شبكة ذي قار
عـاجـل










كانت عقولنا .. ضمائرنا معلقة .. والدماء تغلي في عروقنا . كنا نحسبها ساعة .. بساعة .. كنا نقلب المذياع بين القاهرة ودمشق ننتظر على احر من الجمر .. الحدث الاهم من تاريخ جماهير امتنا العربيه المجاهدة .. لكي نسمع ذلك النداء المدوي متى . متى تعلن القاهرة .. ودمشق انبثاق ( الجمهورية العربية المتحدة ) وما هي الا ساعات كانت علينا اطول من دهر , حتــى جاء ذلــــك الصوت المدوي ينطلق من القاهرة ودمشق ليزف البشرى العظيمة بتحقيق حلمنا .. املنا الازلي , ليعلن في ذلك اليوم المجيـــــد بأن الشمس قد اشرقت من جديد على هذه الامة العظيمة , لتمضي نحو قيام صرح الحرية والعدالة , والديمقراطية , متحـــــررة من كافة قيود الذل والهوان والاستعباد , من عهود الظلم والظلام . ليعلن انبثاق ( دولة الوحدة ) التي كانت تعبيرأ صادقأ عـن أن هذه الجماهير هي من امة واحدة . كانت قد مزقتها الايدي التي تنظر للشرق نضرة الطامع منذ الازل . حقـــــأ كــــان يــــــــــوم  22/ شباط / 1958 القول الفصل بين مرحلة الموت ومرحلة الحياة لهذه الامة وجماهيرها المتحفزة للغد المشرق , وهـــــي التـي قدمت من اجل ذلك الغالي والنفيس . لقد كانت الجماهير العربية المجاهدة تعد ذلك اليوم المجيد بداية الطريق نحو الوحدة العربيه الكبرى .

 

لايمكن للسنين ان تمحو من ذاكرتنا ذلك الحدث العظيم , الذي ما ان اذيع من القاهرة ودمشق حتى رددته سمــــــاوات وارضين وطننا العربي من محيطه حتى خليجه , ومثلما غنت ضفاف النيل وبردى طربأ . غنت ورقصت الجماهير العربية فـي كل مدنها وشوارعها ولسان حالها يهتف للوحدة للغد السعيد , تهتف , عش هكذا في علو ايها العلم فاننا بك بعد الله نعتصــــــــــم انها بداية للوحدة الكبرى , لوحدة امة النور والانبياء والرسل عليهم السلام , الامة التي خطت فجاج الارض نخوتها .

 

حقـــــــــأ ان دماء شهدائنا تزهو ثمارها اليوم ولكن يالوعتي .. ياوطني .. ياوطن الحظارات والرسالات لااعلم لمـــاذا .. كلما جمعت هذه الامة نفسها تكسرت الامال المستفزة في قاعها واستحالت شظايا .. وينزف صوتها ادمعأ ومرايا تتكاثر فيــــــها الرؤى يسحق بعضها بعضأ فيغدو ( الحلم الامل الازلي ) كومة من حجار . ونعود نلتمس العذر للدمعة المسيلة .. ونوقظ اسئلــة يقشعر لها القلب حتى يصبح جلدنا غابة شوك .. ونضل نبحث عن ايما جواب  نحاوله حتى نتجنب هذى الاسى , عبثأ كنا . عبثأ نبقى نبحث عن الجواب ! وتظل الاعين الزئبق , الا تقر محاجرها .. تسأل لماذا ان ارض المربين .. تصبح ارض المرابين ؟ والناس تشرب من حوض مهدوم ,, وتأكل من شجر مسموم . حتى التبست عليها الاصوات فما عادت تعرف صوت الظالم من صوت المظلوم ! ايها الحزن .. ايها الاسى ان المروءة فينا تمنع ان نلتفت الى ساعة الموت .. ونهايتنا موجة لانعيها .. وكل الفجيعــــة ان برزخ العمر بينهما .. ( فكان لزامأ على هذا الذي لا أسمي ) ان يلتقي عبر مأساتنا باظلال الاسى الوارفة . أي معجزه تمنـع القلب ان يتفصد نبعأ .. ليوصل مجرى ولادته وهو ينبض حيأ .. وكل شرايينه راعفة ..

 

ايها الوطن المستبد بما يهب الحب حد الشهادة .. الى الموت او الولادة ؟! ياوطني  انت تعطي الجراحات كلها معنى التحدي .. انت تعطي الميت .. حتى الميت قوة للتصدي فكيف ياوطني امامك يتكسر هذا الذي هو ( حلمنا الازلي املنا الابدي ) وانـــــــت ياوطني اناشيدنا التي رحلت .. وعويل الرياح .. حتى استحال النشيد دمعأ فصمتأ ..ثم كفأ تدق كل ابواب الامل المنشود الــذي لا يباع ولا يشترى ؟! ياوطني الى متى هذا العناء .وخيول المجد صعب مغارها وسحب المجد جل انهمارها .. فمتى نرى زهوها وفخارها .. حتى صرنا اذا قيل لنا اين عظيمكم ؟ نقلب اوراقأ تناهي اصفرارها .. ونامت شواطيها .. وغفى فنارها .. الـــــى ان حسبنا ان قحطان لم يكن سوى قصة يرضي هوانا ادكارها . ولكن ياوطني يبقى ضمير هذه الارض يلقى بجوفها . لنا الله فنحـن منذ اكثر من خمسين عامأ مضت ومضى معها املنا الازلي الذي كان يراودنا منذ الف عام .. ونحن نسأل انفسنا عسى ان يسـأل حكامنا انفسهم معنا . بأي الضحايا تزهو ثمارها .. فهذه اولى القبلتين وثالث الحرمين ارض الاسراء والمعراج تدنسها اقــــــدام الصهاينة المحتلين . وهذه ارض الرافدين تفور دمأ طهورأ على يد المحتلين والجمر يستعر تحت اقدام بنيها , ورياح الفتنة تهـب

علينا لتطحن اضلعنا بعضها بعضأ . لنا الله بحكامنا بأسمائنا يحكمون وبمصائرنا يتحكمون ولسان حالنا يقول هل ان المــــروءة فيكم اصبحت كوم حجار .. وان دمائنا مقدساتنا .. نساءنا .. اطفالنا لا يتفصد لها قلب وتضل الاعين الزئبق اللا تقر محـاجرهـــا وهي تدمع بالقول .

 

سل الرماح العوالي عن معالينا                واستشهد البيض هل خاب الرجا فينا

بيض صنائعنا سود وقائعنــــــا                 خضر مرابعنا حمر مواضينـــــــــــا

 

عظيمة تلك الاجيال التي ضحت بالغالي والنفيس من اجل وحدة هذه الامة وكرامتها وتحررها وبناء غدها السعيد . اننا ياوحدتنا بذكراك اليوم مثل السيف ننصقل نزرع ليل هذه الارض  هنا شمس .. هنا هلال .. هنا شهيد  ويقبل عيدك ابهى مايذكرنا .. بأن في هذه الارض سرأ عنده نقف ونستشهد ..

 

 





السبت٣٠ ربيع الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٥ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فاضـل المالكـي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة