شبكة ذي قار
عـاجـل










لفت انتباهي خبر يتوسط أحد الصحف الفلسطينية التي اعتدت قرأتها كل صباح وأنا اشرب معها فنجان القهوة ولا أدري سبب ذلك, إما لأنني أشعر بمرارة العيش والوضع المتردي الذي تعيشه امتنا أم لأتذوق مرارة القهوة واستطعم بها لأعود نفسي على مرارة الحياة و أعتبر فنجان القهوة هو مرحله مبدئية من مرار يوم جديد ربما تزداد فيه مرارة أمتنا ؟! , ولكن المدهش بالموضوع هو الخبر والذي كان يحمل عنوان " الولايات المتحدة تطالب العراق بحسم أمره بتمديد بقاء قواتها خلال أسابيع " مما دفعني لأتوقف عن القراءة وعن التفكير بأمور الحياة الأخرى وأتدبر هذا العنوان وأنا في حيرة من أمري .


لقد تبادر إلى ذهني للوهلة الأولى بأن بقاء جنود الولايات المتحدة الأمريكية بالعراق أو بالمعنى الأدق قدوم قواتها لاحتلال العراق وتدميره كان رغماً عنها , وليس لأنها تغرق في عقلية الطمع وحياة التجرد من كل القيم الإنسانية والأخلاقية التي لا تبيح لأمة أياً كانت أن تعتدي على امة أخرى أو تنتهك سيادة دولة أخرى و كأنها ليست هي من جمعت الجموع وأحضرت كل جيوش العالم لتشاركها في ضرب العراق وتدميره !!!


فهذا الاستعجاب كان ملحاً علي , لأسأل نفسي هل هذا الخبر الذي تناقلته وسائل الإعلام بشتى أشكالها هو استخفاف بعقولنا ؟؟!! أم هي مجرد مسرحية تحاك أمام الرائي العالمي دون أن يكون لنا أي اعتبار ؟!


إن ما يسمون اليوم بساسة العراق الجديد الذين أفرزتهم ديمقراطية الدبابة والبندقية الأمريكية ما هم إلا دمى يتحكم بهم المحتل الغازي ولا يمتلكون حق النقاش أو القرار لأنهم بالأساس ليس لديهم أي فقه سياسي أو ثقافي أو حتى ضمير أخلاقي وحس وطني فكل منهم يحمل في طياته أجنده طائفية زوده بها المحتل فكيف إذاً يقررون !!!, هل الذي كان يعمل راقص في احد الملاهي الليلية يستطيع التحدث باسم الملاين من العلماء والمهندسين والأطباء الذين خرجهم عراق الدكتاتورية كما يصفونه إبان حكم الشهيد صدام حسين ؟! , أم أن الذي يذهب ليضع أكاليل الزهور على قبور قتلا الغزاة والذين قتلتهم المقاومة العراقية الباسلة وهي تدافع عن الأرض والعرض يستطيع أن يقرر مصير العراق أو يكون أهلاً بذلك ؟ لقد أخذت صيحاتهم تعلوا بأنهم من إفرازات الديمقراطية فإذا كان ذلك صحيح فلماذا لا يستجيبون لإرادة الشعب الذي يملأ الشوارع والميادين والأحياء مطالبين برحيل الاحتلال الأمريكي وكل الذين جاؤوا معه من العملاء ؟ ولا نستعجب أو نأخذ بالأمر مفاجأة إذا خرج علينا ما يسمى برئيس الوزراء نوري المالكي ( الذي كان يعمل في جهاز المخابرات الإيراني ويحمل الجنسية الإيرانية ) وقال باسم الشعب انه يوافق على بقاء قوات الاحتلال , لقد فعلوها من قبل عندما أحضروا بعض المرتزقة والعملاء المزدوجين لينثروا الورد على جنود الاحتلال ولكن شأت الأقدار وأمام كل وسائل الإعلام أن نشاهد العراقي منتظر الزيدي ليظهر للعالم أجمع المشهد الحقيقي الذي استقبل به العراقيون جنود الغزاة و كيف خرج رأس تلك الدولة الغازية وهو مضروب بأحذية العراقيين , فلو أراد الأمريكان و معهم العالم بأسره أن يستمع لكلمة العراقيين فإنهم قد قالوا كلمتهم وأعلنوا عن رفض الاحتلال منذ اليوم الأول لدخوله ومن اجل ذلك قدموا التضحيات الجسام في الدفاع عن وطنهم.


وما هذه العناوين والأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام العربية والعالمية ما هي إلا استخفاف بعقولنا وتزيف للحقائق أمام الرائي العالمي وهنا نقف على أعتاب الزمان ونعود بالذاكرة لنتذكر غاندي عندما سؤل عن أعظم انجاز وصلت إليه أمريكا فقال " أعظم انجاز لأمريكا هو هوليود " ويقصد بذلك أن السياسات الأمريكية قائمه على الكذب والتمثيل والخداع.

 

 





الاثنين٢١ جمادي الاول ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٥ / نيسان / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أسعد عطاري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة