شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد ان زال الاحتلال العثماني عن ارض امتنا أو كما يسميه البعض حكم الإمبراطورية دخلت امتنا العربية في مرحلة جديدة من الصراع المباشر مع القوى الغازية التي جاءت من كل حدب وصوب باسم الديمقراطية وباسم إعادة الحقوق التي انتهكتها السلطات التركية الحاكمة أن ذاك ومن ثم أخذت هذه القوى تقسم أجزاء امتنا وتناثرها كيفما تشاء وفق ما يخدم أهدافها ومصالحها والتي بنيت عليها اتفاقية سايكوس بيكو 1916 والتي جعلت من الوطن الكبير أوطان هشة ومتناثرة.


فبعد زوال الاحتلال المباشر عن العديد من الأقطار العربية كان طموح الإنسان العربي أن يحقق ذات أمته بين الأمم الأخرى والتي ناضل من اجلها عشرات السنين , إلا أن الواقع الذي اصطدم به المواطن العربي مختلف تمام عن الواقع الذي يطمح إليه وهنا بدأت الصراعات بين المنتفعين من نظام فاسد نصبه الغرب وبين الذين ظلموا واستقصوا لأنهم رفضوا للغرب أن يسرق حقهم في ثروات أمتهم , أضف إلى ذلك موقف الحكومات والعروش الواهية اتجاه فلسطين قضية العرب المركزية التي ألهبت مشاعر وإيمان الشعب العربي من أقصاه إلى أقصاه.


واليوم نقف أمام حالة عظيمة تعصف في الأقطار العربي أمام ثورة شعبية تطيح بعروش مستبدة ورجعيه خدمة الغرب ولسنوات عديدة وهي تردد شعارات الخنوع والطاعة والتبعية , وما أحدثته ثورتي مصر وتونس جعلنا نشعر بأصدائها هنا بفلسطين حتى أصبحنا نشعر بان الحجارة الملقاة على حواف الطرق فرحة ومتشوقة لسماع أخبار هذه الثورة لأنها ترقب بها الأمل الجديد.


لقد تنبه الغرب إلى خطورة هذه الثورات التي تفجرت بعد عقود من القهر والاستبداد ولان الغرب يعلم بان لكل فعل رد فعل مساوي له بالمقدار ومعاكس له بالاتجاه أخذ يكيد الحيل ليوقع بهذه الثورات ويحرفها لتصب في مصلحته , فحدوث ثورة شعبيه في مصر وتونس أحدث لدى المواطن العربي هزه قويه أيقظت لديه شعور القومية والعروبة وجعلت المواطن العربي أكثر إيمانا ويقين بضرورة تحقيقها وهذا يتنافى مع أهداف الغرب الذي سخر كل طاقاته وعلى مدى عقود عديدة لترويج القطرية والتجزئة , فوجود القطر العربي المصري على الحدود الجنوبية الغربية للكيان الصهيوني ووجود القطر الليبي الفاصل بين القطرين المصري والتونسي اللذان تحررا من السيطرة الغربية فهذا كان عاملا قويا لدق ناقوس الخطر لدى الغرب الذي خشي من أن تقوم وحدة عربية بين مصر وتونس وليبيا المتوقع أن تركب بركب التغير ويقوم أهلها بثورة شعبية متمردة على الواقع الفاسد , فعمل الغرب على دفع بعض الجهات للقيام بأعمال تدعي بأنها ثورة في القطر الليبي ومن ثم تطالب القوى الغربية والأجنبية لحمايتها والقدوم إلى احتلال القطر الليبي ولتصبح قوى الغرب تتوسط هذه الأقطار المتحررة باحتلال عسكري ومباشر وبذلك يضمن الغرب ما يلي :


أ – وجود هذه القوى بين قطرين تحررا من التبعية الغربية يؤمن حدود الكيان الصهيوني من أي حالة حرب مع هذين القطرين لان أمنهما العام يصبح مهدد وبذلك يرضخون للأوامر التي يفرضها الغرب.


ب- وجود هذه القوى الغربية يقمع ويمنع قيام نواة وحدة عربية تشمل في تعدادها ما لا يقل عن 120 مليون مواطن عربي , فوجود اتحاد عربي يمتلك هذه الطاقة البشرية الهائله ويمتلك هذه الثروات يوءدي حتما إلى ولادة دولة قوية تستطيع تدمير كل مصالح الغرب بالمنطقة .


ج- خوف القوى الغربية من قيام ثورات في أقطار عربية أخرى تلتحق بالوحدة وبذلك ستسقط اتفاقية سايكوس- بيكو التي حافظ عليها الغرب لعقود طويلة لأنها تشكل الضمان الوحيد له في نهب ثروات هذه الأمة.


فما يدور اليوم في ليبيا ما هو إلا تكرار لمشاهد التاريخ التي خدعنا بها الغرب باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان فهذه الشعارات استخدمها في خداع الثوار العرب الطامحين لتحرر من الاحتلال العثماني واستخدمها أيضا في حربه على العراق في تدمير اكبر قاعدة انطلاق ونهوض للأمة العربية التي شكلت قوه موازية قادرة على ردع الكيان الصهيوني وكل القوى الأخرى التي ساندها الغرب فعاد اليوم ومن جديد يرفع هذه الشعارات لاستهداف القطر العربي الليبي واحتلاله وسرقة ثرواته والقضاء على نواة الوحدة العربية التي يبنيها الشعب العربي لا حكوماته.


وهنا يجدر بنا أن نطرح بعض هذه الأسئلة إلى الكل المروجين والداعين لقدوم الغرب للاحتلال ليبيا لتحريرها حسبما يقولون , فهل الغرب جمعية خيرية تقدم لنا الهبات من الحرية والديمقراطية ؟؟؟ !!! و اذا كان ذلك فلماذا لم يأتي الغرب لضرب الكيان الصهيوني رد على جرائمه في حق الشعب الفلسطيني ؟؟!!!

 

 





الثلاثاء١٥ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٩ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أسعد عطاري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة