شبكة ذي قار
عـاجـل










للكويت خمسة موانىء على الخليج العربي.
الكويت من فتحت أبوابها مشرعة لإحتلال العراق.
بغداد باتت بجيب الفرس بسبب الغباء الأمريكي والكويتي.
العجمي : الهدف من الميناء تحويله الى رئة تتنفس منها التجارة العراقية.


 ( أطالب كمواطن كويتي - حكومتي- بالتوقف فورا عن بناء ميناء مبارك الكبير على جزيرة بوبيان الكويتية؛ مالم تنجح بإقناع العراق بأن الميناء لمصلحة البلدين ولتوثيق العلاقات المستقبلية والتجارية بينهم ) .


هذه الفقرة بدأ بها د. سعد بن طفلة العجمي عموده المنشور بالإتحاد الإماراتية يوم السبت المصادف 23 يوليو 2011 والذي جاء بعنوان ( الكويت والعراق: ميناء أم أزمة؟ ) ؛ وجاء فيه أيض ( إذا أردت ان تتعرف الى مستوى النشاط الإقتصادي في بلد ما فأنظر الى حركة الموانىء فيه ) .


ونسوق للقارىء معلومة قد تكون خافية عليه ؛ألا وهي أن للكويت خمسة موانىء على التوالي تقع على سواحل الخليج العربي وهي (( ميناء الشويخ؛ وميناء الدوحة ؛ وميناء الشعيبة ) ؛ بينما تدير مؤسسة البترول الكويتية كل من ( ميناء الأحمدي ؛ وميناء عبدالله ) ؛ وهي موانىء عامرة فعالة تختلف حركة التجارة فيها حسب النشاط التجاري الكويتي وهو معروف عنه نشط وفعال ؛ منذ تاريخ أعلان الإمارة وحتى يومنا هذا ؛ وهذا لاخلاف عليه ؛ فالكويت دولة شقيقة قبل أن تكون جارة ؛ وهي عضو كامل العضوية باللأمم المتحدة ؛ ولها كامل الحق أيضاً بممارسة نشاطها على أراضيها ومياهها وفق ماتشاء ؛ وبعيداً عن أي تدخل سواء من العراق واهله أو حتى حكومته التي قاتلت الكويت من أجل تثبيتها بصفة السيد نوري المالكي المدعوم من إيران وكان لها ما أرادت على حساب الشعب العراقي وأختياره ( وهو لايعتد به كتدخل بالشأن العراقي ) ؛فجنت من ذلك الرد الذي بينه رئيس الوزراء العراقي علناً؛ بأنه ليس على علم بأي مواضيع تتعلق بالميناء المذكور؛ في حين صرح الناطق بأسم الحكومة ( علي الدباغ ) بأن من حق الكويت بناء الميناء المذكور في مياهها الأقليمية ؛ وأنه أي المالكي قد سمع به من طرف ثالث ؛ ولم يقل من إيران .


الضجة التي يتكلم عنها الدكتور العجمي والتي وصفها بأنها غير مبررة أثارت حفيظة الكويت كونها تتعلق بسبب من أسباب الحرب الأقتصادية التي شنتها الكويت على العراق ومعها الإمارات كما ذكر العجمي نقلا عن لسان الرئيس صدام حسين رحمه الله أيام التسعينات المنصرمة وبالتحديد بمؤتمر القمة الذي عقد ببغداد ؛ حينها طالب الرئيس الراحل بوقف بوادر تدمير الإقتصاد العراقي من خلال زيادة حصص التصدير لدول معينة منها الكويت في الأوبك على حساب إنخفاض حصة العراق الذي كانت منشأته التصديرية قد أنخفض أدائها بفعل الحرب الطويلة مع إيران والتي أراد الإيرانيون على لسان قادتهم ومنهم الخميني أن يحتل العراق ويغيير نظام الحكم فيه؛ لماذا حفيظة الكويت بالذات ؛ لأن العراق حينها طالب بتأجير ( جزيرة بوبيان ) من الكويت وأتخاذها ميناء لتحرير الركود الأقتصادي الذي قد يصيب الإقتصاد العراقي ويخنق البلد نتيجة ظروف الحرب ؛ ولما رفضت الكويت هذا العرض ؛ وهو من حقها كدولة ذات سيادة ؛ عمد العراق الى إعداد مشروع ميناء ( الفاو الكبير ) وحينها كان مخطط لهذا الميناء أن يكون هو الأكبر في المنطقة بدءاً من هرمز وصولاً الى أم قصر؛ هذا المشروع بكل تأكيد إن كان قدر له أن يرى النور لأحتوى كل موانىء المنطقة ومن بينها موانىء الكويت طبعاً؛ ومن ضمن الأمور التي جعلت المشروع مقنع وذا جدوى أقتصادية تتيح أنشاءه أو بناءه وبفترة قياسية بعمر الزمن ؛ هو إختصار المسافة بين الشرق والغرب وربط أسيا بأوربا عن طريق البصرة وتركيا؛ ما حدا بالحكومة الوطنية العراقية حينها أن تشرع ببناء مطار البصرة الدولي ؛ وهو القائم حاليا وفق أحدث الطرز ؛إضافة الى أنشاء طريق دولي يربط جنوب العراق بشماله وشرقه بغربه لتسهيل الحركة البرية على الطرق وفق أحدث المواصفات العالمية ؛ وهو مانفذته شركات أجنبية ذات سمعة راقية على مستوى العالم .


ولم يكن موضوع أحتلال الكويت ومن ثم النتائج التي ترتبت عليه والى يومنا هذا إلا حصيلة ما ذكرنا ؛ حتى ظهرت صورة طبق الأصل لميناء الفاو الكبير لكن تحت مسمى أخر هو ( مبارك الكبير ) ؛ والسؤال هنا وهو مشروع مالذي يدفع دولة بحجم الكويت ونشاطها الأقتصادي معروف ومقدر أن تقدم على بناء ميناء بحجم مبارك ؛ وأظني أن مبارك كبير المقام قبل أن يحمل الميناء أسمه ؛ فهو من الأباء المؤسسين للإمارة ( الدولة ) ؛ وهو الذي كان يتخفى ليلاً ليوصل المؤنة الى من يحتاجها من الفقراء دون أن يعرفه أحد ؛ وهذه من الشيم والخصال الفضيلة ؛ هذا ما نقله لنا الأباء والأجداد عن مبارك الشيخ ؛ حينها كانت البصرة والكويت نقطة أنطلاق لعوائل معروفة ومعرفة وتحمل نفس الدم والقيم ؛ أما مالم ينقله أولئك الأولون فبالتأكيد هي أخبار مبارك الميناء.


أما تقسيم الدكتور سعد العجمي الأطراف العراقية التي تعارض الميناء الى ثلاث وهي : ( فاشلة وبائدة ؛ومتملقة ) ( والتسميات من كاتب الموضوع وليس العجمي ) ؛ ولكن تفسيراتها على عهدة العجمي وهي كالأتي : الأولى فشلت بتوفير الأمن والعيش الرغيد للشعب العراقي أثر التحرير الذي فتحت الكويت أبوابها مشرعة لوضع حجر الأساس له ومن خلاله لتدمير العراق ؛ وتريد هذه الأطراف أن تلقي الكرة بملعب الكويت للتخفيف من الضغط الذي تواجهه من قبل الجماهير العراقية وتحويل الأنظار المصوبة على فشلها بالأداء بأتجاه الميناء الكويتي وأشغال الشارع السياسي بهذا الموضوع.


والبائدة وهي ماتمثله فصائل البعث التي تلوك شعارات العدوان والحرب والضم والأصل والفرع على الرغم مما أصاب البلدين من جراءها ؛ حسب كلامه.
والمتملقة وهذه حدد الدكتور العجمي أرتباطها صراحة بإيران بمحاولة تذكير المنطقة دوماً حسب كلامه بمقدرتها على تسخين الجبهة بين العراق والكويت؛ وللتذكير أيضاً بان إيران وأن فقدت دمشق كساحة خلفية للعب دورها فيها فالبدائل موجودة للتأثير على منطقة الخليج ؛ وأني لأتفق فيه مع العجمي ؛ بعد أن أصبحت بغداد في جيوب الفرس بسبب الغباء الكويتي والأمريكي على حد سواء.


أما توصيفه للنوايا الحسنة الصادرة من الكويت فهذه لانشكك فيها أبداً بأعتبار أن الكويت هي من ساعدت على تحرير العراق من حكومته الوطنية لتسلم بغداد رمز الخلافة على طبق من ذهب الى الإيرانيين ليعيثوا فيها فساداً وتدميراً طيلة السنين الماضية ؛ ولتسهل لزمرة مارقة وعصابة نتنة كي تتحكم بمصير أهله وترابه الوطني ومثلها فعلت الجامعة العربية والأمم المتحدة وكل الدنيا.


المشكلة ليست كما قال ( الدكتور سعد ) في الميناء بل في العقلية الأنتقامية التي تحملها شعوب البلدين والحقد الأعمى الذي أظهره الكويتيون تجاه أشقاءهم في العراق؛ وردات الفعل العراقية الشعبية تجاه الكويت وشعبها ؛ وهو مالم يعد له مبرر بعد كل تلك السنين وماجرى على المنطقة ؛ وما تخطط له جهات أجنبية طامعة بالبلدين أولها إيران وليس أخرها أمريكا ومن لف لفها.


أخيراً للتاريخ نقول أن الرئيس الراحل صدام حسين سعى وبكل التفاصيل الى حل أزمة التسعين بين الكويت والعراق بكل ماأوتي من حكمة وقدرة تحمل ؛ وأن كان تصرفه خاطىء بكل المقاييس وقد أعترف الرجل رحمه الله بالخطأ وأقره عبر أكثر من خطاب له ؛ لكن الكويت بقيت مصرة ولم تعتذر حتى عن التعنت الذي واجهت به مفاوضات جدة والتي سارعت الى أشعال فتيل الأزمة وبدفع من بوش الأب خلال مكالمته الهاتفية مع الشيخ جابر أمير الكويت والذي أصر بوش فيها على عدم التواصل مع العراقيين من خلال شخص الأمير وأرسال من ينوب عنه والدفع باتجاه التعجيز ؛ قائلاً أن نوايا العراقيين وصدام حسين بالذات غير مضمونة والقصة معروفة وموثقة للذي يريد التاريخ .


ختاماً أقول لكل مشكلة طرفان أن تشددا ذهبنا الى المجهول ؛ وأن أبدا أحدهما التساهل والتسامح ؛ كانت هناك بوادر حل تلوح في الأفق ؛ فهل كانت الأطراف المتحاورة بجدة حينها يملكون حسن النوايا وصدقها ؛ ذلك ما لايعلمه أحد ؛ وهو ماقاد المنطقة الى المجهول ؛ ولايصح أن نرمي بالأئمة على طرف دون أخر أو نتهم طرف دون غيره ؛ كون المشكلة تتعلق بطرفي النزاع وليس بأحدهما ؛ هذا مايقوله العقل ؛ فهل نتهم العراق ونبرىء الكويت ؛ هذا عهد قد مضى ؛ ونحن أولاد اليوم ؛كما يقول المثل فهل نتعظ.


الميناء من حق الكويت وهو ضمن مياهها الأقليمية أي ضمن حدودها البحرية ؛ ولاسلطة لأحد على منعها ؛ وإن توفرت حسن النوايا كما في كلام الدكتور سعد العجمي ؛ فالميناء وحسب الخبير البحري الكابتن ( كاظم فنجان ) يخنق البصرة ويدمر أقتصاد العراق ؛ فهل لحسن النوايا من موضع بعد هذا يا دكتور؛ والأمر لله من قبل ومن بعد.
 

 

 





الاحد٢٣ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٤ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد الدغمان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة