شبكة ذي قار
عـاجـل










نعيش ومنذ اشهر عدة حمى ما يسمى ب ( الربيع العربي ) ،والذي كانت بدايته من تونس تحديدا وانتشر الى مصر ومنها الى بلدان عربية اخرى, والمعروف ان الربيع هو ازهار وورود شمس وهواء ودفء وانطلاق, واذا استقرأنا الواقع العربي الذي يقال ان الربيع قد بزغ فيه فأننا نجد واقعا مختلفا بعيدا عن الربيع ومضمونه الجميل, واذا كان من الاكيد ان امريكا خصوصا والغرب عموما ومن خلفهم الصهاينة, كانوا يرعون ويدعمون اغلب حكام البلدان العربية التي يقال ان الربيع العربي قد بزغ فيها كمصر وتونس واليمن وليبيا وغيرها, فان العجب العجاب ان يقوم هؤلاء بدعم ومساعدة ابطال هذا الربيع العربي المزعوم.

 

ففي وقت سابق عقب انعقاد مجموعة الثماني للدول الكبرى، وفي عنوان بارز على الصفحة الأولى، كتبت جريدة لوموند الفرنسية بأن مجموعة الثماني للدول الأكثر تصنيعاً في العالم تتجه نحو فرض سيطرتها حول العالم، وأن هناك سعياً دؤوباً لإعلاء مصطلح الغرب، وأن هذا الاتجاه ينطلق من قناعة الدول الأعضاء.  فعندما تختار الدول الثماني الكبرى الربيع العربي محور لقمتها هذه السنة، فهذا يعني أن الانتفاضات الشعبية العربية باتت تحتل حيزاَ في الاستراتيجيات الدولية العامة, وقد جاء البيان الختامي للقمة الذي بلور في اثنين وعشرين صفحة وثمانية ملحقات، معبراً عن هذا المعنى؛ فقد جاء في الفقرات الأولى من البيان (( .. نحن الثماني ندعم بقوة تطلعات الربيع العربي .. )) ، كما جاء في فقرة موالية الإعلان عن (( .. انطلاق شراكة دوفيل مع دول وشعوب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وهي عبارة عن شراكة استراتيجية بعيدة المدى مع الدول التي تبدأ عملية الانتقال نحو مجتمعات حرة، ديمقراطية ومتسامحة بدءاً بمصر وتونس، وبالاشتراك مع البلدان التي ترغب في دعم العملية الانتقالية .. )) . فقد عهدت مجموعة الدول الثماني الجمعة بتقديم عشرات المليارات من الدولارات كمساعدات لتونس ومصر وأبقت على احتمال تدفق المزيد لدعم الربيع العربي والديمقراطيات الجديدة التي نتجت عن انتفاضات شعبية , والسؤال الذي يطرح نفسه هو عن الثمن الذي ستحصل عليه في المقابل, ولماذا تخصيص هذه المليارات لدول الربيع العربي بينما دول مثل اسبانيا والبرتغال واليونان تكاد ان تعلن افلاسها ولا احد يساعدها؟ ياترى ما هو السر وماهو الثمن لهذه المساعدات لدول الربيع العربي, فهذه الدول الثماني بزعامة الولايات المتحدة دعمت الحكومات السابقة في دول الربيع الربيع العربي وهي  انظمة ديكتاتورية قمعية، وغضت النظر عن انتهاكاتها لحقوق الانسان وغرقها في عمليات الفساد، تحت مسمى الحفاظ على الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط ومحاربة الارهاب, فيا ترى ماهي الأجندة الوطنية لربيع الثورات العربية؟ وهل هذه الأجندة معلومة للكافة؟ وهل تحظى بالاجماع أو بتوافق وطني حولها؟. وماذا حلّ بـهذا الربيع العربي؟ هل ما زال ربيعاً أم أن رياحاً باردة عصفت به فأفقدته دفئه؟ لماذا يبدو الجوّ مصفرّاً والمشاهد جامدة؟ هل هو المسار الطبيعي للثورات، أم أن ربيع العرب سيتحول في آخر المطاف الى نهاية مأساوية؟ أسئلة اطرحها ولا اجد لها اجابات بعدما بدأت ترتسم ملامح ما بعد الثورات، التي تبدو، غير مطمئنة, فالشعب العربي ومعه حركاته الثورية بكل ما تحمل من افكار ومناهج قومية و وطنية تقف أمام مفترق طرق،أمام أهم سؤال تطرحه الثورات عادة، كيف نحدد معسكر الأعداء، وكيف نميزه عن معسكر الأصدقاء. الم يتضح للشعب العربي حقيقة المؤامرة الغربية لإعادة وضع دول المنطقة تحت مناطق النفوذ الإسرائيلي بغطاء دولي وتخاذل عربي ودعم أميركي.

 

انني هنا لا اروم الى التقليل من نهضة الشعب العربي ولا اريد ان اهبط من معنوياتنا بل العكس تماما , فأنا حالي حال كل مواطن عربي في هذه الامة المبتلاة بحكامها, ارغب في إسقاط هذه الأنظمة العربية الجامحة،بل انني مولع في إسقاط هذه الأنظمة، ليس لأنها سيئة فقط، ليس لأنها قامعة ومستبدة فقط،, ،ليس لأنها حاصرت لقمة العيش بشعوبها، هذه كلها أسباب وجيهة ومقنعة لإسقاط الأنظمة الرسمية العربية، بل لان هذه الانظمة ساهمت وبشكل مباشر وفعال في احتلال العراق وتقسيم السودان وتشريع دولة العصابات الصهيونية في فلسطين المغتصبة وتمكين ايران من بسط نفوذها سواء في العراق او في لبنان وباقي المنطقة ولكن بنفس الوقت ايضا لا يجب أن يغيب عن بالنا للحظة واحدة، ان أمريكا ومعها حلفائها الغربيين لن يتركوننا وشأننا ولهذا علينا الحذر وفهم الامور على حقيقتها ،نحن نريد ونرغب ولدينا رغبة تفوق رغبتنا بإسقاط الأنظمة ،نريد أن نسقط المشاريع والاجندة ألامريكية والغربية وعكاكيزهم في بلادنا والمتمثلة بالأنظمة العربية الرسمية ،وإذا لم نفهم هذه الصورة كما يجب وبما فيه الكفاية فسنسقط كلنا غدا في قبضة أمريكا والغرب.

 

دعونا لاننسى ان هناك من يقف خلف هذا الربيع العربي , فلنتذكر ما نشر ( ولو على خجل ) دور رجل الصهيونية المسمى (( برنار هنري ليفي )) , هذا الذي رشح نفسه لمنصب رئيس دويلة الكيان الصهيوني, فكلنا شاهدنا صوره وهو يجول ويستعرض في بنغازي وهو الذي نقل رسالة من (( اخونجية ليبيا في ما يسمى بالمجلس الانتقالي في بنغازي )) الى النتن ياهو مفادها ان هؤلاء الاخونجية على استعداد لاقامة علاقات مع دويلة الكيان الصهيوني حال استلامهم للسلطة في ليبيا, كلنا شاهدنا صور هذا الرجل مع المسلحين الليبيين الذين يقاتلون الجيش الليبي, واذا كان وجود هذا الشخص مبرر (( ولو من الجانب الامني )) في بنغازي على اعتبار ان القذافي فقد السيطرة على بنغازي وبالتالي فأن كل من هب و دب يمكنه دخول بنغازي فالامر المستغرب هو وجود هذا الشخص (( برنار هنري ليفي )) في وسط ميدان التحرير في القاهرة وهو يهتف بجانب المصريين بل ويصافح افراداد في الجيش المصري هناك, شاهدنا كيف اجتمع مع قائد من قادة الاخوان المسلمين في مصر واجتمع بشباب الثورة والتساؤل كيف تمكن هذا البرنار ليفي من دخول القاهرة في وقت كانت الامور مازالت مسيطر عليها من قبل الامن المصري بزمن مبارك؟ كيف دخل وكيف وصل الى قلب ميدان التحرير؟ وكيف لم تشعر به قوات الامن المصري والمخابرات المصرية ومبارك كان مازال على سدة الحكم؟

 

السؤال المؤرق هو  لماذا غيبت القنوات الفضائية التي تدعم الثورات حقيقة هذا الرجل على ونفوذه على الشعبين المصري والليبي وهل ستسمح تلك الشعوب لمثل هذا الرجل أن يصل بها الأمر إلى أن يسيرها من خلف الكواليس بتسييره للقائمين على تلك الثورات واذي وصل بهم الأمر إلى كشف خططهم العسكريه له لماذا لم تتطرق القنوات إلى نشاطه ودوره الفعال؟؟هل هناك اتفاقية شيئاً لا يرد للشعوب العربية أن تعلم به ؟هل كان المصورون والمراسلون أكثر جهلا منا بهذا الرجل وبنشاطه؟؟هل اخفت الجزيرة والعربية والـbbc اخبار هذا الرجل وزياراته حتى لايكون هناك إشغال للعقل بهدف هذه الثورات ومن يقفوراءها ولمصلحة من تقوم؟؟بل حتى القنوات الايرانية التي توهم الجميع بكرهها لإسرائيل وامريكا تجاهلت هذا الرجل بالرغم من أهميته وأنه يمثل هدف وسبق اعلامي فلماذا ؟بل وصل به الأمر لإلقاء كلمة في بنغازي وسط تجاهل تام من القنوات العربية التي تدعم الثورة، فلم نشاهده على القنوات الفضائية وأخص منها الجزيرة التي غطت ثورة مصر على مدار الساعة فما الهدف من تجاهل تلك القنوات ؟ إن من يتابع أخباره وتصريحاته وكتاباته يكتشف أنه ليس مفكرا و صحفيا عاديا يعيش بكسل وراء مكتبه المكيف ،إنه رجل ميدان عرفته جبال أفغانستان، و سهول السودان، ومراعي دارفور، والجبال في شمال العراق، و المستوطنات الصهيونية بتل أبيب، و أخيرا مدن شرق ليبي .. حيث أنزل العلم الأخضر الذي اعتمدته القيادة الليبية ، كردّة فعل على اتفاقيات كامب ديفيد سنة 1977م ورفع علم الملكيةالسنوسية البائدهفهذا الصهيوني لا يختلف عن بقية الصهاينة، فكلهم يمارسون الجريمة المنظمة ضد أمتنا العربية والعالم.

 

من هو برنار ليفي؟؟

 ولد ليفي لعائلة يهودية ثرية في الجزائر في 5/11/1948 أبان الاحتلال الفرنسي للجزائر، وقد انتقلت عائلته لباريس بعد اشهر من ميلاده. وقد درس الفلسفة في جامعة فرنسية راقية وعلمها فيما بعد، واشتهر كأحد "الفلاسفة الجدد"، وهم جماعة انتقدت الاشتراكية بلا هوادة واعتبرتها "فاسدة أخلاقياً"، وهو ما عبر عنه في كتابه الذي ترجم لعدة لغات تحت عنوان: "البربرية بوجه إنساني". لكن ليفي اشتهر أكثر ما اشتهر كصحفي، وكناشط سياسي. وقد ذاع صيته في البداية كمراسل حربي من بنغلادش خلال حرب انفصال بنغلادش عن باكستان عام 1971. ولمع نجمه في التسعينات كداعية لتدخل حلف الناتو في يوغوسلافيا السابقة. وفي عام 1995 ورث شركة "بيكوب" عن أبيه، وقد بيعت الشركة عام 1997 بحوالي 750 مليون فرنك فرنسي. وفي نهاية التسعينات أسس مع يهوديين آخرين معهد "لفيناس" الفلسفي في القدس العربية المحتلة. وفي عام 2003 نشر ليفي كتاباً بعنوان "من قتل دانييل بيرل؟" تحدث فيه عن جهوده لتعقب قتلة بيرل الصحافي الأمريكي الذي قطع تنظيم القاعدة رأسه. وقد كان ليفي وقتها، أي في العام 2002، مبعوثاً خاصاً للرئيس الفرنسي جاك شيراك في أفغانستان. وفي عام 2006، وقع ليفي بياناً مع أحد عشر مثقفاً، أحدهم سلمان رشدي، بعنوان: "معاً لمواجهة الشمولية الجديدة" رداً على الاحتجاجات الشعبية في العالم الإسلامي ضد الرسوم الكاريكاتورية المنشورة في صحيفة دنماركية التي تمس سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام نشر برنار هنري ليفي كتابه "يسار في أزمنة مظلمة: موقف ضد البربرية الجديدة" الذي يزعم فيه أن اليسار بعد سقوط الشيوعية قد فقد قيمه واستبدلها بكراهية مرضية تجاه الولايات المتحدة و"إسرائيل" واليهود، وأن النزعة الإسلامية لم تنتج من سلوكيات الغرب مع المسلمين، بل من مشكلة متأصلة، وأن النزعة الإسلامية تهدد الغرب تماماً كما هددتها الفاشية يوماً م .. وأكد أن التدخل في العالم الثالث ليس "مؤامرة إمبريالية" بل أمر مشروع تماماً. وفي آب/ أغسطس 2008، وخلال العقد المنصرم كله كان ليفي من أشرس الداعين للتدخل الدولي في دارفور. وفي كانون الثاني/ يناير 2010، . وخلال افتتاح مؤتمر "الديموقراطية وتحدياتها" في تل أبيب/ تل الربيع في أيار/ مايو 2010، قدر برنار هنري ليفي وأطرى على جيش الدفاع "الإسرائيلي" معتبراً إياه أكثر جيش ديموقراطي في العالم. وقال: "لم أر في حياتي جيشاً ديموقراطياً كهذا يطرح على نفسه هذا الكم من الأسئلة الأخلاقية. فثمة شيء حيوي بشكل غير اعتيادي في الديموقراطية الإسرائيلية". وفي آذار/ مارس 2011 ظهر ليفي على التلفزيون الفرنسي مطالباً بدعم المتمردين الليبيين. وكان ليفي قد رتب للمتمردين لقاء في قصر الإليزيه في فرنسا مع صديقه ساركوزي بعد لقائه معهم في بنغازي في 4/3/2011.

 

الى ماذا يقودنا كل هذا؟ .. يقودنا هذا كله الى الحقائق الآتية عن الربيع العربي 2011 ..

 

1 ـ يتوق المواطنون العرب الى التغيير وهم مستعدون لدفع الاثمان لتحقيقه.

2 ـ القادة العرب لا يريدون التغيير وهم مستعدون لوقف التقدم العربي أيا يكن الثمن.

 

3 ـ الأنظمة الرسمية العربية (( المسماة وطنية زورا وكذب )) لا يبدو أن لها مصالح أو تطلعات سوى ما صار من بديهيات السياسات العربية في الحفاظ على الكرسي وتوريثه، وتكريس كل جهود الأمن لضمان استمرار الحال

 

4 ـ هناك دورا لقوى دولية وأخرى منطقية، وليس من دويلة الكيان الصهيوني او من امريكا والغرب فقط، تعمل جاهدة لتحقيق برامجها ، في ظل غياب أي برنامج قومي عربي مشترك أو لدولة منفردة على حدة.

 

5 ـ الدول الغربية تسعى الى تحقيق مصالحها الخاصة ولن يردعها شيء في سبيل حماية هذه المصالح، بدءا من الدفاع عن زعماء عرب فاسدين يخدمون اجنداتها وصولا الى الانقلاب عليهم عندما يخسرون السلطة.

 

الى جانب هذا فهناك حديث قوي فى القاهرة له مصداقيته عن تحالف المجلس العسكري الحاكم مع الإخوان المسلمين وانعكس هذا التحالف على أجندة المجلس العسكرى التى تتطابق تقريبا مع أجندة الاخوان المسلمين. كما وتقدم السعودية دعما ماليا كبيراً للحركة السلفية فى مصر من أجل السيطرة على الثورة والإنقضاض على الدولة المدنية ،وحماية أراضيها من موجة الثورات، وفى المقابل أعلن قادة السلفيين بوضوح أنهم يسعون ألى تحويل مصر إلى دولة إسلامية كنواة للولايات المتحدة الاسلامية فى الشرق الاوسط.

 

في الختام اريد ان اؤكد على ، أنني اتوافق مع ما يطرحه اعلام النظام السوري، مثلما توافقت مع النظام الليبي والمصري من قبله ان هناك (( مؤامرات )) تحاك ضد بلادهم، بل ضد الامة العربية كلها من اجل تطبيق خارطة الشرق الاوسط الجديد, انني بهذا الشأن اتفق معهم مع فارق بسيط بيننا ،انهم أيضا جزء من المؤامرة على بلادنا العربية،هم شركاء كاملون بتدمير بلادنا، وعليهم أن يسألوا أنفسهم أولا لماذا يبدي الناس هذا القدر من الكراهية تجاههم. فقد حاولت هذه الأنظمة وما زالت إلى هذه اللحظة أن تجعل من الوطن عزبة عائلية ،وهكذا اعتبرت أي محاولة لتحديها مؤامرة عليها, وعلى الشعب العربي ان يعي وان يكون قادرا على قراءة ملف المؤامرة الاستعمارية الجديدة، وان يستعين بذاكرته التاريخية الحضارية العميقة الجذور ويبقيها اما انظاره حية لصور الكفاح والنضال الشعبي ضد كل ألوان الاحتلال وشتى أنواع المؤامرات. أن المغامرات الاستعمارية تجربة إجرامية فاشلة، وأن كل الإمبراطوريات الاستعمارية قد غربت شمسها من سماء العالم، وأن القوة العسكرية فشلت على مر التاريخ في إطالة عمر الاستعمار وإبقاء احتلاله للشعوب.

 

عاش العراق حرا عربيا موحدا ابد الدهر

عاشت المقاومة العراقية بكل فصائلها وبكل مسمياتها وبكل صنوفها

المجد والخلود لشهداء العراق والوطن العربي وفي مقدمتهم شهيد الحج الاكبر صدام حسين رحمه الله

الحرية لاسرانا في سجون الاحتلال

 

 





الثلاثاء٢٦ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٨ / حــزيــران / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نبيل ابراهيم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة