شبكة ذي قار
عـاجـل










مع اشتداد التهديدات الإيرانية للعرب عموما ودول الخليج العربي تحديدا ، هرولت دول الخليج العربي لسوق السلاح العالمي و هو الراعي القوي للصلف الإيراني ومشجعنا للاستهتار والابتزاز الفارسي لدول المنطقة الغنية بالنفط ، لتدر أموالها على عجز هذه الشركات وتنقذها من الخراب والانهيار الكامل بعد إن أيقنت أمريكا إن احتلالها لأي بلد له ثمن باهظ ألا وهو الانهيار والتشرذم لأقوى دولة تحلم بالانفراد بالعالم . وأدركت أمريكا إن اليانكي ورامبو وحتى ارنولد شوارز نيجر لم يعد لهم أي اعتبار لدى المراهقين في العالم ، وأصبح المقاتل الأمريكي بدون ظهير معنوي ، والضرب على قفاه بات يسيرا ومقاومته دون وجل بعد إن ذُل في العراق على أيدي أبناء الرافدين .


ولم يعد خفيا على احد إن مصانع السلاح والسياسية العالمية وهندسة العلاقات الدولية صنوان لا يتخاصمان مكملان لبعضهما البعض ومنتج احدهما للآخر . لذا تعقد الصفقات بشروط سياسية ودائما مجحفة بحق أي طرف عربي لضعفه وعدم قدرته على استنباط الحلول من واقع وحال الأمة . ومن الفكاهة في عقود بيع السلاح للعرب مشروط عدم خوض أي حرب إلا بعد عدوان مميز ( بمعنى احتلال واقع ) ، فما قيمة السلاح إذ لم يستخدم للدفاع في رد العدوان ولجم الطامع والمتغطرس والأهوج .


إن الأموال في أرقامها الخيالية التي تستخدم للتسليح تدفع كل عربي للسؤال عن الدوافع لهذه المصروفات التي في غير محلها ، لان إيران اضعف بكثير مما هو عليه في الإعلام الغربي والإيراني وجعجعتها الفارغة مستوحاة من نفسية عنصرية عنجهية شعوبية تجاه العرب . ولان إيران تدرك أن الحكام العرب هم الأبعد عن جماهير الشعب ، تلك الجماهير التي تعرف قدرة إيران الحقيقية ، والتي ليس لها قوة بقدر ما لديها من الخبث والحذلقة والاختفاء وراء ستار الشعارات الرنانة وألكهن السياسي . إن إيران لن تحارب بعد عبر الحدود لأنها ذاقت مرارة الهزيمة في القادسية الثانية على أيدي أحفاد سعد ابن أبي وقاص ، صناديد الرافدين ، لكنها تخرب وتهيمن وتنفذ مخططاتها عبر طابور خامس وخلايا تجسس نائمة في طول الخليج العربي وعرضه ، ويدعمها الإعلام الأمريكي والغربي النافخ في صورتها كأنها ديناصور نووي .


إن السعي لمواجهة الأطماع الإيرانية بالتسليح فقط و بطريقة تجار الخردة بشراء قطعة سلاح من هنا والأخرى من هناك والمشتري لا يفقه ولا يفرق بين الفوهة وأعقاب السلاح ، هذه طريقة عرجاء لاتصل لا بدول الخليج العربي ولا بأمة العرب إلى الهدف المنشود في الحفاظ على ذات الأمة وكينونتها ومواجهة أعدائها والطامعين ورد المتغطرسين . وتعد من وسائل الدفاع الوهمي أو السراب الاستراتيجي ما لم ندعم مكامن القوة ونستنهض الهمم في نية خالصة ، فكيف السبيل للمواجهة والتصدي الفعال للمتربصين بالأمة العربية؟.


إن الاستفادة من دروس التشرذم القطرية والتلويح بشعارات الأولوية لكل قطر عربي والتي انعكست سلبا مميتا على ذات الأقطار التي نادت بأولويتها على غيرها منها مصر ودول الخليج العربي والأردن وغيرها من الأقطار العربية ، حتى أصبحت بين أنياب المشاكل الداخلية وتقهقر الوحدة الوطنية لتلك الأقطار والانغماس في التشتيت الطائفي أو التعالي على باقي أبناء الأمة . أن العودة إلى السقف القومي للتطلعات المستقبلية يعيد للأمة ولكل قطر عربي حيويته وقيمته وموقعه الطبيعي على الخارطة السياسية العالمية وتناسي الفوارق الطائفية المقيتة والاهتمام والتفكير الجاد لتحرير كامل التراب العربي المحتل ،،والبحث عن الحلول الفعالة لمشاكل كل قطر مرتبطا بسقف الطموحات القومية للأمة العربية . وتفعيل الدفاع القومي بشكل ملموس وذلك يتم عبر :


أولا : دعــم مالي وسياسي للمقاومة العراقية لتمكينها من أنجاز الانتصار النهائي على الاحتلال المزدوج الأمريكي والإيراني . إن تحرير العراق من رجس الاحتلال المزدوج سيجعل كل أقطار الأمة العربية بمأمن من الشر الفارسي ، لان التحرير يمثل هزيمة كبرى للمشروع الفارسي في المنطقة واندحار لكل مشاريع الشرق الأوسط الجديد القديم الرامي لإلغاء عروبة المنطقة وتحويلها لكانتونات عرقية وطائفية .


ثانيا : التأكيد على إن مجلس التعاون الخليجي كيان عربي ليس منفصل عن أمته العربية في السراء والضراء. ولقد لاحظ المواطن العربي استخدام الإعلام في هذه الدول كلمة خليجي مبتورة ، فلم يتبين المتحدث والكاتب هل هو من خليج المكسيك أم من خليج هالونج الفيتنامي !! ، ولقد تقاعست عمدا الكثير من وسائل الإعلام الفضائية الخليجية منها الجزيرة والعربية وغيرها عن عدم ذكر الخليج العربي والاكتفاء بتسميته دول الخليج ، وهذا الإدغام بالتأكيد برضا وقبول مجلس التعاون الخليجي !!! .


ثالثا : تبني واقعي وملموس لثورة الشعب العربي في الاحواز وإسنادهم ودعمهم في كل المحافل الدولية واعتبارهم عضوا مراقب في الجامعة العربية حتى التحرير الكامل من الاحتلال الفارسي لهذه الأرض الغالية . والتي لولاها ما استطعنا أن نثبت عروبة الخليج العربي تاريخيا .


رابعا : العمل الدءوب من اجل تحجيم الدور الإيراني في اقتصاديات دول الخليج في الإمارات والبحرين والكويت وعُمان فهو العامل الرئيسي في قدرة إيران على التحرك لخلق أزمات سياسية واقتصادية في المنطقة . وعدم ترويج المنتج الإيراني في دول الخليج العربي على انه منتج عربي كما هو الحال ببعض المنتجات التي أدخلتها أوربا ضمن مقاطعتها لإيران واغلبها مشتقات بترولية ، حيث تقوم الشركات الخليجية بتسويقها على إنها منتج خليجي وتحصيل العوائد لصالح الشركات الإيرانية .


خامسا : تعريب العمالة في دول الخليج العربي وهي نقطة مستوحاة من مطالبات للمفكرين والكتاب والمهتمين بالشأن السياسي العربي والمستنبطة من هموم ونبض الشارع العربي داخل وخارج دول الخليج العربي ذاتها .


إن تفعيل الشراكة المصيرية بين الشعب وسلطة الحاكم للدفاع عن مقومات الوجود أمام عدو متمرس بالغدر والخبث ، هو السبيل الوحيد لتحقيق النصر على مخططات الأعداء في قــم أبيب وليس ألهاث وراء سراب استراتيجي لا يكفل ادني درجات التفوق العسكري . إن تحصين الجبهة الداخلية للوطن العربي في دعم المقاومة العراقية وثورة أهلنا في الاحواز هو الطريق الجدي الفعال للدفاع عن امة العرب .

 

 





الخميس١٣ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاهين محمد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة