شبكة ذي قار
عـاجـل










الرئيس التونسي المخلوع حاله كحال الكثير من الحكام المتسلطين على شعوبهم كان يحكم شعبه لمدة 23 عاما من خلال اجهزة الامن القمعية , وهكذا هي طريقة واسلوب جميع الحكومات المتشابهة وحكمه فهي تصرف اغلب ثرواتها على الاجهزة الامنية والجيش ومعداتهم لا من اجل حماية البلاد من اي اعتداء خارجي وانما من اجل تسخير هذه الالة القسرية للداخل ضد ابناء شعوبهم ,من اجل منعهم من ممارسة حرياتهم التي ضمنها الدين قبل السياسة , ولو جئنا بمجموعة خبراء محاسبين واتيح لهم بصورة شفافة حساب كم تصرف الدول العربية على سبيل المثال على الاجهزة القمعية والالة العسكرية ومعداتها لشاب الراس وتبين كم ان الشعب العربي كان يمكن ان يعيش برفاهية فيما لو تم استغلال هذه الاموال في التنمية وخدمة الشعب ..


اذن جاءت نهاية بن علي كتحذير لكل من يسير على شاكلته ,ولكن هل سيتعض البعض ام سيعتبر ان بن علي اخطأ في استعمال القوة ولم يمارسها بالشدة المطلوبة! رغم عديد قوات الامن لديه التي كانت تنافس كوريا الشمالية او تقاربها في عدد افراد الاجهزة الامنية والميليشيات التابعة او التي تعمل بامرتها مقارنة بعدد الشعب . !


نقول ما اسهل الاطاحة التي تمت على بن علي .. و ذلك قياسا لصبر الشعب التونسي 23 عاما من الذل والمعاناة وقياسا لعدد الايام القليلة التي ثار بها الشعب واهتاج .. وقياسا لعدد شهداء العنف البوليسي مقارنة بما قدم من تضحيات خلال 23 عاما .. اياما معدودات لم تكمل الشهر اتفق بها الشعب على اختلاف اطيافه بالنزول للشارع والاحتجاج والعصيان المدني ومقاومة الاجهزة القمعية فكانت النتجية الهروب وهروب ليس مثله مثيل فانطلقت الاشاعات عن مكان لجوءه فتارة يقال انه في مالطا وتارة في فرنسا ثم في قطر وربما سنجده لاحقا في مصر وقائمة التكهنات مستمرة ! .. ولكن المؤكد انه اذا لم يكن قد تم اغتياله فانه سيلجأ لدولة شبيهة تتوافق مع طريقة حكمه .


كما لا نعتقد ان الوضع قد انتهى فستحاول المصالح التي كانت تستفيد من حكم الرئيس السابق احتواء حالة الفوضى لمصلحتها وستحاول جميع الاحزاب المصرح لها والغير مصرح لها في السابق ان تجير ما الت اليها الامور لمصلحتها ثم قد تنتصر الاحزاب الاسلامية فتتدخل الدول الاوربية وامريكا في الاطاحة بهم في اي انتخابات ربما ستجري بعد الاخذ والعطاء ضد الوزير الاول الذي يبدوا انه والمجموعة السابقة مصممين على اعطاء بعض الحقوق الدستورية للشعب والاحزاب مقابل بقائهم لاطول مدة تسمح لهم بالانتقال بسلام الى حياة جديدة تحميهم من غضب الجماهير التي اصبح زمام الامور بيدها كما يبدووربما لن تسمح للمسؤولين القدماء ان ينجحوا بالاستمرار بالسلطة ! .لذلك نتمنى على الشعب التونسي وكل الشعب العربي ان يمارس ويطالب بحقوقه الشرعية وحرية الرأي والاختيار ومحاسبة المخطأ من دون اسالة الدماء او سقوط ضحايا اخرين .


الشعب العربي يريد الجهاد , ويريد الديمقراطية , ويريد التضحية ويريد الحرية الدينية والسياسية وتحرير البلاد من الاستعمار ومخلفاته ووسائله التي تديم الكفة لصالح القوى الاستعمارية , ولكن الحكومات تقمعهم وتمنعهم وتتحالف مع المستعمر والعدو وتدمر بعضها البعض! و في حالات كما جرى مارست ادوارالخيانة للامة فتحولت حكومات عربية معروفة الى شريك فعلي في تدمير العراق وكأنها حفرت قبرها بيدها سواء كانت تدري ام لا تدري او جهلا بما سيؤل اليه لاحقا من تدمر بلادها وشعبها بعدما دمروا بايديهم العراق السند القوي الذي كان يمكن ان يستعينوا به .. فالى متى ستستمر هذه الحالة من الهوان والقهر التي تمر بها الامة العربية ؟؟ .وهل سنرى هروب اخر جديد لحاكم اخر عن قريب ؟؟.. الله اعلم

 

 





السبت١١ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٥ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة