شبكة ذي قار
عـاجـل










يمكن القول وبكل جرأة وصراحة أن الجيش العراقي الباسل في العهد الوطني الذي كان قبل الاحتلال الأمريكي الغاشم للعراق مهنياً و وطنياً بكل المقاييس والمواصفات ، وهذا متأتي من وضوح عقيدته وأهدافه وصدق رجاله وبسالتهم ومهنيتهم العالية التي بلورتها عقيدة واضحة المعالم والأطر . يمكن أن نصف الجيش العراقي الباسل أنه كان (( وطني التأسيس ، قومي الانتماء والأداء ، مهني السلوك )) ، فكانت له مواقف وشواهد يتذكرها الشرفاء من العراقيين والأمة العربية لما أداه هذا الجيش وما قام به من ادوار وفعاليات على ألأرض العربية الطاهرة في فلسطين عام 1948 فلا تنسى قلقيلية و رام الله و كفر قاسم و ما ضحاه العسكر العراقيين وما جادوا به من دماء طاهرة زكية على أرضها وروابيها كما زالت ذاكرة أهلها حافظة لأسماء القادة والأمرين من الجيش العراقي الباسل الذين تركوا بصمةً يصعب على كثيرين نسيانها أو محو آثارها ، وتلا ذلك ما تركوه في غور الأردن والجبهة المصرية وسماء سيناء عام 1967، وكان آخرها ما ذادوا به عن شرف دمشق وحمايتها عام 1973 ، كلها دروس وعبر وذكريات عزيزة يتشرف بها جيش العراق الباسل ويتذكرها أخواننا العرب وما نحن بمنانين به عليهم بأمر ولا سائلين لهم برد فضل أنما واجب أدوه وتضحيةً قدموها من أجل القضايا القومية التي كانت جزء من واجبه وعقيدته .


ومما لا ينفك عن تلك المواقف أو ينفصل عنها أولئك الرجال الصناصيد الصادقين في العهد والوعد الذين كان لهم شرف ألانتماء لهذا الجيش وقيادته ، فكانت شهادة ألأعداء لهم قبل ألأصدقاء لما أبلوا به من بلاء وقدموه من تضحيات جسام ، كانت المهنية و الشجاعة والبسالة صفتهم المقرونة بألايمان بالله ثم الوطن .


تأسس الجيش العراقي وهو يحمل سر قوته وعظمته لأنه كان عراقي الولادة والانتماء ، شمولي وطني ، فكان للجميع ليس حكراً على طائفة أو مله أو محافظة أو منطقة ولا حصراً على دين أو معتقد ، فكان للجميع ومن الجميع .


ولكن في يوم غابت فيه الشمس وضياء القمر فاجتمعت الغربان والخفافيش والكلاب السائبة الشاردة التي كانت تقتات على فتات موائد المخابرات الأجنبية مستفيدةً مما أصدره مجلس ألأمن من قرارات مجحفة بحق العراق وحكومته الوطنية فبايعت أعتى قوة غاشمة عرفها التاريخ وخولته انتهاك حرمة العراق وشعبه وتدمير بناه التحتية ومن ضمنها المؤسسة العريقة فيه ألا وهي المؤسسة العسكرية ، فأصدر سيء الصيت بريمر قراره الذي حل فيه هذا الجيش محاولاً إنهاء حقبة عظيمة من تاريخ العراق . وهكذا أراحوا خيلهم البليدة على أسوار بغداد وأعادوا جريان دجلة دماً وحبراً كما أجراه هولاكو وغيره من السفاحين الذين سبقوهم بل كانوا أعتى وأغبى وأكثر حقداً على كل ماهو وطني وعربي .


هكذا أرادوا أبدال الثريا بالثرى والتبر بالحديد الصدأ ، فتصدر للأمر أشباه رجال نكرات أن حضروا لا يعدوا وأن غابوا لا يفتقدوا ، فجعلوا منهم أسماء ومسميات لا يرقون لحملها ولا يستحون وصفها ، فجعلوا من هجين مسخ باكستاني الجنسية أمتهن قراءة وترديد اللطميات على النساء في حسينية في لندن وآخر كان يبيع السبح والترب في قارعة طريق السيدة زينب فجعلوا منهما قائدي للقوات المسلحة العراقية الجديدة التي أقراها النظام العالمي الجديد محاولين إطفاء نور العراق وإشعاعه الذي ملأ الدنيا نواراً وحضارة وجعلوا من ضابط فاشل كان برتبة ملازم أول وكان هارباً من الخدمة العسكرية رئيساً لأركان الجيش بدلاً من أولئك الرجال الذين كتبوا تاريخ العراق بالنور وجعلوه مناراً يسترشد به كل طالب علم وطامح لمجد .


قلتم جئنا بالحرية ، فقلنا بل جئتم بالعبودية الكاملة المطلقة .
قلتم ذهبت الدكتاتورية وجاءت الديمقراطية ، فقلنا كذبتم وخسئتم بل كان حكم الشعب العراقي ألأبي وأصبح الحكم للأجنبي وأذنابه وأعوانه وكلابه ومرتزقته .


قلتم ذهب حكم الفرد وجاء الحكم الشمولي ، فقلنا خسئتم بل ذهب حكم أبن الشعب وجاء حكم ذرية العلقمي وما خلفه أبا رغال من أشباه الرجال ونكرات القوم خونة ألأمة ومفسديها .


قلتم حكم شمولي بتبادل سلمي للسلطة ، فوجدنا حكم دكتاتوري لم يشهد العراق له سابقه مفعم بالطائفية ذليلاً خانعاً للأجنبي .
قلتم خيرات الوطن لشعبه ، فوجدنا أن خيراته للجميع ألا شعبه .



يكثر قولكم الكاذب ألأشر ويسقط قناعكم الذي أردتم التواري خلفه والتستر به ، لان الشعب اليوم يراكم ويراقب أدائكم الهزلي الركيك فما من مخفي ولا مستور ، فبعد أن كان الرجال الشجعان بيارق العراق وعز كيانه وجداره الذي تحطمت عليه كل الأطماع والمؤامرات جيء بهياكل خشب مسنده .


هل يكفي لان يكون قائداً عاماً للقوات المسلحة من كان قائداً لمليشيا طائفية شاركت بقتل المسلمين في أحداث لبنان الطائفية أو ممن تلطخت يداه بدم موظفي السفارة العراقية في بيروت لاشتراكه بتفجيرها أم ممن أشترك بتعذيب ألأسرى العراقيين في معسكرات الأسر في دولة السوء إيران الشر ( أجارنا الله من شرها وجعل كيد أبناءها بينهم ونسأل الله تدميرها وتدمير من أعانها أو كان خادماً لها أو مؤتمراً بأمرها ) أو من أشترك بدورة فيها لأمور مخابراتية أو أستخباراتية لأمور متعلقة بالقتل أو ألاغتيال أو التخريب ؟ هل يمكن أن تجزي هذه الأعمال أو المعلومات لمن كان أمتهن الحياة العسكرية وكانت غذاء روحه ومنهج حياته فتدرج في سلكها ونهل من علم كلياتها ومعارفها فترسخت أسسها وعلومها في حياته وأصبحت منهج كيانه ؟ العسكرية مهنة شريفة لا يرقى إلى شرفها أيةُ مهنة أخرى ، تحتاج لتدرج في الرتب والمناصب وخبرة متراكمة وممارسة ميدانية مقترنة بالشجاعة والبسالة ، هذه هي العسكرية الحقة لا تلك التي أرادها وسوق أليها المحتل وفرح بها من جاء معه ، فاتخذوا منها لباساً للفخر والتخفي وراءها لقتل العراق وذبح أهله وتشريد شعبه .


هذا الذي أراده المحتل ومن جاء معه وأعانه ، أراد إذلال العراق وشعبه وطمس هويته الوطنية والقومية ومسح تاريخه ، ألا شاهت الوجوه وخسئت الشخوص وطمست عليكم أطماعكم ، هذا العراق ألا عرفتموه العظيم بشعبه ألأبي وتاريخه الكبير وسجله الحافل بالمآثر وألاخبار ، كم من خائن كاد له وكم من مؤامرة حيكت له وكم من عقبة وضعت بطريقه وكم من لغم دفن له ، ولكن عناية الله وعينه التي لا تنام كانت له العون والمعين مع همة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فأفشلوا كيد الكائدين والمتربصين به المنون .


العراق لا يحتاج من يدرب جيشه ويهيئ له أمره ، فقد كان هذا الجيش مدرسة عظيمه لكل جيوش المنطقة ودولها فكانت مؤسساته مرتعاً لكل طالبي العلم والمعرفة العسكرية والمهنية الحقة ، فكيف اليوم أصبح يحتاج إلى أعادة تأهيل ولم يكن بالأهلية التي تمكنه لقيادة زمام الدفاع عن حدوده ؟ أصبح هكذا بالترتيب الذي أردتموه له والمؤامرة التي دبرت له بليل ، فجئتم بكل تافه أمي نكرة فجعلتم منهم قادةً له وآمرين من قادة مليشيات وما سمي بالدمج ( أذا حسن السنيد رئيس للجنة ألأمن والدفاع في ما يسمى البرلمان الحالي ، فمن هذا المال حمل أجمال ، الله أيعينك يا عراق ) . الموضوع ليس موضوع قراءة وكتابة لا في الحوزة ولا عند المُلَه الموضوع تراكم خبرة وفن أدارة الرجال والموارد وهذا الشيء يفتقر أليه كل الذين أداروا ملف ألأمن والدفاع في العهد الجديد .


الذي استغرب له وأكيد كل ذي لب هو كيف يستسيغ من ضباط الجيش القدامى ممن ارتضوا أن يكونوا مع المحتل وأعوانه وخدم لهم وعبيداً أن ينطقوا بكلمة سيدي هذه الكلمة الشريفة لأولئك الرعاع النكرات وهم ممن يحمل الرتب العسكرية المتقدمة وشارات الركن ألأبية أو أولئك الذين يعتمرون البيريات ( غطاء الرأس ) لصنف القوات الخاصة صنف الرجال الصناديد ألأباة أو الرمادية لصنف القوة الجوية صقور الجو وطيران الجيش فرسان السمتيات ولمن يؤدونها !!! للأشيقر الجعفري باكستاني النسب القاريء الحسيني أو ألهالكي الغير معروف النسب أو بابكر زيباري الهارب من الجيش والذليل في الولاء أو باقر صولاغي فارسي النسب مجوسي ألاداء والولاء . كيف سوغت لكم أنفسكم فعلتكم هذه يا من كنتم على الرجال حسباً ، خسئتم وخسئ منبتكم .


طمعتم برتبة أعلى وراتب أكثر وجاه زائف مؤقت ، أليس هذا الذي به تعللون النفس وتمنون به خواطركم ، أنه نعيم مؤقت زائل ستلغى كل هذه المكتسبات والنعيم الدنيوي بمجرد التغيير الذي سيقدم بعون الله وهمة الرجال الصادقين المخلصين ، فكما دنتم ستدانون والى الحضيض ستمضون ويبقى العراق بشعبة وجيشه الحقيقي ثابتون برضا الله عز وجل موسومون والفخر متشحون والهامات مرفوعون .


عاش العراق وجيشه الوطني .
عاش العراق وشعبه ألأبي برجاله وحرائره .
الموت للمحتل ومن قدم معه وقَبِلَ أن يكون مطيةً له .
الغد المشرف للعراق وأهله الطيبين والعار والشنار لأعدائه .
الله أكبر
الله أكبر
الله أكبر

 

 





الجمعة٢٨ شعبان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٩ / تمـــوز / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غريب في وطنه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة