شبكة ذي قار
عـاجـل










معذرة لوصفي ( سيادتكم ) فهو من أحكام المجاملة والبروتوكول وليس بحكم القناعة بالمفهوم لعدة أسباب تحز في قلبي وفي قلب كل مواطن عراقي. سأوضحها لك بكل جرأة وصراحة لأنك متخم بالمنافقين من حولك ولديك ما يزيد عن الحاجة.

 

أوله : لأن المنصب بشكل عام هو تكليف وليس تشريف، تضيف عليه ولا يضيف عليك، يتمسك بك ولا تتمسك به، تزيده شرفا ولا يزيدك شرفا. يرتقي بك ولا ترتقي به. ولكنك بدلا من أن ترتقي به للأعلى أنزلته معك إلى الحضيض. فأصبح مثل بدلة مقياسها أكبر من جسمك. مع إعترافنا بأن إنتخابك كرئيس لم يكن أكثر من صفقة سياسية فرضتها المحاصصة الطائفية والعنصرية التي صاغها مولاكم في محراب البيت الأبيض بول بريمر قصر الله ظله الوافر, ولم يكن للشعب أي دور فيه. أما البرلمان فهو منتجع لكبار أصحاب الأموال. لا علاقة به بالشعب ولايمثله لا عن قريب ولاعن بعيد، وإنما يمثل مصالح الكتل والأحزب السياسية الحاكمة.

 

ثانيهم : إن العراق بلد محتل من قبل قوى أجنبية متعددة الأطراف وليس من المنطق أن نسبغ عليك صفة السيادة في وطن يفتقر أصلا إلى السيادة! فأنت لست أكبر من الوطن. ولا يوجد قائد مهما بلغت منزلته وعطائه أكبر من الوطن والشعب. فكيف بك وأنت أعرف من غيرك بعطائك السلبي سواء للعراق ككل أو لإقليم كردستان؟

 

ثالثهم : إن الدول لا تتعامل معك بصفة (سيادة) وإنما بصفة(معالي) أي بصفة وزير وليس رئيس جمهورية وأحيانا صفة معالي تكون أكبر منك عندما إستقبلك نائب وزير إيراني مؤخرا. وهذا الخرق البروتوكولي يلازمك في ترحالك حيث نجد دائما أن من يستقبلك في زياراتك للدول الأخرى ولا سيما إيران وزيرا أو أدنى ففي باريس مثلا إستقبلك وزير الرياضة. وفي تركيا لم يستقبلك أي وزبر فكنت حائرا ولكنك والحق يقال لم تشعر بالحياء من وضعك المزري.

 

يبدو ليً ولغيري إنك من هذه الناحية تزن الأمور بشكل واعي وربما هذه الخصلة هي التي تنفرد بها! لأنك تعرف مقدار حجمك المتقزم! لذلك لم نجدك تعترض على هذا المستوى البروتوكولي الذليل الذي تواجهه في الدول المضيفة بل تتقبله برحابة صدر. وهذه ظاهرة جديدة في العلاقات الدولية المتعارف عليها لكنك رائدها بلا منافس!

 

رابعهم : إنك كرئيس للجمهورية ومن الأعضاء المؤسسين لمنظمة الإشتراكية الدولية قد وقعت على وثيقة ضد عقوبة الإعدام، وهو شرط أساسي للإنضمام إلى المنظمة. ولكنك لا تجد حياءا في إنك تترأس دولة هي في المرتبة الثالثة في العالم بعد الصين وإيران في تنفيذ عقوبات الإعدام!  أما عذرك بعدم توقيعك لمراسيم الإعدام وتخويلك الصلاحية لنوابك أو رئيس الوزراء، فهذا الأمر بحد ذاته كارثة لسببين : -

 

أول : لأنه لايعفيك من المسئولية كرئيس للجمهورية تمتلك وحدك فقط هذه الصلاحية. وثاني : لأنه يمثل مخالفة صريحة للدستور المفخخ الذي تشبثت مع مواطنك البرزاني بالمصادقة عليه لأنه يمثل مصالحكم المتشابكة. فهل هناك رئيس للجمهورية في العالم مثلك يخرق الدستور؟ وهل نلوم بقية المسئولين على خرقهم المستمر للدستور؟

 

خامسهم : لأنك رئيس بزلات لسان لم يصل لها أي رئيس دولة لا في العالم القديم ولا الحديث. وأذكرك بزلة منها وهو تصريحك حول إلغاء اتفاقية عام1975 بين العراق وإيران بشأن شط العرب والحدود المتشاطئة. وسبق لإيران الغائها وتبعها العراق خلال الحرب العراقية الإيرانية وتم اعتمادها ثانية عام 1988! وسببت زلتك تذمر حليفك النظام الإيراني الذي وبخك بشكل رسمي عنها. وقد وصفت صحيفة (اعتماد) الإيرانية الرسمية تصريحك بأنه" تصريح غير مسئول" تصور! حلفائك يعتبرونك غير مسئول فكيف الحال مع أعدائك؟ أما ترقيع مكتبك لزلاتك اللسانية فإنه مضحك ويصلح لأن تضيفه إلى سجل نكاتك.

 

سادسهم : - إنك لا تتصرف كرئيس دولة بل احيانا كضابط برتبة لا تزيد عن مقدم (أي دون عقيد) لذلك غالبا ما يجتمع بك العقيد سليماني المسئول عن الملف العراقي في الحرس الثوري الإيراني في الوقت والمكان الذي يقرره هو طبعا وليس أنت! ليعطيك الأوامر الجديدة. ولا أعرف فيما إذا كنت تؤدي له التحية العسكرية عند الحضور أو الإنصراف أم لا؟

 

سابعهم : - إنك لاتجد حرجا عندما يحتقرك الغير ولا تشعر بالغيرة الوطنية أمام شعبك كرئيس جمهورية العراق وأن من يهينك إنما يهين الشعب العراقي. لذلك عندما إستقبلك( وليس إنت من إستقبله كما يفترض) وزير الدفاع الأمريكي(ليون بانيتا) في الحادي عشر من هذا الشهر. أرسل رسالة للعراقيين من خلال وضع حذائه على المنضدة ووجه نعله بإتجاه سيادتك. هي رسالة واضحة بأن مهما إرتقى العميل من مناصب، ومهما قدمه لأسياده من خدمات على حساب وطنه وشعبه وشرفه فأن لا يكون موضع تقدير وإحترام من قبلهم.

 

ثامنهم : - من المعروف عنك شدة الشغف بالنكات وبراعتك بحفظها وإسلوب طرحها، واحيانا تبتكر بعضها. وهي صفة لطيفة لا يمكن ان نلومك عليها إلا من ناحية واحدة فقط. وهي إنك تتناسى بأنه ليس من الذوق إطلاق النكات في المآتم ومجالس العزاء. والعراق منذ الغزو لحد الآن عبارة من قافلة من المآتم ومسيرة من الأحزان والآلام.

 

لم ينته بعد الحديث مع سيا@ دت. كم

 

 





الثلاثاء١٨ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٩ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضحى عبد الرحمن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة