شبكة ذي قار
عـاجـل










في الزمن الاغبر تنزلت شياطين الغرب على ارض ليبيا تحمل معها رسائل التغيير لتبشر بالدين الجديد الذي اسمة الربيع العربي ومن فضائلة ديمقراطية الذبح والقتل والفوضى، ومن رسلة جبريل الناتو الذي زار العراق مؤخراًً ليهنئ ويبارك من سبقوهم في ذبح شعوبهم والطيور على اشكالها تقع، جاء ليحمل رسالة من اسيادة يحذر فيها اقرانة ممن هم على شاكلتة، من مؤامرة بعثية للقضاء على العملية السياسية العظمى التي يجب ان يحتذى بها كل من اراد ان يختصر طريق النظال ويلجأ الى الناتو او الى الشيطان الامريكي الاكبر ليستلم كرسي الحكم فوق جماجم الشعوب، بمعنى انة جاء يحمل تحذير امريكي للسياسين في العراق مفادة "اذا لامناص من بقاع قواتنا في العراق فأحذرو البعثيون فأنهم السبب في هزيمتنا، لهذا تحالفنا مع ايران وتقاسمنا معهم الغنائم، لهم فوق الارض ولنا تحت الارض اي لنا نفط العراق ولهم الحكم في بغداد، مثلما هو في ليبيا لهم النفط ولجبريل واعوانة الحكم" هكذا كانت الرسالة التي حملها جبريل لحكام العراق، وبسرعة استلمت ايران البرقية فاوعزت الى ذيولها باعتقال البعثين حتى الاموات منهم، وقد طالت تلك الاعتقالات ايضا اغلب القوى الوطنية المناهضة للاحتلال من مدنيين وعسكريين وكذلك البعض من رؤساء العشائر في الموصل وصلاح الدين والديوانية وواسط وديالى وذي قار وبقية مدن العراق تحت هذة الذريعة، التي سبق وان مهد اليها العميل الايراني المعروف علي الاديب باجتثات 700 عالم وكادر جامعي دون سابق انذار على اساس انهم مشمولين باجتثاث البعث اين كان عنهم الاديب كل هذة السنيين، هل حقا ان الغاية من تلك الاعتقالات لأنقاذ العملية السياسية المترهلة أم لأجل ان يخلوا الجو لعملاء ايران لملئ الفراغ بعد انسحاب القوات الامريكية من العراق. ان هذا الهاجس المرعب من انسحاب تلك القوات هو الذي دفع بالحكومة اتخاذ هذا الموقف ليتسنى انفراد الميليشيات التابعة لايران من اجتثاث الكفاءات وقتل الطيارين والضباط والعلماء واعتقال المواطنين المخلصين ليبقى العراق تحت رحمة الطائفيين والإيرانيين. ولكن ماهو الدافع الذي جعل جبريل ليبيا ترك حمامات الدم التي تجري هناك ويأتي لتحذير حكام بغداد من مؤامرة بعثية، في الوقت الذي لا يوجد بين الطرفين اي روابط سياسية او مذهبية سوى اللحى والانتقام والعمالة للاجنبي، اكيد ان الذي ارسلة هو من ارسل الطائرت الى ليبيا لان هذة الطائرات التي دكت طرابلس وبنغازي هي نفس الطائرات التي دكت بغداد من قبل، حيث ان الذي دفع بثوار ليبيا الحنين لحكام بغداد هو المشروع الامريكي الغربي الجديد الذي انتج فايروس تلويث الثورات العربية من اجل سرقة تلك الثورات لتحل محلها انظمة متأمركة بحلة رجال دين بأسم الديمقراطية والانتخابات التي كانت ترفضها الاحزاب والتيارات الدينية بأعتبارها من سمات العقيدة الغربية التي تتقاطع مع الفكر الديني .


والسؤال الذي يطرح نفسة، كان العالم الغربي يبدي تخوفة من الاحزاب والتيارات الدينية الاسلامية في الوطن العربي قبل الثورات العربية واليوم يدعمها ويروج لها لاستلام السلطة، هل اخطأ الغرب في العنوان ام انة على علم بطبيعة الغليان في الشارع العربي ويعرف كيف يتعامل مع الثورات العفوية من غير قيادات سياسية مؤهلة لاستلام الحكم وكانوا ينتظرون اختمار البديل المختبئ داخل الجبة والعمامة الاسلامية المتأمركة لخطف تلك الثورات وتسخيرها لصالح اجندات مشبوهة، لقد هيئ الغرب من سنين طويلة احزاب دينية بعضها سني وبعظها شيعي وجهان لعملة واحدة لان الجميع يغرف من مشكات واحدة وهدف واحد هو استلام الحكم عندما تتهيئ لها الظروف المناسبة، واول ما تفتحت ازهار الربيع العربي تصدرت تلك الاحزاب المشهد السياسي حيث نجد التيارات الاسلامية السنية في ليبيا تكبر وتهلهل لاحتلال ليبيا والاحزاب الاسلامية الشيعية في العراق هي من جاءت بالقوات الامريكية لاحتلال العراق بأسم الحرية والديمقراطية، وكذلك ليس من قبيل الصدفة مشاركة حزب النهضة الاسلامي في تونس بالانتخابات. اما في مصر فأن المحاولات واضحة لتفتيث قوى الثورة المصرية وشرذمة الشباب الذين قاموا بالثورة لتحويلهم الى قطاعات وتسميات وكانتونات وحركات واحزاب وصل عددها الى العشرات، بينما الاحزاب الاسلامية المتأمركة تعمل في نسق واحد تنتظر الانتخابات ومتمسكة بمواعيدها ومتهيئة لاستلام السلطة. وهنا لا بد من تأكيدنا لاحترام تلك الثورات في تونس ومصر وسوريا واليمن ولا يمكن التشكيك في وطنيتها لانها نابعة من ارادات شعوبها الثائرة والدليل على وطنيتها رفضها التدخل الغربي في شؤونها خصوصاً في مصر بعدما رفض ثوار التحرير استقبال كلينتون فضلا عن موقفهم أتجاة السفارة الاسرائيلية وتنديدهم باتفاقيات كامب ديفد، الا ان الواجب الوطني يحتم تحذير الثوار من قيام الاحزاب الدينية المتأمركة بخطف هذة الثورات العربية واستلامها السلطة بدعم امريكي غربي تحت يافطة الديمقراطية والانتخابات، لان المخطط الغربي الجديد يرمي الانقضاض على تلك الثورات بعد افتعال الازمات كما هو حاصل من احتقان طائفي في مصر وسوريا والعراق واليمن، وآخرها المشهد الاليم في ليبيا وما حل بها من خراب ودمار بعد قيام طائرات الناتو بتدميرالبنى التحتية للدولة اضافة الى الجرائم البشعبة التي ارتكبت باسم الثورة. هذا التنسيق المشترك بين الاحزاب الدينية المتأمركة لم يأتي من فراغ بل وفق تحديث مشروع الشرق الاوسط الكبير عبر طبعته الجديدة التي باتت تعرف ب "الفوضى الخلاقة" لتشوية الاسلام كدين ارهابي وافراغ مضمونة من جسد الامة العربية وتحجيم دورة التاريخي والانساني، هذا المشروع الجديد هو الذي دفع بجبريل ليبيا التوجة الى بغداد لاشعال الفتنة في العراق قبيل موعد خروج القوات الامريكية.


واخيراً قد ثبت نفاق وكذب الاحزاب الاسلامية المتأمركة التي تقوم بتنفذ ما مخطط لها بدقة في دوائر المخابرات الامريكية والاسرائيلية بالعمل على ترويج الفتن والخلافات الطائفية والعنصرية لتأجيج الصراع في المنطقة وسرقة الثورات العربية وفق المشروع الغربي الجديد الرامي الى تبديل الانظمة الدكتاتوية العلمانية المنهارة بانظمة اسلامية متأمركة .




Nzfa66@hotmail.com

 

 





الاربعاء٠٦ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٢ / تشرين الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور نزار فاضل الجميلي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة