أحد الاراء التي يتم تداولها خلف الكواليس هي ان يقوم حسني مبارك وحكومته بعملية التفاف سيعتبرونها حلا وسطا لانهاء اصرار الانتفاضة الشعبية في مصر على التظاهر والعصيان والتجمع في ميدان التحرير ( الذي نجحت الحكومة المصرية في تحجيم قوة الانتفاضة من خلال حصر التظاهر في ميدان التحرير ,قد يقول البعض ان الجيش يحمي المتظاهرين نتيجة هجوم البلطجية عليهم وقد يكون حقيقة الامر استفادة الحكومة اذا كان او لم يكن لها يد في هذه المواجهة وهي تقوم بواسطة الجيش المصري بعملية حصر مجاميع الانتفاضة في مكان واحد بحجة حمايتهم ! ومنعهم من التوسع وبذلك فقد نجحوا في عملية ايقاف او تحديد حجم مساوىء هذه المواجهات ضدهم ونجحوا في ايقاف توسعها ) وبين انهاء عناد الحكومة في بقاء حسني الخفيف , وهذا الرأي يقول انه سينفذ طلب الانتفاضة الرئيسي في ازاحة الرئيس وتخويل نائبه في صلاحياته وبنفس الوقت فانه يقول من جهة اخرى من ان مبارك سيبقى قانونيا او شكليا في السلطة فكيف ستحل هذه المعضلة وما هو الحل للتوفيق بين الطلبين العنيدين ؟.

تقول الخطة ان لا يتم الحديث عن ان الشعب قد ازاح مبارك او انه يهرب او يستقيل ثم يجري خروج مبارك بحجة العلاج لمدة طويلة قد تكون شهرين او اكثر في المانيا وخلال تواجده هناك فانه سيعطي قبل خروجه نائبه صلاحياته الدستورية الى ريثما يعود وبذلك يكونوا قد ارضوا جميع الاطراف وخرجوا من مشكلة الدستور الذي يحججون به لا سيما وان مبارك قد اعلن باعتباره رئيسا عن تشكيل لجان لتعديل الدستور وبذلك فقد اعطاها الحق الدستوري للتغيير لان نائب الرئيس لا يمتلك الصلاحيات الدستورية لتغيير الدستور .

سيفرح المتظاهرون بخروج او ازاحة الرئيس وستتحول اناشيدهم الى : الشعب يريد اسقاط الرئيس وليس النظام ! , وبذلك سيكونون قد انتصروا وحققوا مطلبهم ثم يتوجهوا الى اعمالهم ويقوم الجيش بتضييق تواجد المتظاهرين في مكان اضيق في ميدان التحرير اذا لم ينفضوا ويرحلوا وبنفس الوقت فان حسنية ستخرج بما تعتبره بماء الوجه وربما سيعود للبلاد بعد مدة قبل انقضاء ولايته فجأة كي لا تحاصره الجماهير في المطار وقد يتم العمل على خروج مناصريه في مسرحية حب الرئيس والوفاء او او .. وسيتم الترحيب به لحين الانتهاء من صياغة دستور جديد حينها اذا انتهت ولايته فيكون الخروج تلقائيا او ان يعلن بمسرحية غير ناجحة لان مشاهديها قليلون عن استقالته لاسباب صحية وانه خدم وقد وووو للبلاد ويرجوهم قبول استقالته! ..

هذا السيناريو وهذه الطبخة الجاهزة الموضوعة على الرف الان هي الحل الاخير والنفس الاخير لحسني اذا ما انقلبت الامور عليه , رغم اننا نرى ان الحكومة قد بدأت تمتص زخم التظاهرات وان اعدادها بدأت تقل وما عملية نصب الخيم الواسعة في وسط وجانب ميدان التحرير الا عملية ذكية لاظهار ان الاعداد كبيرة ,

لذلك نقولها من جديد على الانتفاضة ان تختار ممثليها للتفاوض على اجبار الحكومة على اصلاح الدستور ومواده وتحسين الحياة الاقتصادية وفتح العمل السياسي والدخول في عملية صنع القرار وهذا الاشتراك ما دام ان الانتفاضة في مصر لا تمتلك مقومات القوة على التغيير المطلوب عسكريا او بقوة السلاح وهي بذلك ستضغط على النظام وحسني من خلال بقائها في الشارع وتجبره على اتخاذ الحل الاخير في دخول مصح نفسي او صحي في المانيا .

تمنياتنا لهذه الكوكبة الجديدة من مشاعل النور النجاح في ان تعمل على تحقيق مقولة اّن لليل ان ينجلي لتشرق على الامة العربية والاسلامية بوادر التحرر من الحكومات العميلة الجاثمة على رقاب شعوب الامة العربية .