شبكة ذي قار
عـاجـل










  المقاومة في العراق استطاعت أن تتقن جدلية عملها من خلال التكامل بين الأسلوب القتالي المقاوم والعمل السياسي المنظم.

المقاومة واجهت المحتلين وعملاءهم منذ اليوم الأول للاحتلال

النفوذ الإيراني المصاحب للاحتلال الأمريكي واجهته المقاومة بمعية الشعب المخلص.

 

أجرى الحوار : عبد النبي الشراط

 

على هامش مؤتمر حزب البعث العربي الاشتراكي في القطر التونسي الشقيق المنعقد خلال الفترة 3-4-5 يونيو/حزيران2011 التقت "الوطن" مع الأستاذ مزهر ألنوري، القيادي بحزب البعث العربي الاشتراكي قطر العراق وأجرت معه حديثا تطرق خلاله الأستاذ مزهر ألنوري إلى الوضع الحالي في العراق، في ظل استمرار الاحتلال المزدوج للولايات المتحدة الأمريكية وإيران، بالإضافة إلى ماتعانيه حكومة المحتلين اثر الضربات الموجعة التي تتلقاها من المقاومة العراقية الباسلة، التي لن تتوقف إلا بخروج المحتل وعملاءه من قطر العراق.

 

فعن ظروف نشأة المقاومة أكد الأستاذ مزهر ألنوري بأن "المقاومة مرت عبر المراحل :

 

1. المقاومة التي انبثقت بعدما انتهت المعركة التقليدية ( معركة الجيش ) والتي بدأت ليلة 17-18/3/2011و حيث كانت المعارك على اشدها في البصره معارك اللواء 45 والفرقة 51 ،   وفي معارك ذي قار وفي معارك الكفل  في محافظتي النجف- بابل – كربلاء، ومعارك دارت بين منطقتي العزيزية ( واسط ) والشوملي ( بابل )، ومعركة المطار التي استخدم فيها العدو اسلحة محرمة دوليا وفتاكة، وكانت معركة طاحنه  ، قادها  الشهيد البطل  الرفيق صدام حسين رحمه الله  ووحدات من الحرس الجمهوري المكلفه  بهذا الواجب في هذا المكان ، ومعارك التأميم (محافظة كركوك )، وبعد احتلال بغداد( كهدف سوقي) ووفقا للمفاهيم العسكرية  يوم 9-4-2003 قامت المقاومة  بفعالياتها القتالية بذات اليوم. إضافة للفعاليات القتالية التي فاجأت العدو المحتل ومن جاء معه في مناطق متعددة في محافظات قطر العراق، الفلوجة، بغداد العاصمة ، ألبصره ، أبو غريب، وديالى ،  نينوى، القادسية ،والمثنى ،  وميسان ،مع استمرار العمليات الأخرى في محافظات الفرات الأوسط، النجف،بابل، كربلاء والمثنى ، وواسط...  الان  المقاومة  الوطنية العراقية الباسلة تغطي اغلب مناطق العراق ، خارج التغطيات الاعلامية وكما هو معروف لديكم كاعلاميين.

 

2. أما المرحلة الثانية يضيف ألنوري: جاءت خلال توسع العمل القتالي للمقاومة العراقية بمستوى أكثر تنظيما واتقانا في شن هجمات قتالية وفقا لمبادئها التي تعمل بموجبها وفق مبدأ الكر والفر والتكتيك في إطار إستراتيجية العمل للمقاومة من خلال خبرة وشجاعة وكفاءة ضباط القوات المسلحة العراقية التي تحولت إلى جيش سري منظم فيه من الضبط العالي وفقا لمتطلبات الظرف وأسلوب المعركة.

 

3. وفي المرحلة الثالثة: استطاعت المقاومة أن تتقن جدلية عملها من خلال عملية التكامل مع الأسلوب القتالي حيث التكامل بين العمل القتالي المقاوم والعمل السياسي المنظم في التعامل مع الدول العربية والأجنبية والأحزاب والهيئات المهنية والشعبية والمؤتمرات من خلال العلاقات الخارجية للبعث والمقاومة الوطنية، كذلك تأكيد فاعلية العمل الإعلامي بخطيه الإعلام الداخلي الذي يقوم بواجباته من خلال تعبئة الشعب العراقي باتجاه هدف التحرير والاستقلال، والإعلام الخارجي وفقا لمتطلبات التأثير على الصعد الإقليمية والعربية والدولية, إضافة إلى حضور فعاليات مراكز الدراسات الاستراتيجية والمستقبلية ، وبما يضمن توضيح الحقائق الخادمة لقضية تحرير العراق، كذلك كان لفاعلية المعركة القانونية نموا أخذ مدياته التطبيقية مؤخرا من خلال الإطار القانوني للمقاومة العراقية واعتبار أن الاحتلال واهن وواهم ومخالف للقانون الدولي وتأكيد حق الشعب العراقي ومقاومته كحركة تحرر وطني تكفلها القوانين والقرارات التي أقرتها الأمم المتحدة أصلا.

 

4. وعن التحالفات التي تشكل منها المقاومة العراقية أوضح مزهر النوري أن المقاومة العراقية تتكون من عدة فصائل وجبهات اخذت مدياتها التطبيقية من خلال الحوار الوطني الهادف باتجاه وحدتها وتجسيد قوتها حتى توصلت ألى درجة التمكين والقوة القاهرة للعدو، قيادة جبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني بقيادة المناضل  المجاهد عزت إبراهيم الدوري  سدد الله على طريق النصر خطاه ،والتي تضم فصائل وطنية وقومية وإسلامية بضوء برنامج سياسي استراتيجي، برنامج التحرير والاستقلال.

 

5. استراتيجية المقاومة: تحدث الاستاذ النوري عن استراتيجية المقاومة فأكد أن المقاومة الوطنية العراقية تعد خيارا استراتيجيا يتبنى التحرير الكامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي من شتى أنواع السيطرة الاستعمارية، وهو الحرية بعينها، لذلك فإن المقاومة تواجه منذ انبثاقها وانطلاقتها وعلى ضوء ماعد لها تواجه ثلاثة قوى رئيسية :

 

أ‌. قوات الاحتلال بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تمت مواجهتها والتصدي لها بالسلاح منذ اليوم الأول للعدوان على العراق في ليلة 18-19/3/2003 حيث تصاعد عمل المقاومة المسلحة بشكل يومي مستوعبة ظروف المعركة وأساليب القتال، مؤكدة حالة التماسك بدرجات قصوى على مستوى التنفيذ وفقا لأسلوب الكفاح الشعبي المسلح وبلوغ مستويات التكتيك وفقا لأساليب حرب العصابات مكبدة العدو خسائر مادية وبشرية تجاوزت قدرتها على التحمل والمطاولة، حتى أعلنت إذعانها وقررت الانسحاب من العراق وكما ذكر أن يكون لغاية عام 2011.

 

ب‌. كما واجهت المقاومة المشروع والنفوذ والتدخل الإيراني والذي كان مرافقا منذ اليوم الأول للاحتلال بل وبالتنسيق معه حتى أصبح احتلالا رديفا. وكان في حقيقته أن الحكومة الإيرانية كانت قد سهلت لأمريكا وحلفائها عملية احتلال العراق وتدمير دولته الوطنية من خلال مانفذته ميلشياتها وعصاباتها المرتبطة بها من تفكيك وتدمير منظومة المجتمع والدولة من خلال ممارسة القتل والاغتيال للوطنيين العراقيين ومنتسبي الجيش الوطني العراقي الذي دافع عن العراق وشعبه،في رد العدوان الإيراني خلال الحرب الإيرانية العراقية، الأمر الذي هيأ الأجواء للنفوذ الصهيوني في شمال العراق ومناطق أخرى منه، كل هذا حاليا يدار أو تديره إيران.

 

ت‌. الأمر الآخر يكمن في القوة التي واجهتها المقاومة أيضا ومعها الإلتفاف الشعبي هي: أحزاب السلطة وأقطاب السلطة والسياسة والتي جميعها تأسست ومولت من قبل أجهزة دول معادية للعراق والعرب والمسلمين وكذلك مواجهة العملية السياسية التي هي مشروع المحتل والتي بنيت أيضا في نتائجها على الاتفاقية الأمنية التي وقعتها الحكومة العميلة مع المحتل ،والتي جاءت عبر تسلسل من العمليات المزورة التي توثقت في قانون أدارة الدولة الذي تضمنه الدستور ،الذي جاء وفقا لصك الاحتلال  مصنف وقد بنى على باطل فهو باطل .

 

● -  إذن إن مايحصل تحقيقه في العراق هو أن أبناء العراق من خلال مقاومتهم يقاومون عسكريا وسياسيا وإعلاميا وحربا نفسية، وشعبيا بأسلوب المقاومة المتكاملة باتجاه أهدافها في التحرر والاستقلال وقد تمثل ذلك مؤخرا من خلال التظاهرات والانتفاضات والاعتصامات والمواجهات الشعبية التي عمت محافظات ومناطق العراق من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، وهذه الحقيقة التي عبر عنها أبناء العراق مؤكدين مايلي:

 

- تجاوز ماخطط له المحتل الأمريكي والإيراني من نشر الفتنة مؤكدين بذات الوقت الاتجاه الوطني المخلص، وحدة شعب العراق في مواجهة ومقاتلة ومقاومة ومناهضة العدو بمختلف اشكاله وأفكاره واستراتيجياته مؤكدين أيضا أن لا خيار إلا الانحياز الاستراتيجي للمقاومة.

 

-  وهذه الحقيقة التي أكدت تلاحم الشعب مع المقاومة الوطنية تأييدا والتفافا وتعبئة ، والشعارات كانت في حقيقتها كاشفة لزيف الحكومات التي أوجدها المحتل بدءا من مجلس الحكم الانتقالي إلى حكومة المالكي.

 

  المقاومة لها مشروعا واضحا ومعلنا لمرحلة ما بعد التحرير ملخصه البديل الوطني في ممارسة العمل السياسي بعد رحيل المحتل من خلال إشراك كافة القوى الوطنية المخلصة للعراق وسيادته والضامنة لحقوق الشعب وحريته من خلال نظام وطني تقدمي تعددي يؤمن بتداول سلمي وديموقراطي للسلطة يعمل على إنهاء الاحتلال ومخلفاته وبناء عراق على أسس التحرير والاستقلال والوحدة والتقدم واحترام حقوق الإنسان وتحقيق التنمية من خلال توظيف موارد البلاد في العلم والبناء الحضاري والتعامل مع جميع الدول طبقا للقوانين في أبعادها القانونية والسياسية مع تأكيد المصالح المشتركة الضامنة لاستقلال البلاد.

 

 





السبت٣٠ رجـــب ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة