شبكة ذي قار
عـاجـل










المقدمة

 

كنت في بداية الإحتلال أنزعج جدا من إستخدام وسائل الإعلام لمفردة سقوط  بغداد، ولازلت أكره سماعها وترديدها، ولكني بت أقل حدة في الرد على قائلها، فأنا أعرف أنهم (أي الإعلام المعادي ومتعهدي الكلام فيه) متقصدين في إستخدام الكلمة ليسيؤا للعرب وطليعتهم، ونحن وهم عارفون ما يبغون من ذلك، وكمفردة يستخدمها الأعلام إعتاد الناس خصوصا الطيبون من أبناء العراق والأمة العربية إستخدامها، لأن شعبنا لا يضمر السوء ولا يحقد ولا يؤول الكلمات، وقد كتبت أكثر من مرة عن ذلك في محاولة تنبيه على الأقل المثقفين والنخب عن ذلك، وقد كان أحد مقالاتي بعون أحذروا إستخدام مفردات إعلام العدو، ولكني فكرت في الأمر والكلمة وناقشت إمكانية إستخدام المفردة في كتابة سلسلو مقالات توضح من الذي سقط بالعدوان على العراق وإحتلال بغداد؟؟؟ فوجدته موضوعا غاية في التصوير الصادق للربط بين العدوان والإحتلال والسقوط ، وهنا لابد أن نتناول الذين سقطوا بالتتابع لأنهم كثر فهم دول عظمى وأخرى تدعي أنها مستقلة وحكومات تدعي بعضها أنها عربية وآخرى إسلامية ومرجعيات تدعي أنها دينية ونخب تدعى الثقافة والقدرة على التحليل وأحزاب وجماعات وهيئات ومنظمات دولية وإقليمية وكشف العدوان بطلان وزيف قوانين ومناهج وبرامج وشعارات وأثبت أن الحقيقة هي ما على الأرض لا ما يكتب في الورق وتتناقله الألسن والفضائيات ومسودات مشاريع يقترحها حالمون أو بائعوا مناهج ونظريات وهم يطرحون كلام ق ولكنه أما لا ينفذ لأن تنفيذ القصاص والردع على الضعفاء أمر ممكن ولكن لا يمكن بل لايجوز تطبيقه على القوي، لذلك يكون المطالبين بتنفيذ الفضيلة والعمل الصالح في عالم اليوم كمن يطرح طلام حق ولكن يريد به باطلا.

 

تعريف السقوط هو الفشل في تطبيق أو إجتياز معرفة شيء ما، وأكثر ما تستخدم مفردة السقوط في التعبير عن الإنحراف الأخلاقي أو القيمي عن مباديء يدعي أمريء ما أنه يسعى لتحقيقها أو تطبيقها أو العمل بها، سواءا كانت تلك القيم والمثل والشرائع ربانية (اي دينية) أو إنسانية أو وطنية، لقد كان الحصار الجائر اللاقانوني واللاشرعي والمنافي لكل قيم وقونين السماء والأرض، وكذلك غزو وإحتلال العراق والذي مثل إهانة لكل البشرية وقيمها ومواثيقها ومعاهداتها وقوانينها وإستهتارا كاملا بها، شكلا هذان الأمران إمتحانا للقيم والمعاهدات والأعراف للمجتمع البشري كله مجتمعاَ، وأمتحانا للكل دول وحكومات دول العالم، وكذلك إمتحانا لكل هيئة أو منظمة دينية أو أجتماعية أو حقوقية أو قانونية أو فكرية، وهو إمتحان لكل فرد في العالم، فكم هم الذين سقطوا في إمتحان القيم والمباديء الشرعية والقانونية والأخلاقية عبر مواقفهم من إستباحة كل تلك الشرائع والقيم والقوانين والحقوق؟؟؟ وهذا هو ما أقصده بمن هم الذين سقطوا في السكوت أو المشاركة في الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية مثل القتل الجماعي والإبادة الجماعية والإستباحة الكاملة لحقوق الإنسان في العراق والإستهتار المطلق بكل القوانين والأعراف والمعاهدات الدولية، والسرقة و السطو المسلح الذي قامت به أمريكا وحلفائها في العراق.

 

 وسأبدأ بنشر مقال متسلسل لتوضيح ( من الذي سقط  في إمتحان غزو العراق واحتلاله ).

 

 





الاثنين١٦ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة