شبكة ذي قار
عـاجـل










لقد كان قرار غزو العراق من قبل حلف الشر الإرهابي الإمبريالي الصهيوني متخذ منذ فترة سبقت حتى تفكك الإتحاد السوفيتي وإنهيار حلف وارشو، لأهداف وغايات معروفة بالنسبة للمتابعين لمسيرة القيادة العراقية والبرنامج الإيماني القومي الحضاري الذي تعمل بموجبه، وإختارت إدارة المجرم جورج بوش وبرغبة ودفع من الصهيونية العالمية ظرف تفرد أمريكا كقطب أوحد ودولة البغي الأقوى في العالم ورتبت مع عملائها من أنظمة إستدراج العراق عبر الإستفزاز وجوانب أخرى الى معركة غير متكافئة مراد منها تحطيم قوة العراق وتدميره فكانت قضية أسعار النفط وموقف دولة الكويت وقطر ومحاربة العراق إقتصاديا ومن ثم إجتياح العراق للكويت وما تلاها مما هو معروف التفاصيل، فحرب الخليج لم يكن مجرد خطأ إستراتيجي للقيادة العراقية ترتبت عليه إجراءات أستغلت من قبل أمريكا والصهيونية العالمية بل هو مخطط معد سلفا أستدرج له العراق وقيادته، وساهمت به المنظمة الدولية بدور عدواني مجبرة أو متواطئة!!؟، وقد حان الوقت لتصحيح موقف وإجراءات المنظمة الدولية وهيئة الأمم المتحدة. فقد كان المخطط يقضي أمرين تأمين مصالح أمريكا وضمان هيمنتها على منابع البترول ومصادر الطاقة، تدمير أي قوة عربية ممكن أن تكون رادعة أو مهددة للكيان الصهيوني، فكان الآتي:


1. الغرب الإمبريالي وبدفع ورغبة من الكيان الصهيوني والصهيونية العالمية يسعى لتدمير القدرات العسكرية للعراق والأمة العربية، وتحديد قواتها بتشكيلات شبه منزوعة السلاح من الحرس الوطني والشرطة، وفي العراق كانت هذه عبارة عن مجاميع من المليشيا المسلحة لا تمت للوطن بولاء ولا عقيدة لها بل هي مرتبطة بدول معادية ومنفذة لاجندات خارجية، ولا تربط أفرادها وتشكيلاتها أي رابطة قتالية أو عقائدية أو وطنية، فهل لا يشكل هذا عدوان دائما على العرب وشعب العراق بالذات؟


2. فعلوا كل ذلك كي يستطيعوا أن يضمنوا السيطرة على المنطقة العربية، وتأمين أمن وإندماج الكيان الصهيوني مع الشعب العربي، عبر الأنظمة العميلة التي إستطاعوا تدجينها وأخذ تعهد منها بذلك مقابل حماية إستمرارها، وهذا يجعل الشعب العربي عموما وكل جزء منه في أي قطر الى العمل العسكري عبر المقاومة الشعبية والكفاح المسلح وما فرضه الله على المؤمنين من الجهاد دفاعا عن الدين واللأرض والعرض والمال والنفس، وبهذا فهم المسببون بل المجبرون الناس على ذلك، فأي حرب على الإرهاب هذه خاصة؟؟؟ خصوصا وهم يتقصدون بالخلط بين الدفاع عن النفس والكفاح المسلح ومقاومة الإحتلال والعدوان المشروعة بحكم القانون الدولي وبين الإرهاب، ليكون ذلك مبررا لقيامهم بالإرهاب الحقيقي ضد الشعوب تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.


3. إن كان الإرهاب يتمثل بالنظام الوطني الذي كان قائما في العراق، فماذا يسمون إحتلال العراق وما نتج عنه؟ وهل فعلا عملية إحتلال العراق بكل ما تحمله: من إستباحة للقانون الدولي، وإزدراء لهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية، وإستهتار بالرأي العام الدولي والبشري، وإستهانة وتجاوزا للشرعية والمعاهدات الدولية، وإحتقار لقوانين حقوق الإنسان ومواثيقها، وتجاوز على معاهدات جنيف ومعاهدات حقوق الأسرى وحماية المدنيين في مناطق الحروب والقتال، هي عمل ضد الإرهاب؟؟؟ وهل حققت فعلا دعما للأمن والسلام الدوليين ومثلت حربا على الإرهاب؟ أم العكس هو الصحيح؟


4. هل ما إرتكبته أمريكا وحلفها الشرير وما ساهمت به الأمم المتحدة ومجلس الأمن من جرائم في العراق سيكون تعزيزا للأمن والسلم الدولي أم عامل تصعيد للإحتقان والعداء الموجود في العالم ضد دول الغرب الإمبريالي؟؟


5. لقد كان العدوان على العراق وغزوه وإحتلاله سببا لتصاعد وزيادة للتطرف وزيادة العنف ونشر الفكر المتطرف، وولادة جماعات متطرفة جديدة كما حصل في نشوء تنظيم قاعدة بلاد النهرين ودولة العراق الإسلامية، الذي تبنته إيران وإستثمرته لتكون دول نشر وتوسيع للعمل الإرهابي مثلها مثل أمريكا والكيان الصهيوني؟


6. كما كان السبب الرئيسي لتوكيد قناعة المواطن العربي والمسلم بأن لا طريق للخلاص من الهيمنة والعدوان والإستعمار إلا بالجهاد مما كان مبررا قويا أستثمرة الفكر المتطرف فولد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتنظيم القاعدة في أفريقيا، وهذا كله يثبت أن الإدارات الأمريكية الأربعة المتتالية في عهود مجرمي الحرب جورج بوش وكلنتون وجورج بوش دبل يو الصغير وأوباما، ومن رافقهم في إدارات دول الغرب الإمبريالي خصوصا إدارات بريطانيا في عهد المجرمين الدوليين بلير و ...؟ ويتأكد له أنه سيموت ذليلا أن لم يدافع عن نفسه، فعليه أن يختار بين أن يقاتل لينتصر أو يموت شهيدا، وهما شرفان وأمنيتان يتمناهما كل إنسان مؤمن وحر شريف، أو أن يعيش هواناَ ويموت غدرا وذلاَ، فهل الغرب الإمبريالي يحارب الإرهاب فعلا؟؟؟ أم يعمل على زيادته ونموه وتقوية أسبابه ومبرراته؟


7. خلال ذات الفترة 1990-2003 وما تلى غزو العراق وإحتلاله إزدادت الهجمة الأمريكية الصهيونية والقوى المتطرفة المتحالفة معها ضد العرب كأمة وعموم المسلمين ولانحتاج الى كثير عناء لتوضيح ذلك ، فقد نمى وتطور الفكر الإستسلامي وزادت التنازلات عن حقوق العرب وثوابتهم وفككت الصومال وقسمت السودان وكانت أوسلو ومدريد ومعاهدات عربة وأرتماء مصر في حضن أمريكا والكيان الصهيوني والعدوان على لبنان ومذبحة غزة وغير ذلك الكثير، وما رافق ذلك من نمو الفكر المتطرف المتصهين في أمريكا والغرب والذي وصل في تطاوله وعدائه الى حد نشر الصور المسيئة للرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وحرق القرآن وتدنيسه في أكثر من مرة في غواتنامو والعراق وأفغانستان وأمريكا، ورعاية إدارات دول الغرب الإمبريالي للمتطرفين وتكريمهم وعدم مسائلتهم؟؟؟ مما يعني أن العداء منهج وفعل جماعي ضد العرب والإسلام خصوصا قرارات سويسرا ضد بناء المآذن وقرارات فرنسا وألمانيا وغيرهما بمنع الحجاب وقرارات فرنسا ضد النقاب؟ فهل هذا محاربة للإرهاب أم تغذية وتنمية له؟؟؟


على هيئة الأمم المتحدة تصحيح غلطها الإستراتيجي أولاَ، وأن تعتذر عن مشاركتها في جريمة العصر، بشرعنة قتل شعب واستباحة بلد عضو مؤسس لهيئة الأمم المتحدة، عبر قرارات وإجراءات فعلية وقانونية، وليس كلمات وعبارات لفظية عن مساهمتها بالجريمة النكراء؟ وتعيد النظر في دورها في العراق، وتتدارك فعلا معضلة وضع العراق المقلق لاحقا، ولأجل تنفيذ ذلك الإعتذار وتصحيح الوضع العراقي لابد من:


• إتخاذ الإجراءات بشأن إعتراف الأمم المتحدة بالغلط الشنيع الذي أرتكب بحق العراق.
• إعلان دول العدوان إعترافها بجريمتها، وتعهدها بتعويض شعب العراق عما أرتكبوه من جرائم، بموجب القوانين والمعاهدات الدولية، والأعراف السابقة.


• توجيه الإتهام وتكليف محمكة الجنايات الدولية ومحكمة حقوق الإنسان بإتخاذ الاجراءات القانونية بحق أركان ادارات دول العدوان على العراق خاصة الإدارات البريطانية والأمريكية، وأقطاب مرتزقتهما في العراق، وكل من يثبت إرتكابهم جرائم ضد الإنسانية في العراق.


• إدانة العدوان بشكل صريح وتحميل دول الإحتلال مسؤولياتها وفق القانون الدولي ومعاهدات الأمم المتحدة.


• إعادة الجيش وقوى الأمن الوطني إلى الخدمة وفق قوانينها وأنظمتها التي كانت عليها قبل الاحتلال، والعمل على إكمال تشكيلاته وتسليحه، بحيث يكون فعلا قادر على حماية العراق والدفاع عن إستقلاله وحقوقه.


• إلغاء كل ما ترتب على الإحتلال ومن جرائه، وفق المبدأ القانوني كل ما قام على باطل باطل.


• إلغاء كافة القرارات والقوانين والأمور التي فعلها الإحتلال أو الحكومات التي نصبها لأنها باطلة عرفا وقانونا، وسحب الإعتراف الدولي بحكومات وإدارات العراق الحالية كونها غير شرعية، وتولي جهات عراقية لم تتعامل مع الإحتلال وبإشراف الأمم المتحدة مسؤولية إدارة مرحلة لا تتجاوز ستة أشهر لحين وضع دستور وقوانين انتخابية لقيام سلطة عراقية منتخبة بمشروعية.


• معالجة الوضع البيئي في العراق والعمل على تخفيف التلوث الإشعاعي الذي بات يهدد الحياة بشكل عام والحياة البشرية بشكل خاص، وتشكيل لجان من إخصائيين في مجال التلوث الإشعاعي لوضع صيغة ناجعة لمعالجة الأمر الرهيب، وكذلك معالجة وضع القنابل والصواريخ الفير منفلقة في الأرض العراقية والتي يتعدى تعدادها الخمسة ونصف مليون لغم وقنبلة.


• إعادة تأهيل مؤسسات العراق المختصة بالوضع الصحي والتعليمي والزراعي والصناعي والخدمي التي دمرت بسبب الحرب والاحتلال والنهب والسرقة، وفق صيغة دولية تتكفل هيئة الأمم المتحدة ومنظماتها المختصة بمتابعة تنفيذها كما جرى في مشروع مارشال بعد الحرب العالمية.


• تعويض كافة العراقيين الذين أصابهم الحيف والظلم وكل أشكال الإضطهاد نفسيا وجسديا ماديا ومعنويا من قبل قوات الإحتلال أو حكوماته ومليشيا أحزاب الإحتلال، من السجناء والمهجرون داخل وخارج العراق وأطفال العراق وماجداته خصوصا الأرامل والأيتام.


• إحالة كافة المجرمين والخونة للمحاكم العراقية لمحاسبتهم عن جرائمهم، ممن شاركوا الغزات والمحتلين في العدوان، والذين ارتكبوا جرائم متعددة وكثيرة وكبيرة بحق العراقيين.


لقد أعلنت المجرمة كونديزا رايس فشل مشروع أمريكا المعروف والمعلن والذي أسموه الشرق الأوسط الجديد، والذي كان تنفيذه واحدا من أهم أسباب القيام بالجريمة اللاأخلاقية (إحتلال العراق وقتل شعبه وتدمير بنيته)، وإن الجريمة هي مطلب لدوائر يعرفها الأمريكان والصهاينة أكثر من غيرهم، فكان تفجير برجي التجارة العالمية في نيويورك في 11/9/2001 جريمة مضافة لجرائم الدوائر المخابراتية الأمريكية والصهيونية، حيث فعلت وفبركت ونسبت لتنظيم القاعدة المتطرف لتكون مبررا لإعلان للحرب العالمية على الإسلام والعرب منهم بالذات، تحت مسمى مزيف بل مفبرك هو الحرب على الإرهاب، وما إعلان المجرم الدولي بوش دبل يو: أن من لا يكون معهم فهو ضدهم، أي من لا يكون مع الحلف الأمريكي فإنه إرهابي، فهو حكم مزاجي معادي لكل من يقول دققوا وحققوا ومن ثم إحكموا من الذي إرتكب الجريمة ومولها، فإعلان المجرمة رايس فشل المشروع الأمريكي قبل إستلام الديمقراطيين إدارة البيت الأبيض، لم يثني أو يجعل الدوائر التي تبغي تنفيذ المشروع العدواني المشؤوم –الشرق الأوسط الجديد – لم يجعلهم يتركوه بل أعادوا الكرة هذه المرة بالتعاون مع الديمقراطيين، وهذا يؤكد أن منهج أمريكا ثابت وتتحكم به قوى معروفة، إن تناوب الحزبين الجمهوري والديمقراطي لا يعني تغيرا في المنهج ولكن في الأساليب فقط ، وهذا يؤكد سقوط المنهج الأخلاقي لأمريكا كلها وليس لشخص أو رئيس معين، وهذا يعني أن أمريكا والصهيونية لا ولن تغير منهجها ومخططها، وأن لا سبيل لذلك إلا بالقوة وردع إرهاب الإمبريالية والصهيونية المستهدف لكل شعوب وأمم العالم بغض النظر عن دينهم ولونهم وفكرهم، فعلى كل شعوب العالم أم تفهم ذلك وتبدأ عملا حقيقيا مترابطا ومتعاونا لمواجهة الاشرار الإرهابيين.


فواقع العراق اليوم، ونوعية حكامه وولائهم، وطبيعتهم الفكرية والأخلاقية، وما ترشح من قناعات خلال الثمانية سنوات التي مرت على إحتلال العراق، بعد تسميتهم حكاما له من خلال دولة الإحتلال أمريكا، يؤكد الخطر وصحة قلق أبنائه المخلصين وعموم مواطنيه المدركين حقا للخطورة المحدقة به والخشية على مستقبله خصوصا وما يواجهه من أطماع دول الأقليم وبالأخص الكيان الصهيوني وإيران، وإن إعلان الرئيس الأمريكي باراك اُوباما قرار سحب قواتهم من العراق بقدر ما يمثل تحقيق لأمنية كل مواطن في تحرر البلد فإنها تمثل معظلة كبرى على الشعب مواجهتها جنبا الى جنب في مجموعة المشاكل الكبرى التي نتجت عن جرائم أمريكا الإرهابية ومجموعة دول العدوان، كعبثت تلك القوات بنسيجه الاجتماعي،وتدمير وحدة شعبه، وتأسسيها لمعالم تقسيمه إلى دويلات عرقية وطائفية، وإتاحة بل تسهيل أمر كل من هبَّ ودبَّ من دول العالم الأقليمية والبعيدة، ليكون لها نفوذاً داخل العراق علنيا أو سريا، مباشرا أو غير مباشر، وإستقدام المافيا وعصابات المرتزقة ومحترفي الجريمة، والعمل على تشكيل مافيا محلية وإقليمية في العراق، والتأسيس لتمزيق طويل في بنية المجتمع وقيمه من خلال نشر وتعميق الفتنة والفساد وتدمير الإنسان بالسحت الحرام وقبول الناس الرشوة وسرقة المال العام دون وازع ديني وأخلاقي ووطني، ونشر الجهل والجريمة والأنانية، مع غياب أي إشارة معلنة لمصير ما هو موجود أصلاً من الشركات العسكرية والأمنية الخاصة (المرتزقة) ومستقبلها على الأرض العراقية، وهو الذي يحدده قرار الحكومة الأمريكية المسؤولة مباشرة عن تلك الشركات، التي تتلقى الأوامر منها بصفتها الطرف الثاني في عقود استقدامهم للعراق، بهذا تكون الأمم المتحدة قد قدمت اعتذارا فعلي لشعب العراق.

 

 





الخميس٠٩ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٢ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة