شبكة ذي قار
عـاجـل










أن ربيع الثورة العربية الجديدة, و الذي أوقد جذوته استشهاد البطل محمد البو عزيزي في تلك اللحظة و التي لم تكن بالفعل قد رتبت في حسابات الشهيد أي من تفاعلاتها و مالاتها اللاحقة,و هي التي كانت بذات الوقت فوق قدرة الفيس بوك ,فقد عبرت تلك اللحظة العظيمة (و التي سيخلدها تاريخنا لا محال) باعتبارها واحدة من بين أهم المحطات التاريخية المجيدة في حياة الأمة و بالذات عبر تاريخنا الحديث.


لم يكن الفيس بوك هو الذي مد هذه الثورة بدفق تفاعلاتها بقدر ما كونه واحداً من شبكة أزرار متحفزة و مثقلة بكل عقود العسف و الجور الذي أداره النظام السياسي و الذي يطلق عليه العربي مجازاً و الذي جاء وفقاً لمنطوق الضرورة الملجئة,و بالذات منه من هو يلعب دور الإدارة القذرة لواشنطن و تل أبيب ,و بالمناسبة فأن هذا الوصف هو في الواقع وصفاً مجرداً لحقيقة أنظمة ذيل العار هذه,حيث لا يمكن أن تكون هناك ثمة مقاربة مع منهج التعرض من هذا الباب,بقدر ما هو تصويب موضوعي لحقيقة ,لا يخجلون هم أصلاً من ارتداء ملابسها.


ان خيارات الأمة لم تكن بأي حال من الأحوال وليدة هذه الثورات المجيدة ,بل ان خيارتها و ثوابتها هي ..هي و لا سيما في العصر الحديث على امتداد زمن القرن الماضي و استهلالة هذا القرن,و ان هذه الثوابت و تلك الخيارات تتمحور حول مديين ستراتيجيين,أولهما هو مواجهة العدو الصهيوني –الأمريكي,و الذي يضطلع القطر العربي السوري بقيادته جنبا إلى جنب مع قوى مشروع المقاومة في فلسطين و العراق , و ثانيهما التحرير الناجز لفلسطين كل فلسطين من النهر إلى البحر,و بالتالي تحرير كافة الأراضي العربية المحتلة و في كل بقاع ارض الوطن.


هنا و في ظل حقيقة وحدانية الموقف السوري فيما يتعلق بمواجهة التهديد الصهيوني المستمر منذ عام1948,هذا التهديد المدعوم مباشرة من قبل دوائر الغرب الامبريالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية.أن فرادة الموقف السوري في هذا الجانب و بالقدر الذي يتظافر مع قوى مشروع المواجهة,هذا المشروع الذي يحيا و يعيش في وجدان وضمائر كل العرب الأحرار المطهرون من رجس العلاقة مع الصهيونية تنسيقاً وتطبيعاً,و هو بذات الوقت و إزاء موقفه هذا يفرض علية حزماً من الضغوط الكونية سرت و تسري مفاعيلها و مسؤولياتها إلى كل مفاصل حياة المجتمع السوري ,و هذه المسؤولية التي طالت و تطول كل سوريا نظاماً و مجتمعاً,و بالمناسبة فأن فاتورة هذا الموقف الذي ارتضته بل و تبنت سوريا سداد كلفته عن قناعة و أيمان مطلق,لا بد و أن يكون مكلفاً على وجهي المعادلة, فمن ناحية تعني هذه الكلفة لجهة سوريا هو التآمر المعبر عنه بخلق الفوضى عبر التسلل بين الجماهير المحتجة للقيام بإعمال التخريب و التعرض وصولاً الى القتل ,أما من جهة قوى التآمر هذه فأن هناك عشرات المليارات قد رصدت لإتمام هدف هذه المؤامرة و التي ظهرت إرهاصاتها عبر ملياري دولار تم تناولها عبر وسائل الأعلام و التي تجلت ميدانياً في شوارع و ميادين سوريا في الآونة الأخيرة.


أن الاستهداف التآمري و المعدة أجندته سلفاً قد استغل ظرف الحراك الجماهيري في الوطن العربي,و الذي قد خلطت في أجوائه الأوراق و ذلك في ظل هذه الأجواء الضبابية ,فهذا الاستهداف يعني بالمحصلة محاصرة النظام السياسي في سوريا توطئة لإسقاطه,و هذا باختصار هو الهدف الجائزة و النهائي لكل ما حصل و ما يحصل في أجواء هذا الحراك الجماهيري المشروع و لكن عبر ثناياه الرخوة.


أما عناصر و قوى هذا التآمر فتتوزع على شكل خلايا حسب(نمر السبابيط) فزعيم هذا المهرجان الأسود هو نتنياهو و عبر أجهزة مخابراته في تل أبيب مروراً بسعودية خادم البرجين و انساله من جمهرة ألبنادر وال........ر باعتبارهم الوكلاء الشرعيين(حسب السنة) و المعتمدين لدوائر المخابرات الأمريكية بالإضافة إلى كونهم الممولين الرئيسيين لهذه المؤامرة,هبوطا إلى بيروت حيث ابن المرحوم صاحب مشهد الست ...... فهذا التعس عليه ان يعرف و أضن انه يعرف ان ميته والده و طبيعتها و ما يحيط بها من جلال الموقف و دقة المرحلة,حالت دون ذكر عيوبه و معايبه والذي كان يرددها في حياته آنذاك حلفاء الولد الحاليين ,نعم عليه ان يعرف أن والده كان لصاً بخمس نجوم عمرت السولتير و سواها من مشيدات بنيت و أنجزت سلباً من أموال الشعب اللبناني سنة و شيعة ومسيحيون و دروز(و ايضا حسب السنه) و ليعلم أيضا أن تغييب والده كان قراراً قد اتخذ في تل أبيب(كما غيب السادات و لأسباب مشابهه) هذا التغييب الذي وجدت (إسرائيل)له مسوغاً شرعياً و مشروعاً لوضع القرار 1559 على سكة قطار التنفيذ,فمن ناحية أن رفيق الحريري كان قد انتهت صلاحيته(الاكسباير.....بح)و بالتالي سيرث ولده,شباباً و أعدادا و حقداً و ثأراً و بالتالي نهماً و كل ما يحتويه هذا المعنى من مفردات الاعوجاج ,أما الجانب الأهم في تنفيذ تلك الجريمة هو ما تلى تنفيذها و الذي كان صداها و الجواب على وقعها هو الشروع بتنفيذ القرار 1559 ,أما ذيول ذيول مشروع التآمر هذا فمنهم من تساقط من حمل العير كسقط متاع,حيث ان هؤلاء الذين هوو قد حفلت سمعتهم (بما لذ و طاب)من ممارسات و سلوكيات توزعت بين طائفية مقيتة لبست أرديتها زعامات مافيوية تنوعت بين السرايا و المسارات و تجلياتها الميدانية التي ظهر خزيها في الشوارع و الميادين السورية في ثمانيات القرن المنصرم,ثم ان من كان متأبطا الملف اللبناني و بكل تداعياته السلبية على الساحتين اللبنانية و السورية و ما يعنيه هذا الأمر من مخلفات كلفت سوريا إثمانا باهظة من متانة الموقف و استنزافاً للميزانية و الدم السوري الذي هو ليس بحاجة الى بيانات و استبيانات تؤكده و غير ذلك فأن ذات الطرف يتحمل مسؤولية قانونية لجهة تورطه أو ابن ه(فالمسؤولية هنا تضامنية) في المساعدة على دفن المخلفات النووية بالقرب من بعض السواحل السورية.و في ذات السياق فأن تورط بعض الفضائيات في الإسهام التآمري هذا قد لعب دوراً في تأجيج الساحة السورية و إشاعة عنصر القلق في أوساط الجماهير هناك,حيث ابتعدت هذه الفضائيات عن سياسة التغطية المهنية,و انغمرت في وحل مواقف الأنظمة و المشيخات الممولة و المسيرة لها,و لنضع النقاط على الحروف هنا و نقول مثلاً ان فضائية العربية أو الأصح العبرية و التي تسمى مجازاً العربية لعبت أدوارا تآمرية و قذرة في العراق حيث كانت برامجها تتطابق و أجندة الغزو و بالتالي الاحتلال,حيث أن ولي نعمتها هو الوليد بن عم بندر (و النعم) يكفي بدون تعليق ,حيث ان مجرد وجود هذه العلاقة و بغياب مسؤوليته عنها ألا أنها سبة لا محال,أما فضائية الجزيرة فهي الأخرى قد سقط عنها قناع المهنية و الموضوعية ,نحن نعرف و بالتأكيد أن أي فضائية هي الصوت المعبر عن الممول ,فبينما كانت الجزيرة بالنسبة لنا هي القناة المفضلة مغمضين أعيننا آنذاك عن الإطلالات الصهيونية الكريهة عبر شاشاتها و تثبيت موقع (إسرائيل) وعبر خارطة الإقليم,و قد بدى لنا حول تغطية الأحداث في سوريا, أن هذه القناة بأميرها و قارضها هي من بين الخلايا النائمة المكلفة بلعب أدوارا تأمريه في المحطات المفصلية من التاريخ و هذا الذي يحصل و الذي ظهر و كما بدى في تلك التغطية ليست المشبوهة بل الضالعة أساسا.


أن ما يتعرض له القطر العربي السوري من حجم هذا التآمر يقتضي اول ما يقتضي ان لا يقع النظام السياسي في سوريا ضحية الابتزاز الدولي المشبوه و المعنون تحت يافطة(حقوق الإنسان)و ان يعبر بالمجتمع سوية إلى مرحلة بناء و أعادة بناء الدولة القانونية الحديثة التي تتوزع في ظلها المسؤولية بين النظام و المجتمع تضامنياً و عليه فأن جناحي هذه الدولة و بالتظافر مع أجهزة و مؤسسات المجتمع المدني من اجل خلق معادلة التوازن المجتمعي و الذي يصبح فيه كل فرد مسؤولاً, بغية قطع الطريق على كل محاولات الاستهداف و التي ستتعاظم طرديا مع تعاظم الدور السوري و ذلك عبر تعزيز مكانته في قوانين الصراع الإقليمي و الدولي,هذه التعاظم الذي اختبرت فعاليته دمشق في ظروف مشابهه بل و التي كانت ضغوطها اكثر شراسة مما عليه الوضع حاليا في هذا القطر العربي الصامد.

 

 





الاثنين١٤ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب فريد الزبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة