شبكة ذي قار
عـاجـل










تتعالى الأصوات سواء من هم في حكومة الاحتلال الحالية أو برلمانها المنصب ورجال سياساتها الذين أصبح لهم وجود على ساحة العمل السياسي بفضل الدبابة ألأمريكية ، تتعالى هذه ألأصوات مع اقتراب الموعد الرسمي المثبت على الورق في ألاتفاقية ألأمنية المذلة التي فرضت على العراق ، بحتمية خروج ورحيل كل القوات ومنهم من كان متواضعاً فقال ( لا بأس من بقاء بعضها لأغراض التدريب ) ، كما أن الجدل  يسود حتى الأوساط السياسية وألاطراف الوطنية وجموع المحليين السياسيين والعسكريين ، فمنهم من يقول أن القوات ألأمريكية راحلة لا محالة إيفاءاً بعهدها ووعدها وآخر يعتقد أن الأمر لايعدو أن يكون مناورة سياسية عسكرية فيها من المقاصد والمرامي الكثير.

 

لست مدعي علم غيب (( فالغيب لا يعلمه ألا الله العلي القدير )) ولا أملك مفاتيح علم كهنوتي ، فالذي أملكه ألاستقراء للحقائق الموجودة والمتداولة وما يجري على أرض الواقع من حوادث وأحداث وما نطلع علية في خانة ألاتفاقات السرية بين الحكومة المنصبة من قبل المحتل والمحتل ذاته ، لنصل من خلال كل ذلك إلى التوافقات التي تقودنا إلى التحليل المنطقي ليؤكد لنا رحيل قوات ألاحتلال من عدمه .

 

لماذا احتلت القوات ألأمريكية العراق ؟

ألإجابة المقترحة لهذا السؤال يمكن أن يكون واحد من ألآتي :

1.  تنفيذ قرارات ألأمم المتحدة و مجلس ألأمن بعد صدور قرار تحرير العراق  ((  تحرير مَن مِن مَن ؟؟؟  ))  !!!

2. معاقبة النظام العراقي الذي اُتهمَ بدعمه للإرهاب العالمي أو لشراكته في أحداث 11 أيلول 2001 في الهجوم على برجي التجارة العالميين .

3. إهداء الشعب العراقي نظام ديمقراطي جديد بدلاً من نظامه الوطني الذي لم يكن متوافقاً ورغبات العملاء المعارضين الذين تتوافق رغباتهم للتعاون مع المخابرات ألأجنبية لغايات وأغراض شخصية  فباع أولئك ضمائرهم وقيمهم وشعب العراق وأرضه الطاهرة لقاء استلامهم الكراسي في دولة ذليلة خانعة ضائعة .

4. مصالح أمريكا ( الإستراتيجية والعسكرية وألأقتصادية )  في المنطقة عموماً والعراق خصوصاً .

 

سنتطرق لكل ما سبق من النقاط الأربعة بما تستحق وبما أأمل من توفيق الله تعالى وصولاً للسبب الحقيقي في تحمل عناء القوات الأمريكية القدوم إلى العراق و (( تحرير ))  شعبه  :

 

مما لا شك فيه أن الحكومة الأمريكية اتخذت من قرارات ألأمم المتحدة ومجلس أمنها ذريعة وغطاء لعملها العسكري وتفويضٍ لها في احتلال العراق بحجة تحريره ! وهل يُصَدق تحرير شَعبٍ من حكومتهِ الوطنية ؟!!! بالتأكيد أنها مزحه سمجة وسخيفة جداً .

 

الذي قاد أمريكا وسوغ لها فعلها هذا وتماديها في العمل العدواني هو القطبية الواحدة الذي أتاحها لها أفول نجم ألإتحاد السوفيتي وأنهياره وجمهورياته نهاية عام 1991 ألأمر الذي أتاح لها الهيمنة على القرارات الأممية .

 

شعار ( تحرير العراق ) لم يكن هذا هو السبب الحقيقي ألا أنها اتخذت منه الذريعة والتفويض للمباشرة في عملها العدواني ألاحتلالي .

 

نفذت القوات الأمريكية اكبر عملية قرصنة وأبشع غزو مسلح لبلد مستقل كامل العضوية والأهلية في هيئة ألأمم المتحدة والمجتمع الدولي ، فأطاحت بنظام وطني وقتلت وشردت وشرذمت شعباً بأكمله ، والملفت للنظر أنها أعلنت كونها قوات محتله جهاراً نهاراً بدون خوف أو خجل في يوم أراد من قدم معهم وعلى دباباتهم اعتبار هذا اليوم يوماً لتحرير العراق ، في يوم كان هذا التأريخ يمثل منعطفاً تأريخياً خطيراً في حياة الشعوب والأمم ، يوم قامت القوات الأمريكية الغازية بأبشع جريمة في التأريخ الحديث في إنتهاك حرمة بلد وغزوه وتغيير أنظمة حياته بشكل قسري ، وبكل بجاحة تعترف أنها دولة أحتلال ، والذي يغيظ وجود من يبرر لها ويحاول تحسين صورتها .

 

ما كان هذا الغزو مبرراً في أمر معاقبة العراق وحكومته الوطنية كونها شريك في الإرهاب العالمي الذي وقع تأثيره على برجي التجارة العالميين خصوصاً بعد التحقيق الذي توصل له المحققون الفيدراليون ألأمريكان أنفسهم وما جاء باعتراف ممن أشترك بهذه العملية . كما أن الحكومة ألأمريكية وجيشها ألاحتلالي لم يكونا حريصين على إهداء العراق وشعبه نظاماً  ((  ديمقراطياً شمولياً فيدرالياً ))  بديلاً للنظام  (( الحاكم فيه )) .

 

الأمر يقودنا إلى مناقشة الخيار ألأخير والذي يتضمن مصالح أمريكا في المنطقة عموماً وفي العراق خصوصاً  :

كل الظواهر المادية والوقائع العملية والتي أعقبت انهيار ألاتحاد السوفيتي في 21 / 12 / 1991 وانفراد أمريكا بقطبية العالم وما أشار له مشروع هنري كيسنجر في مشروعه للسيطرة على الشرق ألأوسط ومنابع الطاقة فيه وما جاء في مشروع برنارد لويس وأسلوب أعادة ترتيب الخارطة السياسية للشرق ألأوسط ، يؤكد أن لأمريكا مصالح اقتصادية وإستراتيجية وعسكرية في منطقة الشرق ألأوسط عموماً وفي العراق خصوصاً وبالأخص إذا علمنا أن آخر برميل نفط سَيُصَدَر سيكون من العراق أو قريباً جداً منه ، كل هذه الأمور تدعوا أمريكا وجيشها لأن يكونا بالقرب من هذا برميل النفط وتحت ناظريها و بحماية ببندقيتها .

 

السؤال الذي لابد منه والذي ينبغي توجيهه لأمريكا ومن قدم معها على دباباتها  ((( خصوصاً بعد تحرير العراق وإسقاط حكومته الدكتاتورية وجاء من أردتم من حلفاء للمحتل وأصبح الغريب هو المتحكم بالعباد والبلاد وأسستم للديمقراطية التي أردتموها لنا وبدأ حكم قراقوش يتوالى على سدة حكم البلاد وأصاب بالويل العباد في أشكال وصور أنتم ابتدعتموها وأقررتموها ، فهل من رحيل لكم ولقواتكم الصديقة  ؟؟؟ ))) .

 

أختلف السياسيون الجدد بين داعم لبقاء القوات  (( الصديقة ، فهم أسيادة وولاة أمره ،  لارتباط وجوده ببقائها  ))  وبينَ دعوةٍ خجلةٍ مرتبكةٍ بصوت خفيض لرحيلها .

 

السؤال الذي لابد أن يكون صريحاً واضحاً  :

هل سترحل القوات الأمريكية وتغادر العراق ؟

 

للإجابة على هذا السؤال لابد أن نستعرض واقع عمل أمريكا وسياستها على واقع أرض العراق وهو الذي سيقودنا إلى الإجابة الحقيقية بدون مجاملة أو خجل وبشكل واقعي منطقي :

 

1. أمريكا أسست وبنت السفارة ألأكبر والأشد تحصينا في قلب المنطقة الخضراء الشديدة التحصين والحماية وبعدد موظفين يزيد على الـ 3000 موظف .

 

2. تطوير وتحسين المنشآت في قواعد جوية منتخبة وخصوصاً المدارج ومخازن العتاد وأساليب السيطرة على السابلة الجوية وشبكات المواصلات ألاسلكية  ،  إضافة إلى تلك التي شيدتها في مناطق تم أنتخابها في مناطق مختلفة من العراق وفق الرؤى الإستراتيجية للسياسة العسكرية ألأمريكية .

 

3. تطوير وتحسين وزيادة طول طرق الدرج في مطارات وشقق نزول خاصة للسماح بأستخدامها من قبل الطائرات الثقيلة جداً والإستراتيجية أو تلك ذات ألاستخدام الخاص بعيداً عن رقابة الحكومة (( العراقية الوطنية جداً والديمقراطية التعددية الفيدرالية الجديدة )) .

 

4. العمل الممنهج والمقصود في ألإبقاء على القوات العسكرية العراقية الحالية على تخبطها في عقود التسليح والتجهيز أو تطوير أدائها .

 

5. دعم وإشاعة الفساد المالي والسياسي ولأداري وإعانة المنفذين وحمايتهم وتقديم التسهيلات لهم في الهروب من البلد تحت ناضري القوات ألأمريكية وموافقتها لإبقاء على التخبط السياسي والإداري في ألأداء والسلوك والممارسة الحكومية وخارج التغطية والمسائلة القانونية ودعم الدعوات ألانفصالية للعديد من الشخصيات أو كتل سياسية معينة  .

 

6. قيام القوات ألأمريكية بحماية عمليات سرقة النفط العراقي من قبل الشركات الأمريكية المتخصصة وإعادة حقنه في حقولها التي نضبت في ولايات أمريكية عديدة  ( كانت القوات ألأمريكية المحتلة حريصة كل الحرص على حماية بناية وزارة النفط العراقية دون سواها من المنشآت العراقية أو الوزارات يوم دخلت هذه القوات بغداد ودنستها ) .

 

7. رعاية الحكومة الحالية ودعمها وحمايتها والتغاضي عن سوء أدائها وتخبطها ألأمني والأدائي وحمايتها ودعم مشروعها الطائفي  بإتفاقات سرية مباشرة مع رئيس الوزراء خارج قبة البرلمان في ألأمور المتعلقة بالملاحق السرية لأتفاقية ألأمنية وحجم القوات ألأمريكية المطلوب بقائها وطبيعتها تحت ذريعة تدريب وتأهيل القوات العراقية وتقديم الحصانة لها وعدم مسائلتها عن كل ما يبدر منها من عمل مهما كان شكله أو سوء نتائجه وخطورة مئاله أو إستبدال هذه القوات بنوع آخر تحت مسميات مثل الشركات ألأمنية وشركات الحماية الخاصة .

 

الخلاصة  : هل سترحل القوات المحتلة ألأمريكية من العراق ؟

الجواب  :  وحسب المعطيات التي تقدم أستعراضها سيكون لا  بل ستبقى هذه القوات لفترة تطول أكثر من المتوقع لها حتى من قبل ألمتفائلين أو الذين يظنون بقرب تركها العراق .

 

الخيار  : اعتماد العمل والخيار العسكري المسلح والتأكيد على ممارسته بالشكل الحرفي والالتفاف حول القيادات الجهادية التي أثبتت الوقائع والأحداث صدق أدائها وأصالة انتماءها إلى العراق والسعي الجاد إلى توحيد فصائلها وتنسيق أدائها .

 

فالسبيل الوحيد والخيار الذي لا يعلو عليه خيار هو اعتماد المقاومة المسلحة بالاتكال على الله القوي شديد البطش الناصر لعباده المتوكلين عليه الصادقين بوعده و بنصره وبأنتخاب القيادات الكفوءة من قيادات ونخب قواتنا المسلحة الباسلة وتوحيد الصف وأعتماد الصدق في السلوك والأداء .

 

هذا الذي سيجبر القوات ألأمريكية للخروج من العراق وهم صاغرون بعون الله تعالى  ومن قدم معها أو أعانها وكان لها الترس الحامي أو العين التي تتلصص على الخيرين من مخبرين سريين و جواسيس وعملاء ومتعاونين ومروجين للاحتلال .

 

الله أكبر والنصر للعراق وشعبة الصابر الأبي المكافح المقاوم  .

العزة لله ولرسوله وللمؤمنين .

 

 





الاحد٠٧ رمضـان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٧ / أب / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب غريب في وطنه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة