شبكة ذي قار
عـاجـل










تذكر الفلسطينيون هذه الأيام ذكرى النكبة وتذكر معهم من تذكر من أبناء الأمة العربية رغم أن فلسطين تعيش النكبات يوميا من خلال ما يعانيه الشعب الفلسطيني من قتل وتشريد وهدم للمنازل واعتقالات وتهجير وبالتالي علينا أن نتذكر يوميا وفي كل لحظة من حياتنا فالذكرى تنفع المؤمنين . فنكبات الأمة لا تعد ولا تحصى فالعراق العظيم بلد الحضارة والعلم والفكر يدمر وعلمائه يقتلون يوميا وقادته العظماء يعدمون الواحد تلو الآخر وشعبه يغتال ويشرد وثروته تنهب وكرامته تسلب أليست هذه نكبات أليس تقسيم السودان نكبة من نكبات الأمة العربية بعدما كان هذا البد وعاءا واحدا يحوي جميع السودانيين أصبح ابريفا وفنجانا وأكبر نكبة نعيشها اليوم هي أن بعض العرب لا يميزون بين العدو والصديق بين الخير والشر بين الحق والباطل حتى أصبحوا يحملون شعار التحرير تحت عبائة المستعمر أليست فرنسا وأمريكا وبريطانيا والصهاينة دول استعمارية كيف نطلب منهم اليوم أن يكونوا محررين أي عقل هذا الذي يتصرف بهذا التناقض الصارخ . لم تعد فلسطين وحدها المنكوبة بل الأمة العربية كلها منكوبة من محيطها إلى خليجها.


فالحقيقة التي لا يمكن تجاهلها أن الأمة العربية أصابتها النكبة منذ أن دخل عليها الاستعمار وجزئها إلى دويلات تحكمها أنظمة عميلة ومشايخ جاهلة ، فالتجزئة هي أكبر نكبة تصيب الأمة ومنها تفرعت النكبات . فلا يمكن إذن تجزئة القضية العربية بين قضية فلسطين وقضية العراق وقضايا أخرى لا تقل خطورة. فالأمة العربية مهددة في كيانها . وبالتالي الثورة التي نحتاجها اليوم هي ثورة فكرية وثقافية تستنهض في نفوسنا قيم الوحدة والانتماء الحضاري والقيم الوطنية لا فائدة من ثورة تزيح الحكام الظالمين ليحل محلهم حكام آخرون تابعين مثلهم . لا فائدة من ثورة تأسس للصراع الطائفي والديني. لا فائدة من ثورة تهدد الوحدة الوطنية . لقد علمنا التاريخ أن كل الثورات قامت على طرد المستعمر لتعيش الشعوب حياة حرة. فلا يمكن لعاقل أن يتقبل فكرة الاستنجاد بالأجنبي من أجل تغيير نظام حكم . وإذا أردنا تغيير الأنظمة علينا بالاتفاق على مشروع وطني ينبثق من إرادة الشعب مشروع يضمن الاستقلال الوطني والسيادة و الوحدة الوطنية ويؤسس لنظام ديمقراطي يفسح المجال لكل الكفاءات الوطنية من قيادة البلاد في اطار العدالة الاجتماعية والنهضة العلمية والاقتصادية واسترداد الثروة الوطنية كملك للشعب . بناء منظومة تربوية تعتمد على التحصيل العلمي وتحصين الفرد من أي غزو فكري يهدد شخصية الانسان العربي وموروثه الحضاري . الثورة على الواقع الفاسد هو من اهتمامات كل من له غيرة على وطنه فشباب اليوم التواق للتغيير عليه أن يستفيد من خبرة الشيوخ لكي نضمن عملية التواصل بين تاريخنا المجيد والاندفاع نحو تغيير حاضرنا المعيب . فالشباب الثوري هو من يثور ضد كل ما هو سلبي فهذه الطاقة الهائلة لا يمكن أن تستغل من طرف اعداء الأمة باسم التغيير كما تستغل ثرواتنا باسم الشراكة والعولمة والاقتصاد الحر .


يكفينا إذن من النكبات علينا أن نوقف هذا التدمير المتواصل للأمة علينا أن نستفيق. إلى متى نعيش تحت رحمة الأعداء لقد نسينا إننا أمة ذات رسالة و أننا أمة محمد صلى الله عليه وسلم كيف يعقل اليوم إن نستنجد بكافر أليس هذا تناقض صارخ. فعقل البشر تطور وما الوسائل العلمية التي نستعملها في حياتنا اليومية لدليل على ذلك وبالتالي فالعرب اليوم مطالبين بالخروج من دائرة التبعية إلى دائرة الخلق والإبداع في مجال الفكر والمعرفة ورفض الحياة الرخيصة التي تحط من قيمة الفرد . أننا نملك كل مقومات النهضة فقط أن نتحرر من عقدة التفوق الأجنبي واذا وثق كل عربي في نفسه ستثق الأمة كلها بنفسها .

 

 





الجمعة١٧ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب س . ع الجزائر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة