شبكة ذي قار
عـاجـل










 وكيف قرأ البعث العربي الإشتراكي سيناريو المخطط لتقسيمها، فإتخذ الوقف القومي المبدأي المسؤول والصحيح حيالها، عبر رسالة الرفيق القائد المجاهد عزت أبراهيم الأمين العام لزب البعث العربي الإشتراكي والقائد العام للمقاومة العراقية البطلة التي وجهها لقيادة وشعب ليبيا، الرسالة تتضمن أمرين:

 

الأول: دعوة جميع الليبين شعبا وجيشا وحكومة التوحد للدفاع عن الأرض والعرض ومواجهة دعوات العملاء العرب في ليبيا وجامعة الدول العربية وبعض الحكام للدول الإستعمارية لغزو ليبيا وتهديد وحدتها بذريعة طلب جامعة الدول العربية من مجلس الأمن حماية المدنيين ذلك، ومشاركة نظام إمارة قطر في الغزو.

 

الثاني: دعوة الأخ معمر القذافي الى ضرورة الاستجابة لمطاليب الشعب المشروعة وإحترام ارادة الشعب الذي هو مصدر الشرعية وأن حقوق الإنسان أحد أهم بنود التحرر والعدالة فلابد من إحترامها والسعي لضمانها.

 

أود التنبيه لبديهيات معروفة:

 

1.  إن حزب البعث العربي الإشتراكي ليس حزبا سياسيا تقليدي يبحث عن السلطة والحكم، أو يعتبر الحزبية والتحزب وسيلة لسلطة والمناصب، بل هو حزب رسالي ثوري، يعتبر الإنتماء له إرتقاء نوعي فكري وجهادي لإنتمائه الواعي لهذه الأمة، وعقدا مقدساَ بين الفرد البعثي والوطن أن يكون جنديا للدفاع عن ترابه، وعهدا للشعب أن يكون خادما له وأمينا على تطلعاته، يستمد الحزب  فكره ومنهجه من رسالات السماء، ويعتبر المرجعية الأخلاقية لعمله ولرفاقة أخلاق العرب المؤمنين وما ورد في القرآن، يعتمد مباديء العرب وقيمهم في عمله ومنهجه، فلا مساومة على الثوابت المقدسة التي فرض الله القتال دونهن وأوجبه، وهن:

 

  الدين.

الأرض (وحدتها وإستقلالها).

 العرض (كرامة الإنسان وشرفه).

المال (ثروة الفرد أو الشعب والأمة).

النفس (حياة الإنسان).

 

2.  إن أهداف حزب البعث هي: الوحدة والحرية والإشتراكية، وهي تدل على أن الحزب لا يخضع ويتعامل على أساس الإستسلام والإعتراف بالأمر الواقع، المفروض نتيجة هيمنة قوى البغي والإستبداد، فلا يقر ولا يعترف بالتجزئة، ويعتبرها عدوانا على الأمة العربية، لشرذمة قواها وتشتيت مواردها وخلق بيئة ومناخ يحول دون نهوضها مجددا، ويناضل من أجل أن تعي الجماهير العربية خطورة غايات قوى الإمبريالية والإستعمار، ويدرك كل مواطن العربي أن معاهدات سايكي بيكو لم تكن إجراء سياسي وعسكري مرحلي لوقته،بل هو منهج فكري عدواني ومخطط دائمي ضد الأمة، ووعندها سيؤدى كل مواطن واجبه الشرعي والوطني في الدفاع الطوعي عن الوطن، ويمارس حقه الشخصي في بناء الوطن ونهوضه، وتعود الأمة العربية لتؤدي دورها الإنساني كأمة حية مسؤولة وفاعلة في المجتمع البشري عموما.

 

3.  إن الأمة العربية أمة حية ومسؤولة، وعلى أبنائها قيادات وأحزابا ومنظمات شعبيه ومهنية وجمعيات وإتحادات وجميع مكونات الشعب أن يسعوا جاهدين لبعث دورها النشيط والفاعل، للمساهمة في مسيرة البشرية وحراكها الإنساني الساعي للخير والرفاهية والأمن والسلام لكل الناس، من خلال التعاون والتكامل والتسامح والإحترام المتبادل والمصالح المشتركة والمتبادلة مع أمم وشعوب العالم الآخرى، ورفضها للأحلاف العدوانية والإستعمار والبغي وكل أشكال العنصرية والفاشية والنازية والتميز العرقي والديني، والألتزام الكامل بالمواثيق الدولية والندية في التعامل الدولي وإحترام حقوق الشعوب في خياراتها، وتحرير الإنسان العربي وتوفير حقوقه الأساسية في الغذاء والأمن والعلاج والتعليم والحياة الحرة الكريمة التي تضمن إطلاق مواهبه وتفتح مجالات إبداعه ليكون عنصرا فاعلا ولبنة حيةمؤثرة في مجتمعه ويؤدي دوره كاملا في بناء وطنه وإداء رسالته كإنسان مؤمن ومواطن مسؤول.

 

4.  إن الوطن العربي وحدة جغرافية وبشرية وسياسية وإقتصادية، يمثل ساحة عمل الحزب موحد القيادة والمنهج والأهداف، وإن أهدافه هي تطلعات كل أبناء الأمة بمختلف دياناتهم وطوائفهم وأقطارهم، وإن الشعب العربي واحد ومتآخي ومتفاعل مع إخوته المواطنين المتعايشين في الوطن العربي، من أصول غير عربية ويعتبرهم شركائه في الوطن والحياة، فلهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات تجاه الوطن والأمة، والغالبية من العرب يحترموهم ويحترموا انتماءاتهم القومية ماداموا هم كذلك، والحزب جزء من الشعب وصورة مصغرة صافية معبرة عن حقيقة الأمة، ولا يمكن أن تكون في يوم ما وصية أو متسلطة على الشعب، بل هو مددها ومرجعيتها وحاضنها وملهمها، والحزب كما هي الأمة يرفض أيب تعامل عنصري على أساس الديانة أو المعتقد الفكري أو الإنتماء القومي أو اللون أو الجنس، فهو يحمل خلق وقيم الأمة العظيمة المستمدة من رسالات السماء، التي كلفها الله بحملها للبشرية وأتمها بما جاء في القرآن خاتم كتب الله ومصدق ما قبله ومهيمنا عليه، ويرفض الدوان والإستعمار بكل أشكاله وغاياته.

 

5.  إن الشعب هو صاحب السلطة ولا سلطة لأحد على الشعب، ولا مشروعية لحاكم أو حزب أو دستور أو قانون لا يريده الشعب ويقره عبر الوسائل الديمقراطية المعروفة.

 

6.  يعتبر حزب البعث العربي الإشتراكي أن العدوان على أي جزء أو بقعة جغرافية من الوطن العربي الكبير هو عدوان على الأمة كلها، بجميع مكوناتها وأحزابها وجيوشها وقبائلها، والدفاع عن الجزء المعتدى عليه واجب شرعي ووطني قومي، مفروض فرض عين على كل أبناء الأمة، ويوجب على الجميع النفرة خفافا وثقالا للجهاد والدفاع عنه.

 

من هذه الرؤيا الأيمانية والوطنية كانت رسالة الرفيق الأمين العام للحزب في دعوة أهلنا في ليبيا للتوحد لمواجهة الغزو الاستعماري ومنه أيضا كانت دعوة الرفيق قائد جبهة الجهاد والتحرير والقائد العم للقوات المسلحة في العراق الى الأخ معمر القذافي بضرورة تلبية أرادة الشعب لأن الحزب يعتبر الشعب مصدر شرعية كل نظام وقانون. ومن هذه الرؤية القومية الرسالية كانت دعوة الرفيق قائد جمع الأيمان للعراقيين ذراع الأمة الطويل وجنودها المجربين ولعموم أحرار الأمة بأن يكونوا مددا وجنودا لله لمواجهة غزو الغرب الإستعماري.

 

نبه الرفيق القائد الشعب العربي عموما، وأهلنا في ليبيا خاصة، وحذرهم من الفتنة والفرقة والتمزق(لا تتفرقوا..)، ونور عموم العرب بأن قوى الغرب الإستعماري وإداراتها منافقة وكاذبة، ولا تعنيها حياة المدنيين وحقوق الإنسان العربي وتحرره، بل هي تتخذها ذريعة ومغنماَ وفرصة لغزو بلدكم والسيطرة على ثرواتكم، وما دعوة العملاء من الذين إستغلوا أحتجاج بعض شعبنا في ليبيا والذيم وجهوا دعوة للدول الإمبريالية للتدخل في ليبيا ما هم إلا مجموعة من العملاء لايمثلون شعبنا الليبي المؤمن العربي ولا يمتون له ولأمة العرب بصله، شأنهم شأن من أصدروا قرار التقدم بطلب من جامعة الدول العربية على أساس أنها تمثل الشرعية العربية،وأوصى الرفيق القائد عموم الشعب العربي وبالأخص الليبي بأن اتبعوا قول الله وأيضا لا يعدهم (ولا تتبعوا خطوات) الشيطان، وما عشناه في القرن الماضي ومعنا كل دول العالم الثالث من ويلات الإستعمار وبطشه وإبادته لشعوبنا وجرائمه التي تخجل منها وحوش الغاب ونهبهم لثرواتنا بلا حتى مجرد تفكير بتوفير غذاءنا وعلاجنا وتعليمنا من خيراتنا تلك، وما نعيشه اليوم في العراق وفلسطين والصومال وغيرها من أقطار الوطن العربي خير مثال على ذلك، فلا يغوينكم كلامهم المعسول ووعودهم فهم أتباع الشيطان بل هم الشيطان، ولا يعدهم الشيطان إلا غرورا. قبل أقل من شهر تقدمت منظمة التحرير الفلسطينية والجامعة العربية بمشروع قرار لإدانة اللإستيطان الصهيوني في الأراضي المحتلة فاستخدمت أمريكا ضده الفيتو، فعجبا لماذا هذا غير مشروع الطلب غير مشروع ويستخدم دعاة الديــــــــمقراطية ضده الفيتو؟؟؟ وطلب الجامعة بالتدخل في شؤون ليبيا مقدس وهبت كل قوى الإرهاب والبغي والإستعمار وحتى أذنابهم لتنفيذه؟؟؟ إنتبهوا، هكذا قرأ حزب البعث العربي الإشتراكي وقيادته المخطط اللإرهابي الشرير، وسيناريوا غزو وإحتلال وتقسيم ليبيا. فموقفنا المبدئي من الدفاع عن الأرض العربية ومن رفضنا للاستعمار هذا أحد ثوابتنا وهو أحد ثوابت الأمة وكل أباء الشعب العربي، أما علاقتنا وموقفنا من أي حاكم أو نظام حكم فهو قضية سياسية تحددها علاقة ذلك الحاكم بالشعب، فنحن معه عندما يكون خادما للشعب ومنفذا لتطلعاته والعكس صحيح، أما أبناء او رغال وأحفاد العلقمي عمرو موسى ومغتصبي حكم الشعب في بعض أقطارنا فأقول لهم لكم ما لأصحاب الفيل عند الله، وللشعب العربي أقول ازدادوا ثقة وأيمانا بأن الله ناصر المؤمنين.

 

 





الخميس١٩ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٤ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد أبو رغيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة