شبكة ذي قار
عـاجـل










 

بسم الله الرحمن الرحيم

( واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة )

صدق الله العظيم، الأنفال من الآية 25

 

 

 

نحن لا نعترض على تطوير البنية التحتية لأي جزء من الوطن العربي ، بل واحد من هموم العراقيين هو كيف ومتى وكم نحتاج كعرب للتخلص من التخلف في كثير من المجالات، خاصة في المجالات التنموية الزراعة والصناعة والنقل والمواصلات والطاقة والتجارة، والموانيء واحدا من مستلزمات النهوض في مجالات عديدة منها الإستثمار في مجالات النقل والتجارة والصناعة والزراعة، لكن لو نظرنا مليا للأهداف الإستثمارية لمشروع النظام الكويتي ولا أقول الكويت والمقصود هنا ما يسموه ميناء مبارك الكبير، ولا ندري من هو الكبير الميناء أم مبارك جد العائلة الحاكمة، فإن كان المقصود الميناء فما هي مساحة ومنافذ هذا الميناء الكبير؟ فالميناء يقع في نهاية جزيرة العرب التي تمتلك كل دولها شواطيء واسعة ومجالات متنوعة من السواحل البحرية العميقة والمتوسطة ومياه إقليمية كبيرة، وبالاخص السواحل البحرية  العربية الموجودة فيها، وهي من الجنوب اليمن وعمان واللتان تمتلكان شواطيء وسواحل كبيرة، والمملكة العربية السعودية لها سواحل ومياه إقليمية طويلة ومتنوعة على كل من الخليج العربي والبحر الأحمر، ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وأمارة قطر فهن جزر أو شبه جزر في الخليج العميق، ودولة الكويت التي تقع في أقصى الشمال الشرقي لجزيرة العرب ولا دولة بعدها سوى العراق ممكن أن تكون مع الكويت، محل تشغيل ومنطقة نشاط الميناء والمستفيدتين من خدماته، وبما أن العراق هو الأكبر حجما والأكثر مساحة وسكانا وإنتاجا فإن الجزء الأكبر من خدمات الميناء ونتائج إستثماره ستكون في العراق، وبعكسه فلا جدوى إقتصادية من إستثمار بهذا الحجم ليكون ميناءا خاصا بدولة صغيرة محدودة النشاطات الصناعية والزراعية والإنتاجية مثل الكويت، خاصة إذا إستبعدنا النفط كسلعة انتاج وتصدير كون النفط قد مر على أستثمارة ما يقرب من قرن ولم يتأثر بعدم وجود ميناء كبير كالذي ينوي حكام الكويت بنائه، أما إن قال حكام الكويت ممكن تطوير وتوسيع مجال نشاط مينائهم الى دولة إيران، فالأخيرة معروفة السعة في سواحلها البحرية وفي تعاملها مع دول الجوار وخصوصا مع العرب، إذن هناك غرضان من إنشاء الميناء:

 

1.  أن يكون بديلا لميناء البكر العراقي، الذي دمر في العدوان الأرهابي بقيادة أمريكا والذي كان سببه حكام الكويت، ولا أعرف إن هناك وحتى أن فعلا كان هدفهم ذلك فعليهم أن يؤسسوا بنيانهم على الثقة والتقارب والتوحد في المنهج على الأقل الإقتصادي مع العراق، وأن يضعوا في حسابهم أن أي تشنج وتلاعب في التعامل السياسي أو الإقتصادي يعني فشل مشروع الإستثمار الضخم (ميناء مبارك)، لأن العراق سيقاطعه وخيارات البدائل أمام العراقيين كثيرة غربا وجنوبا وشرقا وشمالا، وإن أي مشروع إستثماري وإقتصادي لا يقوم على أساس دراسة الجدوى الإقتصادية وحساب منافعه ومردوده ورجحان مردوداته على كلفة إنشائه وتشغيله وصيانته وتغطية كلفة إندثاره فهو مشروع إستثماري فاشل ومحكوم عليه  بالخراب، فليمحص كل منكم ما جاء بكلامنا، فإني لكم ناصح أمين كوني عربي مؤمن أكره الغدر والفتنة وأحب العرب وأتمنى أن يكونوا يدا واحدة على من يعاديهم، وأمتثل لقول رسول الله محمد العربي العظيم صلى الله عليه وآله وسلم (الدين النصيحة)، وإن أسرة الصباح الخائنة والمرتبط بقائها وحكمها بالحماية الأمريكية لاتحرص على أموال الكويتيين، ولكنها على إستعداد لتدمير الكويت وكل العرب لأجل تشغيل شركات الغرب، وإلا فإن مشروع مبارك عبارة عن إسراف وتبذير لثروات الشعب، وكل مؤمن يعرف بم وصف الله سبحانه وتعالى المبذرين والمسرفين.

 

2.  أما الإحتمال الثاني هو الإضرار بالعراق وغلق منفذه البحري الضيق على الخليج العربي، والتسبب في الحيلولة دون أمانيه بإعادة مينائه المدمر السابق ميناء البكر، أو إنشاء ميناء أوسع كما يعلن من جاء بهم الإحتلال ونصبهم حكومة من أنهم يخططوا لبناء ميناء الفاو الكبير، وفي السياسة والحياة لا عداء دائم ولا صداقة دائمة بل إن كل شيء تحكمه المصالح والفائدة، فإن هذا المشروع (ميناء مبارك) لعب بالنار من قبل حكام الكويت ومن هم ورائهم والذي يخدعهم بأنه يحميهم. فأقول لكم ناصحا بعيدا عن السياسة وقريبا من الدين والأخوة ووحدة التاريخ والمصير:  

 

أن يظل العراق ضعيفا ومحتلا محال، وبقاء أمريكا فيه وفي الخليج خيال، فارعووا وإدركو أيها العقال، فالدنيا كل يوم بحال، والحرب تنتهي ولكن الفتنة تمتد أجيال.

 

إن لم تدركوا حقائق التاريخ والجغرافيا والدين والإقتصاد فأنتم لستم على شيء من عقل وفكر وأصل، فلن تستمر دول الغرب تحميكم وتدمر العراق، بل أن كل الغربيون دولا وجماعات لا يعرفوا معنى لخلق أو صداقة أو تحالف أو قيم في التعامل والسياسة، بل تحكم كل شؤونهم المصالح وأهمها كم يستفيدون إقتصاديا وماليا، وعندكم عقول فإستخدموها، ووقائع التاريخ وأحداثه مدرسة ومرشد وناصح لأولي الألباب.

 

والله يهدي من يشاء الى الصراط المستقيم.

 

 





الاحد١٤ رمضـان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٤ / أب / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد ابو رغيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة