شبكة ذي قار
عـاجـل










يا جماهير شعبنا العربي العظيم في تونس
رفاقنا على درب العروبة
أيها المرابطون على الحقّ في ساحة القصبة بالعاصمة


لقد تحمّل أبناء شعبنا في تونس عبء التصدّي بصدور عارية لنظام العمالة والرجعية والإستبداد وإسقاط رموز الفساد والإضطهاد في أعتى النظم ديكتاتورية في الوطن العربي والعالم وقدّم شباب الثورة في تونس في سبيل ذلك أرواحهم فداء للحرية والكرامة الوطنية أملا في مستقبل ينعم فيه جيل الثورة وأبنائهم من بعدهم بالحرية والعدل والمساواة والحق في العيش الكريم في ظلّ دولة عصرية ديمقراطية تقوم على إحترام إنسانية الإنسان وتضمن الحريات العامة والفردية وتصون حقوق المواطنة وتحقق الطمأنينة في نفوس وضمائر أبناء الشعب وتثبّت الإستقرار وسيادة القانون وتقيم العدل بقضاء مستقلّ .


وبعد مرور سبعة أشهر على سقوط نظام بن علي وجد شباب الثورة أنفسهم من جديد أمام تحدّي إستكمال المهمات الثورية التي إندلعت في سبيلها ومن أجلها ثورة شعبنا العظيم خصوصا بعد أن عمدت حكومتي الغنوشي وقايد السبسي الى التمادي في سياسة التسويف والمغالطة وضعف الأداء والإلتفاف حول قضايا محاسبة المفسدين والقتلة والمتورطين في إستباحة دماء أبناء الشعب .


و مع الأسف الشديد وجدت تلك الحكومات في العديد من الأطراف السياسية و أشباه الحقوقيين مطية بررت من خلالها برنامجها معتمدة على مؤسسات وهمية و غير شرعية التفت على الثورة و انخرطت في مشروع الردة والثورة المضادة حيث مثلت هيئة بن عاشور و أخواتها إحدى هذه المؤسسات التي بعثت لغاية تمرير قرارات و سياسات لا يمكن أن تؤدي إلا إلى عكس ما كان يطمح له الشعب العربي في تونس من خلال ثورته.


إن حركة البعث القطر التونسي و إن كانت قد تعاملت مع الواقع السياسي بروح عالية من المسؤولية واضعة المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار يحدوها في ذلك إيمانها بأن القوى الوطنية الصادقة ستكون بالضرورة حامية للمسار الثوري ومؤتمنة على حقوق الشعب ومطامحه وآماله فإنها تجد نفسها ملزمة في ظل الظروف الراهنة بالتأكيد على أن ثورة الكرامة في تونس أضحت مهددة في مسارها ومستهدفة في غاياتها من طرف قوى داخلية وخارجية لم يرق لها ما حققه أبناء شعبنا من إنجازات في سبيل إستكمال المهام الثورية التي قامت من أجلها ثورة الحرية والكرامة .


و في هذا السياق جاء اعتصام القصبة 3 كترجمة لمخاوف أبناء شعبنا في تونس من تحويل مسار الثورة والإلتفاف على مطالب الجماهير وتعبير شعبي جماهيري سياسي راق يهدف إلى إبراز موقف القوى الرافضة لسياسة التسويف والتخاذل والجذب الى الخلف.


وقد شكّل إعتصام القصبة 3 نموذجا حيّا لوعي أبناء شعبنا وإدراكهم لخطورة اللحظة التاريخية وتصميمهم على حماية ثورتهم من المتآمرين والإنتهازيين وسماسرة السياسة والباحثين عن المواقع فكان حضور المعتصمين نوعيا من حيث الإنضباط وروح المسؤولية والتعامل السلمي الخلاق مع جحافل قوات الأمن الداخلي وإستفزازاتهم المتكررة والمتواصلة والتي توجّت في النهاية بصدور الأوامر بإستعمال وسائل القهر والعنف مع المتظاهرين والصحفيين والمعتصمين من شباب تونس وشاباتها .


هذا وقد حاولت الحكومة قلب الحقائق وتزوير الوقائع من خلال الإشارة الضمنية الى أن اعتصام القصبة هو اعتصام دعا إليه طرف سياسي بعينه محاولة بذلك ذرّ الرماد على العيون و بث الرعب في قلوب أبناء الشعب و اختزال الصراع السياسي بين دعاة التغريب من جهة و الإسلاميين من جهة ثانية .


ولعلّنا في حركة البعث القطر التونسي لا نخف سرّا إذا قلنا إنه وبإسثناء مناضلي الحركة ومناضلي المؤتمر من أجل الجمهورية وبعض الناشطين المستقلين لم نسجّل أيّ حضور للأحزاب السياسية من اليسار واليمين على حد السواء وهو ما يعتبر تواطؤا مكشوفا مع قوى الردّة وحكومة العار ومؤسساتها اللاشرعية .


وإذ نؤكد في حركة البعث القطر التونسي على حق الجميع في رفض سياسة الحكومة الالتفافية والإقصائية فإننا أيضا نتمسك بحق جماهير شعبنا في التحرك عبر كل الأشكال النضالية القانونية المتاحة معتبرين أن اعتصام القصبة هو شكل راق من أشكال النضال الشعبي السلمي .


ولهذا فإننا في حركة البعث القطر التونسي ندين وبشدّة التعامل الأمني والتعاطي القمعي مع أبناء شعبنا المعتصمين في ساحة القصبة ونعتبر أن زمن العصا الغليضة قد ولّى بدون رجعة وأن جماهير شعبنا قادرة على الصمود في وجه الآلة القمعية كلفهم ذلك ما كلّفهم داعين في الإطار نفسه مناضلي ومناضلات الحركة وجميع الأحزاب والمنظمات السياسية في تونس الى تحمّل مسؤولياتهم التاريخية والإلتحام بأبناء شعبنا الصامدين في ميدان القصبة ودعم مطالبهم المشروعة وإيقاف نزيف القهر والإستبداد .


عاش الشباب الثائر المرابط في ساحة القصبة
المجد والخلود لشهداء ثورة الحرية والكرامة الوطنية
والخزي والعار للقتلة والمتآمرين والمتخاذلين

 



عزالدين القوطالي
الناطق الرسمي بإسم البعث في تونس

 

 





الاحد١٦ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٧ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة