في الأمس ليس بالبعيد كنتم قد تجاهلتم رسالة بعثت أليكم وكانت واضحةً جداً ومفهومةً ألا وهي (( قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق )) فكان ردكم أن زدتم في غيكم عن قصد ومضيتم مشروعكم المؤذي ، ألأمر الذي أدى لأن ينقل الأسود والصناديد من أبطال جيش العراق بخطاهم إلى الجانب الأخر من الحدود التي رسمتموها على خارطة غدركم وصلفكم ، وقبل أن ينبلج صبح يوم 2 آب 1990 كان .... (( طشاركم ماله والي ... أي والله وخيركم إلي كدر يلبسله دشداشه ، ومالحك أيحط على رأسه غتره أو يشماغ ... وحته ما كدر يلبسه تك أنعال )) . كان درساً قاسياً لكم لا ينسى مهما طال ألأمد بكم ، ورغم ذلك لا زلتم راكبين البغلة بالمقلوب وماضين في مشروع الشر ، اعلموا أنكم بعملتكم هذه تغتالون كل أمل في ألإصلاح أو أية محاولة لإعادة ترتيب ألأوضاع في المنطقة .

تناسيتم ما بذله جيش العراق وشعبه من موقف قومي أصيل وشجاع حينما صد عنكم وعن ألأمة العربية ريحاً صفراء عاتية كادت تودي بعروشكم واكتساح أرضكم ، فأسال العراقيين أنهاراً من الدماء الطاهرة الزكية للتصدي لها وإجبار من كان يقودها تجرع كأس السم الرعاف .

ولكم من أهل داركم شهادة على ذلك ( فلنستمع لشهادة الدكتور عبد الله ألنفيسي لما قام به الجيش العراقي من دور مشهود في القادسية الثانية المجيدة ) .

http://www.4shared.com/video/kuvhbSD3/die_araber_nach_Bagdad_2003_NE.html

دكتور عبد الله ألنفيسي / الكويت يعترف بأن العراق كان مصداً ضد إيران لصالح العرب

ولكن ماذا كان ردكم لهذا الجميل ؟ سوى تجاوزات على ألأراضي العراقية بالقضم والضم ، حفر آبار النفط محاذاة الحدود لسحب النفط من حقوله الجنوبية ، إغراق السوق النفطية العالمية بالفائض من خلال زيادة التصدير وعدم تقيدكم بالسقف المقرر من قبل منظمة أوبك ، الأمر الذي أدى إلى تدني وتراجع حجم المردودات المالية من العملة الصعبة للعراق والتي كان بأشد الحاجة لها في أعادة بناء للبنى التحتية بعد طول منازلة وحرب ضروس مع جارة الشر والحقد الأسود . ولم ينفع معكم النصح والإرشاد والترجي بل وصل بكم الأمر إلى الإعلان الصريح والتهديد لان يكون سعر تداول حرائر العراق ببضع من دنانيركم في سوق النخاسة ، ألا خسئتم وخسئت مروءتكم ، كل هذه الظروف والمداخلات قادت إلى ما حصل في 2 آب 1990 . وخرج العراق من الكويت بتكالب ثلاث وثلاثين دولة وجيش تحالفوا ضده .

وأستمر تأمركم وحقدكم على العراق وشعبة بأبشع صوره وأشكاله ووصلتم إلى قطع الأرزاق والأعناق معاً ، وكان لكم الامتياز العالي في استخدام مختلف طرق القتل وإيذاء العراق كياناً ونظاماً وموارداً وشعباً .

لن ننسى المكائد التي كدتموها لنا سواء في شهادات الزور لموضوع الحاضنات التي مثلتموها وأحسنتم أداء تمثيلها فنجح مسعاكم وظفر جهدكم ونلتم ما أردتم في تأليب الرأي العالمي الذي اصدر أقسى العقوبات وفرض أقسى واعتي حصار ناله شعب في العالم .

عانى الشعب العراقي وأطفاله ظروف صعبة جداً وقاسية في غذائه ودوائه وأنتم حصلتم على التعويضات التي أردتموها ووضع العراق تحت البند السابع ، ولا زال العراق وشعبه يعاني من وطأة القرارات الظالمة لهذه اللحظة بسبب تعنتكم واستمرار طلباتكم على استمرار دفع التعويضات لكم من موارد نفط العراق .

وزاد غيكم وتماديكم بأن جعلتم من أرضكم مأوى وحاضنة لكل القوى والتيارات الظلامية والعناصر الشاذة من سراق دوليين وشخصيات أمعنت في عمالتها لوكالات الاستخبارات والمخابرات الأجنبية ، فكانت أرضكم مأوى للثعالب وبنات آوى والعقارب والثعابين ، إلى أن استضفتم وعن طيب خاطر الجيوش الأجنبية فسمحتم لها بالتحشد على أرضكم واستكمال كل متطلباتها اللوجستية واستخدام قواعدكم الجوية وموانئكم في قصف وتدمير أهداف إستراتيجية في العراق وطال القصف حتى البنى التحتية التي تهم المواطن في عيشه وغذائه ومن ثم الانطلاق للهجوم على العراق وتخطي أراضية وصولاً إلى العاصمة بغداد واحتلالها .

لا تأسفن على غدر الزمان لطالما ... رقصت على جثث الأسود كلاب
لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها ... تبقى الأسود أسود والكلاب كلاب
تبقى الأسود مخيفة في أسرها ... حتى وإن نبحت عليها كلاب
تموت الأسد في الغابات جوعا ... ولحم الضأن تأكله الكــلاب
وعبد قد ينام على حريـــر ... وذو نسب مفارشه التــراب

وكان لعناصر مخابراتكم والمترجمين المرافقين لقوات الغزو ألأمريكي أسوأ الفعل والأداء لإيغالهم في حقد اسود قل نظيره ، فقد أحرقوا المكتبة الوطنية العراقية وشجعوا على سرقة موجودات المتحف العراقي ونهب الدوائر والمؤسسات العامة ، إيغالاً منهم في الحقد على العراق وشعبه وظناً منهم أنهم سيتلفون التاريخ ويزورون وقائعه ، ولكن هيهات أن تنالوا مناكم ومبتغاكم.

ستظل ذاكرة العراقيين زاخرة بالذكريات المؤلمة والمواقف العدوانية التي طلتم بها شعب العراق وأهله وإيغالكم بالحقد عليهم ، لا ينسى العراقيون أعمال وأفاعيل هيئتكم هيئة ألأخذ بالثأر ( والتي أسستموها بعد خروج العراق من الكويت عام 1991 ) من إدخال أكياس الدم الملوث بالايدز على أنها مساعدات إنسانية لشعب العراق ، تمرير شحنات من الرز الملوث بعصيات الطاعون ، نشر أعداد كبيرة وهائلة من الجرذان في أراضي وحقول العراقيين في الجنوب لنقل مرض الطاعون أليهم وتخريب زراعتهم وتدمير ألاقتصاد الوطني العراقي ، وتستمر مكائدكم في دعم إقليم الجنوب الذي يطالب به بعض الانفصاليين والطائفيين الحاقدين بمسانده وتشجيع ودعم من حكومتكم ( ظناً منكم أن هذا ألأمر سيؤدي إلى نسيان حقيقة عراقية الكويت ، فالأمر يعلمه كل عراقي أصيل وهذه الحقيقة بتناقلها العراقيون جيلاً بعد آخر حتى يهيأ الله تعالى أمراً مقدراً وان شاء الله مفعولاً ) .

كنتم حاضنة غير نظيفة لكل ما هو مضر ومؤذي للعراق ، وشعبه وتتعاظم مكائدكم ليصل فيكم التفكير الأسود إنشاء ميناء اللا مبارك في موقع القصد منه خنق المنفذ البحري العراقي الوحيد والتضييق عليه .

ما هكذا تورد الإبل يا حكام ويا أمراء ، فلن تدوم لكم حراب الأمريكان ، فدوام الحال من المحال ، ولا بد من يهيأ العلي القدير لهذه الأمة أمراً تكونون فيه الخاسرين ، فيومها ويلكم وسواد ليلكم ، فلا ينفع يومها ندم النادمين ولا أسف المعتذرين . عودوا إلى جادة الحق والصواب واحتكموا إلى منطق العقل والحكمة .
فها هي الأيام تمضي ولابد لأمر الله تعالى من مقدم ، فلا يمكن للظلام أن يسود فالصبح سيسفر ويحق الحق (( ويمها يا ويلكم وسواد ليلكم )) .

وذي لؤم أصر على إخائي
وكنت على تجنبھ مصراً
یكاشفني المودة وھي زورٌ
فأبسم والفؤاد یضم جمراً
إذا ما جاع یلقاني بشوشاً
وإن یشبع أتاني مكفھراً
وكم حاولت أبعده بنصحٍ
فصمّ كأن في أذنیھ وقراً
ویوم قد أبنت لھ خطاه
فھاج كأنما قد ھجت ثوراً
وقد أثبت نقصاً في حجاه
وكان یفیض عجرفة وكبرا
فراح مقابلا نصحي لدیھ
بسب كان مني فیھ أحرى