شبكة ذي قار
عـاجـل










 

لقد قرأتُ هذا المقال عدة مرات بتأنٍ وحيادية وحرص مفرط لانني فكرتُ بطرح وجهة نظري بكل صدق وأمانة لكون الاستاذ كمال مجيد شخصية أكاديمية وفكرية معروفة ، ولانني أدّعي بأن هناك الكثير من القراء قد يرتاح وقد يتقبل آرائي وكتاباتي ، ولأن الموضوع خطير ومحوري وحاسم في قضية العراق المحتل الجريح وشعبه المبتلى والمظلوم ، فأن الواجب الوطني والاخلاقي يوجب عليّ ان أقول ما أعتقده قريب للصواب إن شاء الله

 

لقد أشتغلتُ سنوات عديدة في حقل الترجمة الصحفية واتقنتها وتميزتٌ فيها في الصحف والاذاعة والتلفزيون وتعلمتُ فن الترجمة بتصّرف مع بقاء جوهر الفكرة والمعلومة الصحفية الصحيحة وكيفية التزاوج بين الاسلوب العربي السردي في كتابة المقالات والمقدمة والتوطئة قبل الدخول في صلب الفكرة أو الموضوع، والاسلوب الغربي المتقطع في سرد الفكرة أو الرأي والكتابة على شكل مقاطع محكمة البناء ومرصوصة المعنى وكافية الدلالة قبل الانتقال الى كتلة معلوماتية أخرى لبناء هيكل المقال الصحفي

 

والترجمة من لغة أُخرى الى العربية تجبر المترجم في أحايين كثيرة الى أستعمال المرادف الحرفي للكلمة الاجنبية بحيث تظهر وبوضوح غرابتها عن الاسلوب العربي في كتابة المقالات وانتقاء الكلمات المتداولة في عالم الصحافة العربية

 

أنني أعتقد جازماَ بأن الاستاذ كمال مجيد هو ليس الكاتب لهذا المقال أبداً، بل ان المقال مترجم من الانكليزية الى العربية ثم وضع أسمه على انه هو صاحب هذا المقال. أما كاتبه الحقيقي هو شخص فارسي يجيد الانكليزية ومتمرس في فبركة المقالات اللئيمة والمدسوسة ، صفوي الهوى وشعوبي ، يكره العرب ويخدم أهداف ومشاريع المؤسسة الدينية المللية الحاكمة في طهران والتي تتناغم مع المشروع الاميريكي الصهيوني في السيطرة على دول المنطقة وشعوبها وسلب إراداتها وثرواتها وأستعبادها الى أمد بعيد حتى تتمكن -إسرائيل- من تحقيق كامل أهدافها والمد الصفوي الاستعماري الطائفي الى مبتغاه 

 

فجمل وكلمات مثل- وتعدد حلولهم للتخلص من طامتهم العظمى- أو-. لقد بلغت الدعاية ضد ايران حد الرنين، حين زعقت الابواق -أو-   وحماية اسرائيل من هجمات حزب الدعوة وتحرير لبنان من براثنه- أو- اما القوميون والبعثيون العراقيون فالحوا على وجود حلف مقدس- أو - لقد قدم الحزبان الكرديان واتباع الحكيم الحجة المفيدة - أو - ومنذ 1961 وبدء الحرب بين الحزبين الكرديين والحكومات المختلفة في بغداد، ازداد هذا النشاط بصورة واضحة- أو - مع رفع كمية التجارة الى ثلاثة اضعاف - أو - وبلا شك ساعدت هيبة التقارب التركي الايراني- أو - يلح البعثيون والقوميون - أو - بعد أن خلق العداء عند مختلف اقوام وطبقات الشعب العراقي - أو- بل اعطى البعث الحجة للاحزاب الكردية والطائفية للانحياز الى امريكا ورفع سلاحها لقهر شعبنا- (هذه ترجمة غير موفقة) أو - معطوب وغير صالح للاستغلال- أو - ثم ان الفعاليات الاقتصادية التركية- أو - لقد كان الاجدر بالبعثيين والقوميين أن يركزوا على المنافع الاقتصادية الاسرائيلية في عراقنا العزيز بدل زرع الحقد ضد جارتنا ايران.- أو - ، ارشاد البعثيين الى نقاط ضعفهم بغية حثهم - أو - جبهة واسعة مع شعوب باكستان وافغانستان وسورية ولبنان وفلسطين لها القدرة على مقاومة عدونا الامريكي 

 

هذه مقتطفات من هذا المقال تبين بوضوح ان هذه الجمل وبعض الكلمات التي في طياتها غريبة ولا تستعمل عادة من قبل كاتب يكتب بالعربية وانما هي ترجمة لجمل وكلمات إضطر المترجم الى إستعمالها لكي يبقي على جوهر الفكرة قدر الامكان

 

الخلاصة ولكي لا أطيل، فأن الاستاذ كمال مجيد وللاسف الشديد وقع في فخ لا يليق به ولا ادري هل انه يعرف او لا يعرف بأن كاتب المقال حاول شيطنة البعث والتيار القومي عموما وقام بأظهار مواقف البعث ورؤيتة وفلسفته بمظهر السلبية والخطأ على الرغم من وضوحها وصحتها وصواب التحليلات لما جرى ويجري وسيجري في منطقتنا

 

وعندما يتم التحذير من الخطر الصفوي ومشاريع طهران وتناغمها مع أعداء الامة والطائفيون ، فأن ذلك لا يعني أبداً أشهار العداء لإيران والشعوب الايرانية وانما المصيبة تكمن فقط بنظام طهران الحالي الذي يجب ان يزاح هو ومخططاته الطائفية العدوانية ضد جميع شعوب المنطقة والعمل على مجيئ نظام مسالم وعاقل وحضاري يتعايش بمودة وأحترام مع جيرانه

 

 وألا كيف يفسّر كاتب المقال طلبه في محاربة الاميريكان و-إسرائيل- عندما فقط يشدد على قيام - - جبهة واسعة مع شعوب باكستان وافغانستان وسورية ولبنان وفلسطين لها القدرة على مقاومة عدونا الامريكي – ويستثني بقية الدول التي ليس له فيها موطئ قدم طائفيه يتحرك من خلالها لتنفيذ مآربه المشبوه

 

 





السبت٢١ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / أذار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صباح الخزاعي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة