شبكة ذي قار
عـاجـل










لابد وأن الجميع قد سمع عن عملية إتمار والتي قامت الدنيا بها ولم تقعد وأصبحت القنوات الفضائية صباح مساء تتحدث عن هذه العملية وتحضر المحللين السياسيين والعسكريين والنفسين لتحليل هذه العملية وتحليل نفسية من قام بها , أضف إلى ذلك تصريحات جيش الاحتلال الصهيوني وتصريحات قيادته التي تهدد بإحراق الدنيا وقتل كل الفلسطينيين انتقاما لدماء قتلا إتمار وأصبحت هي الهلوكوست الثانية التي يتباكون عليها صباح مساء.


ودون أن ينتظر الكيان الصهيوني نتائج التحقيق وحتى قبل أن يبدأ التحقيق أصبح الفلسطينيون أصحاب الأرض هم المتهمون وجاءت قوات الجيش وحاصرت قرية عورتا والقرى المجاورة لها وأخذت قطعان المستوطنون تنتشر في كل الطرقات الرئيسة ليرجمون السيارات العربية المارة منها أو يطلقون عليها النار وذلك أمام أعين الجيش الصهيوني بل بحماية منه ولم يصدر أي استنكار أو إدانة من قياداتهم إزاء أعمالهم التخريبية التي شملت البشر والحجر بل حتى المزروعات والبيوت والأطفال على عكس مواقفهم عند حدوث أي هزة يركضون لقادة السلطة الفلسطينية ويطلبون منها الإدانة والاستنكار فلماذا لا يبادرنا العدو بمثل هذا الموقف ويستنكر ويدين أعمال جيشه وقطعان مستوطنيه؟؟!!


ورغم الغموض الشديد حول هذه العملية وعدم الإفصاح عن مجريات التحقيق بحجة أنها سريه والكشف عنها يعيق التحقيق ويصعب الوصول للحقيقة , وتزامنا مع هذه العملية قامت قوات الاحتلال باعتقال كل العمال التايلنديين من مستوطنة إتمار ونقل العديد من العائلات التايلندية ليتحفظوا عليهم في مناطق جنوب الكيان الصهيوني فأخذت هذه المؤشرات تشير وتأكد بان عامل تايلانديا هو من قام بذلك و أكد على ذلك المحللين الصهاينة والمتقاعدين من الجيش الصهيوني وذوي الخبرة الطويلة بالعمل العسكري حيث أشاروا إلى أن من قام بهذه العملية هو عامل تايلندي يعمل في مستوطنة إتمار حيث اختلف مع القتيل على مبلغ من المال مقداره 10 ألاف شيكل رفض أن يعطيها للعامل مقابل تعبه فنتيجة لذلك قام بتهديده بالقتل , وكالعادة بقيت المعادلات السياسية داخل المطبخ السياسي الصهيوني ليوظف هذه القضية الجنائية لصالحه أمام الرائي العالمي والدولي وخصوصا بعد أن أخذت تنهمل الاعترافات بالدولة الفلسطينية من قبل العديد من الدول فأراد الكيان الصهيوني أن يوظف هذه العملية ليظهر للعالم أجمع أن الفلسطينيون هم قتله ظانا بذلك انه يستطيع ان يخفي بأن الفلسطينيون هم أصحاب الحق وأصحاب الأرض وكل الشرائع والقوانين والأديان تكفل لصاحب الحق أن يقاتل من اجل أن يدافع عن أرضه وعن حقوقه , فلو دخل فلسطيني للعمل داخل الكيان الصهيوني وكان يحمل في حقيبته سكين لتقطيع الخضار فنجد الجندي الحبشي أو الروسي أو الأمريكي أو الأوروبي الذي جاء من أخر أصقاع الأرض يوقفه ويعتقله بتهمة الإرهاب أو التخطيط لاستخدامها كسلاح من اجل القتل وهو يعلم علم اليقين انه يقتنيها ليستخدمها في إعداد الطعام وانه هو صاحب الأرض , فبعد كل تلك الملابسات والمؤشرات القوية التي تدل على أن منفذ العملية ليس فلسطيني خرجت علينا تصريحات قادة الجيش الصهيوني بأن منفذي العملية هم فلسطينيان من قرية عورتا احدهم 19 عام والأخر 21 عام فعندما سمعت هذه الرواية المزعومة تبادر إلى ذهني العديد من الأسئلة المشروعة ويحق لي كفلسطيني اسكن في احد المدن الفلسطينية وعوقبت على الطرق والحواجز بسبب هذه العملية أن أضع أسئلة واطرحها لكي أصل إلى حقيقة وهي هل حقا أنا استحق العقاب أم لا ؟ , فلو فرضنا صحة الرواية الصهيونية فكيف لشابين يستطيعان اقتحام المستوطنة والتي هي محصنه بأسلاك شائكة وأسلاك الكترونية ذكيه تستطيع تحديد مكان أي شخص يقترب منها أضف إلى ذلك كاميرات المراقبة والتصوير المنتشرة على طول السلك الشائك المحيط بالمستوطنة إضافة إلى الحراسة المشددة من حرس الحدود الصهيوني ومن حراس المستوطنة بالإضافة إلى الرادارات والى طائرات التصوير بدون طيار التي تجوب سماء المستوطنة والأراضي المحيطة بها فكيف لشابين ليس لديهم أي خبره عسكرية أو معرفه بالأمور التقنية يستطيعان تخطي كل ذلك ؟؟؟ ولو فرضنا أنهم استطاعا اجتياز كل العقبات التي ذكرناها ودخلوا المستوطنة بسلام فكيف لهم أن يستطيعوا اقتحام احد البيوت داخل المستوطنة والتي يكون بالعادة أهلها مدججين بالسلاح فكيف دخلوا ؟؟ وكيف استطاعوا أن يسيطروا على المسلحين الذين يسكنون البيت ؟؟؟


إن عملية إتمار أين كان منفذها سواء تايلندي أو فلسطيني أو أي شخص هي عملية جنائية لا تستحق أن تخرج للإعلام الخارجي ولا تصل إلى حد التباكي عليها لتصبح الهلوكوست الثانية , لقد استغل الكيان الصهيوني صور الأطفال ليعرضها على القنوات والصحف العالمية ليكسبوا مزيد من التعاطف ويزيدوا في نقمة المجتمعات الغربية على العرب والفلسطينيين وقد نسي الصهاينة المذابح التي ارتكبوها في قانا و دير ياسين و قبية وحيفا ويافا وعكا وغزة ونابلس وجنين و طبريا والناصرة وأريحا والقدس وكل المدن وكم هو عدد الأطفال الذين قتلوهم!!! , هم وجدوا العالم اجمع يبكي معهم على أطفالهم أما نحن من يبكي على أطفالنا ؟!! من يبكي إيمان حجو الطفلة الرضية التي قتلتها شظية قذيفة وهي بأحضان أمها ؟؟!! ومن يبكي محمد الدرة الطفل الذي شاهده كل العالم كيف قتل وهو بحضن والده ؟؟!! ومن يبكي شاكر حسونة الذي سحله الجيش الصهيوني بشوارع الخليل وعندما وجدوا به النفس أخذوه ليلقوه إلى قطعان المستوطنون ليقتلوه وسط احتفال كبير؟؟! من يبكي لنا أطفال غزة وشهدائها ؟؟!! ومن يبكي لنا الأمهات اللواتي تعسر بهن المخاض ليضعن أطفالهن على الحواجز أو يفارقن الحياة مع أجنتهن ؟!!!! من يبكي أهلنا والقرى التي أبادها الصهاينة بالكامل ؟؟!!

 

 





السبت١٩ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أسعد عطاري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة