شبكة ذي قار
عـاجـل










وليس هذا بغريب منهم وهم أشد الناس حقدا على العرب والعروبة وعلى كل ما يمت إلى العروبة بصلة كائنا ما كان ... وليس الغريب ايضا ان نسمع عن اخبار تغلغلهم الزائد في العراق العظيم وانتشار خنازيرهم في بغداد والنجف وغيرها من أجل تنفيذ مخططهم الاجرامي الذي دبروه في ليل حالك السواد مثل وجوههم العفنة ...

 

ثورة تموز إذا لم تكن لأجل العراق ورفعة العراق وتقدم العراق وعز العراق وكبرياء العراق وشموخ العراق أولا وأخيرا فهي قامت لأجل عز العرب والعروبة أيض ... ثورة تموز كانت ولازالت وستبقى عظيمة بمعانيها ومبادئها لأنها عراقية خالصة مائة بالمائة، قام بها رجال أوفياء مخلصين عاشوا في العراق وشربوا من مياه دجلة وليس من نهر السين أو التايمز أو الميسيسيبي ... يعني كان هوا الرجال هوا عراقي (كلش) ... لذلك ستبقى هذه الثورة خالدة، وستبقى ذكراها تغيظ أعداء العرب والعروبة والانسانية ... الصهاينة والصفويين على السواء ... لأنهم يعلمون تماما أن هذه الثورة جاءت ضد مخططاتهم الإجرامية ولإفشال مؤامراتهم الدنيئة ...

 

لست أنا من يتحدث عن منجزات ثورة تموز وما حققته للعراق العظيم، وكيف تحول العراق بعد هذه الثورة الى عراقا عظيما شامخا أذهل العالم بأسره بمدنيته وحضارته الحديثة وخدماته المختلفة التي قدمها للمواطنين العراقيين، وخصوصا في مجال الصحة والتعليم، والبعثات التعليمية الهائلة التي وفرها لمئات الألوف من العراقيين وكذلك للعشرات أو المئات من العرب الذي قصدوا العراق وسفارات العراق ونالوا تعليمهم الجامعي على حساب العراق ... فكان منهم الطبيب والمهندس والاكاديمي والمثقف ... فالحديث عن هذا الأمر صار من البديهيات التي تحدث عنها الأعداء قبل الأصدقاء ... ويكثر الحديث بين العراقيين في هذه الأيام وقبلها وهم يرون بلدهم كيف صار وضعه حاليا في ظل الاحتلال وزبانيته وهو الذي كان ...

 

مهما تحدثنا عن ثورة تموز المجيدة فلن نوفيها حقها، وتكفينا كلمات الشهيد صدام رحمة الله عليه وعلى باقي اخوانه الشهداء عن هذه الثورة حين قال في خطابه الذي وجهه الى العراقيين عام 1998:

 

 ... لتَدُلَّكُـمْ على طبيعة ما يُطَمئنُكُمْ على مسارها الأصيل، وعلى صدق العهد والوعد للثوار النشامى الأُصَلاءْ، وإنما نَكتَفي بإشارات، وَما يُمكنُ أَن نَغرفَهُ من بحرها العظيمْ، وَبما يُزيدُكُـم يقيناً واطمئنانا إلى أنَ معاني الثورة، وروحها، التي تَفَجَّرَتْ عندَ خطّ البداية، في 17 و30 تموزْ، عامْ 1968، وَفي كُـلّ المسار اللاحقْ، إنما تَتَكثف وتجتمع، متفاعلةً، عندَ كُــلّ خطوةٍ على الطريــقْ، كالتزام أخلاقي ومبدئيٍ لا حَيَدانَ عنهْ، بلْ، وَفي كُلّ مرحلةٍ مـن مراحله، ما هو جديدٌ ، مُتَجددٌ، مُتَوَثّـبٌ إلى أمام، يُغيظُ العِدا ويُسرُّ الصديقْ، بَعدَ أن صارَ الحديثُ عن الأرقام والإنجازات لا يُضْفي على مسار الثورة، باعتبارها ثورةَ الطراز الجديد في الحياة العربيةْ وحياة الإنسانية، ما هوَ ضروريٌ، بعد أَن أصبَحَتْ إنجازاتُها الأساسيةُ معروفَةً لدى مَن يُتابعُ حقيقتَها، وبعدَ أَن أصبَحَتْ طبيعةُ المنازلة معَ الأعداء، ومستوى الصمود الأسطوري لشعب الحضارات والذُرى، يُفصحان، بأعلى ما ينبغي للبلاغة من معنى، عن مُستوى ما يُطَمئنُ أبناءَ امتنا المجيدة العظيمة، وأصدقاءَنا في العالمْ، إلى أَن ثورةَ الطراز الجديد مستمرةٌ وراسخةْ، وشعبُها أصيلْ، وفرسانُها أصلاءُ، أمناءُ على العهد والوعد، وأنها وسطَ المستقبل مزهوةٌ، ومزدهرةٌ، واعدةٌ، ناهلةٌ من صفاتها المعروفة وسطَ الحاضرْ ...

 

اقول ...

لعل الشهيد رحمة الله عليه قرأ المستقبل حين قال هذه الجملة: وفرسانُها أصلاءُ، أمناءُ على العهد والوعد ... وربما لم يكن يدري أنه سيقصد من هذا فيما بعد رفاقه الأشراف المرابطين في عرين الشرف والبطولة، والصابرين على أذى الشرذمة الصفوية الكسروية الخمينية النجسة ...

 

من هن ... ليس بالغريب ولا المستغرب قراءة خبر يقول أن الحكومة المتفرسة المتصهينة الخبيثة المتسلطة على العراق العظيم والمدعومة من دولة الفرس الحقيرة النجسة بصدد تنفيذ عمليات اغتيال بحق رجالات العراق الأصلاء الذين بقوا على العهد والوعد، والذين ساروا على نهج ثورة تموز العظيمة ... تريد اغتيالهم انتقاما منهم ومن هذه الثورة، التي أذلت الفرس ومرغت رؤوسهم بالتراب وجعلت كبير السحرة فيهم، الخميني النجس، يقبع في قعر جهنم متجرعا كأس السم الزعاف ... تريد اغتيال من وقف بوجه المد الصفوي الكسروي الخميني الذي كان بصدد اجتياح العالم العربي بأسره تحت مسمى تصدير الثورة ... بينما هو بالواقع تصدير الفكر الصفوي المسموم الذي يطالب بقتل العرب أينما كانوا وحيثما حلو ... تريد الانتقام من كل عراقي رفع السلاح مدافعا عن البوابة الشرقية للأمة العربية ... كل عراقي وعربي قال لا للخميني النجس ... ولم يأبه بعباراته الطنانة الرنانة الكاذبة المخادعة ... ولأن أولئك الرجال هم ثمار ثورة تموز العظيمة، فالدولة المجوسية بائعة اقراص الجنس والاباحة في طرقاتها والتي فتحت بيوت العهر والرذيلة تحت مسمى زواج المتعة، لم تعد تحتمل وجود رجال أشراف أطهار أبناء حسب ونسب وكرم وفضيلة لازالوا متواجدين بينن ... لذلك قررت مع خنازيرها المتسلطين على العراق العظيم أنه حان وقت التخلص منهم ...

 

تظن الدولة المجوسية ويظن معها أعداء العراق أنه برحيل الشهيد رحمة الله عليه وعلى شهداء العراق، وبرحيل بعض اخوانه من رجال ثورة تموز والذين ساروا على نهجه ... وبمجيء عهرة تسلطوا إلى العراق بأن العراقيين والعرب سينسون هذه الثورة العظيمة مع مرور الزمن ... وأن العراقي لم يعد يتذكره ... وهم واهمون بذلك ... فهذه الثورة ستبقى شمس لن تغيب بسهولة، وقمرا مضيئا سيبقى ينور سماء العراق والعروبة وستظل مباديء ثورة تموز منهلا لاينضب للمقاومة العراقية البطولية ولباقي أبناء الشعب العراقي الذين أدركوا أن هذه الثورة جاءت منهم وإليهم ولأجلهم ولأجل عز بلدهم ورفع اسمه في العلالي ...

 

هذه الثورة لم تكن كما باقي الثورات ... غوغائية وفوضى وقتل وانتقام ... وانما هي ثورة راقية بكل ما في الكلمة من معنى ... لأنها ثورة على واقع فاسد ... نقلت العراق نقلة نوعية وجعلته قوة عظمى مرهوبة الجانب يحسب لها الحساب ... وهنا يحضرني قول الشهيد رحمة الله عليه عنها، فقد قال:

 

 ... وإذا كانَ أعداء العراق يَتَصورونَ أَنَهُم قادرونَ على أَن يَخدعُوا شعباً مُسْتَنْفَراً بكُلّ عوامل الحمية الوطنية ومعانيها، وتجارب الحياة التي خَبَرَها، وَعَجَنها، واكتوى بالنــار التي تُنْصَبُ لَهُ من أعدائه، ومدفوعاً بعوامل الدفاع عن الحياة وسطَ مبادئها العَظيمَة، وتراث امَتنا الخالدْ، تجاهَ مَنْ أرادُوا، وَيُحاولونَ اغتيالَهُما، مُتَحَمّلاً عشرات الألوف منَ التضحيات السخية بالأنفس الغالية، في كُلّ حقبةٍ زمنيةٍ قصيرةٍ، جَرّاءَ نقص الغذاء والدواء، واستخدام القوةْ، نقولُ لهمْ، باسم شعب العراق العظيمْ ، أَنهمْ هُمُ الواهمون، وَالأَوْلى بهم أنْ يُعيدُوا قراءَ ةَ التاريخ القديم، وهذا التاريخ المجيدْ، قراءةً غيرَ مُسْتَعْجَلَةْ، ليستنبطُوا منها الدروسَ، التي تُجَنّبُنا، وَتُجَنّبُهُمْ مَهاوي شرورهم، وَأنفُسهم الأمَّارة بالسوءْ ...

 

أقول ...

لاعجب أن نرى في وطننا العربي حاليا انتفاضات وثورات على حكام زعموا أنهم قادوا ثورات – مع عدم التجريح بأحد – وادعوا أنهم نقلوا بلادهم من مرحلة إلى مرحلة ... لكن حين قامت الثورة ضدهم فإنها قامت بعنفوان شعبي منقطع النظير ... قام بها شعب كان مكبوتا سنين طوال، فانفجر فجأة وانقلب حاله من حال إلى حال ... فذهبت ثورات الحكام أدراج الرياح مع رحيلهم ... وعلى كل حال هذا يحتاج إلى مقال منفصل سيأتي لاحقا إن شاء الله ...

 

أوجه كلامي إلى الرجال في عرين الشرف الذين ساروا على نهج ثورة تموز العظيمة ... وأقول لهم اقبل جبينكم الطاهر أيها الاشراف المرابطين المحتسبين اموركم عند الله ... والصابرين على اذى الشرذمة الصفوية الخمينية النجسة ... التي تسيء إليكم ما استطاعت إلى الإيذاء سبيل ... وإذا كانت الأيام والظروف العصيبة قد جعلتكم في هذا المكان، فإن العراقي الحر الشريف الحق المخلص لن ينساكم ولن ينسى سيركم على نهج من سبقوكم ...

 

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم في هذه الايام المباركة أن يفك أسر رجالنا في ليلة مباركة يفرق فيها كل أمر حكيم ... وأن يذل المحتل الصهيوصفوي مجوسي أيما إذلال وأن يحكل عيوننا برؤية العراق العظيم منصورا عظيما شامخا مطهرا طاهرا من المحتل وأعوانه ...

 

 





الثلاثاء٢٥ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. صباح محمد سعيد الراوي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة