شبكة ذي قار
عـاجـل










منذ شهر رمضان الماضي وحتى يومنا هذا يقصف أخواننا في الدين والعقيدة من الإيرانيين والأتراك العديد من القرى الكردية شمال العراق بحجة تصفية المعارضين من عناصر الحركات الكردية المناوئة للأنظمة الحاكمة. ولم تتوقف الهجومات يوما واحدا فقط فلا هدنة ولا حرمة للشهر الكريم وعيد الفطر. وتشير الأخبار بأن القوات الإيرانية تنوي ترك فصائل عسكرية في شمال العراق. فقد جاء في بيان للحرس الثوري(( سوف تستقر قواتنا في المناطق المحررة من سيطرة الأكراد الإيرانيين في شمال العراق)). ولم يسمع كالعادة أي تعليق من حزبي الطالباني والبرزاني. لو كانت فصائل من الجيش العراقي قد دخلت كردستان لقلب البرزاني الدنيا على روؤس العرب! اسد جسور على العرب وجرذ مرعوب أمام ايران وتركيا.

 

لم نسمع أية عنتريات من البرزاني والطالباني حول هذه الإعتدءات المتكررة وانتهاك سيادة العراق. وإذا كان الأتراك يقصفون شمال العراق ما بين آونة وأخرى فإن الإيرانيين يقصفونه يوميا. وبدلا من أن يرسل البرزاني جحوش البيشمركة لوقف هذه التجاوزات وحماية مواطنيه الأكراد، فأنه أرسلهم إلى ديالى والموصل لمقاتلة العرب وتصفية خصومه. وبدلا من أن يتفقد القرى المنكوبة جراء القصف التركي – الايراني المعادي يقوم بزيارة استفزازية لمدينة خانقين في محافظة ديالى! إنه البرزاني الذي تجاسر على تهديد العرب بحرب شرسة في حال عدم تسليمه كركوك!

 

الطالباني لا يختلف عن البرزاني إلا إنه أقل عدائية وحقدا منه فعلى الأقل لم يهدد بإعلان حرب ضد العرب. وشرروه غالبا ما يخيفها ولا يظهرها لوسائل الإعلام لكن الظروف لا تخدمه فتطفوا فضائحه بسرعة على السطح. منها على سبيل المثال زياراته للجنود الأمريكان الجرحى وتكريمهم بخمسة آلاف دولار لكل منهم يضعها بخفة تحت وساداتهم. وآخر فضائحه الوثيقة التي سربت لوسائل الإعلام وتبين منها إن مخصصات الطالباني للمشاركة في المؤتمر(66) للجمعية العامة للأمم المتحدة بلغت (2) مليون دولار فقط. مخصصات يحلم بها الرئيسان اوباما وبوتين.

 

من المعروف إن الرئيس الطالباني لم يحضر مؤتمرا إلا وفاته مايجري في أروقته من فعاليات فالنوم سلطان يفرض أوامره على الرئيس إلى أن يجرؤ أحد أعضاء الوفد على إيقاظه بسبب إنتهاء الاجتماع أو توجه الكاميرات لتصويره. لذلك فإن كلفة نوم الرئيس هذه المرة هي أغلى كلفة نوم في العالم، بل تمكنه بكل جدارة من دخول سجل جينز للأرقام القياسية. ويجب على البرلمان أو رئاسة الجمهورية معالجة مسألة نوم سيادته المتكرر فقد أصبح فضيحة مدوية وذلك من خلال صرف مخصصات تسالي( كرزات وعلوك) خلال حضورسيادته المؤتمرات على أن لاتقل عن نصف مليون دولار له ولحاشيته من الجحوش. فرئيسنا يتعامل بالملايين وكسورها فقط! اليس هو من يحكم أغنى دولة في العالم وافقر وأجهل شعب في العالم. ونظن إن مخصصات التسالي تستحق تصويت برلماننا المغترب وحكومتنا المحكومة من قبل ملالي طهران. سيما بعد أن أنهى برلماننا أشق وأعسر مهمة في تأريخ العراق الحديث من خلال التصويت بالإجماع على منع عرض مسلسل الأمامين الحسن والحسين الذي شاهده جميع العراقيين نكاية بالبرلمان!

 

كان حضور الرئيس الطالباني لمؤتمر مكافحة الارهاب الذي عقد مؤخرا في ايران حضورا استفزازيا سواء للعرب أو الاكراد. فيكفي أن تكون أول دولة راعية للإرهاب في المنطقة تتزعم هذا المؤتمر. والأحرى أن يسمى المؤتمر(( مكافحة القوى الوطنية في المنطقة))، فالنظام الإيراني ملوثة يديه بدماء العرب والأكراد على حد سواء. تزامنا مع حضور الطالباني هذا المؤتمر يؤكد وزيره للبيشمركة جبار ياور بتعرض الاقليم الى((عملية قصف مدفعي إيراني مكثف على قرى المناطق الحدودية)). عار على رئيس دولة حضور هكذا مؤتمر في الوقت الذي تنتهك فيه الدولة المستضيفة سيادته وتمتهن كرامته. عار على رئيس لا يتصبب عرقا لدماء شعبه النازفة. ولكن لا غيرة للعملاء على شعوبهم وأوطانهم.

 

لم نسمع أي إحتجاج لمشاركة العار هذه لا من حكومة الطوائف ولا مجلس النوام وهذا أمر طبيعي فكلاهما يرضعان من حليب فارسي دنس. لم نسمع سوى همس حزين منفرد من حركة العدل والاصلاح العراقي فقد عبر أمينها العام (عبد الله عجيل الياور) عن إستغرابه من مشاركة الطالباني في مؤتمر الارهاب في دولة الارهاب بقوله(( من الغريب حقاً أن تعقد إيران مؤتمرا لمكافحة الإرهاب لأننا نعلم أن القوات العراقية ضبطت أسلحة ومعدات إيرانية الصنع أستخدمت في عمليات إرهابية داخل العراق. كيف يمكن لبلد أن ينظم مؤتمرا لمكافحة الإرهاب فيما هو يدعمه من خلف الكواليس؟)).

 

الاكثرغرابة من هذا الموضوع هو عقد اجتماع عسكري مشترك بين وفدين من وزارتي دفاع العراق وايران ترأس الجانب العراقي قائد حرس الحدود (محسن الكعبي) لمناقشة أمن وسلامة الحدود العراقية الايرانية! الحزورة في الاجتماع هي عدم جدولة موضوع  القصف الإيراني وإنتهاكه لسيادة العراق من خلال الإندفاع لداخل الحدود العراقيه. السبب كما يوضحه أمين عام حدودنا وحاميها من الحيوانات السائبة فقط الفريق الكعبي لأن((قصف المناطق العراقية الشمالية هو مسألة سياسية أكثر من كونها مسألة حدودية ونحن لا نتدخل في القضايا السياسية)). وقد حلً الرئيس الطالباني هذه الحزورة بقوله(( حسب تقارير الضباط والقيادات العسكرية العراقية فإن القيادات العسكرية للقوة الجوية والبحرية والدروع والمشاة أكدت في تقاريرها الى رئيس الجمهورية والى رئيس الوزراء عدم القدرة على حماية الاجواء والمياه والحدود العراقية. لكنهم يقولون انهم يستطيعون حماية الأمن الداخلي)). إذن حتى الأمن الداخلي هناك شكوك في إمكانية تأمينه في العراق الجديد حيث يذكر الطالباني كلمة((يقولون))!

 

لكن الطالبني حل اللغز بلغز أعقد منه بقوله((الخبراء العراقيون يعتقدون أن العراق يبقى بحاجة الى حماية جوية وبحرية وتدريب قوات العراق على الاسلحة التي اشتريناها من أميركا وهي الدروع، ودبابات ابرامز وكذلك طائرات (F16) و(F18)  وكلها حديثة بالنسبة للعراقيين فنحتاج الى التدريب)). إذن أين ذهبت المليارات من الدولارات التي أنفقت على تدريب الجيش العراقي خلال السنوات الثمان الماضية؟

 

هل كان التدريب يقتصر على (سلام خذ واليس يم) فقط ولم يكن تدريب على الأسلحة؟ ألا يخجل الرئيس الطالباني ورئيس الحكومة من أنفسهم بوجود جيش ضعيف هش تنفق عليه المليارات سنويا دون أن يتمكن من حماية أرضه ومياهه وجوه؟

 

الأشد حيرة هو إنه في الوقت الذي تتحرش فيه قوات إمارة الكويت بالزوارق العراقية وتعتقل الصيادين العراقيين وتعتدي عليهم (ولله يا زمن مكتوب علينا). وفي الوقت الذي تقصف فيه القوات الإيرانية شمال العراق وتعبث بأمنه الداخلي فإن الطالباني يصرح بكل صلافة بأن(( العلاقات مع إيرن والكويت جيدة)). قيادة حكيمة جدا لم يفوتها من الجهل والحمق إلا ماندر.

 

 





السبت٠٣ ذو القعدة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠١ / تشرين الاول / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ضحى عبد الرحمن نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة