شبكة ذي قار
عـاجـل










 

بسم الله الرحمن الرحيم

 (( وَلَئِنْ قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوْ مُتُّمْ لَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (١٥٧) )) آل عمران

 

 

 

أكتب لك رسالتي لتقرأها من عليين وأنت بجوار الرفيق الأعلى رب العرش العظيم , أقول هنيئا لك ياسيدي نلت الشهادة , سبقتنا إليها , والسبق جاءك يسبق الريح طوعا لأمر ربه , أوهبك إياها الوهاب الكريم جزاءا بما كنت تعمل لرفعة الدين , لإعلاء كلمة الله .       

 يا سيدي إنني والله أحسدك على مقامك الذي رأيتك فيه ورآه القاصي والداني .

 

رأيناك وأنت تصعد على سلم العقيدة وامتطيت المجد واعتليته , كما قال شاعرنا شاعر البعث ( ولما سلكنا الدرب كنا نعلم ـ بأن المشانق للعقيدة سلم ) .

نعم جعلك الله في عليين من اللحظة التي جاؤوا بك هؤلاء الأوغاد ( عملاء المحتل ) إلى المشنقة مكبلا بالسلاسل خائفين منك , وترتجف فرائصهم منك لأن الله زرع الرعب في قلوبهم , وثبت فؤادك وامتنعت من ارتداء القناع وأنت تعلو خشبة الإعدام  شجاعة وبطولة وبسالة منك كما عهدناك ليريكهم الله من عليين وهم أسفل نعليك وأنت تسخر منهم , وعرفنا أنك قلت لهم بأنهم أراذل البشر أذلاء صغار عملاء جبناء قلوبهم سوداء وخسئوا وأصابهم الخرس ولم يتجرأ أي واحد منهم أن يتفوه ولو بكلمة واحدة وأنت مصفد اليدين والقدمين .

 

رأيناك فرحا مبتسما تزفك ملائكة الرحمن في يوم عرسك إلى قاصرات الطرف اللاتي حضرن فرحات بك وأنت تراهن رأي العين وتبتسم لهن وقلبك مليء غبطة وسرورا بجنة الخلد التي وعد الله بها الشهداء والله لا يخلف وعده .

 

ورأيناك فكانت كل لحظة من لحظات صعودك إلى العلا ( المشنقة ) تعلمنا فيها نحن رفاقك وكل الخيرين في العالم كيف يتسلق المؤمن الأمين الصادق سلم المجد في كل الظروف ومهما ادلهمت الخطوب , رأيناك قويا صامدا شامخا تزهو وتفخر وتفاخر بمبادئك مبادئ السماء وتزهو برجولتك , فوالله لقد ازددنا همما وتصميما وعزما وصبرا ومصابرة ومرابطة في المقاومة لتحرير عراقنا العزيز هذا البلد الطيب , هذا البلد الذي أعزه الله العزيز فأنجب أنبياء ومرسلين عليهم وعلى نبينا المجتبى محمد أفضل الصلاة وأتم التسليم وصحابة أجلاء رضي الله عنهم وأرضاهم أجمعين , وشهداء عظماء يتقدمهم حيدر الكرار البطل المغوار علي بن أبي طالب .  

 

فيا سيد ورفيق وشقيق وأخ وأب كل بعثي وبعثية وكل العراقيين والعرب الشرفاء نم قرير العين فو الله  لا ولم ولن نهدأ ولن تهدأ المقاومة العراقية العربية بكل فصائلها حتى يتحرر العراق الذي فديته بروحك الطيبة الطاهرة .

لن نستكن حتى يسلم الشرف الرفيع من الأذى , شرف العراقيات والعربيات .

 

نم قرير العين يا سيدي  وأبشرك بأن من يقود الجهاد في كل البلاد هو صديقك وشقيقك ورفيقك في كل دروب النضال منذ أن كنتما شابان يافعان إنه الرفيق الذي زاده الله شرفا ورفعة فأصبح شيخ المجاهدين بصبره ومصابرته ومرابطته وتقواه فوالله لقد أفلح الرفيق الأستاذ عزة إبراهيم بقيادة الجمع المؤمن بشجاعته ورباطة جأشه وبسالته وفطنته التي عهدتها فيه ونحن كذلك عهدناها فيه , لقد اختاره الله ليكون خلفك الصادق الأمين فإنه ونحن على القسم والعهد باقون مستلون سيوفنا التي سوف لن تعرف الغمد حتى يتحقق نصر الله .

 

نم قرير العين يارفيق البعث وكل الشرفاء , وليعرف العدو قبل الصديق , وليعرف كل الشرفاء في العالم , وليعلم كل خائن وعميل وجاسوس أننا سلكنا درب البعث طريق المؤمنين الذي اختطه وارتضاه ربنا لعباده الصالحين لنصرة دين الله بأننا قد أقسمنا ومهما بلغت التضحيات سنحرر العراق بعون من الله وبنصره القريب المبين .

 

وسنجعل عراقنا الحبيب قبلة لأمتنا العربية المجيدة لنبعثها من جديد لتستعيد قدرتها في حمل رسالتها الخالدة رسالة السماء السمحاء ولتكون قبلة لكل البشرية في مشارق الأرض ومغاربها لتجدد خدمتها للإنسانية التي عذبتها الصهيونية العالمية ومن تعاون معها من الحاقدين على الإسلام الذي حررهم من المجوسية المشركة ومن الذين اصطفوا مع اليهود الصهاينة من أصحاب رؤوس الأموال التي حصلوا عليها من السحت الحرام بظلمهم وكذبهم واستغلالهم لطبقة العمال والفقراء وبدجلهم وسرقتهم أموال وخيرات الناس وخاصة أموال وخيرات أمتنا العربية المجيدة الخالدة وكذلك معهم أراذل البشر ممن سقطوا في وحل الخيانة والغدر .

 

إنك ياسيدي الأكرم منا جميعا , هذه هي مقولتك ( الشهداء أكرم منا جميعا ) , حقا إنك أنت الأعز والأكرم والأقرب منا إلى الله فقد اختار لك سبحانه وجل في علاه أن تلتحق إليه في اليوم الذي افتدى فيه جدك وجدنا النبي إسماعيل بذبح عظيم ليبقى حيا ليبني مع أبيه وأبو الأنبياء والمرسلين إبراهيم عليهما وعلى نبينا محمد وعلى كافة الأنبياء والمرسلين أفضل الصلاة وأتم التسليم ليبنيا الكعبة المشرفة .

 

وها أنت حي عند الله وعند كل من التحق قبلك ومعك وبعدك إلى رب العزة شهيدا دفاعا عن الدين والعرض والمال .

وأنت حي في ضمير كل بعثي وفي ضمير كل طفل وطفلة ويتيم ويتيمة بسبب الاحتلال وفي ضمير كل جريحة ومعوقة وجريح ومعوق ومريض ومريضة بسبب الاحتلال الظالم الجائر.

 

وأنت حي في ضمير كل أرملة وأنت حي في ضمير كل مهجر ومهاجر بسبب الاحتلال

وأنت حي في ضمير كل من اهتدى إلى صراط الله المستقيم .

وأنت حي في ضمير كل من عمر العراق معك بعد أن كان خربة خاويا من كل ضرورات الحياة .

وأنت حي في ضمير كل من قاتل دفاعا عن العراق وعن الأمة العربية المجيدة .

وها هو اسمك باق وسيبقى في كل بيت وكل صرح بنيته مع العراقيين والعراقيات الماجدات .

واسمك اليوم وغدا هو موضع عز وفخر لكل مخلص لمبادئ السماء الخالدة  .

وأبشرك بأن جميع أعدائك من خارج الوطن ومن تورط معهم من داخل البلد سيلقون حتفهم وكل واحد منهم سينال عقابه في اليوم الذي تقرر أن يموت فيه خسيسا خاسئا مدحورا ملعونا .

 

وأقول لك ما قاله الشاعر : ــ

 

أيّها الركب ! يا شهيد المعالي !                        هل رأيت الحياة شرّا صراحا                   

هكذا المجد تضحيات ؛ و غبن                   عمر من لم يخض إلى المجد ساحا     

إنّما الموت و الحياة كفاح                                يكسب النصر من أجاد الكفاحا      

لا استراح الجبان لا نامت جفناه                              و لا أدركت خطاه الفلاحا    

إنّما الموت مرّة و الدم المهدور                                يبقى على الزمان وشاحا    

كم جبان خاف الردى فأتاه                                      و تخطّى ستاره واستباحا     

و نفوس شحّت على الموت لكن                   أيّ موت صان النفوس الشحاحا      

كم مليك يأوي إلى القصر ليلا                              ثمّ يأوي إلى التراب صباحا  

شرعة المجد أن تصارع في المجـد ؛                                 و تستلّ للصفاح صفاحا 

أيّها الركب ! نم هنيئا ودعنا                          نعتسف بعدك الخطوب الجماحا   

 فأنت شهيد العراق     

وأنت شهيد الأمة العربية                                                                                      

وأنت شهيد البعث                                                                                               

وأنت شهيد مبادئ السماء                                                                                             

وأنت شهيد الأضحى                                                                                                   

وأنت شهيد الإنسانية كلها                                                                                    

تغمدك الله برحمته ألوا سعة وأسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين     

 

 

الرفيق أبو صالح

٢٢ / ذي القعدة / ١٤٣١ هـ

١ / تشرين الثاني / ٢٠١٠

 

 





الاثنين٠٩ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥ / تشرين الثاني / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق أبو صالح نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة