أيها العراقيون

للمرة الثانية، وللجمعة الثانية على التوالي تدفع الأجهزة الحكومية العراقية بكل جهدها وامكانياتها لوضع العصيّ في عجلة المظاهرات الإحتجاجية السلمية التي يقوم بها شباب العراق الأبطال في شوارع وساحات وميادين وطننا الجريح، للمطالبة بحقوقهم المشروعة في تحسين مستوى الخدمات البلدية والصحية والتعليمية والقضاء على رموز الفساد والطائفية المعششّة في جميع زوايا الدولة العراقية.

فقبل يوم واحد من إنطلاق مظاهرات جمعة الكرامة والندم، جمعة الشهداء، قامت الأجهزة الأمنية في بغداد بمنع سير المركبات في عموم المحافظة وبذلت جهوداً محمومة لمنع المتظاهرين من الوصول الى مكان التجمع الرئيسي في ساحة التحرير عن طريق قطع الجسور لفصل جانبي بغداد وإرهاب المتظاهرين لإجبارهم على العودة الى منازلهم، كما أفاد شهود عيان بأن قوات الشرطة والأجهزة الأمنية قامت بمهاجمة الفنادق التي تقع في مركز بغداد واحتجزت نزلاءها من أبناء المحافظات وطالبتهم بمغادرة العاصمة العراقية فوراً، كما تعرّض المتظاهرون في ساحة التحرير في بغداد ومدن عراقية أخرى الى إعتداءات خطيرة بالضرب والإهانات من قبل رجال الشرطة.

وشاهدنا التضييق الإستفزازي الذي تعرّض له الإعلاميون والصحفيون في المدن العراقية والإعتداءات التي تعرّض لها الصحفيون، فقد أعتدت القوات الأمنية في مدينة البصرة بالضرب المبرّح على الصحفيين الذين كانوا يمارسون عملهم في تغطية المظاهرات الإحتجاجية.

إننا إذ نراقب بالكثير من القلق المشوب بالغضب ما يتعرض له المتظاهرون المسالمون والصحفيون من مضايقات غير مبررّة من قِبل الشرطة العراقية والأجهزة الأمنية الأخرى، نطالب قادة الأجهزة الأمنية وقادة الجيش والقوات المسلحة بتحمّل مسؤولياتهم في حماية المواطنين العراقيين وهم يمارسون حقهم الدستوري في التعبير السلمي عن آراءهم وحماية رجال الإعلام والصحفيين وهم يؤدون دورهم المقدّس في أيصال الحقائق للمواطنين، ونتوجه الى أعضاء مجلس النواب العراقي، ممثلي الشعب، بإدانة هذه الممارسات غير القانونية واللاأخلاقية التي تُمارس تحت ذرائع واهية والمطالبة بفتح تحقيق عاجل بصددها وإستجواب المسؤولين ذوي العلاقة وتقديمهم الى القضاء.

أيها الأبطال في شوارع وساحات المدن العراقية

نحيي من القلب مظاهراتكم السلمية التي كشفت العُمق الحضاري المسالم لشعبنا البطل ونناشدكم بالإستمرار في مظاهرات الغضب العراقي لإقتلاع جذور الفساد والطائفية والتدخلات الأجنبية في الشأن العراقي، نقف بكل إجلال أمام ذكرى الشهداء الأبطال من شبابنا الذين سقطوا ليرتفعوا شموساً في سماء العراق تضئ طريقنا الصعب وصولاً الى عراق العدالة والمساواة والحرية، ونضّم أصواتنا الى طوفانكم العظيم الذي سيكنس خطايا وأخطاء الفاسدين من الطائفيين وسارقي قوت الشعب وأصحاب الأجندات الأجنبية.

نعم لمطالبنا المشروعة

لا لسياسة التضييق والإضطهاد التي تمارسها الأجهزة الأمنية لثنيّ المتظاهرين الأبطال عن عزمهم في الإستمرار في احتجاجاتهم البطولية.

عاش العراق
عاش العراقيون
والمجد لشهداءنا الأبطال.

جمعة الكرامة والندم – جمعة الشهداء
٤ آذر / مارس ٢٠١١

سعد الشديدي                       خالد الياسري                 سفيان الخزرجي

- نسخة منه الى البرلمان الأوربي، البرلمان السويدي، الفرع السويدي لمنظمة العفو الدولية ومنظمة هيومان رايتس ووتش.