شبكة ذي قار
عـاجـل










شهدت الحياة السياسية العراقية بعد العدوان الامريكي ، الفارسي ، الصهيوني ظهور العديد من المنظمات والحركات والاحزاب ، (الملايشياوية وغير المليشياوية) ، (الوطنية وغير الوطنية وغير الوطنية) ، (الطائفية وغير الطائفية) ، قدر لبعضها ان تختفي او تقف بعد فترة قصيرة من ممارستها العمل السياسي او تحولت الى خلايا شيطانية نائمة ، بينما استمر البعض الاخر يمارس لعبته السياسية حتى اليوم ...وكثير من هذه الحركات والاحزاب بدأت عملها بعد العدوان على ارض العراق وهي تصرح وتدعي بانها ستكون بجانب الشعب العراقي وبانها ستلبي مصالحه المشروعة ، لكنها انتهت الى غير ماصرحت به ، او انها عجزت عن تحقيق ما اعلنت عنه نتيجة لارتباطها باجندة اجنبية كانت تملي عليها ماتريد ، وهناك احزاب وحركات اعلنت في البداية انها ستعمل لخدمة الشعب والوطن ولكنها تبلورت بصورة تدريجية في موقف يناقض مصلحة الشعب ويعاكس قضاياه الوطنية .


ان الذين يستمرون في العمل السياسي في العراق والذين يشتركون في مايسمى بالعملية السياسية اليوم ، سيكون مصيرهم مصير الاحزاب والحركات التي تلاشت رغم العقاقير المنشطة التي انتجتها الدوائر الاستعمارية وعلى راسها امريكا وايران والا سباب عديدة ومن اهم هذه الاسباب هو تعاملهم مع القضية الشعبية بمستوى لايتناسب مع خطورة هذه القضية واهميتها البالغة ، واهمال الشعب كوسيلة للنضال من اجل قضاياه المصيرية ، ومن هنا جائت حلولهم التي وضعوها لمعالجة هموم الشعب حلولا سطحية ، لاتتجاوب معها الجماهير الشعبية ، لانها لاتلمس لب مشاكلهم وتطلعاتهم ، فاهمالهم الكبير للشعب كقوة نضالية هائلة تستطيع حمل اعباء قضيتها بنفسها واعتمادهذه هذه الاحزاب على سيدهم الاجنبي وعل حفنة من الذين حملتهم (الباساطيل) الامريكية وهي تدنس ارض العراق الطاهرة ، سيقود حتما الى فشل هذه الاحزاب العميلة واضمحلالها.


وعلى الجانب الاخر تقف الاحزاب والحركات المقاومة تحمل راية الجهاد لتحرير العراق وانعتاق شعبه الابي معرفة وهي تدرك ان التحرر المنشود ليس قضية فئة واحدة من الشعب توفرت لها ظروف ذاتية وموضوعية ولاهي قضية طبقة سياسية متعالية ، انها قضية جماهير الشعب كلها وخاصة تلك التي تكابد غطرست وعنجهية وخبث وقسوة المستعمر الامريكي والفارسي وتابعيهم ، الجماهير التي ترى ابشع الصور في كل دقيقة من حياتها اليومية ، هذه الجماهير هي المهية لتبني قضية التحرير بشكل اقوى واسلم من غيرها لانها تدافع عن شيء يهمها وتجاهد في سبيل حاضرها ومستقبلها وحياتها ومصالحها ... وان اي اهمال لهذه الجماهير سيقود الى فقدان الجزء الاكبر من امكانيات الجهاد ضد المحتل واعوانه ، ان الاحزاب والحركات التي تجاهد من اجل الحرية والكرامة مطالبة بتوظيف الطاقات الجماهيرة والعودة اليها بشكل كامل من اجل الغايات النبيلة وان اي اهمال لهذه القوى الشعبية سيؤدي الى ضعف والضعف سيؤدي الى فقدان الثقة بالنفس والشك بالاهداف المطروحة.


ان من الصفات التي اتصف بها حزبنا حزب البعث العربي الاشتراكي هي الصفة الشعبية وهذه الصفة هي التي جعلته يعتمد على الشعب كاداة رئيسية في التغير والبناء ، ( فهذه الصفة لاتعني التعبير بصدق عن اماني الشعب وارادته في الحياة الحرة الكريمة فحسب ، بل انها تؤكد حقيقة جوهرية هامة هي الايمان بامكانيات الشعب العظيمة وقدرته على تحقيق هذه الاماني وتجسيد هذه الارادة)، فالمهمة هي ليست تحقيق اهداف الشعب بمعزل عنه ، بل تنظيم وقيادة هذا الشعب واشراكه في حياة النضال وهذه المهمة تتطلب سلوكا خاصا تسلكه الاحزاب والحركات المناهضة للاحتلال ومنها حزبنا ، فالتعرف على مشاكل الشعب وتبني قضاياه وكشف الظروف والملابسات له ، واشراكه عمليا في الدفاع قضاياه هو من الواجبات الاساسية لهذه الاحزاب والحركات وهو السر في استمرارها.


ان الاتصال بالجماهير بشكل حي ومعايشة همومها وقضاياها والعمل المشترك على حلها سيؤدي الى زيادة الثقة بالحزب واعضاءه ومبادئه وبالتالي الالتفاف حوله ، فالجماهير التي ستشكل القاعدة المتينة للحزب هي تلك التي تتألم وتشعر بالظلم والاضطهاد ،وبدونهم سيتحول الحزب اي حزب جهادي يتطلع الى اهداف سامية الى مدرسة نظرية مغلقة تعجز عن تحقيق اهدافها الاستراتيجية التي رفعتها وتعجز عن تحويل النظرية الى تطبيق والقول الى فعل.

 

 





السبت٢٩ ذي الحجة ١٤٣١ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٤ / كانون الاول / ٢٠١٠م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فالح حسن شمخي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة