شبكة ذي قار
عـاجـل










أحييك أيها القائد الخالد بما يليق بالرجال العظام... وأقف في حضرتك كما ينبغي للعارفين المدركين لحقيقة الأمور أن يقفوا.. صحيح لقد حاول الحاقدون أن يزوروا الحقائق ما استطاعوا لذلك سبيلاً، لكن المواجهة الباسلة التي حصلت، والنهاية الاستشهادية العظيمة التي سطرتموها ببطولة ورجولة قد كشفت الأمور على حقيقتها.. فتحولت بذلك، أيها القائد، إلى رمز لكل حر، ولكل صادق أمين، ولكل عامل في سبيل وحدة شعبة وكرامة أمته.


لقد بات الجميع يشهد ويقر بأنه مهما طال الزمن وتباعدت المسافات فإن الحنين يزداد إلى تلك الأيام التي عرف العراق فيها العلم والدولة التي تقوم على مقومات ذلك العلم.. فقامت على يد قيادة تاريخية دولة مهابة الجانب من كل الجيران.. دولة بنيت بشكل جعلها تصمد في وجه الاعتداءات منذ سنة 1980 ولغاية العدوان العالمي الجائر الذي قادته الولايات المتحدة الأميركية عام 2003 والذي شنته على شكل موجات مدمرة منذ عام 1990 تتوجت بالاحتلال اللاشرعي للعراق الذي أدى إلى تدمير ممنهج لكل معالم الدولة والوطن بمساعدة طغمة من العملاء في الداخل، وبأدوار مشبوهة للكثير من دول الجوار الذين اتبعوا السيئة الحسنة.. فبئس ما صنعت أيديهم.


كانت دولة العراق الوطنية تبذل الغالي والرخيص في سبيل العراق العظيم، فقدمت التضحيات من أجل عراق حر يساهم في حماية أمته العربية المجيدة. فماذا تصنع اليوم صنيعة الاحتلال غير التمادي في إلغاء كل ما هو عربي أصيل وعراقي تليد..؟! لذلك بات من الطبيعي أن نسمع أصوات الاستهجان تتعالى من هنا وهناك منددة بالواقع الحالي المرير الذي وصلت إليه الأمور، وفي المقابل تقوم تلك الأصوات الحرة بالترحم على تلك الأيام.. سواء بسواء من المعلقين السياسيين أو من المواطنين العاديين. وإن كان هناك من درس قد تعلمناه من جريمة الاحتلال البغيضة فهو أننا قد عرفنا كيف تدار الأمور، وكيف تتدخل الدول الصغرى والكبرى بقضايا العراق وكأنه قطيع سائب لا راع له ولا حارس.


ولننظر إلى بعض نتائج الاحتلال الأميركي والتدخل الفارسي السافر بشؤون العراق، ولنأخذ من مصير مسيحيي العراق نموذجاً لذلك، فيعد أن كان البطريرك بداويد ناطقاً باسم العراق الوطني ها هم المسيحيون اليوم يدفعون فاتورة الولاء لأرضهم ووطنهم.. وما قضية الأحكام الصادرة بحق المناضل طارق عزيز إلا جزء من هذه الفاتورة. من هنا نجد من الضروري التوجه إلى الذين يرفعون قضية الأقليات يافطة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الآمنة قائلين لهم: ماذا حلّ بالمسيحيين العراقيين بعد أن سيطرتم عليه؟ وأين بات دور المسيحيين العراقيين في بناء دولتهم العراقية، وهل ما زال بمقدورهم القيام بواجب الدفاع عن شرف دولتهم وأمتهم، بل هل هم قادرون اليوم عن الدفاع عن أنفسهم وممتلكاتهم؟ كما نسأل الاحتلال الأميركي وأعوانه من أشباه الرجال في العراق وفي سائر الدول العربية مجدداً: هل تعدون الأقليات المسيحية في الوطن العربي بمستقبل شبيه بما حصل لهم في العراق؟


السلام عليك أيها القائد الخالد، ولروحك الطاهرة الدعاء والولاء؟

 

 





الاثنين٢٨ محرم ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب هشام عبيد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة