شبكة ذي قار
عـاجـل










عنوان المقالة فُرض عليها بسبب إعلان الأمريكيين ابتكار طريقة جديدة لدفن أُسامة بن لادن في البحر، وعلى العالم، بعد اليوم أن يبتكر مصطلحات لغوية جديدة من مثل عبارة "الدفن بالماء"، ومقابر البحر، ويستفيد البلاغيون من وسائل إعلام أمريكية وهي تنقل عن مسئول عسكري أمريكي مجهول، يخاطب العالم فجأة عن مصير جثة أُسامة بن لادن : ( إن جثته حُملت إلى أفغانستان، «ثم دفنت في البحر»)، وبعد ساعات يختلف جوق المصرحين في البيت الأبيض والبنتاغون عندما ينفي قائل منهم انه لم يتم نقلها إلى أفغانستان بسبب عامل الوقت، فتم نقلها مباشرة إلى ظهر أحد الناقلات الحربية البحرية الأمريكية التي تجوب بحر العرب، ويكشف ناطق عسكري أمريكي عبقري مجهول: (... أنّ أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة دُفن في شمال بحر العرب، بعد إتمام الغسل وإجراءات الدفن، وفقًا لأحكام الشريعة الإسلامية). ناسياً أن عبارات "إجراءات الدفن"، وفقا لأحكام الشريعة الإسلامية لم تعرف شيئا إسمه " الدفن بالماء"، ولم يُمارس مثل هذا النوع من الدفن حتى عند الهندوس عندما يرمون رماد موتاهم في النهر المقدس بعد إتمام الحرق وفق الطريقة الهندوسية.


والطريقة الأمريكية في الانتقام لم يستعملها حتى قراصنة البحار بإطعام سمك القرش عند التخلص من جثث أسراهم وموتاهم المرضى بأشد الأمراض خباثة.


المسؤول الأمريكي الناطق باسم الدفاع ، وخلف قناع من السرية المرتبكة خلط كثيرا من الأوراق القديمة والجديدة، وربما كان هناك أكثر من ناطق، ظلوا يروون للعالم بانبهار وهذيان تفاصيل طريقة الدفن الأمريكي الجديد لأسراهم في عرض البحار التي جرت على النحو التالي: ( بدأت استعدادات الدفن في البحر الساعة 1.10 بتوقيت شرق الولايات المتحدة " 0510 بتوقيت جرينتش" وانتهت الساعة الثانية بنفس التوقيت). ويوضح المسؤول : ( أنّه تم غسل المتوفى، ثم وضع في كفن أبيض، ووضع الجثمان في كيس، ثم تلا ضابط كلمات دينية، ترجمها متحدث إلى العربية، وبعد الانتهاء من التلاوة وُضع الجثمان على لوح مسطح؛ ثم أنزل جثمان المتوفى إلى البحر). ونقلت المصادر الإعلامية عن ذلك المسؤول ألأمريكي قوله الغريب : (... إنّ قرار الدفن في البحر يرجع إلى صعوبة إقناع أي بلد باستضافة الجثمان)، وأضاف: ( أنّه تم دفن الجثة في بهذا الشكل)؛ وكأن الأمريكيين لا يعرفون مواقع وخرائط المدافن والمقابر الفردية والجماعية ولم يطلعوا على أُصول ومشاهد صلاة الجنازة التي جديد شاهدوها وخبروها وصوروها بطول وعرض العالم العربي والإسلامي وهم يمارسون القتل.


ورغم خبرات الأمريكيين في القتل والدفن للأموات والأحياء تنقل وكالاتهم الإعلامية الى عموم العرب والمسلمين عن لسان "مسؤول كبير" في وزارة الدفاع الأميركية: ( إن صلاة الجنازة استغرقت ‬50 دقيقة أقيمت لـ « بن لادن» على متن حاملة طائرات في البحر، عملاً بأحكام الشريعة الإسلامية، قبل «دفن» جثته في البحر). هل سمع وعرف العالم بكل لغاته وطوائفه الدينية عبارة من مثل " دفنت جثته في البحر".وعلينا ان نوصي دفاني المقابر مستقبلاً باستعمال مصطلح جديد للدفن في الارض من مثل:" تم دفن الميت بإغراقه بالتراب ).


ويذكر البيت الأبيض مهزلة أخرى عن وصف أسيرهم، الذي يفترض انه أرعبهم، وهم بدورهم قد أرعبوا به العالم وأشغلوه بأخباره وشراسته و "إرهاب قاعدته"، حين أعلنت إدارة أوباما، فجر أول أمس بعد مرور ‬3539 يوماً منذ هجمات ‬11 أيلول/ سبتمبر إفتخارها المعنون دون إستحياء وبلسان أوباما: " أمريكا قتلت بن لادن"، وكان على اوباما ان يلبس بدلة بوش العسكرية يوم اعلانه النصر على العراق من فوق بارجة حرب عسكرية ويبتهج ساذجاً بانتهاء حربه على العراق.


غالبا ما يعظم الفرسان خصومهم ليتمتعوا بوصف انتصارهم، لكن الامريكيين خذلوا " إنتصارهم" على رجل طاردوه اكثر من عشر سنوات فوصفوا لحظة قتله بكل غباء من : (... إن بن لادن حاول أن يحتمي وراء النساء في أثناء مهاجمة القوات الأميركية الخاصة لمجمعه، وقتلت إحداهن بعد أن استخدمت كدرع بشري، والمرأة التي قتلت في الهجوم إحدى زوجاته). وهنا نسي الأمريكيون حتى تقاليد كتابة سيناريوهات هوليوود وسلوكيات رعاة البقر في تكساس في وصف مشاهد مثل هذه، فقتلوا المرأة والرجل معا وهم عُزل، ولا نعرف لماذا لم يعلن الأمريكيون عن بقية مروءاتهم في الإخراج المسرحي بإظهار كيفية التكفل في إقامة صلاة الجنازة من قبل جنود المارينز ومعهم ترجمة صلاتهم الى العربية على ظهر حاملة الطائرات، ولم يخبروا العالم عن دفن جثة زوجة بن لادن في الماء معه ايضا؟ إسوة بمصير بزوجها. والأغرب، وفي أقل من 24 ساعة عادوا فكذبوا ما قالوه البارحة بتصريح لاحق حول تطابق الحامض النووي لابن لادن الذي تم تشخيصه بمساعدة من قبل زوجته، وهكذا تم إحياء الزوجة بعد يوم من قتلها. وطلب من الباكستانيين الإعلان أنهم نقلوا بقية الجرحى ومنهم زوجة لن لادن الى احد مستشفياتهم للعلاج. الارتباك الأمريكي السائد يخونهم حتى في تشكيل الحبكة الروائية المشوقة لقصتهم اللادنية الجديدة.


يعزوا الأمريكيون في بعض من فلتات ألسنهم التي عبروا عنها صراحة أيضا: ( إلى عدم رغبة الأمريكيين في أن يكون لبن لادن قبر معروف يمكن أن يتدفق إليه الناس)، ونضيف تساؤلا عن مصير قبر زوجته القتيلة في التصريح الأول؟. أهم يثبتون في كل مرة أنهم يحيون العظام وهي رميم، ويقدمون لسمك القرش في بحر العرب لحما طازجا عند الرغبة في صنع الانتصارات على أشباح وظلال بن لادن عندما يتقدمون في حملاتهم الانتخابية بعروض الملهاة الكبرى في الإعلام الأمريكي للشعب الأمريكي المضلل .


قتلت الولايات المتحدة الأمريكية أُسامة بن لادن أكثر من أربعة مرات ، وأعلنت عن مقتله في كل مرة إعلاميا وعالمياً، خلال الإحدى عشرة سنة الماضية!!، وفي كل مرة يقتلوا فيها بن لادن تكون عملية الاغتيال متزامنة تماماً مع انتخابات الرئاسة!.


منذ الخبر الأول الذي نقلته مصادر أفغانية وباكستانية في 13 ديسمبر/كانون أول 2001، وأكده الرئيس الباكستاني برويز مشرف، تتكرر الرواية الغرائبية، والراوي الأمريكي نفسه ينسى الحبكة الروائية المطلوبة للإقناع، وحتى تجاهله عما كُتب منها من فصول، وظل الراوي يظن انه لازال يجيد فن التشويق بالسرد المتجدد عن رجل ميت، لا يهم البنتاغون حقيقته، أن يكون حيا أو ميتا، فقد قيل حينها ومنذ ما يقارب العقد من السنين: (... انه دفن في نفس اليوم بمنطقة جبلية واقعة جنوب شرقي أفغانستان). ثم تم نقل تأكيد الوفاة مرة أُخرى في شهر حزيران/ يوليو 2002 عبر تسريب إعلامي منسوب إلى أعضاء في تنظيم القاعدة من المعتقلين لدى السلطات الأمريكية في سجن غوانتينامو، وحينها أجرى الإعلام الأمريكي مقابلات صحفية وتليفزيونية مع أهالي ضحايا البرجين الذين ظهروا وهم يبكون أمام الشاشات ومنهم من يرقصون، من فرط سعادتهم، بخبر موت بن لادن، وهو نفس ما نشاهده اليوم في الساحات الأمريكية من مظاهر إحتفالية ومظاهر ابتهاج منفعلة بطريقة وكأن الانتصار تم في واحدة من جبهات الحرب العالمية الثالثة او حرب النجوم، وليس على فرد أعزل كما يوحي بيته في "أبوت أباد" شمال اسلام آباد .


لقد سبق أن أكدت الصحفية " سو ريد " من جريدة "ديلي ميل" في 11 سبتمبر/ايلول 2009 ، نقلا عن ضابط المخابرات الأمريكية السابق "أنجيلو كوديفلا "، وهو يعمل أيضا كأُستاذ للعلاقات الدولية في جامعة بوسطن : (... إن كل الاختراقات التي يقوم بها الغرب للإتصالات التي يقوم بها قائد تنظيم القاعدة أُسامة بن لادن توقفت فجأة في أواخر 2001). ويؤكد كوديفلا: (... ان افلام الفيديو التي تزعم انها لإبن لادن لا يمكن أن تقنع المراقب المحايد؛ فالرجل لا يبدو شبيها بأسامة. بعض الفيديوهات تبينه بأنف مقوس مثل الساميين؛ في حين أن أفلاماً أُخرى تبينه بأنف أقصر وأعرض. إضافة الى ذلك الاختلافات في لون وشكل اللحية، أُسامة بن لادن مات .. فلماذا يصرون على إعادته للحياة؟).


وفي كتاب أخر بعنوان: [أسامة بن لادن: حي أم ميت]، للكاتب والمحلل السياسي "ديفد راي غريفن" ، الأُستاذ السابق في كلية كليرمونت للاهوت في كاليفورنيا، يُدرج تفاصيل أكثر حول موت بن لادن ويرى : (... إن الغرب يغطي على هذه الحقيقة... وإن بن لادن توفي من فشل كلوي أو من آثار جانبية متصلة بهذا المرض في 13 كانون الأول 2001 ، حين كان يعيش في جبال تورا بورا القريبة من الحدود مع وزيرستان، وإنه دُفن بالفعل خلال 24 ساعة، حسب الطقوس الاسلامية، في قبر غير مُعَلَم، حسب المذهب الوهابي، وقد أعلن ذلك رئيس الباكستان حينها بيرفيز مشرف في قناة" السي ان انCNN ")، وقال: ( أؤمن الآن وبصدق انه ميت، لأنه مريض بالفشل الكلوي، وكان في غاية الضعف). ويؤكد "ديفد راي غريفن": (...إن الكثير من أشرطة بن لادن التي عُرضت منذ ذلك التاريخ ملفقة من قبل الغرب، من أجل الإيحاء بأنه مازال حياً، وربما الهدف هو شحذ الدعم الدولي الذي بدأ يتلاشى للحرب على الإرهاب في العراق وأفغانستان).


وحسب صحيفة الوفد المصرية في 26 كانون الأول 2001 فقد نقلت بدورها: ( بأن مسؤولا بارزا في طالبان أعلن أن أُسامة بن لادن قد مات بالفعل ودفن حيث يقول الخبر :(... كان يعاني من مضاعفات خطيرة، ومات ميتة طبيعية هادئة، ودفن في تورا بورا، وقد حضر جنازته 30 من مقاتلي القاعدة وأفراد من عائلته وأصدقائه من طالبان ). وذكرت الصحيفة ان دفنه تم : (حسب المذهب الوهابي لا توضع علامات على القبر).


يبدو أن قضية حياة وموت بن لادن وموقع قبره تذكرنا بالحملة الأمريكية لغزو العراق وعمليات التفتيش الواسعة التي قامت بها القوات الأمريكية وفرق تفتيش الامم المتحدة في العراق للعثور على "أسلحة الدمار الشامل" أو أي أثر لعلاقة الرئيس الراحل صدام حسين بتنظيم القاعدة، حتى أعلنت الولايات المتحدة بنفسها: أنها لم تجد شيئا وأنها كانت تجري وراء السراب.


وهو نفس ما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست» في أن الوحدة التابعة للاستخبارات والمكلّفة بملاحقة بن لادن أُوقفت عن العمل بالملاحقة في أواخر 2005. وفي منتصف آب 2007، قامت قوات مشتركة أميركية وأفغانية باجتياح كهوف تورا بورا، بعد معلومات إستخبارية تفيد أن قادة القاعدة عقدوا اجتماعاً فيه قبل شهر رمضان، وقتلت القوات الامريكية يومها عشرات المقاتلين من "طالبان"، ثم بعد كل هذا القتل العنيف بحثوا وأجادوا وأخلصوا في البحث، فلم يجدوا لإبن لادن، ولا نائبه أيمن الظواهري أثرا، ووقتها كانت أميركا، وكأنها تريد أثبات شيئا مستحيلا، وهي تعلم يقينا أنه بات مستحيلا بالفعل؛ رغم أنها تعلم، حين تناست وتجاهلت ما نشرته وسائلها الاعلامية في ديسمبر/ كانون الأول 2001، ومن محطة "فوكس نيوز" في مقابلة مع مصدر "طالباني" : ( ادعى فيها بما لا يدع مجالاً للشك أنه حضر جنازة بن لادن بمشاركة نحو 30 من معاونيه). و (إن سبب الوفاة كان نتيجة لإلتهاب رئوي). وهي نفس القصة التي روّجتها "نيويورك تايمز" في 2002 إستناداً إلى روايات شهود عيان: ( بأن بن لادن مات نتيجة التهاب كلويّ)، وكذلك ما نقلته صحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد" الإسترالية في نيسان/أفريل 2005 عن مدير الدراسات الإرهابية في جامعة أستراليا الوطنية، "كليف وليامز" ، قوله: ( إن وثائق قدمها إليه زميل هندي تؤكد أن بن لادن توفي إثر فشل كلوي في نيسان 2004). ثم أوردت بعدها صحيفة " لا ريبوبليك" الفرنسية في مفاجأة تنم عن الفوضى، أو ربما التواطؤ مع سيناريو المعارك الانتخابية الذي يصب في صالح الجمهوريين في أمريكا والاشتراكيين في أوروبا، كمحاولة منها في التقارب الفرنسي ـ الامريكي الذي كان يعاني وقتها فتورا قاسياً.


كما أوردت فرنسا تقريراً من الاستخبارات الفرنسية يقول إن: ( بن لادن مات بالفعل في باكستان في 23 أغسطس 2006، إثر إصابته بحمّى التيفوئيد التي شلّت مفاصله السفلى، وكانت الاستخبارات السعودية أول العالمين بهذا الأمر، وأطلعت حكومتها عليه، وهي بدورها نقلت الخبر إلى الحكومة الفرنسية). وأعربت وزيرة الدفاع الفرنسية آنذاك، ميشيل آليوت ماري، عن أسفها بسبب نشر هذا التقرير؛ خاصة بعد زلّة اللسان الشهيرة لرئيسة الحكومة الباكستانية الراحلة، بنازير بوتو، خلال مقابلة على شبكة " سي أن أن" مع دايفيد فروست في تشرين الثاني/نوفمبر 2007، حيث أكدت أن زعيم القاعدة قُتل على يد أحد معاونيه، المدعو عمر الشيخ، وذلك في ردّها على من تتهمهم بمحاولات إغتيالها، حيث قالت حينها إن: (عمر الشيخ هو الرجل الذي قتل بن لادن)، (زلة لسان حاول البعض التقليل من أهميتها على إعتبار أن بنازير بوتو أخطأت في التعبير، لكنها كانت القشة التي قصمت ظهر البعير، كانت الزلة التي أودت بحياتها حيث اغتيلت بعد هذا التصريح بشهور).


وسواء مات بن لادن او قتل أو ظل يعيش في ملجأ ما فإن الأمريكيين لا محالة كانوا يعرفون تفاصيل السيناريو المطلوب إذاعته في كل مرحلة سياسية أو عسكرية، وهم بتكرار حكاية بن لادن يعيشون ويكررون فيها خيباتهم بعد الفشل الذريع لغزوهم أفغانستان أو العراق، ثم قرارهم النهائي بالإنسحاب من العراق نهاية هذا العام أولا، ومن ثم التفرغ لإتمام " النصر" في أفغانستان، بعد تقديم الذرائع المطلوبة للإستهلاك الإعلامي المحلي بإعلان قتل بن لادن، وتصفية القاعدة، لإرضاء تطلعات جمهور أمريكي يبقى يتطلع إلى مثل هذه الأخبار الفنطازية رغم تناقضها الفاضح مع حقائق الميدان والمعارك على الأرض.


منذ سنوات فضحت مجموعة من المهندسين المعماريين والمدنيين والفيزيائيين والطيارين وخبراء عسكريين أمريكيين وفي ملتقيات علمية اكذوبة سقوط البرجين بهذا الشكل المدوي الصارخ كما قدمته الرواية الامريكية الرسمية، وانهيار البرجين في مشهد هوليودي بسبب ضربة الطائرات المهاجمة، التي كان يطلق عليها بن لادن والظواهري بـ "غزوة مانهاتن". كما أكدت تقارير علمية وأمنية فضيحة أُكذوبة سقوط الطائرة الثالثة على مبنى البنتاغون في ذات اليوم، الى آخر ذلك السيناريو المتناقض الذي لا يحتاج الى قدرات عقلية هائلة لرفضه من ان يكون العمل من تخطيط وتنفيذ تنظيم القاعدة من ناحية، وإمكانية رجال القاعدة على تنفيذ مثل هذا الحدث الكبير بدقته وتوقيته ونتائجه ورصده الإعلامي اللحظي، وتفضح السيناريو السرعة التي سمحت لبوش الإعلان عن الجهة المتهمة بقيام الهجوم على برج التجارة العالمي حتى قبل رفع ركام المبنى وأتربته من فوق أكثر من ثلاثة الاف ضحية يئنون تحته[العدد حسب الرواية الرسمية الأمريكية؟].


سيترك للمستقبل كشف أبعاد جريمة المحافظين الجدد، وعلى رأسهم إدارة بوش، وسيسجل لهم أنهم لم يتوانوا حتى عن قتل أبناء شعبهم من الأمريكيين الأبرياء، ليبرروا لأنفسهم تنفيذ خطة غزو أفغانستان وبعدها العراق، وتستمر شماعة أمريكا في "حربها على الإرهاب" باتهام تنظيم القاعدة ويبقى صوت بن لادن يعلن في كل مرة "الجهاد ضد الغرب" ويمنح المبرر للقيادات الأمريكية من الاستمرار في الحروب العدوانية بحجة " الحرب ضد الإرهاب" و"حماية الأمن القومي الأمريكي".


الحكاية يعرفها العالم، والمقام لا يسمح بسردها كلها، كما يحكمها المنطق والعقل والعلم وتحليل الصور والافلام والوثائق؛ ولكن لا بد من التذكير ببعض تناقضاتها، كتناقضات بطولة ونهاية بن لادن. ومن حق الجميع التشكيك في رواية أمريكا التي سرَّبت وزارة دفاعها تسجيلاً في عام 2001 وهو يُظهِر بن لادن وهو يعترف بالتخطيط لهجمات 11 سبتمبر/ايلول، وهي نفسها، وبعد عام (2000م) عادت لتقدم في بث من قناة الجزيرة تسجيلا آخرا يتبرأ فيه بن لادن من نفس الهجمات، متهمًا أشخاصًا لهم أهداف شخصية بالتخطيط له.


ثم تعود مصادر القاعدة عبر تصريحات الظواهري تتحدث عن أبطال "غزوة مانهاتن". إن فصول الرواية الأمريكية المتسلسلة والأخبار العاجلة لقناة الجزيرة حصريا حول تصريحات بن لادن، بالصوت من دون صورة، قد وصلت إلى نهايتها، ولكنها كانت نهاية قاسية لا على تنظيم القاعدة؛ بل على العالم الاسلامي، وأراد الامريكيون إنهائها نهاية أوبامية سعيدة كوليمة أسماك في بحر العرب.


سيستمر بن لادن، صوتا ماضيا، ومستقبليا قادما من أعماق قبره المائي، في كل الاحوال سيقض مواجع الأمريكيين وحلفائهم، كلما تناول الموضوع أصحاب الروايات والمحللين، وسيبقى بن لادن بعد موته ، كما اعتاد أن يفعل حيًا، يبعث رسائله المثيرة للجدل من تحت الماء، مزعجا للأمريكيين، لأنه سيذكرهم بغبائهم وبمغامراتهم وتهورهم في تدمير العالم بوهم امتلاكهم للقوة العسكرية المفرطة من دون وازع أخلاقي يبرر لهم الحرب والاحتلال والنهب.


ان السنوات الدموية الأمريكية العشر الأخيرة خلطت كل الأوراق فلم يعرف العالم حتى اليوم حدود نشاط "قاعدة بن لادن" عن أكثر من تنظيم يحمل نفس العنوان؛ فالقاعدة موجودة في العراق والشمال الإفريقي وجنوب الصحراء الإفريقية، مرورا باليمن والصومال، كما أن خارطة الدم ومساحاته باتت تزكم الأُنوف، وفي كل مرة يكتشف العالم بضع أصابع للديناميت وجثة ممزقة مجهولة تنسب لـ "انتحاري" أو "إستشهادي" يطلب الجنة ويودع الدنيا الفانية، وبجانبها هناك إصبع أمريكي مُحرك للفتنة، وهو بلا شك إصبع أمريكي معني بالتوجيه والقيادة والتنفيذ عند الضرورة.


أخيرها جاءت حكاية ملجأ بن لادن وحياته شمال إسلام آباد ومباغتته بالعملية العسكرية الأخيرة التي انتهت بأسر جثته ونقلها من المجمع العسكري الباكستاني في"أبوت أباد" ليلة الأول من ماي/ايار2011. وهذه العملية، كما تقول الإدارة الأمريكية، تمت من دون علم ومساعدة الدولة الباكستانية، حسب تصريح اوباما، وكأن باكستان قرية صومالية منسية في أطراف العالم، وليست دولة نووية ومخابراتية تحسب لها الدول ألف حساب.


يقول الكاتب روبرت فيسك: (...إن الاستخبارات الباكستانية كانت تعرف مكان تواجد بن لادن دائما، ورغم الضجيج الإعلامي الهائل الذي أحاط بمقتل الرجل إلا أنه قتل ودفن دون أضواء كما عاش الرجل وتنظيمه بعيدا عن الأضواء محاطا بالسرية والغموض).


دفن الرجل في بطن الحوت في شمال بحر العرب وربما تلاشى في جوف المحار، وبموته ودفنه في الصدف البحري يفتح شهية الفضول عن كل حلقات الرواية ويشكك بحبكتها الإعلامية وما جاورها من أسرار. يقول العراقيون في مثل هذه المناسبات: ( اقعد عدل واحكي اعوج ) ويقول آخرون ( اقعد اعوج واحكي عدل) والأمريكيون ضاعوا ما "بين المَشيتين" وما بين الصيغتين، فلم تضبط معهم كتابة الحكاية حتى النهاية.


وبهذا الصدد، وبطريقة ساخرة، يتداول بعض مدوني "تويتر" رسالة تقول: (... لو صحيح رموا جثة بن لادن في البحر، هيرجع تاني لأمريكا في صورة بترول) ، و قد أُعذر من أنذر طالما ان حروب اليوم والمستقبل ستكون حول النفط والماء. ويقول آخرون: وبعد نفاذ البترول سيعود صيادوا اللؤلؤ من سكان الخليج العربي بقواربهم إلى شمال بحر العرب، علهم يجدون الصندوق الذهبي الذي دفن به أُسامة بن لادن في الماء ويخرجوه ويدفنوه على ارض الجزيرة العربية ليكون مزارا مقدسا يجمع لهم في الأول من ماي/آيار من كل عام الحجاج والعمال الثوريين المعادين لأمريكا من جميع أنحاء العالم.

 

 





الخميس٠٢ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٥ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ا.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة