شبكة ذي قار
عـاجـل










قرأت قولا  على قسوته الا انني اجده ينطبق علينا هذه الايام يقول ( أنتم يا عرب أضيع من الايتام على مأدبة الـلئـام )  , وقفت كثيرا عند هذا القول وأستغرقت فترة ليست بالقصيرة وانا افكر في ما يجري من حولنا وماتشهده الامة العربية من تغييرات وصراعات ولم اصل الى نهاية ارتاح واركن لها او خاتمة لتوصيف المرحلة او تبني طريق محدد او معرفة حقيقتها وهل الامور تسير للصالح العام ام تنحدر للاسوأ او انها غلاف جميل بلب فاسد ؟ الا عندما  تذكرت فيلسوفا كما يقال طلبوا منه ان يعطيهم مثلا  عن  ما هو الفرق بين الحيرة والدهشة فقال : الحيرة هي اذا وضعوك في دائرة وطلبوا منك ان تجلس في الزاوية ! , اما الدهشة فهي انك فعلا تجد فيها زاوية ؟!!  وعلى هذا السياق فلقد اختلط الحابل بالنابل فيكاد البعض ان  يُتهم باللا منطقية او بتغيير الرأي او بالعنصرية في تحديد موقفه مما يحصل .. مثال على ذلك يقف البعض وانا منهم مع المتظاهرين في ما حدث في تونس ومصر بتحفظ  ثم في البحرين ضد المتظاهرين لانهم ينفذون اجندة فارسية تؤدي للفتنة والتناحر الشعبي ثم اقف بشدة مع اخواننا المتظاهرين في الاحواز ضد الطغمة الفارسية المحتلة  وذلك ليس تناقضا قد ما اسميه فهم لمجريات الامور وتحديد المواقف..  

 

ثم وجدت البعض يعجب اذا ما وقف احدنا محذرا من وجود مخطط خفي وراء القيام بمظاهرات معينة تقام  في قطر عربي محدد او يعجب لانه يجدك مؤيدا لمظاهرة اخرى مثلا في قطر عربي اخر , فمثلا نحن حذرنا من الانسياق وراء لعبة المظاهرات بحجة انها سلمية وشجعنا على الحفاظ على المنجزات التي تم الحصول عليها في مصر وتونس كي لا يتم فقدها او حصول الاسوأ وكنا لا نحبذ من تعميم الامر على جميع الاقطار العربية لانها كانت مؤهلة للغضب الشعبي بسبب حكامها بل فضلنا عن ذلك عملية اجهازية سريعة تحقق الانتقال او التغيير ولاننا كنا نخشى استغلال الامور كما يحدث في ليبيا من قتل وتدمير لثروات الامة وتعرضها للسرقة من قبل الامبريالية رغم ان لي نظرة سيئة ضد حاكمها الا انني وجدت حينها الوقوف مع الشعب ككل ضد ما يحاك ضد كل الشعب والارض الليبية ولو ادى ذلك لوقوفي مع القذافي في هذه المرحلة التي نتمنى ان لا يتم التمادي اكثر من الطرفين كل يقتل الاخر . و لانه اصبح واضح لنا في حالة القضاء على مجموعة القذافي من هي الفئة التي ستأتي للحكم وما ستكون اولياتهم وميولهم ولمن ستخدم و ضد من وهل ستخدم الامة العربية ام لا , لكن حسب مخطط الشرق الاوسط الكبير الذي يسعى الغرب له فان ليبيا مرشحة للتقسيم لذلك فالخشية من العملاء تكمن وتتساوى مع التقسيم لا بالفئة التي ستطفوا على السطح ولكن لخطورة التقسيم  .. و من الناحية الاخرى فان ما يحدث في ليبيا  لا يمكن تطبيقه على سوريا مثلا رغم تشابه الحالة لانني اعتقد ان من سيخلف النظام لا يمكن ان يكون اسوأ من الحالي  لاسباب عديدة بل ربما يكون احسن منه فيما يخص التحالف العربي العربي على نقيض تحالف النظام السوري مع الفرس ضد العرب لذلك نرى شواهد منها مشاركة قوات من الحرس اللاثوري الايراني ومجاميع من حزب اللات اللبناني مع النظام في قمع المتظاهرين بيد انني لم انسى الفضل الذي يقوم به هذا النظام والشعب ايضا في السماح ببقاء العراقيين المهجرين او الذين اختاروا بانفسهم او اضطرتهم الحياة للاقامة في سوريا في الوقت الذي لا اعتقد ان هذا الامر سيتغير بعد عملية التغيير اذا حدثت , والتغيير مرشح للحدوث اما على الطريقة الليبية او على طريقة الرضوخ للاصلاحات وتحديد الصلاحيات واطلاق الحريات رغم ان الاولى هي المرجحة للتفعيل والمساندة من الغرب الامبريالي ذلك لانهماعادوا نفس رسائل الخداع للحكام في انهم يساندوهم في قمع التظاهرات حتى تسيل الدماء وعندها يصحو لديهم الضمير الانساني وتبدأ العقوبات واستلاب الثروات  لذلك فان النيات السيئة لتسعيرهذه المظاهرات اذا كان هو تقسيم سوريا الى ثلاث دويلات فاننا يجب ان نعي المؤامرة جيدا ونقف ضدها ولكن باسلوب حضاري لا يطبق الطريقة الليبية  .. ونذكر الجميع بهذا القول المأثور وهو (اذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك ) .

 

وعودة للتسائل في لماذا تحدث كل هذه الاحداث في هذه المرحلة , ولماذا يتخلى الغرب عن عملائه المستهلكين .. ولماذا تم تدمير العراق ؟. اعتقد ان الاجابة تكمن في خارطة الشرق الاوسط الجديد وتحقيق اهداف الصهيونية العالمية في السيادة المباشرة وغير المباشرة على اجزاء الوطن العربي , اذن نحن مقبلون على تقسيمات تجزيئية جديدة تحولنا الى الغثاء الذي نوه عنه رسولنا الامين حيث تتداعى علينا الامم كالقصعة .. ولكن هل يفترض بنا ان نقف مكتوفي الايدي ؟! أم نكتفي بالتفرج أو الكتابة ..

 

هل فلسطين ام العراق هو القضية العربية المركزية الاولى ؟؟ .   

    

أردت من خلال السرد الماضي ان اصل لأمر يوصلني الى قناعة أكثر قبولا في اسباب ما يحصل الان من تغييرات وتمرد شعبي ازال الخوف واللامبالاة من ناحية بحيث لم يعد سقوط قتلى يخمد المظاهرات بل على النقيض, ومن ناحية اخرى تسويق هذه الجماهير (التي غالبها هدفها التخلص من الانظمة الفاسدة ) لتكون خادمة و منساقة لعمليات تخدم الغرب الامبريالي ضد اهدافنا القومية في الوحدة  , الى الوصول الى النتائج التي ستؤول اليها او ايجاد الاسباب الأكثر معقولية لكل ما يحدث فوجدت الشعب العربي ومثقفيه فعلا قد وضعوا في الدائرة التي اشرنا اليها عاليه وقيل لهم اجلسوا في الزاوية !. لذلك فالوضع من الصعوبة البالغة  التي لاتمكنك بسهولة ان توجه وتشرح ما يحصل لهؤلاء الشباب المتذمر. ولا لبعض الاحزاب التي تأخذ تجربة حزب الاخوان في تركيا الانموذج الوحيد والصحيح لوصولهم الى ماربهم في الحكم متناسين ان التقية التي امنوا بها وطبقوها ستتعارض مع التقية التي تخطط وتمارسها الامبريالية الصهيونية المسيحية العالمية وتعمل بها.

 

تجلس مع البعض ومنهم من يسمون انفسهم اسلاميون فتجدهم يقولون لك نحن مع الشعب في طريقة تغيير الانظمة  ! عجيب ؟, اذن اين ذهب الجهاد ؟! وكأن الجميع اتفقوا على تعطيل الجهاد المسلح مثلما يراد له في العراق في  عملية مؤامرة الالتفاف والغاء المقاومة المسلحة  , لا ويقول لك ان من توفى منهم شهيد ..حسنا اليس فيهم الشيوعي والاشتراكي وحتى البعثي او القومي وتسموهم كفار او مشركين رغم اني لا اختلف كثيرا في تحديد الشهداء الا في التعميم لان من سقط في التظاهرات بعضهم عميل او مأجور خائن  بيد انني كنت اعتقد بان الخميني هو الوحيد الذي يوزع مفاتيح الجنة !.. لذلك فاقول ان الجميع  يجلس الان في الدائرة باحثا عن زاوية يجلس فيها بمن فيهم الاحزاب الدينية وكثير من المثقفين وهذا ما يحدث الان  .

 

كانت فلسطين هي محور الصراع العربي ضد الامبريالية وقضية العرب الاولى  بحق ثم جاء تدمير واحتلال العراق لينهي اقوى واكبر اسناد لتحرير فلسطين فانتهت مركزية فلسطين وصحى الجميع بمن فيهم الذين شاركوا في تدمير العراق ليجدوا انفسهم ايضا يجلسون في تلك الدائرة الملعونة , فقيل ان قضية العرب المركزية الان هي العراق لان العرب بدون العراق الحر لن تكون فلسطين  قضية مركزية فالجميع قد باعها او تامر عليها واولهم ابنائها حين قبلوا بالدويلتين ..

 

 لذلك فالاعتقاد الاكثر وضوحا لي وعقلانية هو الذي يقول لافائدة من ايقاف هذا المد الجماهيري ومحاولة الوقوف بوجهه ( وهذا لا يعني بالقطعية ) وانما يفترض بالتثقيف ان يركز على مضادات المخططات الامبريالية و ايجاد بدائل لمحاولة اخبار المتضاهرين أنهم مخطئون وانهم يسيرون نحو الهاوية وحقيق ماّرب الغرب فالمد قد وصله فايروس التغيير على الطريقة التي يعتبرها الكثيرون هي الحل ولا يمكن ايقافه , نرجع لنقول ان التثقيف يفترض ان يتم التركيز فيه على وجوب وحدة القطر لا على ايقاف التغيير لاننا لا نريد ان نكافيء الحكام الذين ساهموا بتدمير قوتنا وثرواتنا وليذهبوا الى الجحيم .. وبرأي فان التوجيه الصحيح يكمن في ان ترفع شعارات ويتم تبنيها من قبل المتظاهرين متزامنة مع مطالبهم بتغيير النظام بحيث تنصب على وحدة البلد للعمل بشكل مضاد ضد تحقيق غايات الغرب الامبريالي  وهي تقسيم الاقطار العربية وشرذمتها والذي كان وراء هذه الاحداث .  

 

 رأينا عند تعريف القضية العربية المركزية علينا ان نعرف لماذا دمر العراق وربط ذلك بكل ما جرى و يجري من تطورات ,

 

 ووجدت ان الاسلام هو قضية العرب المركزية الاولى الان  وهو العدو الرئيسي للغرب الامبريالي الذي يسعى لتدميره ولذلك تم تدمير العراق لان الغرب وجد في مسعى حزب البعث في الحملة الايمانية الحقيقية انها تعمل على بعث الاسلام الصحيح من جديد والتخلص من الشوائب والخزعبلات و التحريف والانحراف والشرك وصولا لتحقيق هدف الامة العربية في وحدتها فكان الربط الفريد بين توحيد الامة العربية وتوحيدالمسلمين فيها هو البعبع الذي سعى الغرب بسرعة على ايقافه . لذلك تم احتلال العراق وابدال حكومته الوطنية باخرى عميلة عنصرية زنديقة وتم تمويل واسناد كل التنظيمات الشيعية التي تعطي ولائها لايران كما في البحرين واليمن وشرق السعودية ولبنان وسوريا  وبعض الغرب العربي ورفع احزاب سنية بديلة للسلفية من التي طبقت التقية الايرانية ورضت بالتعاون مع الغرب الامبريالي وتنفيذ اجندته ..

 

لذلك نرى الغرب من خلال عملائه يغذي و يشجع الاحزاب التي تطلق على نفسها دينية  حتى التي هي صادقة في مسعاها وتحتكم الشرع والسنة ان تكفر الاحزاب  التقدمية ( التي تنتهج الابداع الفكري لتحقيق حلول تتناسب مع تطور الحياة على شكل قوانين  وتطبيقات تكيف وتحدد التعامل الانساني والحضاري بين البشر يستندون بذلك على الارث الحضاري الاسلامي كسند لا تحيد او تخرج منه عند التشريع الوضعي ) . لذلك ايضا فان هذه الاحزاب التي تدعي انها دينية التي فشلت في اصدار تشريع حكومي او ليس لها قوانين جاهزة بديلة لما تنتقده  وانما جل ما تصرح به انها ستكون قوانين تعتمد على الشرع والسنة ! وهو ما ينطبق على غالب القوانين والتشريعات التي كان  مثلا حزب البعث يحكم بها فاين الفرق اذن هل هووجوب تسمية الحزب بالاسلامي فقط ليكون شرطا يتنزل علينا القبول والرضا , هل سيقبلون ويرضون على حزب البعث اذا اطلق مثلا على نفسه حزب البعث الاسلامي الاشتراكي !؟؟ و اذا كان كذلك فهذا يعني انهم  يخبرونا ان ايران مثلا دولة اسلامية او ان حزب اللات هم حزب الله الغالبون ؟!! . أين أنتم ؟!

 

لقد ان الوقت ان يصحى الجميع وان يخرجوا من هذه الدائرة المملة التي سقطوا فيها عن غير دراية وتدبر بحثا عن زاوية فيها ! وعلى الجميع كما ارى ان يعمد على الوقوف يدا بيد مع جميع القوى التي أكتشفت نوايا الغرب الامبريالي الخبيثة ووقفت ضده وطنية وقومية واشتراكية وان تعمل سوية ضده بدلا من الالتهاء في صراعات داخلية تضعف الامة وتفقدها طاقاتها فحتى لو نزلنا لتبريرات البعض فنقول ان توحيد الامة العربية هو توحيد لجزء اسلامي كبير حمل الرسالة الخالدة ونشرها فلماذا تقفون ضد ما تدّعون وتسعون اليه ( أي توحيد الامة الاسلامية ) ؟!!

 

وصلت اذن الى قناعة وهي انه ما دام غالبية العرب  دينهم الاسلام الذي مثل حضارتهم وميزهم عن بقية الامم الاخرى فأولى بالجميع بمن فيهم الاحزاب الشيوعية العربية ان تدعم الاسلام وتحافظ عليه لانه يمثل جميع قيمنا واخلاقنا والحصن الحصين  ....حتى ولو اعتبرته تراث او اثار لان الاسلام  يحقق الهوية العربية وكرامتها و عنفوانها وتفريقها بين الشر والخير ومخافة الله وبدونه فاننا ضائعون في هذه الدائرة الملعونة .. أعتقد اننا اذا ما وقفنا ضد ديننا فأننا سنناقض انفسنا وننجرف و سنطبق الاية التي معناها لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ..الغرب اخذ منا – وامرهم شورى – ثم القى عليها التفسخ والانحلال الخلقي وسماها ديمقراطية وحرية وهو يعيد تطبيق هذه – الشورى – العظيمة في معانيها الانسانية علينا بصيغتها المنحرفة ليجعل من نفسه معلما ينظر الينا كمتخلفين و جهلة   كي نتبعه فيكون قد حقق هدفيه في القضاء على الاسلام وان يكون العرب عبيد تبع له . وبدلا من التزامنا بقيمنا سننقاد للغرب الامبريالي رويدا رويدا وسندمر بلادنا ونقسمها اكثر وستتحول الاهداف السامية الى صراعات انانية مادية .. لذلك أرى وجوب تحذير الجماهير العربية على عدم التفريط بالاسلام وابداله بما يسمى الديمقراطية الغربية العمياء .الاسلام ضائع من غير العرب والعرب ضائعون من غير الاسلام لاننا كعرب سنفقد هويتنا الحضارية والمميزة والدافعة لنا

 

في مسعانا هذا حاولنا الخروج من هذه الدائرة لا البحث عن زاوية فيها كي لا نحتار واقول لمن يصر على البقاء في هذه الدائرة انكم لن تجدوا زاوية ثم سوف لن تندهشوا .!

 

 





السبت٠٤ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٧ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة