قد يكون رثاء المهندس الدكتور خالد جمال عبد الناصر, أمرا مستفزا لمن هو لايجد فيه ما يستحق الرثاء . فأقول يكفي انه ابن الزعيم الخالد جمال عبدالناصر. ويكفيه أنه لم يدخل دائرة اضواء ابناء الرؤساء, لا في حياة والده ولا بعد مماته. لم نسمع عنه أنه ورث عن ابيه غير شهادته العلمية . ولم نسمع انه عاش بعد وفاة ابيه بأموال ورثها عنه . فناصر العرب وصل به الامر أن ابنته الكبرى هدى لم تأت بمجموع يؤهلها لدخول الجامعات الحكومية , فأشار عليه رفاقه أن يستخدم نفوذه فأبى ناصر العرب ذلك , وضغط على حالته المالية وأدخلها جامعة أهليه هي الجامعة الامريكية بالقاهرة. ويوم رحل ناصر العرب عن الدنيا , أكتشف بأن عليه ايجار شهرين لم يتم تسديدها بعد للحكومة , عن ايجاره شاليها في الاسكندرية. بينما كان خليفته انور السادات يملك ملكا شخصيا شاليها في كل محافظة ومنتجع في عموم مصر. حتى تندر المصريون عنه يوم قتل في حادثة المنصة بالنكتة التالية " السادات يوم ورد على جهنم سأل أين شاليهي ؟" .
الا يحق لنا انذاك ان نرثي ابنه الشريف شرف والده؟ .
ومن لايعلم ان مرض المهندس خالد كان طويلا ومضنيا ومرهقا ماديا . ولولا يسر وثراء شقيقته متى زوجة أشرف مروان واولاها ملاك قنوات ميلودي المتعددة . لكان وصل الحال بخالد ان يموت في مستشفى حكومي مصري , كما يموت جياع مصر اليوم .
وداعا خالد .. نبكيك كما بكينا والدك خالد الذكر..
كم شريفة هذه العائلة التي انجبتك ياخالد ؟ .
لم نسمع حتى عن والدته الراحلة السيدة تحية أنها كانت سيدة مجتمعات . ولم تنعت يوما بعبارة سيدة مصر الاولى . فقد كان في زمنها هذا اللقب حكرا على ام كلثوم . أسبغه عليها ناصر العرب. ويذكر ان ام كلثوم وفي احدى حفلاتها بعد نصر اكتوبر, شاهدت السادات وحرمه جيهان في الصف الاول من القاعة , فما كان منها الا ونزلت تحيهما قائلة كما اعتادت ان تنادي السادات طوال حيتها " أزي الحال يا انور" , فردت جيهان بعصبية قولي ياسيادة الرئيس . فكان ذلك ايذانا برحيل لقب سيدة مصر الاولى الى جيهان .
اذهب ياخالد هنيئا الى جوار والديك على تراب مصر..
