شبكة ذي قار
عـاجـل










بالأمس قال لنا بوش: من لم يكن معي فهو ضدّي. ومعناه، من لم يكن معي فليجهّز مؤخرته لضرب العصا، وإن لم تكن له مؤخرة تتحمّل الضرب ، أو ليس له مؤخّرة تماما فليلحق بي.من مأثورات هذا السفيه أنه ليس ذا بأس في حوار الفولاذ مع ضعاف الحال فقط، ولا انه جاهل بالسياسة ولا يفقه إلا في الفولاذ، بل كان مدّعي نبوّة ومتلقي وحي من السماء فيه شر كثير للناس أجمعين.فماذا عن خليفته، الذي مدحه البعض وهلل له، على انه الحاج حسن اوباما المسلم الورع؟ هل أوحى لنا في خطابه الأخير بمبدأ مشابه؟ هل سار من خلاله في طريق آخر وعلى غير ديانة الشربوشيين؟!


الحاج حسن اوباما قال لنا: أنا من يحدد من يجب أن يبقى ومن يجب أن يرحل من الحكّام العرب!.أقولها بالفم الملآن: فلان وفلان وفلان أصدقائي وهم باقون.أما فلان وفلان وفلان فهم راحلون لأنهم يجب أن يرحلوا.ويجب أن يرحلوا لأني حكمت عليهم بالرحيل!!. صديقنا الحاج الإفريقي الأصل والمسلم لم يسلم بعد بأن الأمة العربية بصدد دخول مرحلة تكون فيها محتكمة لإرادتها الحرّة فقط. فهو يؤمن بأن هذه الإرادة يجب أن تحدد لها أمريكا اتجاهها ومدى فعلها. أمريكا هي من تحدد اتجاه المدّ الثّوري وتتحكم في نسقه بحسب معطياته المرحليّة وتضبط له المستقرّ. الشيخ حسن نصّب نفسه في خطابه الأخير زعيما عربيّا ثوريّا، مرشدا للثورة العربية،ملهمها ومرشدها وفقيهها ومطبخها وحاميها وراعيه .. وكل شيء!!!، بدون أن يتحدث سيدنا الحاج، فنحن نشهد له بهذا كله. وماحديثه الفصيح والصريح إلا قلّة أدب لم تعد تدرك معايير حدودها لكثرة المنبهرين والمنخدعين بها!. كان يمكن أن تنتقي الثّورة العربية أهدافها بناءا على مناطق النفوذ الأمريكي في بلادنا العربيّة. فالنفوذ الأمريكي غير متوازن وأشكاله تختلف ومداياته تتفاوت. حق ( بظم الحاء ) لها أن تضرب في تونس حيث تعشش السي.اي.اي والموساد. وأن تضرب في مصر حيث تحول البلد إلى مستعمرة حقيقية وفعلية.لكن لماذا تجاهلت الثورة خليجنا العوائلي ؟!!الأنه محرر من أمريكا أم لأن أمريكا هي التي ترسم خارطة ضرباتها ؟!أتعتقدون أن دول الخليج دول ؟هل هي ذات سيادة ؟هل يحكمها أهلها ؟هل جيوشها جيوش وتعليمها تعليم وثقافتها ثقافة وحكامها حكام وفقهاؤها فقهاء ؟!!!.مخطئ و مذنب من يظن هذا.مخطئ لأنه لم يبن موقفه على تحليل ومتابعة منصفة. مذنب لأن هذا الخطأ يرقى إلى درجة الكفر في قبحه!!.تصوروا لو ترحل أمريكا عن دول الخليج ولا تبقي على أية إمكانية للتدخل أو للتأثير!، أنا لااتصور هذا لان أصحاب الشأن لايستطيعون تصوره. لاأمراء الخليج وملوكه وسلاطينه يقدرون على تصوره ولا أمريكا والصهيونيّة أيضا.كلاهما يعيش على ثمرة محرمة وجميعهم أبناء حرام!!.


ترى لماذا ذهب زوج الشيخة موزة لأمريكا ونزل ضيفا خفيفا على اوباما وكارثيا على قلوبنا؟!! من أجل نشر الديمقراطية في العالم العربي ؟!!!،يقول لهم: أريحونا من هذا الديكتاتور وأموال قطر تحت تصرفكم فضلا عن مصالحكم الاقتصادية والسياسية والأمنية في ليبيا وهو كسبكم الأهم! .. اطمئنوا إن قناة الجزيرة كفيلة بان تحشد التأييد الشعبي لكم!! .. أمريكا غبيّة لو ترفض هذا العرض. بالنسبة لها حربها في ليبي ( وهي ليست حربا ضد القذافي بل ضد الجميع ، ليبيا والجوار العربي والأمة ككل ) بحسب عرض زوج الشيخ موزة عمل استثماري في حد ذاته ( نعلم أن الأمريكان اكثر ممن يستثمر في الحروب ) . ليس عندها ما تخسر بل إمكانية الخسارة غير واردة تماما حيث ستكون فاتورة نفقاتها مضروبة في عشرة وزوج الشيخة يدفع. فضلا عن هيبات العوائل الأخرى وتبرعاتهم السخيّة. أنا اشك في أن أمريكا دفعت فلسا واحدا في حروبها على امتنا العربية والإسلامية تحت عنوان محاربة الإرهاب في أفغانستان وتحويل العراق إلى واحة الديمقراطية في الشرق الأوسط. رغم أن حرب أفغانستان حوّلت القاعدة من أنفار أو مجموعات محدودة إلى تنظيم عالمي مؤثّر وفاعل، ورغم أن العراق تحوّل إلى واحة للذئاب والضّباع.فالسعودية تدفع ، الكويت الحبيبة تدفع، البحرين،الإمارات ، قطر ، السلطنة .. كلهم يدفعون ويتنافسون سرا عمّن يدفع أكثر وتثق فيه أمريكا وتستلطفه أكثر. ينفقون على قواعدها عندهم وأساطيلها على سواحلهم وفرقها الأمنيّة التي تحميهم من خطر إيراني وشيك !!!!.


يتحدثون وإعلامهم وعمرهم موسى الخردة عن الديكتاتورية في ليبيا ونسائهم ممنوعة من الركوب مع الرجال في وسائل النقل ، خوفا من الدعارة ، بينما الدعارة في الخليج تجاوزت ماهو أخلاقي إلى ماهو سياسي ومالي وثقافي واجتماعي !!،من منهم يؤمن بالصندوق الانتخابي ؟!! من منهم من لم يصل إلى الحكم بالوراثة أو بانقلاب وراثي أو بتوافق أفراد العائلة الحاكمة ؟!!من منهم تحدثت معه أمريكا عن الديمقراطية في بلده ؟! طبعا ماداموا يدفعون فان الديمقراطية لالزوم لها!. أمريكا تحتاج إلى ضيعات تأخذها بالمجان وليس إلى تنمية سياسية كما تزعم!. الكلب عمرو موسى بدل أن يقف ضدّ تحشيد الأطلسي ويقول الحالة في ليبيا عربية ونحن مسئولون عنها يسلّم مفاتيح المنطقة لساركوزي واوباما طمعا في مساعدته على الوصول إلى رئاسة مصر!!،هذا الخردة المأخوذ من مستودع حسني مبارك كما وصفه عبد الباري عطوان في حوار تلفزي ،لم يتخذ موقفا قوميّا شريفا في حياته السياسية قبل وصوله إلى الجامعة والى أن غادرها!!.


وبالطبع ، كعادة خطب رؤساء أمريكا ، لابدّ من التذكير المملّ بأن أمن إسرائيل خطّ أحمر. شاء من شاء وابى من ابى واللي موش عاجبو يشرب من البحر!!،.يمكن لهذا الكيان المؤسسي الغاصب أن يتصرف في الاستيطان على نحو يكون مقبولا أكثر من المجتمع الدولي.يمكن أن يفاوض على العودة إلى حدود 1967 . لكن المؤكد أن إسرائيل حمل وديع في غابة من الذئاب.الخطر عليها لايأتي من عوائل الخليج لأنهم ديمقراطيّون مثلها.كما لم يعد محتملا أن يأتي من الشعب العربي لأن هذا الشعب كان يدفعه الاستبداد لمعاداتها، وان الديمقراطية ستحتضن إيديولوجيا ونهج جديدين: التطبيع من اجل التنمية والرخاء والعمران!!،ضمن هذا الاتجاه تسعى أمريكا إلى تاطير جموع الثائرين.تاطيرهم في اتجاه دعم الأنظمة الديمقراطية، الإطاحة بالأنظمة المستبدة، المصالحة الشعبية مع إسرائيل. وتأملوا حقيقة الأوضاع في ليبيا ستكتشفون هذه الأبعاد في الرؤية الأمريكية. حيث وفرت الديمقراطيات العربية ( العوائلية ) للثوار المال والسلاح والإعلام. وحيث تعمل عناصر ووفود يهودية صهيونية بجنسيات مختلفة على التأطير والتدريب والتحريض والتوجيه. ومع ذلك يراد لنا أن نهتف معهم: تحيا ثورة17فبراير! ،النصر لساركوزي ! ،النصر للقائد والزعيم الخالد زوج الشيخة موزة! ، .. ياوطني الطيّب ياوطني!!!.


بعد الخطاب بيوم ، التقى الحاج حسن صديقه ناتنياهو في واشنطن. صرّح أنهما صديقين.وان الاختلاف بين الأصدقاء لايفسد الودّ. هل تدركون مامعنى هذا ؟! .. هذا معناه :ياعزيزي ناتنياهو ،لاتاخذ كلامنا عن حدود67ماخذ الجد.نحن نوجهه للأغبياء والحمقى ، رعاة الإبل في الصحراء الذين يعطون قيمة للكلام. أصدقاءنا الذين زارونا نصحونا بأن نتكلم هكذا ، مجرد كلام، حتى تساند شعوبهم عملنا في ليبيا. انتم تدركون انه كلما دخلنا في حرب على ارض العرب لابد أن نطلق حديثا عن السلام بينكم وبينهم!! .. يعني فزورة ياعزيزي بيبي !!!!. ( الله يقطع الموز من بلاد العرب ومن لسان العرب آمين يارب العالمين! ) .


أمريكا يااخوان هي أمريكا ، كما عهدناها في العراق وفلسطين وأفغانستان. وهي كذلك في ليبيا اليوم والآن.العوائل الحاكمة في الخليج هي هكذا دائما أيضا وعلى مقاسه تماما اليوم والآن.وتلاحظون بيسر لامثيل له وبوضوح لالبس فيه أن أداء قناة الجزيرة بلغ مستوى الهوس والجنون الأمر الذي جعلني على يقين بأنها تنفّذ توصية شخصية مباشرة من زوج الشيخة موزة بان حلف العوائل –أمريكا يجب أن ينتصر ولاخيار له إلا النصر.وبالفعل ، تاه التائهون في أتون القصف الإعلامي الناري فاختلط الحق بالباطل والشرف بالخسّة والحريّة بالعمالة ، وقد تعاطفنا في الأول وكتبنا مناصرين لل"ثورة " في ليبيا منذ يومها الثاني ، لكن ظهور مؤشرات وتتاليها بتطور الأمر- أو تنزله منذ البدء-إلى/في مؤامرة أملى علينا واجب التموقع من جديد ولا عيب في أن نراجع ونصحح كلما تبين لنا أننا كنا على خطأ لمافيه مناعة الأمة وخيرها. واني أتساءل : أين قادة الرأي في بلاد العرب ؟ أين مثقفوها ؟ أين سياسيوها النزهاء ؟ كيف يتفرجون على خراب ليبيا وموت أهلها دون أن يتقدموا بمبادرة أو يفعلوا شيئا ؟ .. أهو مستوى الفهم ؟ اهو تردد ؟ اهو مخدّر؟.

 


Whamed6@gmail.com

 

 





السبت١٨ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢١ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الهادي حامد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة