شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ عرف العالم الإستعمار تلازمت تلك المعرفة بالجريمة والإرهاب والعنف والأعمال الباغية وإستباحة حقوق الشعوب ومصادرة الحريات العامة والخاصة وتقييد حريات الأفراد وإمتهان إنسانية الإنسان في البلدان المستعمرة، وتجهيله وتجويعه وحتى قتله، وتلازم الإستعمار مع كل أنواع الجريمة ضد البشرية، لذا صار الإستعمار صورة للوحشية والبشاعة البشرية لا تدانيها وحشية، حتى تلك التي فطرت عليها الوحوش في الغاب، وبالتالي فأن الإستعمار قد عرف بإعتماده فلسفات عديدة منها: الغاية تبرر الواسطة، وفرق تسد، لو تمعنا في تلازم هاذين المبدئين من مباديء دول الإستعمار وإداراتها لأدركنا حجم التغول بالرذيلة والإستعداد لإرتكاب كل أنواع الجريمة السياسية والأخلاقية والإقتصادية والإعلامية وحتى الدينية تحت هذه المباديء الوضيعة، فأن تكون أمريكا وبريطانيا وفرنسا كما يأتي:

 

لا تستحي من جرائمها، فهذا أمرا متوقع فالمجرم لا يستحي، بل قد يتفاخر بها ويعتبرها بطولات.

 

مجرمة فهذا أمراَ معقول، لأنها دول إستعمارية، والإستعمار سطو على الشعوب لنهب ثرواتها واستباحة بلدانها، عبر الجريمة وقتل أبناء الشعوب وبناتها، وهذا هو التعريف الكامل للسطو المسلح بموجب القانون الجنائي، وهو تلازم السرقة بالقتل والجريمة، وهو أمر عادي بالنسبة للمستعمرين، ومنهم الأمريكان والإنكليز والفرنسيين.

 

أن تكون معادية للحق والإنسانية، فأمر إعتيادي لأن الطماع والجشع يكون حقوداَ، أنانيا، يكره الخير للغير، مناعا للفضيلة، معاديا للعمل الصالح.

 

أن تكون كافرة لا تمنع أو تمتنع عن أرتكاب كل منكر وفاحشة نهى عنهما الله، فهو أمر طبيعي لأنهم إتبعوا الشيطان، فلا يجتمع الإيمان والبغي والطغيان في قوم، لأن الطاغي والمستبد لا يرعى حرم الله وشرعه، الذي علمه للناس من خلال الصحف والكتب المقدسة التوراة والإنجيل والقرآن والزبور، وبعث به الأنبياء مبشرين ومنذرين، لكنهم يلبسون الحق بالباطل ويكتموا الحق وهم يعلمون، ويأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يعقلون.

 

وأن تجدهم بكل فاحشة ورذيلة وعمل مؤذي فهذا هو طريق الأشرار الذين لعنهم الله وأنبياءه وحذرنا منهم وأسماهم شيطان الإنس، وأولياء الشيطان، لكن أن تدعى أمريكا وبريطانيا وفرنسا ومن خلال المجرمين الدوليين وجنود الصهيونية والماسونية وشركات الإحتكار أوباما وهيلاري ووهيك وساركوزي العنصري.

 

كل ذلك وغيره متوقعا ولكن أن يقتنع إنسان سوي حر يؤمن بأي قيمة دينية أو إنسانية حضارية إن أمريكا وبريطانيا وفرنسا صارت تحرص على حياة المدنيين وتحميهم فهذا هو الردة عن الدين والإنحراف عن قيم الحضارة والتمدن والإنسانية والخير، لأن من يقتنع بهذا ويقول به فهو يؤمن بأن الشيطان صديق للإنسان وناصح أمين للبشرية، وهذا يخالف ما أبلغنا به ربنا وأمرنا بقوله تعالى: (وقلنا لآدم أسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغداَ حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين* فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا إهبطوا بعضكم عدو لبعض ولكم في الأرض مستقر ومتاع الى حين*) البقرة الآيتين 35و36 (والفتنة أشد من القتل) البقرة من الآية 191، (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافةَ ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين* فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البينات فإعلموا أن الله عزيز حكيم*) البقرة الآيتين208و209، إن الله سبحانه وتعالى نهى عن إرتكاب الكبائر وأبلغ الناس أن من يرتكب الكبائر هم وقود النار مع ابليس والشياطين، وإتباع الشيطان وتولية الكافرين وإتباعهم هو من أكبر الكبائر، أحقاَ هؤلاء الذين يدعون الإسلام والإيمان ويحتموا ويستنجدوا بأمريكا والغرب لا يفقهون فعلهم؟ ألا يتذكرون دعاء المؤمنين عقب كل صلاة خصوصا صلوات الجمع: (ربنا لا تزغ قلوبنا بعد أن هديتنا، ... ، ربنا لا تجعل بأسنا فيما بيننا وأنصرنا على القوم الظالمين)، هذا الدعاء الذي بموجبه يستعيذ المؤمن بربه أن يكون بأس المسلمين فيما بينهم، وهو ما تسعى له أمريكا وبريطانيا وفرنسا وكل دول محور الكفر وأتباع الشيطان، إنهم يسعون ليجعلوا بأس المسلمين فيما بينهم، ويغذوا الفتن ويزيدوا المحن ليطفؤا نور الله بأفواهم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون، وها هم يعلنوا بعد أن تكشف أمرهم عن نيتهم في تسليح الفئة الباغية التي أزلهم الشيطان فاتبعتوه وصدقوا وعوده (ولا يعدهم الشيطان إلا غرورا)، لتحقق ذلك وتبطل شرع الله ورسوله، أمريكا وبريطانيا وفرنسا تسعى للفتنة لتجعل بأس المؤمنين فيما بينهم، وهو ما نهى عنه الله ورسوله، وهي تلبس الحق بالباطل فتدعي أنها تسعى لحماية المدنيين، أين هذا الخلق والسلوك عن أمريكا وحلفائها الإرهابيين المجرمين الفاشيين عن جرائم قتل المدنيين بأيدي وسلاح وطيران قواتهم في العراق وأفغانستان وباكستان وليبيا، وأين هذا من إبادة شعب فلسطين من قبل حليف دولهم الكيان الصهيوني، وجرائم أسيادهم الصهاينة العنصريين العدوانيين في لبنان والجولان، نعم هم كلهم جنود في جيش الدجال اليهودي، ومن يستنجدوا بأمريكا والغرب الإمبريالي ممن يدعون الإيمان خرجوا عن الدين، وبرئت منهم ذمة الله ورسوله، فأفضل قول للمخدوعين والمضللين هو آي من كتاب الله الكريم: ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) البقرة الآية 44. ( الله ولي الذيم آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور والذين كفروا أوليائهم الطاغوت يخرجوهم من النور إلى الظلمات أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) صدق الله العظيم ، البقرة الآية 257. فمن ضل أو نزغه الشيطان فليتوب لله ربه ويعمل صالحا.

 

اللهم إني قد بلغت .. اللهم فأشهد، وأنت خير الشاهدين.

 

 





الجمعة٢٧ ربيع الثاني ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠١ / نيسان/ ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة