يا أبناء شعبنا العراقي الأبي
لم يعد مستغرباً من أن يهان الإنسان وتصادر كرامته وحريته وحقوقه الانسانيه في ظل قوى الهيمنة الاستعمارية الغاشمة التي جعلت من وطننا العراق مسرحا لجرائم القتل والإبادة والتشريد والاعتقال والنهب تنفذها عصابات كيانات سلطة الاحتلال .

إن جريمة النخيب لم تكن هي الجريمة الأولى التي يسفك فيها دم الأبرياء من أبناء شعبنا، فقد سبقتها مئات الجرائم البشعة ذات التوجه الطائفي البغيض، كجريمة تفجير مرقد الإمامين في سامراء وجسر الشهداء ومجزرة الزرقة في النجف وكنسية أم النجاة في الكرادة وغيرها من الأفعال الإجرامية النكراء. كل هذه الجرائم كانت تهدف إلى إشعال نار الفتنة الطائفية بين أبناء شعبنا الواحد. وبفضل يقظة ونباهة ووحدة أبناء العراق الغيارى وإدراكهم لنوايا وأبعاد ومخططات الجهات الشريرة التي تقف ورائها فقد جرى تطويقها وإفشالها .

إن كل غالبية المعلومات المتوفرة عن جريمة النخيب، تشير إلى ضلوع عصابات حزب الدعوة العميل هي التي نفذتها وبالتنسيق مع عصائب أهل الحق المرتبطة بالمخابرات الإيرانية ، وان الفلم الاستعراضي الذي يظهر حالة الابتهاج والفرح لما اعتبروه ثأراً ورداً على قتل 22 مواطن في الحافلة التي كانت قادمة من سوريا إلى العراق .

إن عملية اختطاف الحافلة، هي عملية مدبرة بالكامل وأصابع الاتهام تشير إلى ضلوع كتائب أهل الحق المرتبطة بالمخابرات الإيرانية، فهي التي حصلت على معلومات كافية عن تحرك الحافلة من الحدود العراقية، مما جعل رصدها ومتابعة سيرها لحين عملية اختطافها وقتل من فيها من الرجال . وثمة سؤال يطرح علامات استفهام عديدة... هو ( كيف انطلق رتل من السيارات بهذه السرعة إلى محافظة الانبار ومداهمة بيوت بعض المواطنين من أهالي الرطبة واختطافهم ، قبل إجراء التحقيق لمعرفة الجهة التي قامت باختطاف الحافلة وقتل ركابها ؟؟ .
ولو توقفنا قليلا أمام مشاهد الفيلم الاستعراضي في شوارع كربلاء الذي يظهر حالة المختطفين من أبناء الانبار وما تعرضوا له من الإهانات والإذلال والتحقير.... نتوصل إلى قناعة تامة من انه فعل مدبر ومخطط له يستهدف إثارة حرب طائفية بين أبناء شعبنا .

إن هذا النوع من الجرائم لا يمكن التستر علية وإخفاء حقيقة دوافعه الطائفية القذرة، والتي سرعان ما انفضحت أمام أبناء الشعب العراقي .
إن من يسمى بمسؤول مجلس محافظة كربلاء وهو يعلن بكل وقاحة وصلافة أن ما حصل في عملية اختطاف عدد من أبناء الانبار هو الرد على مقتل عدد من أبناء كربلاء، الذي كانوا في الحافلة.

إن هذا التصريح يضيف دليلا آخر يوحي أن العمل الإجرامي هو عمل مدبر بالكامل، وإلا كيف يتصرف هذا المجلس بهذه الطريقة الصبيانية دون أن يجد من يخوله ذلك ويقف وراءه لتنفيذ عمل كهذا خارج حدود المحافظة ؟؟

إن حزبنا الشيوعي العراقي يستنكر ويشجب بقوة هذه الجريمة والأفعال الصبيانية والاستهتار الفاضح لانتهاك كرامة وشرف أبناء شعبنا ويطالب بمحاكمة المجرمين، على رأسهم نوري المالكي وأعضاء ما يسمى بمجلس محافظة كربلاء لوقوفهم وراء هذه الجريمة المكشوفة التي تعكس خسة واستهتار سلطة الاحتلال ومجالسه المافوية .

إننا نهيب بمواقف شيوخ العشائر في الانبار وكربلاء الذين وقفوا بشجاعة لتطويق نار الفتنة الطائفية بين أبناء المحافظتين ومطالبتهم بالقصاص العادل للقائمين بهذه الجريمة الوحشية وتعويض أهالي الضحايا والمنكوبين في الحادثة.

لقد ظهرت بعض الأصوات النكرة مستغلة حالة الغضب الشعبي الناتج عن الجريمة وهي تطالب بإعلان إقليم محافظات غرب العراق.
إن هذه الدعوات المشبوهة لا تقل خطورة عن تلك الجهات التي خططت ونفذت الجريمة لتجعل منها مبررا لتقسيم العراق على أسس طائفية حيث تلتقي مع أصوات الكيانات العملية، المعروفة لنا جميعا، المطالبة بأقاليم الجنوب والوسط.

إن خلاصنا النهائي من الاحتلال وسلطته الفاسدة بكل أركانها لن يتحقق إلا بإسقاط هذه الزمر العميلة التي نصبها الاحتلال المهزوم وهذا لن يتحقق إلا بوحدة ورص الصفوف والتفافها حول المقاومة الوطنية العراقية الباسلة.

إن حزبنا يجدد دعوته ومناشدته إلى كافة أبناء شعبنا وقواه الوطنية المعارضة للاحتلال بضرورة وأهمية تصعيد التظاهرات والاحتجاجات في كافة المدن والمحافظات تمهيدا لمعركة الحسم الثوري القريب.

الحزب الشيوعي العراقي
اللجنة القيادية
هيئة النشر والإعلام
بغــــــــــــــــــــــــــــــــــــداد
‏١٩ / أيلول / ٢٠١١