شبكة ذي قار
عـاجـل










من تتبع المحاكمة المهزلة التي اقامتها سلطة الاحتلال في العراق للرئيس البطل صدام حسين، خرج بمجموعة من العبر والدروس، ان صدام حسين قد قلب اهداف الاحتلال واعوانه، من خلال ما كانوا يرمون اليه من المحاكمة، فجعل من مجريات المحكمة تقود الى محاكمة الاحتلال وعملائه، بصلابة موقفه، وشجاعة ارادته، وذكائه في التعامل مع طروحات القضاة، الذين جاءوا لتنفيذ اهداف الاحتلال، ولمحاكمة رجل يملك القدرة والشجاعة في ان يؤكد ان لا احد يستطيع محاكمته، الا التاريخ الذي صنعه بيديه، وهو تاريخ انجازاته ومواقفه وبناء وطنه، وقدرته في تحقيق طموحات ابناء شعبه، وهو ما زالت الايام تكشف حجم المأساة، التي خسرتها الامة، بفعل التآمر الامبريالي الصهيوني الصفوي على العراق الوطني القومي التقدمي.

 

هيهات ان تكون لمبارك القدرة في ان يكون بمستوى وقفة صدام في المحكمة، لانه لا يملك مواصفات صدام الشجاعية والاخلاقية، وخاصة ان من حاكم صدام هو الاحتلال، ومن يحاكم مبارك هو شعبه، الذي انتفض في ثورة الخامس والعشرين من يناير، ولم يسجل التاريخ ان مستعمرا قد حاكم عميلا او جبانا، لانه لايحتاج الى محكمة، فقد يتم الاستغناء عنه، وينتهي الدور الموكول له بدون محاكمة، في الوقت الذي نجد ان بطون الكتب مليئة بمحاكمات للابطال والشجعان من المناضلين والاحرار، لانهم وقفوا في وجه المستعمرين، فسجلت اسماء هؤلاء الابطال في سجلات التاريخ الوطني، وحفرت اسماؤهم في ذاكرة الشعوب، ويحاكم العملاء من قبل شعوبهم عندما تنتصر ارادة الشعوب على هؤلاء المجرمين، الذين اختزلوا اماني وطموحات وآمال هذه الشعوب في خدمة مصالحهم الخاصة، فصاروا عبرة لغيرهم، ممن يريد ان يستغفل شعبه ويغتصب ارادته، او يجعل من نفسه وكيلا لاسياده خارج حدود البلاد.

 

صدام في المحاكمة اثبت ان المناضل لن يركع، وقد حافظ على شعاره المنية ولا الدنية، وارتكز على سجله الوطني، وما قدمته يداه لتحقيق طموحات شعبه، دفعت باعداء الامة بعد ان فشلوا بكل الاساليب والطرق في احتوائه، ان يلجأوا الى ممارسة العدوان المباشر، فماذا سيكون موقف مبارك الذي دمر البلاد والعباد، ومارس كل صنوف القهر والاستلاب في حق مصر وشعبها، من اجل حكم مهزوز ونظام فاسد، شاعت فيه كل انواع الفساد المادي والاداري والخلقي؟.

 

محاكمة صدام ومحاكمة مبارك مقارنة بين عملتين مختلفتين، الاولى تمثلت في ممارسة حقدامبريالي صهيوني صفوي على هذه الامة، والثانية تمثل انتفاضة شعب يطمح الى ان يسنشق الحرية، وان يعيش بكرامة، وان يكون له موقف وطني وقومي، بعيدا عن كل انواع الهيمنة، وهي من اجل استعادة كرامة الامة، ودفاعا مشروعا ضد كل اعداء الامة، التي تسعى للهيمنة المباشرة وغير المباشرة، من خلال الخدم والعبيد الذين يرهنون انفسهم وبلادهم من اجل مصالح ذاتية رخيصة، كما فعل مبارك طيلة الثلاثين عاما من اغتصابه لارادة مصر وشعبها العظيم.

 

ستكشف محاكمة مبارك عن حجم الدور الخياني الوطني والقومي، الذي مارسه مبارك لصالح الادارة الامريكية والكيان الصهيوني، وكم دفعت الامة من كرامتها وحقها في ان تمارس مصر دورها في قيادة امتها، وفي ان تلعب في فضائها القومي والاقليمي والعالمي، من اجل ان يبقى مبارك وعائلته وبطانته في سدة الحم، بعيدا عن كرامة شعبه وطموحات ابناء امته.

 

عاشت مصر العروبة وعاشت انتفاضة شعبها في الخامس والعشرين من يناير، كامتداد لثورة يوليو المجيدة، التي اعطت لمصر وجهها المشرق، وعاش العراق بمقاومته الباسلة، الممثل الشرعي الوحيد لشعب سطر اسرع مقاومة في التاريخ، هشمت وجه الاحتلال ولقنته درسا لن ينساه ابداً.

 

dr_fraijat@yahoo.com

 

 





السبت٠٦ رمضـان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٦ / أب / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة