شبكة ذي قار
عـاجـل










أنا وكل العرب المسلمين قرأنا ونقرأ القرآن ونفقه ما أنزل الله على عبده ورسوله لينذرنا ويبشرنا، إنه قرآن عربي، (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )، وهو لسان عربي مبين (ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين) وبإمكاننا أن نفقه نصوصه ومضامينه، ولم نجد لا في الأولين ولا في الآخرين من أوّل (أي فسر بالتأويل الذي يراه هو، لا ما يعنيه النص القرآني)، تفسير القرضاوي يعني: أن العمل المنكر إذا جاء بناءا على طلب أو قام به شخص يعلن أنه مسلم فهو جائز ولا يعتبر كفرا، حتى وإن خالف النص القرآني، الذي وردنا والذي تعهد الله بحفظه، كيف؟؟؟؟؟؟ ومن أين جئت بهذه الفتوى أيها الدكتور!! ورئيس إتحاد علماء المسلمين في العالم!!؟؟ هل هو تفسير جديد لم يعلمه نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يعرفه السابقين السابقين رضي الله عنهم وأرضاهم؟ أم بدعة؟ أم تأويل عن هوى؟ إن كان تأويل آيات الله على هذا النحو فمعركة الخندق التي قاتل فيها المؤمنون بقيادة رسول الله كانت بناءاَ على طلب أوبي بن سلول وكان يظهر إسلامه نفاقاَ، فهل الأحزاب لم يكونوا أعداءا لله ورسوله لأنهم شنو العدوان بناءا على طلب إبن سلول يا قرضاوي؟

 

وأخرى، إن كان تفسيرك سياسي بأن حرب الغرب على ليبيا جاءت بناءا على طلب وقرار مجلس الجامعة العربية (محفل الجامعة العبرية)، فأذكرك بأن المسلمين كانوا قلة تتناهشهم الناس (أي كفار قريش الأغلبية الساحقة وأصحاب القرار في العرب في ذلك الحين)، فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم أصحابه من المستضعفين بالهجرة الى الحبشة، لأن فيها ملكا لا يظلم عنده أحدا، فإختارت قريش زعيمة العرب عبر مجلس الندوة الذي هو بمثابة مجلس الجامعة اليوم عمرو بن العاص وكان مازال كافرا في حينها ليكون مبعوثها لملك الحبشة النجاشي رضي الله عنه، ليستخدم علاقته الشخصية ويذكره بعلاقات بلده الإقتصادية مع العرب ليسلم المهاجرين لقريش أو يضطهدهم، وياسبحان الله اليوم شخص يمثل مجلس الجامعة العربية يحمل نفس الإسم يقوم بنفس ما أراده كفار قريش في فجر الرسالة ومبعث النور؟ إنه عمرو موسى ممثل كفار العرب اليوم. وإن أنت عميق الفهم في السيرة ودخول الناس للإسلام فإن موقف النجاشي كان له الأثر الكبير في إحداث هزة عنيفة في حياة عمرو بن العاص جعلته يغير كل تفكيره ويقتنع أن الدين والدعوة التي جاء بها محمد الصادق الأمين هي الحق وإن الله مظهرها، فكان إسلامه بسبب رد النجاشي له ولما قدمه من هدايا ولما أشار اليه من أن مصالح الحبشة ستتأثر بحماية النجاشي للمهاجرين. لم يهتم النجاشي بتضرر مصالحه مع العرب وتجارته بسبب ذلك لآنه مؤمن بالله حقا، فكيف تفتي بما لا يوافق حكم الله أنت؟

 

إن ما يجري في ليبيا اليوم هو حرب على العروبة والإسلام، فلا ينفع تأويل أو تضليل عبر بدع ضلالة وتحريف لمعاني الكلم المقدس، ولقد أنذرنا سيد الخلق محمد العظيم (إبل ما يقبله عقلك وإرفض ماسواه، وإن أفتوك وإن أفتوك وإن أفتوك)، ولقد لعن الله المحرفين والمدلسين والمشترين لعرض الدنيا بآيات الله.

 

أيها الشيخ الدكتور العلامة يوسف القرضاوي رئيس إتحاد علماء المسلمين في العالم: إن الطائرات والدفاعات الجوية والمطارات والدبابات التي تدمرها قوات الغزو الصهيو- أمبريالي في ليبيا ليست أملاك وممتلكات للأخ القذافي، بل هي سلاح وممتلكات الشعب الليبي العربي المسلم، وبالتالي فهي عمق الأمة الدفاعي وسلاحها الإحتياطي، والذي حرك حشد الغرب الذي مهد له عملائهم المزروعين في وسطنا وأولهم عمرو موسى هو الخشية من تعاون وتنسيق بين مصر الثورة بعد رحيل حسني وليبيا الشعب والنظام الرافع لشعار العروبة، ولذلك صدر القرار بتدمير كل السلاح العربي في ليبيا تماما كما حدث في العراق، صحيح إن تعداد شعبنا العربي في ليبيا لا يشكل إلا أقل من 10% من شعبنا في مصر، وهو لا يشكل إلا جزء من ثلاثين جزء من الشعب العربي، لكن تدمير السلاح العربي في ليبيا وتحطيم البنية الإقتصادية هناك، سينهي إمكانية نهوض عربي بجيش مصر كنانة العرب وسلاح وثروة ليبيا العرب، وهذا هو خدمة كبرى لمخطط الصهيونية العالمية بجناحيها العنصرية اليهودية والمحافظين الجدد الفاشيين (متطرفي الإمبريالية)، بوش وبلير في العقدين الماضيين وأوباما وساركوزي وكامرون في هذا العقد، أعداء البشرية ورسالات السماء، أصحاب نظرية العولمة وصراع الديانات أو الحضارات، الساعين للشر والبغي عبر الإرهاب وإستخدام أسلحة الردع والقوة الغاشمة، للهيمنة على ثروات العالم وإستعباد الشعوب وقراره السياسي عبر ما يدعوه من الديــــــــــــــمقراطيات المزيفة، وذلك من خلال السيطرة على منابع الطاقة البترول والغاز.

 

يا دكتور! قرضاوي عليك أن تعي وتستوعب الفارق النوعي بين ما جرى في تونس ومصر وبين ما يجري في ليبيا وغيرها، فالثورة في تونس ومصر على طغاة أضطهدوا الشعب والمؤمنين وإتخذوهم خولا وعبيداَ، وحالفوا الكفار والأعداء على العرب والمسلمين ومكنوهم منهم، وبددوا ثروات الشعب وأتخذوها مغنما، وجوعوا الشعب وأذلوه، ورفضوا كل إصلاح رغم الإحتجاج السلمي، فإعتصم الشعب حتى رحلا وتخليا عن السلطة، فهل هذا حدث في ليبيا يا علامة؟ نحن وانت نعرف ما حدث فعلا، فقد إحتجت مجموعة قليلة في بنغازي ولم يتضح طبيعة حراكها ومطاليبها بعد، وإذا الأخبار والفضائيات تتناقل تمردا عسكريا وهجوم مجاميع على كتائب الجيش في بنغازي ويشكلوا مجلس هناك ويطلبوا تدخل أمريكا وفرنسا لحمايتهم وتمويلهم، ويرفعوا علم ليبيا في العهد الملكي، وما رأيناه جميعا من تمثيل لعناصر معدة سلفا لإداء أدوار الخيانة والدعوة للتدخل الأجنبي، ولو كانوا كما هو موقف أهلهم وأخوانهم في مصر وتونس لكنا معهم كما كنا مع شعبنا في مصر وتونس، ولكن أن يكون فيهم أو يتزعمهم من هو أبو رغال دليل أبرهة لهدم الكعبة وأحتلال الأرض فكل عربي ومؤمن بوحدانية الله ورسله سيقف بوجه الغزاة، وسيقاتل لصد وردع الغزاة وعملائهم، والجهاد في سبيل الله دون الدين والديار والأعراض والثروات والأنفس والتي أوجبه الله وفرضه على المؤمنين دونهن، لنعود بعد ذلك فنطالب بالتغيير والديمقراطية، ونقوم المستبد والمنحرف.

 

 يا دكتور يوسف القرضاوي: لقد فرقنا كمسلمين بين دخول الناس في دين الله أفواجا في عام الوفود (التاسع للهجرة)، بعد أن فتح المؤمنين بإذن الله وبقيادة رسوله الكريم مكة، وبين قيام الناس للردة بوفاة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين وصحبه الطيبين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، فهل أنت تعتبر هذه كتلك، هذا هو الخلط والضلال، و البدعة والتضليل، حما الله العرب المؤمنين جند الرحمن وحملة جميع رسالاته للبشرية، من الفتن والمخازي والمحن ما ظهر منها وما بطن، اللهم أهدي ضالنا وثبت مؤمننا ولا تفتننا بعد إذ هديتنا، اللهم أتمم نعمتك علينا بأن جعلتنا أخوة بعد أن كنا أعداءا وكنا على شفا حفرة من النار فأنقذتنا منها، اللهم لا تجعلنا ممن باعوا دينهم بدنياهم فكانوا من الجاهلين، اللهم أنت الهادي للصراط المستقيم، فمن تهدي لا مضل له ومن تظل لا هادي له، بك نستعيذ وإليك نلجأ فأنت القوي العزيز القدير.

 

 





الثلاثاء١٧ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٢ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد أبو رغيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة