شبكة ذي قار
عـاجـل










1. في مقالتي الاولى بعد ايام من الثوره المصريه تحت عنوان ( ثورة شباب مصر) في 13/2/2011 اجريت وصفاً دقيقاً ايجابياً لهذه الثوره وكنت حريصاً ان اظهر هذا الجانب لها وكلي فخر واعتزاز لهذا الشعب الذي استطاع بوقت قصير وبتضحيات بسيطه ان يُسَطر احداثاً في التغيير قل مثيلها في كل الثورات اذا ما قورنت بها في بلدان اخرى ، ولكني بنفس الوقت كنت قلقاً على مستقبلها وقد اشرت ذلك لاصدقائي من المصريين موضحاً بعض ملامح هذا القلق خاصة بعد ان زار ميدان التحرير شخصيات غير مرغوب بها حسب تصوري منهم اميركان واوربيون وصهاينه وعرب باعوا انفسهم لاجندات خارجيه ساعين لتوفيقها مع محيطنا العربي ومنهم من اصدر تصريحات تثير فتناً طائفيه ينطبق عليها المثل الدارج كلام حق يراد به باطل مستغلين حماس شباب ميدان التحرير ، ان نهوض مصر الثوره وهي القلب النابض للامتين العربيه والاسلاميه سوف يربك نوايا هؤلاء ضد هذه الامه في محاوله لجر مصر بوحدة شعبها الى حافة الهاويه وعلى راسها امريكا واسرائيل وتابعتهم ايران كلا يريد تحقيق اجندته الخاصه من اجل تحقيق اهدافه العدوانيه والثوره في ايامها الاولى تضع يدها مع من يؤيدها بصدق … لقد كانت ثورة 25 يناير بمثابة الشراره الاولى التي حفزت عدد من الثورات في وطننا العربي في ليبيا وسوريا واليمن والبحرين ولكن باساليب وطرق تختلف عما هي ثورة مصر ، وعليه لم يكتب لها النجاح التام لكون واقعها يختلف عنها كونها مسيره وليست مخيره بارادة وطنيه خالصه ، كما اني خَبْرت مصر أكثر من خمس عقود ومنذ ان كنا طلاباً في مرحلة الثانويه والاعداديه وكانت بحق من يدفعنا للثوره على الواقع السياسي آنذاك تفاعلاً منا مع النهج القومي المتبع في هذا البلد ووقوفه بقوه تجاه القوى الاستعماريه والامبرياليه المتمثله باسرائيل والولايات المتحده الامريكيه وعليه عندما اخترت مصر ملجاً آمناً لي ولعائلتي بعد احتلال بلادي في 2003 لم اكن مخطاً حيث احتظنني هذا البلد مرحباً حتى قيام ثورة 25 يناير 2011 .


2 . من المؤكد وبعد قضاء وقت ليس بالقصير في مصر اصبحت جزءاً منه اتاثر واحياناً أأثر بنهوجه السياسيه والانسانيه والمجتمعيه ، انصح ممن اعرفهم سواء المدنيين او العسكريين خاصة للحفاظ على الثوره والاحتكام للعقل والمنطق مما يجول في ذاكرتي من دروس وعبر مكتسبه بعد احتلال العراق والفوضى التي سادت اجواءه اسبابه عناصر جاءت مع الاحتلال تحمل اجندات لتخريب كل بناه التحتيه والفوقيه على السواء تقود البلد الان لمستقبل مجهول اهمها تهميش و قتل كل روح وطنيه عربيه اسلاميه تريد الخير للعراق والامه العربيه ...


بعد مرور اكثر من ستة اشهر للثوره استطيع القول هناك شبه استقرار نسبي للاوضاع العامه سياسياً وامنياً لكنها لاتزال قلقه و ليست كل ما يتمناه الشارع المصري المتعجل دائماً للتغيير السريع والمتفاعل مع بعضه البعض بشكل لايمكن وصفه حتى لو كان غير متأكد هل هو على خطأ او على صواب ، بودي ان ادلو بدلوي في عجاله كانسان عاش في هذا البلد المعطاء وارتوى بماء النيل وشعر بالامان الذي لم يشعر به في بلده تحسباً لما قد يجري في المستقبل من اكتساح ريح مايسمى بالثورات العربيه والتي كانت تجربة مصر احدى مرتكزاتها ولكن بتصميم وتخطيط وادارة واشراف قوى خارجيه معروفه لنا جميعاً تسعى لجر عالمنا العربي والاسلامي الى مهاوي السياسه الاورو أمريكيه في محاوله لستعادة امجادها القديمه على عالمنا المسالم باستغلال طرق واساليب مهدت لها منذ اطلاق عدد من مشاريع التسويه بعد حرب رمضان ( اكتوبر 1973 ) منها مشروع الشرق اوسطيه تحت غطاء دعم الاقتصاد العربي وتطبيع العلاقه العربيه الاسرائيليه ثم اطلاق ايجابيات العولمه في التسعينات من القرن الماضي متباكيه ان العالم لم يعد سوى قريه صغيره ينبغي تفاعل مجتمعاته مع بعضها البعض من اجل الرفاهيه والتطور ووحدة المصير وخلق سبل السلام ولكن على اسس ومرتكزات منتخبه لصالحها آخذه من الشباب وبعض القوى المناوءه في بلداننا العربيه منطلقاً لها بدعم توجهاتها في تحقيق اهدافها وعلى راسها الهيمنه والسيطره وسرقة قوت ابنائنا بعد تجزئتنا الى اجزاء يسهل التعامل معها مستفيده من شعار فرق تسد الذي ارتكزت عليه في الماضي ونجحت فيه بعد احتلال العراق في 2003 .


3 . ان تعجل شعب مصر للاصلاح والتغيير بعد تركه ثقيله ورثها عن النظام السابق وتكرار قيامهم بالتظاهرات بميدان التحرير في كل حين وسط القاهره والمحافظات المصريه الكبرى الاخرى كالاسكندريه والسويس وغيرها ، وآخرها في جمعة القصاص 8 يوليو 2011 هدفه الضغط على الحكومه الموقته والمجلس الاعلى للقوات المسلحه لاحداث التغيير المطلوب في كل شيىء كما َيدّعون وكان قرارهم هذه المره الاعتصام الطويل حتى تحقيق كل مطاليب الثوره ومنها انهاء محاكمة رموز النظام السابق والانفلات الامني والاصلاح الاقتصادي والفساد والطائفيه والاجور والعلاج والاسكان والتوظيف ...الخ ...ليعذرني اخواني المصريين وكل معارفي منهم انا لست معهم في هذا الرأي المتعجل والغير مبرر والشعب مقبل على انتخابات رئاسيه وتشريعيه ودستور جديد ينظم ادارة عمل الدوله وان من اختارهم لتسيير امور مصر لهذه المرحله الانتقاليه من تاريخه هم رموز وطنيه غير مشكوك بولائها للوطن والثوره ولا خلاف عليها جاءت بعد مخاض طويل ابان بداية الثوره والان يختلف معها ويربك عملها التي هي ادرى به وهكذا نعود للمربع الاول مره اخرى ويظهر رئيس الوزراء الدكتور عصام شرف على شاشات التلفاز ليفصح عن امور جاري العمل بها تتعلق بالاصلاح الامني والسياسي والاقتصادي ولكن الاعتصام لايزال قائماً بل يزداد ومن الشباب من يظهر على الفيس بوك ليقول الى عصام شرف عليك ان تحضر الى ميدان التحرير وتصدر بيانك من هذا المكان ، شيىء عجيب يا اخواني كيف يكون التصرف بهذا الاتجاه وأنتم من اختار هذا الرجل ومعه كافة الوزراء والمستشارين وهم لايألون جهداً الا وقدموه وبشكل استثنائي لانجاز مهامه بعد انعقاد مستمر لمجلس الوزراء ... كلام اخير اقولها لاخواني في مصر اهدءوا قليلا ففي مصر قيادات ورجال قل مثيلهم في شعوبنا العربيه و ليعلم الجميع ان الثورات وقودها الشهداء وليس من ثوره الا وكان كوكبة الشهداء على راسها فهذا ليس غريباً على احد فكما هناك شهداء من المدنيين ممن شاركوا بالثوره هناك شهداء من قوى الامن المختلفه والاجهزه الحكوميه الاخرى فالشهاده تضحيه قصوى يتمناها اي انسان مسلم نذر نفسه من اجل المبادىء الاسلاميه الساميه سواء في اشعال فتيل الثوره او من المدافعين عن كيان الدوله فلا تُحَملوا هؤلاء وزر اعمال الغير فهم اكرم منا جميعاً وهم سبقونا الى عليين ، نصيحتي اعطاء فرصه للحكومه المؤقته والمجلس الاعلى للقوات المسلحه في انجاز اعمالهم دون مداخلات وآراء من هنا وهناك تربك اعمالهم كونهم اعلم بمتطلبات شعبنا في مصر واكثر خبرتاً ودرايه بما مطلوب منهم في هذه المرحله الصعبه ولا تحملوهم اكثر من طاقتهم فتخسروا نادمين كما لايغركم ما يطلق عبر شبكات التواصل الاجتماعي والانترنيت ففيه المفيد وفيه غير ذلك وتاكدوا ان مثل هذه التداخلات الغير مفيده تغذيها القوى الاجنبيه لتحقيق مصالحهم من الفوضى المقصوده لفك اللحمه الوطنيه وهي اجمل ما يتمتع به الشعب المصري دون شعوب العالم كلها ، تحياتي لكل شعب مصر وقيادات ثورته المباركه مع تحيه خاصة للمجلس الاعلى للقوات المسلحه .

 

 

 





الاثنين١٠ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١١ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علوان العبوسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة