شبكة ذي قار
عـاجـل










 

 

و الآن ، لقد عادوا .. لم تعد إيطاليا لوحدها بل ضمن حلف شرّير صهيو/ صليبي / رجعي يجمع حوالي 30 دولة  منها أمريكا و فرنسا و بريطانيا .. و قطر ... لقـد عادوا باسم حماية المدنيين .. و منذ 19 مارس و الغارات الجوية و القصف بالليل خاصة و على مدار الساعة لا ينقطع ، جوا و بحرا على المدن و القرى و الواحات الليبية التي نعمت بالأمان طيلة 42 سنة ، فلم تجهـّز المدن لا بالملاجئ و لا حتى بصفارات الإنذار .. أصبحت المجازر يومية و ضحاياها يوميا بالعشرات : طرابلس ، البريقة ، سبها ، سوق الجمعة ، صرمان ، الخمس ، تاورغاء ... و عبر مواقع الجرائم الأطلسية ، تعرّفنا كعرب في مختلف أقطارنا و اكتشف العالم ، جغرافية لـيبيـا – تماما في نفس الظروف و بنفس البيداغوجيا التي تعلمنا عبرها جغرافية العراق و لبنان و فلسطين و السودان ... و اكتشف البعض أن الكفرة ليست ميناء بحريا شرق مصراطة و أن النهر الصناعي العظيم لا يحمل مياه البحر الأبيض المتوسط بعد تحليتها في محطات ضخمة و لا يجري من الشمال إلى الجنوب بل من الجنوب نحو الشمال ...

 

و على مسارح الجريمة كانت الطفولة حاضرة في مشاهد الدم و الأشلاء و الأجساد المتفحمة و الممزقة و الأطراف المبتورة ... الضحية الأولى للقصف الجوي هم الأطفال . لأول مرة في التاريخ البشري تشنّ حرب إبادة على الأطفال تحديدا و مع سابقية الإصرار و الترصد .

 

-  تقول السفاحة " غولدامائير" رئيسة وزراء الكيان الصهيوني 1969 / 1974 " كل صباح أتمنى أن أصحو و لا أجد طفلا فلسطينيّا واحدا على قيد الحياة ." و هي قاتلة الشهداء الثلاثة : كمال عدوان و كمال ناصر و يوسف النجار . و هي أيضا من أمرت باغتيال الأديب الفلسطيني غسان كنفاني بتفخيخ سيارته وهو الذي كتب كثيرا للأطفال ، و استشهدت معه ابنة أخته " لميس ".

 

في عهد الرئيس بيل كلنتون عام 1996وعندما سألت الصحفية "ليسلي ستول" في برنامج "ستون دقيقة" وزيرة الخارجية الأمريكية " مادلين اولبرايت" عما إذا كان حصار العراق يستحق وفيات بين الأطفال العراقيين تصل الى نصف مليون طفل، ردت و بدن أن يرف لها جفن : "  بلى، يستحق! "  و قد تواصل الحصار البربري الإبادي طيلة 13 سنة مخلفا 1 مليون ضحية من أطفال العراق .  

 

و لأنهم يعرفون مكانة الطفل عند العربي استهدفوه بالترويع و الحصار و التجويع والقتل و الإبادة . استهدفوه طفلا و جنينا و إرثا بيولوجيا  لآلاف السنين ...

يقول حطان بن المعلى : " و إنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض ."

 

و يقول الأحنف بن قيس : " الأطفال ثمار القلوب و عماد الظهور ، نحن لهم أرض ذليلة و سماء ظليلة " لذلك أتوهم من السماء بالقصف الجوي ، بالصدمة والترويع : بالقنابل الفسفورية و العنقودية و المشبعة باليورانيوم المنضّب ... يقتلون الحاضر و يقتلون المستقبل .. بما يعنيه ذلك من زيادة كبيرة في نسب الاصابة بالاورام الخبيثة ، واللوكيميا، والتشوهات الخلقية بين الأطفال و الأجنة في المدن و المناطق الملوثة بالإشعاعات النووية مثل الفلوجة  حيث أصبح الأئمة يطالبون السكان بتجنّب الإنجاب نظرا للارتفاع المهول في الولادات المشوّهة ..

 

إنهم يحصدون الرياحين و يقتلون " الملائكة " في فلسطين والعراق و الآن في لـيبيـا ..

يستهدفون المناطق السكنية المدنية و الأسواق و المدارس و يلاحقون الأطفال في الملاجئ وفي أحضان أمهاتهم.. و الشواهد كثيرة ، نذكرها و نذكـّر ببعضها حتى لا ننسى و لن ننسى :   

 

-  سطيف ، الجزائر . 1945  /  فرنسا

-  ساقية سيدي يوسف ، تونس . 1958  / فرنسا                                                                           

-  دير ياسين  ، فلسطين . 1948  /  العصابات الصهيونية

-  كفر قاسم ، فلسطين . 1956  /  الكيان الصهيوني

-  صبرا وشتيلا ، لبنان . 1982  /  الكيان الصهيوني و المليشيات العميلة

-  مدرسة بلاط الشهداء . العراق. 1986 /  إيران

-  مدرسة بحر البقر . مصر  1970  / الكيان الصهيوني

-  ملجأ العامرية . العراق 1991  /  أمريكا

-  قانا . لبنان 2006  / الكيان الصهيوني

-  غـزّة . 2009  / الكيان الصهيوني

-  طرابلس . 1986  /  أمريكا

-  طرابلس .  2011  /  حلف الناتو

-  صرمان .2011  /  حلف الناتو

-     ...

 

لقد أصبحت القيادة والشعب حالة واحدة تحت ضربات الناتو وامتزجت دماء الشهداء الطاهرة  لآلاف  الضحايا من الشعب المسلح و النساء و الشيوخ و الأطفال بدماء الشهداء من عوائل القيادة الليبية خاصة ابن العقيد معمر القذافي سيف العرب وأحفاده الثلاثة و عائلة و أحفاد الخويلدي الحميدي نخص بالذكر منهم خالد و خالدة الحميدي ، تقبلهم الله في فسيح جنانه .  حاولوا ، كعادتهم ، شيطنة القيادة و فصلها عن الشعب بالقصف الهمجي البربري الحاقد و بالقصف الإعلامي الأشد إيذاء و حقدا  عبر " الجزيرة " و  " العربية " و غيرهما من آلة الدعاية الجهنمية المربكة و المخبّلة و بفتاوي شيوخ قاعدة السيلية الأمريكية وبأن طائرات الناتو و الصواريخ المدمرة ليست إلاّ " الطير الأبابيل " التي تستهدف " الطاغية و أبناءه " ... فكان أن التحمت الجماهير الشعبية بقيادتها الوطنية في مسيرات مليونية سفهت كل دعاياتهم و كشفت عن أصالة معدنها و وعيها و استعدادها للتضحية و التحمّل و العطاء .

 

-  المجد للشهداء الأكرم منّا جميعا .

-  الرحمة و عليين للأطفال الشهداء طيور الجنة .

-  الهزيمة و العار للإستعمار و عملائه الأراذل و في مقدمتهم العبد الذليل "بو شنّة"   

 

http://youtu.be/QoSX0-nzuu4

 

 





السبت١٥ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٦ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مصطفى البوعزيزي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة