت أعناقهم الطرية اليانعة بلا رحمة. فالقرى المسيحية في الموصل مثلا كانت في مواجهة حادة مع الميليشيات الحاكمة وتنظيم القاعدة والبيشمركة مع إمكانات تعد معدومة. لذلك النتيجة دائما مأساوية بكل المقاييس والقيم،. ولم تشفع لهم احلامهم السياسية المحدودة.

 

مسلسل الإغتيال لكبار العلماء والأطباء والأكاديميين والقساوسة علاوة على تفجير الكنائس كان يجري على قدم وساق نتيجة لغياب دور الحكومة، بل ومشاركة أطراف منها في هذه الأعمال الإرهابية والهدف لا يغرب عن بال لبيب. فقد أقسم رئس الوزراء السابق إبراهيم الجعفري بأنه سيخلي بغداد من السنة. ومن المؤكد من يبغي تحقيق هذا الهدف الوسخ سيكون ملزما بأن يخليها أيضا من المسيحيين فكلاهما غير مرغوب به في زمن الإحتلال العاهر. ومن المؤسف أيضا ان دور الفاتيكان في هذه المذابح لم يتجاوز موقف الأزهر الشريف من إحتلال العراق فموقفهما أبرد من قالب ثلج.

 

لذلك لم تكن العملية الإرهابية الجبانة التي أستهدفت أبناء العراق الأصلاء في كنيسة النجاة بمعزل عن تدمير الجوامع وحرقها عام 2006. وإن زيارة المالكي لجرحى الكنيسة إنما هو لذر الرماد في العيون عن فشل قواته في اخلاء الرهائن, والحكومة التي تعجز عن حماية كنيسة لا يمكنها ان تحمي مدينة فما بالك بالعراق كله! ولا أجد مبررا لزيارته جالية حسب مفهومه ورفضه زيارة مواطنيه في التفجيرات الإرهابية السابقة أو اللاحقة؟

 

لكن هناك مجموعة من المؤشرات المثيرة قد تساهم في رسم ملامح الجهة المنفذة ولم تأخذها حكومة الإحتلال بعين الإعتبار لغاية في قلب يعقوب! مما يعزز الشكوك بأن الحكومة أو أحد الأحزاب الحاكمة طرف في الموضوع وهذا ما سنتحدث عنه.

 

العملية التي استهدفت كنيسة النجاة تتضمن الكثير من الطلاسم وفق طروحات الحكومة وقادتها الميدانيين او وفق ما أدلى به الشهود الذين خرجوا سالمين بحمد الله من المجزرة البشرية. فالعملية بالأساس إستهدفت سوقا للأورق المالية أو هكذ بدأت ولم تكن تستهدف باديْ الأمر الكنيسة التي جاءت عرضا للسرقة. وليس من المنطق أن ينفذ الارهابيون العمليتين في آن واحد. فمن يستهدف سرقة الأموال على سبيل المثال ما الغرض منها إذا كان مقررا له ان يجري عملية إنتحارية يضيع فيها نفسف وتلك الأموال؟ لذلك كل ما بني على هذا الأساس لا قيمة تذكر له. ويعزز هذا الرأي ان الطروحات التي كررها الأرهابيون بين ضحاياهم كانت لمجرد التمويه أو تحويل الأنظار عن هدفهم الأساسي كما سنوضح لاحقا.

 

كما ان المعلومات الأمنية تؤكد بأن الكنيسة ولاسيما أثناء الآحاد والمناسبات الدينية تكون محمية من قبل الشرطة السيارة، وأنها كانت مواظبة على الحضور أمام الكنيسة ماعدا اليوم الذي نفذ فيه الإرهابيون عمليتهم الخسيسة! فما سبب إنسحاب الدورية ذلك اليوم المشؤوم فقط؟ ولماذا لم يحقق مع أفرادها وأطمس أثرها؟ من جهة أخرى كيف تم تمرير كل ذلك السلاح والذخيرة أمام سيطرات لاعد لها؟ فالإرهابيون كما ذكر الشهود استمروا في إطلاق النار لمدة تزيد عن الساعتين والنصف. سيما ان المنطقة تسيطر عليها احدى ميليشات الأحزاب الحاكمة وهي كما معروف تنفذ مشروعا إستيطانيا في المنطقة لصالح اجندة دولة مجاورة وتبغي تفريغ المنطقة من سكانها. وإذا ذكر بعض المسئولين وجود خرق أمني فهذا اعتراف ضمني بأنه في الاجهزة الأمنية تنظيمات ارهابية وستطمس كل الاثار مثلما جرى في التفجيرات السابقة كالأربعاء والأحد والثلاثاء الدامية.

 

سيطر الإرهابيون على الموقف من الساعة الخامسة عصرا حتى الساعة الحادية عشر مساءا كما ذكر شهود عيان دون ان تقوم القوات الحكومية بأي أجراء يذكر. علما انها تسلمت معلومات تفيد بأن الإرهابيين يقتلون رواد الكنيسة! ولو افترضنا جدلا عدم وصول تلك المعلومات فأن وجودهم قرب الحدث ينبأهم عما يجري داخل الكنيسة سيما أن أصوات الأنفجارات والحرائق من داخل الكنيسة تكشف للأعمى عما يجري في داخلها. فما السبب وراء تأخير أقتحام الكنيسة وإنقاذ الرهائن قبل أن يلاقوا حتفهم؟

 

لقد شبه أحد الشهود القوات الموجودة قرب موقع الحدث كأنها خارجة في نزهة وليس في عملية أمنية ضد الإرهاب! وإنهم لم يعيروا لكلامه أهمية عندما ابلغهم بأنه يعرف جميع مداخل ومخارج الكنيسة ويمكنه  إدخالهم دون أن يلفت إنتباه الإرهابيين. فلماذا تم تجاهل هذه المعلومة المهمة وهل هو تجاهل فعلا أم ان هذه القوات لم تتدخل فورا لغاية ما؟ حتى قوات محاربة الارهاب التي دخلت الكنيسة فقد تأخرت أكثر من ثلاث ساعات قبل وصولها للكنيسة ومركزهم في قلب العاصمة! ولو جاءوا مشيا على الأقدام وتناولوا وجبة طعام ساخنة في أحد المطاعم لوصلوا قبل هذا الوقت. كما إنهم تأخروا ساعتين بعد وصوله الكنيسة قبل دخولها! ويفترض انها قوات تدخل سريع وليس بطيء فهل التأخير كان مقصودا؟ الغريب انها دخلت ولا نقول اقتحمت الكنيسة لأن العملية الارهابية انتهت قبل دخولهم وحسب ارادة الارهابيين وليس إرادتهم! فهل هناك اتفاق مع الارهابين أم مجرد صدفة في توافق التوقيتات بين الجهتين؟

 

من العجائب انه لم تكن في موقع الحدث قيادة موحدة مسئولة عن التخطيط والتنفيذ ولا غرفة عمليات مشتركة من وزارتي الدفاع والداخلية وقوات الأمن وقوات بغداد وأخيرا قوات محاربة الإرهاب لمعالجة الموقف سيما ان كل دقيقة تمرً حصادها روح أحد الرهائن! فكل طرف لا يعرف ما يخطط له الطرف الأخر ولا علاقه له به. جميع القوات المتواجدة كانت في إنتظار حضور قوات مكافحة الإرهاب التي بدت إنها الاكثر حظوة من بقية الأجهزة لدى المالكي، فقد عبر أحد أفرادها بأنه سيقتل أي شرطي يدخل الكنيسة! رغم أن  ( أبطاله )  أي - قوات مكافحة الإرهاب- كما ردًد احد قادتها الميدانيين عشرات المرات قد دخلوا الكنيسة بعد فوات الأوان، وأقتصرت مهمتهم البطولية على إرشاد الناجين لطريق الخروج من الكنيسة كأن الأمر معضلة! مع ترديد كلمة ( كولي الله ) .

 

والأشد حيرة هو خروج الناجين من الكنيسة دون تحقيق هوياتهم، ومعرفة فيما إذا كان بينهم مندسين من الإرهابيين سيما ان الشهود أكدوا بأنهم لم يروا وجوه الإرهابين، وإقتصر الأمرعلى سماع أصواتهم فقط. وهذا يعني ان القوات التي دخلت الكنيسة كانت واثقة قبل دخولها من إنتهاء العملية الإرهابية بالشكل المطلوب! لذا لم تكترث بالتحقيق من وجود ارهابيين على قيد الحياة. كما إن الشهود الناجين أكدوا بأن الأرهابين كانوا يتصرفون بطبيعة هادئة لا تتناسب وحجم الجريمة. ودون ان يقلقوا من إقتحام القوا ت الحكومة للكنيسة أو يتخذوا إجراءات لمواجهتم كما يفترض.

 

كما ان الإدعاء بأن مطالبهم تتلخص في إطلاق سراح سيدتين قبطيتين إستسلمتا في مصر واحتجزتا في كنيسة قطبية، إنما هو تبرير سخيف لا يمكن قبوله. فما شأن مسيحي العراق بأقرانهم الأقباط وهم لا يتبعون نفس الكنسية؟ ولماذا تنفذ العملية في العراق وليس مصر؟ طالما ان الرهينتين في مصر. مما يسهل عملية تحريرهن والتأكد من تحقيق شرطهم. وإن كان الغرض هو حقا المساومة بشأن السيدتين القطبيتين فلماذا قاموا قبلها بسرقة سوق للأموال. ولماذا لم ينتظروا رأي الجانب المصري في مطالبهم. وهل يجوز لمن يساوم أن يقتل الرهائن قبل أن يبدأ مفاوضاته. ولماذا لم تفاتح حكومة المالكي نظيرتها المصرية بشأن مطالب الإرهابيين. ولماذا أعتقلت قوات المالكي الخاصة (  وليس قوات الجش والشرطة )  الإعلاميين من قناة البغدادية اللذين سربا خبر أحتجاز الرهائن في الكينسة ومطالبهم؟ ولماذ لم يطالب تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق بإطلاق سراح عدد من قادته المعتقلين في سجون المالكي بدلا من إطلاق سراح رهينتيين في مصر؟ فأي أهم بالنسبة للتنظيم؟

 

هناك العشرات من علامات الإستفهام أمام تصرف حكومة المالكي المثير للشكوك تجاه العملية الإرهابية. فالحكومة التي تعجز عن معالجة موقف محدد في كنيسة صغيرة لا يمكن أن تنجح في بسط الأمن في قرية صغيرة وليس في محافظة فحسب أما الوطن فنتركه جانبا؟ والحكومة التي تكذب على شعبها في إطلاق تصريحات خادعة من وحي مخيلتها لا يمكن أن تنجح في قيادة شعبها للسلم والأمن. فالتصريحات التي صدرت من القادة الميدانين بأن عملية إطلاق سراح الرهائن كانت ناجحة ومميزة وبلا خسائر كانت كذبا في كذب ولكن لا حساب للدجالين! لسبب بسيط وهو أن الكذب والدجل في خدمة حكام الاحتلال فقد عاشوا بكذبة وجاءوا بكذبة وحكموا بكذبة وانتخبوا مرتين بكذبة. ولنا موعد قادم مع مسلسل طويل من حلقات الارهاب. بإخراج امريكي صهوني، وإنتاج إيراني, وبطولة تنظيم القاعدة وحكومة الاحتلال. عسى أن ينال إستحسان العراقيين الذين أستحسنوا أداء الأبطال فصوتوا لصالحهم.. فهنيئا لهم على تصويتهم الصائب... وهنيئا لمن دعمهم وزكاهم وباركهم.

 

قبل أن أنتهي من كتابة المقال كنا نناقش الموضوع مع عائلة مسيحية صديقة في زيارة لنا فإنبرى طفلهم قائلا: " لو كنت شرطي لرميت قنابل غازية ومسيلة للدموع داخل الكنيسة وأخرجت الجميع بسلام وقبضت على المجرمين"! لم أعلق على ما قال لربما هي الدهشة التي أفزعتني من بصيرته النافذة. ولكني قررت أن أوجه سؤاله البريء إلى القادة العسكريين والمحللين الإستراتيجيين، عسى أن يناقشوا حل المشكل من وجهة نظر طفل لا يتجاوز العاشرة من عمره.

والملاحظة الأخيرة! ألا تتفق معي عزيزي القاريء بأن حادثة كنيسة النجاة أطفأت نار وثائق ويكيليكس المستعرة؟ أو على الأقل قللت من وهجها.

حسنا! لمصلحة أي طرف جرى ذلك؟ أم هي مجرد صدفة؟

 

 





الاحد٠٨ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي الكاش نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة