شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ سنوات وأنا أتابع نشاطات وبيانات المؤتمر القومي العربي ، وأحاديث الأستاذ خير الدين حسيب بالاتجاه الذي يخدم التوجه القومي، وقد شجعني على ذلك ما كنت أعرفه عن علاقة المرحوم الدكتور سعدون حمادي بهذه النشاطات ومباركته له ، ولأي نشاط يخدم طريق الوحدة العربية ومواجهة أي انفصال.


وفي عقد التسعينات من القرن الماضي عندما كان العراق محاصراً ، كنت أطلع على كلام يعبر عن التوجه القومي في بيانات المؤتمر القومي العربي ، على الرغم من أن أمريكا كانت تعلن عن عدائها للعراق وتعمل على معاقبة من يحاول تأييد مواقفه أو الدفاع عنه . ومثل هذه الجهود المباركة كان للزميل الدكتور وميض عمر نظمي ، والأخ العزيز الدكتور سعد ناجي جواد دوراً بارزاً فيها .


من كل ما تقدم أصبح لدي تصور أن من يكون عضواً في هذا الصرح الثقافي القومي لا بد أن يكون بشكل لا يقبل الشك في أحاديثه وعلاقاته وتوجهاته ( قومي حقيقي ) ، لا تغيره العلاقات الشخصية والمصالح الذاتية ، أو تأثير هذه الدولة أو تلك الجهة على توجهاته بحيث يصبح في صف من يعادي التوجهات القومية. لكني اليوم وجدت من خلال متابعة ما ينشر ويتحدث به بعض أعضاء المؤتمر القومي ، ومنهم على سبيل المثال ، ( محمد المسفر وعبد الملك المخلافي ) ، هو عكس ذلك !!!. والخطورة في هذا الموضوع أن مثل هذه المواقف تظهر من أشخاص يتبرقعون بغطاء ( المؤتمر القومي العربي ) ، ومثل هذا سيكون له تأثير سلبي كبير على المتابع العربي أكثر من تأثير أعداء التوجه القومي من الشعوبيين الذين يسمون أعضاء المؤتمر القومي العربي ، ومن يدافع عن القومية العربية ، والوحدة العربية ب (القومجية ) .


نطلع خلال هذه الأيام ، في الصحف وشبكات مواقع الانترنيت والفضائيات، على مجموعة من مقالات وأحاديث ( المسفر والمخلافي) اللذان سيحضران دورة المؤتمر القومي العربي الذي ستعقد في بيروت يومي 27 / 28 – 5 – 2011 . ومن خلال الإطلاع على ما يروجه (المخلافي) الذي هو كما معروف سابقاً كونه ( ناصري وحدوي قومي)، لكنه الآن ينسق مع الانفصاليين ضد الوحدة اليمنية ، ومع ( الحوثيين ) المرتبطين بإيران التي تعادي الأمة العربية وكل ما هو قومي ، ومع (الاخوان ) الذين هم أول من رفع شعارات معاداة المرحوم جمال عبد الناصر . فماذا بقى من (ناصرية ووحدوية وقومية المخلافي ) ليسمح له أن يكون عضواً في المؤتمر القومي العربي ؟.


أما أحاديث المسفر الذي كنت أحترمه سابقاً ، وأستمع لما يتحدث به، وأقرأ ما ينشره ، فقد سقط في نظري بعد أن سمعته يتحدث في ندوة عقدت في قطر وكان معه الأستاذ عبد الوهاب القصاب ، وسبب هذا السقوط كونه أبتعد عن لغة من يحمل شهادة الدكتوراه ، ويدرس أجيال في الجامعة ، وأخذ يردد صفات وتعابير يستخدمها غير المثقفين الذين يصرخون في الشوارع مدفوعين من قبل جهات معينة تدفع لهم قوت يومهم !!!. وقد وصف رئيس جمهورية اليمن كونه ( فاسد ) !!! في مقابلة مع ( بي بي سي ) ، وغيرها من التعابير التي لا يروق لنا ذكرها ولا تليق بمن يحمل شهادة عليا !!! .


أنا أدرك أن ما يتحدث به المسفر خلال هذه الفترة هو تعبير عن ما تريد تعبيره قطر ، وأصبح مثله مثل القرضاوي الذي استخدمته قطر كمفتي في أستوديو الجزيرة . وأدرك أنه يريد من ذلك تحسين صورته لدى ولي أمره ضمن صفقة لتحسين وضعه الشخصي ، حيث شكا قبل مدة من أنه (مهمش ) من قبل المسؤولين في الحكومة القطرية وليس له دور أو أي تأثير !!!!. فهل التجارة بالمواقف هي من أجل تحقيق المصالح ؟. وهل يجوز لمثل من يقوم بهذا الدور أن يمثل القوميين في المؤتمر القومي العربي ؟.


كنت قد التقيت المخلافي عام 2005 وكان توجهه قومي واضح قبل أن يتورط في العلاقة مع من يتعاون معهم الآن . والتقيت المسفر عام 2008 وكان ينتقد قطر وأميرها على مواقفهم غير القومية . لكن المذكوران حاليا ، ومن خلال ما نطلع عليه من مواضيع تنشر باسميهما ، وأحاديثهما في الفضائيات ، نجدهما قد ابتعدا عن التوجهات القومية ، وسقطا في مستنقع معاداة القومية والقوميين ، لذلك وجدنا من الواجب الشرعي والوطني والقومي أن نضع هذه المعلومات أمام أنظار الزملاء أعضاء المؤتمر القومي العربي المنعقد في بيروت من أجل مواجهة توجهاتهما غير القومية ، وفضح هذا التوجه الخطير لكي يطلع عليه كل قومي ربما يتوهم بمواقفهما كونه لديه الصورة السابقة عنهما .


اللهم إني بلغت .. الله اشهد .

 

 





الاثنين٢٠ جمادي الاخر ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / أيـــار / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ألدكتور أحمد الياسري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة