شبكة ذي قار
عـاجـل










القصف المدفعي لقرى ومدن العراق وإجتياح الحدود في مناطق أربيل وسليمانية وتشريد سكان القرى من قبل القطعات الإيرانية، وقطع الماء في نهر الوند، وتلويث مياه الأنهار في مناطق البصرة وميسان وواسط عبر تلويث واردات الأنهار المشتركة – مثل نهر الدجيل (كارون) والكرخة بفروعه الكرخة والكرخة العمية ونيسان وسويبلة وكذلك أنهار السويب الكسارة ودويريج والطيب والجباب وكلال بدرة والوند وغيرها من الوديان الموسمية المشتركة يمثل قتلا متعمدا للعراقيين من قبل نظام إيران وحكومتهم، وهذا إذ يتنافى مع حقوق الدول بالأنهار المشتركة والمتعدية لأكثر من بلد وفق المعاهدات والقوانين الدولية، فإن قطعها يخالف الشرع الديني والإسلامي بالذات حيث أن العراق وإيران بلدين جارين مسلمين والشعبين كذلك وما يفعله النظام الإيراني ينافى كل ما جاء في القرآن وسنة المصطفى بشأن العلاقة بين الجار والجار وبين المسلم والمسلم، وبموجب ذلك فإن سياسة ومنهج النظام الإيراني يخرجه من كونه نظام مسلم وأن المسلم أخ المسلم، وإن على مسلم واجب التعاون مع أخية على البر والتقوى، ويفترض أن تكون العلاقة بيننا وبينهم قائمة على ذلك، وإلا فهم يعلنوا عن تخليهم عن حكم الله ورسوله وشرائع دين الإسلام الواردة في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وبهذا ينطبق عليهم  هنا ما ورد في حكم الله الوارد في القرآن المجيد: (إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون* ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم* ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين* يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون* في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون* وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا بل نحن مصلحون* ألا إنهم المفسدون ولكن لا يشعرون) البقرة الآيات 6- 12 ، وهنا أوجه سؤالا لأي مسلم ألا ينطبق مفهوم الآيات الكريمة المباركة هذه على فعل أركان النظام الإيراني العنصري وأفعاله وسلوكه في العراق؟ وهذا يفتح المجال شرعا بحكم القرآن الكريم وأحكامة في جواز التصدي من قبل شعب العراق بكل الوسائل ومنها منع دخول الإيرانيين للعراق بل وقتلهم،وذلك عملا بقول الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى فمن عفي له عن أخيه فإتباع بالمعروف وإداء اليه بإحسان ذلك تخفيف من ربكم ورحمة فمن إعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم* ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) البقرة 178و179، لأن قتل النفس وتدمير الممتلكات وإستهداف بيئة العراق وأهله هي فساد في الآرض، وهذا ما يفعله النظام الإيراني حاليا، كما أن فعل النظام الإيراني يدخله في مخالفة متعمدة لحكم الله وكتابه ورسوله، حيث قال الله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: (وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأَ ومن قتل مؤمنا خطأَ فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا فإن الله فإن كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة وإن كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة إلى أهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما* ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاءه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما) النساء 92و93، وهنا أنا لا أدعو لقتل النفس ظلما أو عدوانا، وهنا أود أن أطرح سؤالا يعرف كل الناس عراقيون وإيرانيون وغيرهم جوابه ، وهو كم قتلت إيران وزبانيتها ممن يدعون أنهم أحزاب وجماعات تتبع سياسة أو نظرية الولي الفقيه من العراقيين المؤمنين دون ذنب وبالعمد وسبق الإصرار والترصد؟ وبالتالي فكلهم أي الولي الفقيه وأتباعه جميعا خرجوا من ملة الإسلام بحكم الله وهو أحسن الحاكمين، وقد جاء تحريم قتل النفس في آيات متعددة في القرآن، ومن قتل نفس دون نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا، فبأي ذنب يقتل الناس في العراق دون ذنب مجرد على الشبهة، أومجرد كونه كان موظفا في العراق قبل أن تحتله أمريكا وحشد الأشرار الإرهابين الذين جاءوا معها، أو ضابطا في الجيش العراقي إبان الحرب بين العراق وإيران، أليس هذا قتل متعمد ودون ذنب أو فساد في الأرض؟

 

فإن كان خامنئي ولي فقيه وآية عظمى فمن أين يأتي بالأحكام وقد عرفنا أن لا إجتهاد في النص؟ ومن أي مصدر غير القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ومنهج آل البيت والصحابة يقتبس؟ ومن أي مصدر ينهل فيجتهد ويتأمل أو يقيس؟ ألم يدرك وهو الآية في العلم كما يدعي هو وأتباعه ماذا حكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عندما دخل مكة محررا لها من الكفر والجهل؟ ولماذا قال لأهل مكة ماذا تضنوني فاعل بكم قالوا أخ كريم وإبن إخ كريم فقال إذهبوا فأنتم الطلقاء - وفعله وقوله الحق كونه لا ينطق عن هوى بل هو وحي يوحى- ألم يتأمل ويفكر بهذا هذا الولي الفقيه؟ ألم يفهم معناها الديني وبعدها الإجتماعي والقبلي وحكمها القانوني والشرعي؟ كذب وبطل علمه إن لم يدركها، ونافق وحرف وإرتد وكفر إن أدرك معانيها وخالفها، فلم يكن موقف الرسول من أهل مكة إنحيازا لكونهم أقربائه كون غالبيتهم العظمى قريش، ولا تعاطفا مع الكافرين كونه على معرفة بهم وعاش عمرا طويلا معهم، ولا هو تكريم من عند الله ورسوله لكفار قريش، فقد قال صلى الله عليه وآله وسلم (لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى)، وقال: (إن أفضلكم عند الله أتقاكم)، وقال للإنصار أنا منكم وأنتم مني، ألم يعرف ويقرأ هذا الفقيه أن أهل العراق هم من هدوا الفرس ودعوهم للإسلام وأنهم مؤمنون قبله وقبل قومه وليسوا كفارا؟ ألم يفقه البعد الديني والإجتماعي والسياسي لموقف الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم؟ فقد أراد الله ورسوله في فتح مكة وقول الرسول العربي العظيم، إنهاء ونهي للمؤمنين عن العصبية والثأر والحقد والضغينة والعداوات، لذلك قال الرسول لأهل مكة عفونا عن الجميع، فإين علمه ومعرفته؟ وأين هو من هذا الفقه الرباني الإيماني العظيم؟ ألم يفقهه ويدركهه؟ إن كان كذلك فهو أجهل الجهلاء، وإن أدركهه وفقهه وخالفه فهو أشقى الأشقياء بمخالفته حكم الله ورسوله.

 

 ألم يفقه علم وفقه وحكم سيدنا علي عليه السلام في يوم الجمل؟ فبمجرد أن عقر الجمل، وأنكفأ جيش أهل البصرة، أوقف الحرب وغمد السيوف وكف القتال، ألم يفقه حكم وفقه سيدنا الحسن عليه السلام بعد عام الجماعة وتنازله لمعاوية؟ فبأي علم يقتدي إن كان مسلما؟ ولماذا يدعي الإسلام والولاية وإتباع فقه آل بيت النبي عليهم السلام إن كان متعمدا ومتقصدا المخالفة لحكم الله ورسوله والراسخون في العلم وفقههم النابع عن معرفة تامة وعلم كبير وعميق بالقرآن وأحكامه؟ لقد لعن الله المحرفين والمكذبين والماكرين للسوء، فلم يتبع خطاهم؟

 

من خلال ما تقدم فأنا كمواطن عراقي أحذر النظام في أيران وأتباعهم في العراق وخاصة العميل المالكي وحزبه المرتد عن الدين من مغبة هذه الأفعال، وأنصحهم بأن ما يجري في العراق من قبل عناصر وأجهزة النظام الإيراني وبتواطؤ نوري المالكي وحزبة ومن يتحالف معه من الكتل في العملية السياسية التي جاء بها الإحتلال، نعم بتواطئهم مع النظام الأيراني سيزيد الإحتقان ويؤدي الى تعميق الكراهية بين شعب العراق وبين كل من يتبع نظرية الولي الفقيه المبتدعة في الدين ويحول العداء من عداء سياسي الى عداء شخصي وفبلي عشائري وديني وقومي، وهنا تكون الكارثة والنتيجة وبالا على الطرفين، وأنهم مهما أوغلوا بدماء العراقيين لن يستطيعوا أن ينهونا لأن ذلك عكس مشيئة الله الذي خلقنا وهو الحافظ والمقدر، وكما ورد في قول سيدنا إمام الهدى والتقى علي بن أبي طالب عليه السلام (ما عمل السيف بقوم إلا زاد الله نسلهم)، ولكن ليرعووا فإن الله سبحانه جعل لولي المقتول سلطانا، فليحذروا أولا تحذير الله ومن ثم تحذير العراقيين.

 

وإتفاقات المالكي وحكومته وحزبه على توسيع التغلغل الإقتصادي الإيراني سواءا عبر الواردات للعراق أو توسيع الإستثمارات الإيرانية في العراق هو عدوان وتواطؤ مع النظام الإيراني من قبل المالكي وحزبه وتقديم لتسهيلات تمكن أجهزة المخابرات والقتل المرتبطة بنظام السفاحين وعلى رأسهم خامنئي من التغلغل والدخول والتواجد في العراق تحت مسميات الإستثمار والمتابعة وكوادر الشركات وغيرها، فالمطلوب: عدم مصادقة مجلس النواب ومجلس الوزراء على تلك الإتفاقيات، وبعكسه مطلوب من الشعب سحب الثقة عن حكومة المالكي والبرلمان وإسقاط العملية السياسية (الخيانية) بشكل كامل وتشكيل مجلس إنتقالي ليدعوا لإنتخابات عامة حرة وديمقراطية تشارك بها كل قوى الشعب وليس الخونة وخدم دول الإحتلال.   

 

 





السبت٢٢ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٣ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة