في سابقة ٍ ليست بالخطيرة فقط ، ولكنها مُضحِكة مُبكِية ، تذكرنا بالكوميديا السوداء التي نقف أمام مشاهدها حائرين ، هل نضحك رغم الحزن والألم ! ، أم نبكي لكي نفرج عن همومنا التي أثقلت كواهلنا وشاب لها الرُضع والولدان ! ، في عراقنا العظيم الذي يأن ُ بين سندان الإحتلال ومطرقة العملاء .
السابقة موضوعة الحديث عن ألـــــ 40 مليار دولار المختفية من ميزانية حكومة المالكي للعام 2010 ، والتي أثارت جدلا ً واسعا ً في الصحف الغربية ، معبرةً عن دهشتها وإستهجانها لدرجة الفساد واللصوصية التي فاقت حدود التصور الإنساني للنفس البشرية السوية ، حتى إن محرر القسم الإقتصادي في وكالة أخبار أل ( بي بي سي ) يحرر تقريرا ً تحت عنوان ( أللعنه !! إختفاء 40 مليار دولار من ميزانية العراق للسنة المنصرمة ) .
أما صحيفة (( الأوبزيرفر )) البريطانية ففي صفحتها الأولى جاء عنوان عريض (( مجلس النواب العراقي يبحث عن 40 مليار دولار فقدتها الحكومة )) .
شخصيا ً أعتبر ماكتبه أولئك الغربييون ، صحوة ضمير أوربي وتعاطف مع شعبنا الصابر المحتسب ، في ذات الوقت أتساءل ... متى سنشهد صحوة ضمائر عناصر حكومة المنطقة الخضراء وعلى رأسها نوري المالكي ؟ ! .
ربما ينعتني البعض بالسذاجة أو الطيبة المفرطة ، وهم محقون ، لأن ألخائن لشعبه ِ
ووطنه ِ والعميل للأجنبي ، ليس له ضمير أصلا ً حتى يصحو .
يوم أمس أعلن أسامة النجيفي رئيس برلمان المنطقة الخضراء ، عن تشكيله ِ لجنة برلمانية لمتابعة إختفاء ألــ 40 مليار دولار ، والتي لم تدرجها الحكومة ضمن تقريرها المالي السنوي .
وفي مؤتمر ٍ صحفي سابق صرح النجيفي ، بأن الحكومة لم تقدم جوابا ً وافيا ً عن فقدان هذا المبلغ ، ووعد َ بأنه سيتابع هذه القضية ومعرفة تفاصيلها .
من جانبها إمتنعت حكومة المالكي عن تقديم تفسيرات واضحة لإختفاء هذا المبلغ الطائل ، وفضلت الصمت أمام الشكوك التي أ ُثيرت حول هذه القضية .
ولله دَرُك َ ياعراق .