شبكة ذي قار
عـاجـل










( والسماء رفعها ووضع الميزان* ألا تطغوا في الميزان * وأقيموا الوزن بالقسط ولا تخسروا الميزان ) سورة الرحمن 7-9 *



لقد خالف حلف الأشرار الباغين شرائع السماء، وإهانوا البشرية، وإستباحوا كل قوانين الأرض والسماء، وإغتصبوا حقوق الإنسان والشعوب، وشنو عدوانا همجيا وحشيا على الإنسانية وقيمها وتراثها وإرثها الحضاري عبر عدوانهم على العراق عام 1991 وفرضهم الحصار الغاشم والمنافي لأبسط حقوق الأحياء عموما للفترة من 1990- 2003، وأستهانوا بحياة البشر وسببوا مجازر وحشية بأساليب متعددة قتل بأسلحة الدمار الشامل، تجويع شعب حتى الموت، منع العلاج عن المرضى والتسبب في تعذيبهم نتيجة المعانات والألم حتى الموت، التسبب في حرمان شعب كامل من أبسط متطلبات الحياة الأساسية الماء والدواء والغذاء، وحرمان العراقيين من العلم والتعليم والكهرباء والمواصلات والإتصالات بحجة فرض حصار لتدمير أسلحة العراق، بتغييب كامل لكل مؤسسات المجتمع البشري ومنظماته الرسمية، وإذعان وخضوع مريب من قبل النظام الرسمي العالمي، والآن تتكرر الجريمة في ليبيا تحت ذريعة حماية المدنيين، أي مدنيين أولئك الذين تحميهم دول الإرهاب والجريمة والبغي؟ أي مدنيين أولئك الذين تحميهم أمريكا وحلف الناتو أعداء الشعوب وقتلتها؟ أمريكا وحلفها الشرير يحمي مجاميع من المجرمين والخونة ممن تخلوا عن قيمهم وإرتدوا عن دينهم وباعوا آيات الله بثمن بخس هو اللهث وراء المنصب والسحت الحرام، أمريكا التي تكونت على الجريمة وأحد شروط قبول الترشيح لرئاستها أن يلتزم خطيا المرشح بدعم الإرهاب الصهيوني ويعادي العرب، وأن يتعهد بحماية مصالح أمريكا مشروعة أو غير مشروعة وأمن الكيان الصهيوني، ولو تطلب الأمر إبادة شعوب بكاملها، ألم يحن الوقت ليدين العالم تلك الجرائم ويحاسب مرتكبيها؟ ويحمل الدول والإدارات التي ساهمت بها مسؤولياتهم القانونية وفق القانون الدولي، وتحرك المحاكم الدولية في لاهاي والمحكمة الجنائية الدولية دعاوى ضدهم؟


أو إن هذا ضربا من الخيال وأحلام عصافير تحلم بها شعوب العالم ويكتب فيه مشرعوا البشرية ومثقفيها لتلميع صورة البشرية البشع حاليا، حيث أن كل تلك المؤسسات ما هي إلا كيانات لخدمة الدول الأكثر بغيا وطغيانا، والتي تمتلك قوة التدمير وأسلحة القتل الشامل يمكنها أي الدول الكبرى تسليط تلك المؤسسات (مجلس الأمن ومحكمة جرائم الحرب والمحكمة الجنائية وحتى تلك المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بحقوق الإنسان والسلم) على دول العالم الثالث المستهدفة من قبل البغاة، وإلا لماذا تتحرك المحكمة الدولية والجنائية ضد الرئيس السوداني وضد الرئيس الليبي؟ وتهدد أمريكا الدول العربية وحكامها ممن لا تريدهم بتلك المؤسسات وكأن الأمم المتحدة إحدى دوائر مخابراتها أو إحدى دوائر البنتاغون؟ بل إنها وإداراتها المجرمة تمنح نفسها صلاحية سحب الشرعية عن أنظمة وطنية قائمة وبعضها منتخب شعبيا؟ في حين ترتكب هي وحلفائها والكيان الصهيوني المسخ يوميا مئات الجرائم ضد الإنسانية وتمتهن وتستبيح حقوق الشعوب والإنسان في كل العالم وبالأخص في العراق وأفغانستان وليبيا وفلسطين وباكستان والمنطقة العربية عموما.


هنا أريد أن أطرح مجموعة تساؤلات أرى إنها توضح تعامل تلك المؤسسات التي تسمى دولية وطبيعة عملها ولخدمة من تعمل؟


حدثت جريمة إغتيال رئيس وزراء لبنان السابق المرحوم رفيق الحريري، وتكررت جرائم الإغتيال ضد سياسين (وزراء ونواب) هناك عدة مرات، واضح من سياق وظروف حدوثها أن هناك قدرات فنية وتقنية عالية في أساليب ووسائل تنفيذها، ولو كان الأمر يسيرا وبإمكان تنفيذه بإمكانات وقدرات بسيطة لماذا لم تستخدمه المقاومة الوطنية في فلسطين والعراق ولبنان وحتى في أفغانستان في عملياتها الجهادية ضد الإحتلال؟ فلم تحدث حوادث مشابهة لها في المنطقة، حتى في عمليات منظمات المقاومة والجهاد الوطني في فلسطين أو لبنان أو العراق، وحتى تنظيمات ما يدعون إنه تنظيمات متطرفة كتنظيم قاعدة بلاد الشام، لم تصل إمكاناتها تلك القدرات ولم ينفذ عمل مشابه لما جرى في عملية إغتيال المرحوم الحريري ومرافقوه، فمن يقف وراء تنفيذ تلك الجريمة فعلا؟؟؟ وللإجابة على ذلك لانحتاج لكثير من الذكاء والفطنة فمعروف من يستفيد من الفتنة وتأزم الأوضاع في الوطن العربي وأقطاره، وفي محاولة ذكية ومتقنة وخبيثة حدث إغتيال الحريري، ولكون هناك تشنج في علاقات الأطراف السياسية في لبنان، وإنظواء معظم الكتل السياسية تحت مضلات أجنبية وتبعية الأطراف السياسية لأجندات خارجية، فقد تطورت القضية من جريمة تحتمل كثير من الإحتمالات، والمفترض أن يحكم بمرتكبها العقل والمنطق من خلال المصلحة والغاية والفائدة، حكم بتسرع غبي وضغينة نتيجة الحساسية والضغينة السياسية، بأن الجريمة منفذة من قبل النظام السوري والأطراف الموالية له في لبنان، وكأن الشك والضن صار قرار حكم وحقيقة ثابتة بل مطلقة الثبوت، ومرت الأيام وثبت عدم وجود أية علاقة لسوريا ونظامها بالموضوع وأعرف الجميع دوليا ومحليا بأن سوريا لا علاقة لها بموضوع إغتيال الحريري، فتحول الأمر الى التركيز على حزب الله في عملية الإغتيال، وشكلت محكمة دولية لذاك الغرض بناء على طلب لبناني مدعوم أمريكيا وفرنسيا، لقد حدثت إغتيالات كثيرة في العالم لسياسين ورموز وطنية كثيرة في لبنان والعالم ولم تتحرك المحاكم الدولية ومجلس الأمن للتحقيق بشأنها، لماذا هذه الجريمة حركتهم؟ ماذا يسمون إغتيال علي بوتو الأب وبناضير بوتو رئيسي وزراء باكستان؟ وإغتيال أنديرا غاندي وراجيف غاندي رئيسي وزراء الهند؟ كم غير هؤلاء إغتيلوا؟ لماذا فقط الإغتيالات السياسية في لبنان أوحت لمجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية التدخل؟ أ يضن الأمريكان ومن معهم أن بشر العالم الثالث أغبياء؟ أين كان المجتمع الدولي ومحاكمه من قادة الخمير الحمر؟ الآن تذكرت محاكم مجلس الأمن إنهم إرتكبوا جرائم ضد الإنسانية؟ مسرحيات لتضليل الناس وتخويف الحكومات، إن إغتيال الحريري جريمة سياسية منظمة ومتقنة ولها غايات عدوانية على لبنان كل لبنان بكل مكوناته السياسية وطوائفه الإجتماعية، أراد من يقف وراء تنفيذها إشعال فتنة طائفية وسياسية في لبنان، ووصول العلاقة الى حالة طلاق بالثلاث بين سوريا ولبنان، ولكن لم تصل الأمور لذلك لأسباب عديدة لست بصددها الآن، ولكن للأسف سقط بعض سياسيوا لبنان في الفتنة وإستمروا يتابعون إمكانية تطويرها وتسعير الحدة بين القيادات المرتبطة بمظلات وأجندات خارجية في كل أطرافها، نعم ظلت تسعى تلك الأطراف والكتل في محاولة إشعال فتنة بين أبناء الشعب اللبناني، من خلال تحويل الجريمة إن كانت حقا قد حدثت من قبل لبنانيين من جريمة تنافس سياسي الى فتنة طائفية، ولم يفكروا أولئك السياسيون وخاصة الطرف المتصلب في رفض أن تكون الحريمة عملين في نفس الوقت، فهي إغتيال لشخصية وطنية إستطاعت أن تحقق تآلفا وإنسجاما بين الطوائف السياسية في لبنان وهي فتنة ممكن تغذيتها وتصعيدها لتكون شرا على لبنان والعرب عموماقام بها الكيان الصهيوني أو مرتزقة له في لبنان، كونه الطرف المستفيد الأول من الفتنة، والمستفيد من تفتيت الشعب العربي في أقطاره الى طوائف وأديان ومذاهب، بل هذا منهج ومخطط معلن ومعروف من قبل أمريكا والكيان الصهيوني وهما راعون وممولون له ولجميع أطرافه.


فأين هذه المحاكم وأين مجلس الأمن من مرتكبي الجرائم في العراق؟ ويبقى ملجأ العامرية وقصف رياض الأطفال ومعامل تصنيع الحليب وقتل المدنيين العزل في ساحات المدن وفي الأسواق وإعدام الأسرى وإغتصاب الرجال والنساء شواهد على السادية والوحشية والعدوانية الأمريكية والبريطانية ضد العرب والإسلام، وأين تلك المحاكم عما يرتكب من جرائم في أفغانستان وقتل مئات الآلاف من المدنيين أما بحجة الخطأ أو الإشتباه؟ ولماذا تتغافل تلك المحاكم عن جرائم أمريكا في باكستان بحجة ملاحقة القاعدة وطالبان؟ وأين تلك المحاكم ومجلس الأمن من الجرائم التي أرتكبت في فلسطين ولبنان؟ وتبقى مجزرة صبرا وشاتلا وقانا وغزة شواهد صارخة عن تواطؤ تلك المحاكم وخضوعها لقوى الإرهاب والقوى الغاشمة، ولماذا لا يفتح سجل الجرائم ضد الإنسانية التي أرتكبت من قبل الدول الإستعمارية في ىالقرن العشرين والحادي والعشرين؟ والذي يمثل سجلا أسودا في تاريخ البشرية ويبقى سجل الكيان الصهيوني الإرهابي العنصري الغاصب لأرضنا في فلسطين المليء بالجرائم والمجازر واحدا من شواهد القوة الباغية والإستعمارية، ستظل الجرائم تلاحق مرتكبيها وتلعن الصامتين عنهم، كلا أيها البغاة الأغبياء نحن نعرف كل شيء، ولكن لا نملك القوة التي تمتلكون لنوقف عدوانكم، نعم نعرف إن المستهدف العرب كأمة والإسلام كتشريع وقيم ورسالة تدعوا الناس لكل مثل الخير والمحبة وتنهى عن البغي والعدوان، الإسلام كما أراده الله ورسوله إيمان بالله وتصديق بيوم الحساب والعمل الصالح في الحياة لخدمة البشرية، ونعرف أن محاكمكم ومجلس الأرهاب والإستعمار الدولي (مجلس الأمن) هي أدوات بأيديكم ضدنا نحن الشعوب المقهورة في العالم، ونعرف إن بيانات حقوق الإنسان وقوانين حقوق أسرى الحرب وغيرها من القوانين ذات العناوين العريضة والالمنمقة مجرد شعارات تستخدموها للمتاجرة، وتستغلوها لتبرروا عدوانكم على حقوق البشر أفرادا وشعوبا وأمما، ولا تطبقوها عندما ترتكب من قبل القوى الكبرى، كبرى بالجيوش والتي تمتلك كل وسائل الدمار وأسلحة القتل الجماعي والإبادة ضد شعوب العالم، ولكننا متأكدون ومؤمنون بأن الله قوي قدير وهو الذي سيقصم ظهور البغاة كما كان دوما منذ الخليقة.


لماذا لم تتحرك المحاكم الدولية والمنظمة الدولية ودوائرها لتدين جريمة الأمريكان ومن أعلى هرمهم بإغتيال الرئيس العراقي الشهيد صدام حسين رحمه الله؟ وهو أسير حرب لدى الإدارة الأمريكية وقواتها الغازية والمحتلة للعراق، وبأيدي مجرمين هم جمعوهم من مافيات الجريمة وعصابات السرقة وجندوهم ليسموهم معارضة ويجعلوهم مبررا لغزو وتدمير بلد عضو مؤسس للأمم المتحدة ثم نصبوا أولئك اللصوص والمجرمين حكومة للعراق؟ فالأمريكا وإدارتهم متمثلة بالمجرم الدولي بوش دبل يو ومجموعة الإرهابين المتطرفين الذين كانوا في إدارته هم من سلموا الرئيس العراقي صدام حسين لمجاميع من القتلة في ليلة الحج الأكبر وعيد الأضحى المبارك، فأين المحكمة الدولية من جريمة ثابتة أرتكبت بحق إنسان لم تهيء له أبسط حقوقه وفق مباديء حقوق الإنسان؟ وأين هي وغيرها من إهانة موجهة لمليار ونصف المليار مسلم هذا إذا أعتبرنا أن ارتكاب الجريمة بلا أسباب وفي ظروف وزمن يشكل إهانة بالغة للمسلمين فقط ، وفي الحقيقة أن تلك الجريمة وطبيعتها وظروفها شكلت عدوانا على الحياة وإنتهانا للإنسانية وإهانة للبشرية جميعا؟ فهي جريمة مركبة متعددة الجرم، فهي قتل لإنسان كان يدافع عن بلده وشعبه ضد عدوان خارجي في أكثر من حرب عدوانية، وهي قتل لأسير حرب وهذا أستباحة لمعاهدات جنيف بشأن أسرى الحرب (وقد أعلنت الإدارة الأمريكية عند أسر القائد صدام حسين أنه أسير حرب ويكون التعامل معه وفق معاهدات جنيف بشأن أسرى الحرب)، وإعدامه جريمة كونها قتل لإنسان دون محاكمة عادلة، إن ماسموه محكمة جنائية في العراق التي قامت بمحاكمة القادة العراقيين لا تمتلك أي شرعية، ولا أي صفة قانونية أو دستورية فاقدة لأبسط قيم الحكم والعدالة والمهنية، فلا تتعدى كونها مجاميع من (الكومبارس) الممثليين الثانويين، والحافظين لأدوارهم المكتوبة والمعروفة سلفا، ومجموعة من المجرمين والجلادين المستعدين لتنفيذ أي جريمة مقابل ثمن هو المنصب والمال، وما جرى هو مخطط وقرار سابق وخارجي صادر بحق العراق وقيادته، وأين المحاكم الدولية ومجلس الأمن من الجرائم التي ترتكب الآن في ليبيا وغيرها من الدول العربية تحت ذريعة حماية المدنيين ودعم ثورات الديـــــــــمقراطية؟ أليس ذلك كذب وإفتراء على البشر؟ وتوظيف مُزَوَر للقوانين الدولية وتضليل للناس؟ لعن الله يحرفوا الكلم عن مواضعه، فسبحان الله تعالى الذي رفع السماء ووضع الميزان (أي بالقانون).

 


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* والميزان هو القانون وكل ما يحمي الحقوق والمال، والوزن هو الحكم وتطبيق القانون.

 

 

 





الجمعة٢٦ رمضـان ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٦ / أب / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الله سعد نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة