شبكة ذي قار
عـاجـل










" بوعزيزي" هذا التونسي البطل الذي أحرق نفسه , دخل الجنة على ضمانتي . لأن الملايين من العرب والمسلمين ترحمت عليه. ومن يحظى بترحم الملايين فرحمــة الله تكون واسعة . كما أنه فتح ابواب الأمل لملايين الجائعين والمحرومين والمعدمين لا في تونس فقط بل في كل قطر عربي . فــأخبار مصر جاءت لتقول أن أكثر من مواطن اقدم على حرق نفسه . منهم من مات ومنهم من تم أسعافه . أثنان أقدما على اشعال النار بجسديهما أمام مجلس الشعب المصري. وشاب آخر اضرم النار بنفسه امام مجلس الوزراء المصري. الى جانب محاولات حرق وموت جرت ايضا في الجزائر وموريتانيا.


ثقافة أضرام النار بين البشر, تسجل بالريادة لشعب فييتنام البطل , خلال سنوات الاحتلال الامبريالي الامريكي . حيث كان المواطن الفييتنامي يجلس القرفصاء وسط شوارع سايغون ويضرم النار في نفسه.


أذن .. لا في فييتنام ولا في تونس كانت ثقافة "الانتحاري" سائدة, ليفجر نفسه وسط جمع من الابرياء . الى أن حلت ثقافة الاسلاميين المتطرفين لتدفع الشباب الساذج والمغيب, بكذبة " أنك لو فجرت نفسك وسط الناس ستدخل الجنة" . ولعل جريمة قتل وجرح العشرات في مدينة تكريت مؤخرا , تعد أخطر جرائم الاسلاميين المتطرفين حتى الان . فلم نسمع او نشاهد أن اسلاميا متطرفا مغيبا , فجر نفسه قرب المنطقة الخضراء. أو حاول اختراقها بطريقة ما . أو رمى بنفسه وهو ملغم بالمتفجرات تحت دبابة او عجلة المحتل الامريكي, لكان دخل الجنة وعلى ضمانتي ايضا. فلا أسف على كل متحصن بهذه المنطقة مهما كانت جنسيته او دينه أنذاك.


* * *


ترى لماذا وصلت ثقافة " الانتحاري" ذروتها في دولة العراق المحتل ؟ . ألا تثير الغرابة كل الغرابة ؟ . حتى لم نلمس تأجيجها لا في افغانستان موطن الارهاب الاسلامي . ولا في باكستان مرتع السلفية والاصولية الاسلامية. لماذا العراق ؟ ونظل نردد لماذا العراق ؟ . تفسير واحد يؤكد أن الاسلام السياسي صار لعبة الخبثاء الثلاثة ايران واسرائيل ومشيخة الكويت. ففي الساحة العراقية تتم الصفقات والتصفيات . فالتكفيريون وأذناب القاعدة بحاجة اليوم الى الدعم المالي والمدد التسليحي , وخير داعم سخي هو الجارة الغادرة ايران . ترى لماذا تساعد ايران هؤلاء القتلة, وهم لطالما فجروا حسينيات ومناطق تسكنها أغلبية شيعية؟ الجواب .. ان ايران وكما قلت مرارا لايهمها المواطن العراقي الشيعي, مادام معتزا بعروبته ومعاديا لدولة ولاية الفقيه. فأذناب القاعدة ينفذون بكل حرفية قتل كل مواطن عراقي شيعيا كان أم سنيا؟ . ويؤكد صدق ما ذهبت أليه , يوم كشف الرئيس الامريكي اوباما , من ان كرزاي افغانستان قبض 10 ملايين دولار على دفعتين من ايران. وقد اعترف كرزاي لاحقا بالهبة الايرانية . في وقت فتحت ايران اراضيها الى كل متسلل او هارب افغاني , شريطة ان يتدرب على القتال ليعود ثانية الى افغانستان او باكستان يقتل هناك من يشاء انذاك. منهم من تدفع بهم الى داخل الاراضي العراقية, لنفس الاهداف الفارسية الحاقدة. ولعل احدث الاخبار عن تعاون ايران مع القاعدة تقول : ( أكدت مصادر أمنية رفيعة المستوى في محافظة البصرة على أن إقالة مدير شرطتها اللواء عادل دحام، جاء للتغطية على تحقيقات بدأها يتهم فيها إيران بتدبير حادثة هروب كبار قيادات تنظيم القاعدة من سجن القصور الرئاسية، مشيرة إلى أن قيادات في مجلس المحافظة تصدت لإجراءات مدير الشرطة) .


* * *


من يحاول التقليل من الدورين الكويتي والاسرائيلي اليوم , في تقتيل الشعب العراقي فهو على خطأ . فالاموال الكويتية تتدفق على المسلحين بسخاء. وأسرائيل مشغولة ايما شغل في شراء الاراضي بين بيوتات العراقيين بكل حرية .


* * *


يبقى الانتحاري هو شخص جاهل ومغيب , تماما كالروبوت يتحرك بتوجيهات الانسان . والانسان الذي يوجه الانتحاري هو أسلامي مهووس. وهو صناعة أجنبية حاقد على الاسلام والعروبة. فأذا كان حزب الله صناعة ايرانية بأمتياز. فأسرائيل اعترفت مرارا بأن حماس صناعة اسرائيلية .


* * *


لماذا لم يبرز حتى الان أسلاميا متطرفا كبطل من ابطال النضال او الجهاد؟ . فيما ظل ويظل غيفارا في ظمائر الانسانية , بطلا عالميا من ابطال النضال الأممي . لأنه لم يوجه يوما طلقة الى تجمع ابرياء , بل كل طلقاته كانت بأتجاه اليانكي القذر في امريكا اللاتينية وافريقيا. فيما طلقات قادة الاسلام السياسي تظل توجه الى الابرياء والجياع والمتعبين . فها هو حزب الله على أهبة الاستعداد للعبث مجددا بأمن لبنان, وترويع المواطنين في بيروت. والحال ينطبق على حماس المتقوقعة في أضيق مساحة سكانية في العالم , وتدعي انها تقاتل العدو الصهيوني. وهي بالاحرى تزهق روح المواطن الفلسطيني , جوعا ورعبا وتعليما . فمتى كان الكفاح الفلسطيني المسلح متخندقا , يتلقى ضربات العدو الصهيوني الى ما لا نهاية؟.


* * *


أحرق نفسك عزيزي المواطن الكافر بجور حاكمك . وحاذر ان تنجر وراء ثقافة تفجير نفسك لتقتل الابرياء . وتترك الجلاد يواصل جلوسه على الكرسي في أمن ورغد . وخاصة جلادك في المنطقة الخضراء سيئة الصيت .


فأحراق نفسك سيرعب الجلاد . وقد يفر فرار زين العابدين بن علي. وتفجير نفسك سيروع الابرياء ويزهق الارواح . ولا فائدة منها سوى انك ستذهب الى النار. عكس مايروج له شيوخك من اصحاب العمائم المتخلفين .

 

 





الاحد١٩ صفر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / كانون الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب طلال معروف نجم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة