شبكة ذي قار
عـاجـل










نسخة مستنسخة مما فعلته أمريكا وحلفها الشرير عام 1990، حين إستخدمت مجلس الأمن والمنظمات الدولية لتسويغ وتبرير عدوانها وإستهدافها للعراق، إعتمادا على القوة الغاشمة والتضليل والتزويبر والكذب والإفتراء، فقد قامت دول الغرب الأمبريالي بتوظيف مجلس الأمن والمنظمات الدولية لخدمة مخططات دول البغي والإرهاب الدولي، فقد إستغلت أمريكا إنكفاء دول العالم وإنطواء روسيا بعد تفكك حلف وارشوا وإنهيار الإتحاد السوفيتي فوظفت المنظمة الدولية وبالأخص مجلس الأمن ليكون المشرعن لبغيها وإستباحتها للقانون الدولي وكل معاهدات ومواثيق الأمم المتحدة، وتكرر المشهد ذاته ومرر على أعضاء مجلس الأمن الدائمين والمكملين (ولا أقول المتغيرين أو المتناوبين)، لأن الحقيقة هي أن أعضاء مجلس الأمن الدائمين ومصالحهم فقط هي التي تتحكم في قرارات المجلس، وكذاب ومنافق من يدعي خلاف ذلك، وقد قدمنا الأدلة القطعية في مقالات سابقة على ذلك.


قررت أمريكا ودول حلف الناتو غزو ليبيا بعد الثورتين الشعبيتين في تونس وليبيا، وبروز بعض المطالبين باطلاق الحريات في ليبيا، ووضع صيغ ثابتة وواضحة للحكم الجماهيري الذي يطبق في ليبيا، وتجمع على أبناء الشعب الليبي وشبابه المطالبين بالتغيير السلمي الناقمين والمخالفين لنظام الأخ العقيد القذافي، وزجت أمريكا بجنودها الخفيين والجاهزين لتصعيد المطالب الشعبية المعروفة والمحدودة الأتباع والتأثير لتكون عبارة عن حرب شرقي البلاد وغربها، ومن ثم أوعزت لعملائها وجنودها من حكام سبق وأن نصبتهم على بلادنا، وهم في حقيقة الأمر عملاء مرتهنون لها، لا يخرجوا عن طوعها ولا تربطهم بنا (أمة العرب والإسلام) سوى كوننا مغنما وكنزا يمتلكونه والناس خولا لهم، فتصايحوا لبعظهم وأصدروا ثاني قرار خياني رسمي بعد قرارهم بشأن العراق عام 1990، فطلبوا تدخل مجلس الأمن لفرض حظر للطيران الليبي بحجة أن النظام يستخدم الطائرات في ردع المتمردين (المعارضة)، وبناءا على ذلك أصدر مجلس الأمن قرارا تحت البند السابع بحجة حماية المدنيين، وكل العالم يعرف كيف تطور السيناريو من حماية المدنيين الى غزو وتدمير لليبيا وقواتها ومنشآتها وإستباحة لحياة المدنيين من الذين يرفضوا الغزو والتدخل الأجنبي.


وعنما تأكد الأمريكان وأتباعهم أن ما سموهم معاضة برئاسة الشيطان عبد الجليل هم عبارة عن شرذمة قليلة، ومرتبطة بتنظيمات متطرفة كان النظام الليبي قد تفاوض مع بعضهم، وحذرهم من الإستمرار بعملهم وتطرفهم وتنمية إرتباطهم مع تنظيم القاعدة فإن ذلك سيجبر النظام على مواجهتهم وقتلهم،فتم تحقيق إتفاق بينهم وأطلق سراح المسجونين منهم وبعضهم قياديون، لكي يتوخى النظام الليبي الوقوف بوجه الهجمة الإرهابية الأمبريالية الباغية، التي أعلنتها الإدارة الأمريكية المتطرفة تحت زريعة مكافحة الإرهاب والقضاء على تنظيم القاعدة، وتلافي المواجهة مع إدارة المجرم الدولي بوش دبلوا المتطرف والمتصهين، والذي أعلن البغي والطغيان علانية، بقوله من ليس معنا فهو ضدنا، فحاول نظام ليبيا وبتوجيه من الأخ القذافي مواجهة المتطرفين في كلا الجانبين في التنظيمات المتطرفة وفي الإدارة الأمريكية والغرب عموما حتى بات للقذافي ظاهرا صديقا للغرب، وأحد أبرز الأنظمة العربية والأفريقية تعاونا مع الغرب بزعامة أمريكا في مكافحة الإرهاب، لكن الغرب لم يكن فعلا يحارب الإرهاب كما قلنا مرارا في مقالات سابقة بل من ينشئه ويموله وينميه، فقد إوعز لعملائه الذين لم يستطيعوا أن يكسبوا أحدا من الليبيين لمعسكرهم، بل بدأت إرتباطهم ونواياهم تتكشف حتى عند من أزله الشيطان وصدق فرية الديمقراطية والثورات، كما حصل للّواء عبد الفتاح يونس غفر الله له خطأه، وقد بدأ اللواء يونس يعمل فعلا بإتجاه إنهاء المؤامرة على ليبيا، حيث بدأ يتفاوض مع الطرف الثاني في ليبيا (النظام الوطني برآسة القذافي)، فما كان إلا أن قتلوه، وكان سبب قتله والجماعة التي قتلته مجهولة، والحقيقة أنها معروفة فمن قتل يونس هو أمريكا وحلف الناتو بيد مجرمي تنظيم القاعدة الجديد الذي يرتبط ويمول ويدرب وينمى من قبل أمريكا والصهيونية العالمية والذي أشرت له عدة مرات من خلال جرائم التفجير والقتل في العراق، وأن تنظيم القاعدة المرتبط بالناتو حليف وداعم للمجلس الإنتقالي، تماما كما يحدث في العراق، حيث رفض اللواء يونس توزيع السلاح بلا ضوابط ، وبلا أن تكون هناك صيغة واضحة للمقاتلين، فما كان من الغرب بقيادة أمريكا إلا أن أوعزوا للمتطرفين، وعناصر بارزة من تنظيم القاعدة الذين يقودون المتمردين (ثوار الناتو كما سماهم الإعلام الشريف).


ولكون الغرب أدرك أن المؤامرة في ليبيا فاشلة، ولن يستطيع كل التضليل الذي يمارسه إعلامه بالعربية وغيرها وكل العملاء في الداخل الليبي والخارج العربي أن يفعلوا شيء، وأن الشعب اليبي سيقبر المؤامرة ويسحق المرتزقة الذين جندهم الغرب والصهاينة، تدخلت قوات أمريكا وحلف الناتو بعد أن إستغفلوا المجتمع الدولي، وبالأخص دولتي روسيا والصين اللتان تملكان حق النقض، بذريعة موافقة جامعة الدول العربية على التدخل، وبقرار مضلل بفرض حظر للطيران لحماية المدنيين، فإستهدف الطيران الأمريكي وطيران الناتو مع بعض المرتزقة بطائرات غربية مدفوعة الثمن من قبل دويلات ولصوص النفط في الخليج العربي (حكام دول الخليج)، خاصة لص قطر ولصوص الإمارات العربية، الذين يشاركوا بتمويل العدوان على ليبيا من خلال شراء طائرات من الحلف ويعمل عليها طيارين مرتزقة وتضرب ليبيا بقذائف أمريكية مدفوعة الثمن من ثروات الشعب العربي وأمواله، وبفتاوي جند الشيطان أولئك الذين يتاجرون بآيات الله كما فعلوا أحبار اليهود الذين لعنهم الله كالقرضاوي، ومنها صار إستهداف المؤيدين للقذافي من المدنيين جائز، لأن القذافي ومن يؤيده يعادي الغرب، فهو يكفر بأمريكا فقتله جائز ومحاربته جهاد بفتاوي القرضاوي وسلمان العوده وغيرهم من المتاجرين بآيات الله، فأمريكا تطلب القذافي ثأرا، فالقذافي رغم كل أخطائه كان له موقف شجاع فضح من خلاله الإرهاب الدولي الذي تقوده أمريكا والصهيونية العالمية، وتنتهجه وتموله وتدعمه دول الغرب الإمبريالي، وهو الرئيس العربي والمسلم الوحيد الذي إنتقد نظام الأمم المتحدة ومجلس الأمن وإزدواجية معاييرهما من على منصة الأمم المتحدة في قمتها.


ومع كل ما فعلته الإدارة الأمريكية المجرمة وحلف الإرهاب الناتو وخونة الأمة من حكام العمالة والنفاق في دويلات الخليج المجهرية، لم يستطع شراذم العملاء من تجاوز محور طبرق بنغازي، وحتى محاولات تضليل الشعب العربي بأجمعه، والرأي العالم عموما من قبل أمريكا وحلف الناتو، عبر تقديم تلك العصابات المحترفة للجريمة والتي أسموها معارضة ليبية وثوار (وليبيا والثورة منهم براء)، لكنهم مجاميع من المرتزقة المحمولين على سيارات صغيرة (بيك آب وصالون) تدل على حجمهم بإتجاه محاور إجدابيا والهنوف والبريقة وبن جواد والجبل، وبحماية طائرات حلف الأشرار الإرهابي الغازي، أو بالأصح بعدها أي في أعقابها، فقد ظل الشعب يرفض الغزو، ويعتبر هؤلاء العملاء شلة مارقة خائنة كافرة، وإن نافق بعضهم بكي جبهته كي يجعل نفسه من الساجدين، والمؤمن لا يخون ولا يولي الكافر ولا يكذب، فعلا كان الشعب يريد التغيير في طريقة أداء العمل السياسي في ليبيا، ونعم طريقة الإداء الإداري والجماهيري في ايبيا يحتاج الى مراجعة شاملة وتصدي للأخطاء، ولكن الشعب ترك الأمر عندما تأكد أن ذلك سيكون ذريعة للعدوان، فما كان من الغزاة أمريكا والناتو إلا أن أمروا خدمهم وعملائهم من أمراء دويلات الخليج أن يرسلوا قوات خاصة للقتال وتعزير موقف خونة ليبيا (ثوار الناتو) فحدشت قوات من المرتزقة تحت مسميات القوات الخاصة الليبية والإماراتية ومعها تبين لاحقا قوات خاصة أردنية وأوربية تحت مسميات بريطانية وفرنسية وحقيقة الأمر هو توظيف تنظيم القاعدة في المغرب العربي وجيش من المرتزقة الأوربيين ليقاتل على الأرض بإسم قوات قطرية وإماراتية وأردنية مع عملاء الناتو خونة الدين والعروبة وبائعي ليبيا مقابل مناصب تجعلهم خدم تحت بساطيل الغرب.


أ يعقل أن تكون قرارات بهذا الحجم السياسي والقانوني لم يحدد مجلس الأمن مقدار ونوع وحجم التدخل وحدود؟ ما أعلن في قرار مجلس الأمن هو تفويض حلف الناتو فرض حظر جوي لمنع الجيش الليبي من إستخدام الطيران ضد ما أسموهم بالثوار، فكيف تطور الى تدمير كل شيء يتحرك على الأرض دون موافقة وعلم الناتو، حتى تكرر ضرب بعض عصابات العملاء من قبل الناتو لكونهم قد تجاوزا الخطوط المحددة لهم من قبل الناتو، وهذا يدل على حلف الناتو جاء يغزو ليبيا ليحتلها لا ليحمي المدنيين، فأما أن حلف الناتو تجاوز التخويل الأممي اللاشرعي واللامقبول قانونيا، أو أن مجلس الأمن أعطى التخويل لأمريكا وحلف الناتو بتواطؤ وعبر تضليل لأعضاء المجلس وخصوصا روسيا والصين اللتان يفترض وبإسناد باقي الأعضاء بإدانة وإتخاذ قرارات رادعة للدول التي تجاوزت التخويل وإستباحت الشرعية الدولية، وكحد أدني عدم الموافقة لاحقا على أي قرار تتقدم به تلك الأطراف لثبوت كذبها وتزويرها للقرارات، وقد أكد غزو ليبيا وإحتلالها حقائق هي:


1. إن غزو ليبيا وإحتلالها لا شرعية له، لأن ماجاء في تفويض مجلس هو حظر جوي لحماية المدنيين، في حين الذي جرى هو إعلان حرب وتجنيد مرتزقة وإدخال قوات وأسلحة مختلفة لتسليح وتجهيز المرتزقة، ودخول مدربين وأجهزة إستخبارات وقوات خاصة لملاحقة كبار قادة ليبيا وإغتيالهم أو قتلهم بالطيران، وهذا يناقض ميثاق الأمم المتحدة والشرعية الدولية وحقوق الشعوب والإنسان عموما.


2. إن إستمرار طائرات وقوات حلف الناتو وعملائهم في قطر والإمارات بقصف مدن ليبيا وقتل أبنائها وتدمير منشآتها دليل صارخ على أن المستهدف في ليبيا هو النفط والثروات الموجودة في دول الغرب والتي تجاوزت مئات المليارات، كي تعالج الدول الغربية أمريكا وأوربا أزمتها الإقتصادية عبر ذلك.


3. إن أمريكا والغرب الإمبريالي يكذب في ما يدعيه بمكافحة الإرهاب فهو يتحالف مع تنظيم القاعدة والمرتزقة لغزو البلدان وقهر الشعوب، وكذلك يكذبون في إدعائهم مساندة الشعوب المتطلعة للديمقراطية، بل هم أعداءا للشعوب وحرياتها.


اللهم أنهم بغاة طغات فجرة متجبرون كافرون فسلط جندك الذين لا يحصون عليهم، وعز عبادك المؤمنين بالنصر، إنك لا تخلف الميعاد.
 

 

 





الجمعة٠٤ شـوال ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / أيلول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد أبو رغيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة