شبكة ذي قار
عـاجـل










يبدو ان هاجس المؤامرة سيبقى ملازما لحكومات العالم جميعا بغض النظر عن السببية والتعليلات التأريخية الكامنة ورائها أو تداعياتها على البشر. فالمؤامرة بموجب التنظيرات القديمة والمحدثة هي حالة ملازمة لعقل الإنسان منذ فجر البشرية ولحد الآن.

 

دخل مفهوم المؤامرة بجانبه النظري في فلسفة التأريخ بأول مؤامرة ضد الربوية بعد رفض إبليس الإنصياع للإرادة الإلهية والسجود لآدم وكانت النتجه عزله وطرده من النعيم. ومن ثم تآمره أي إبليس ضد آدم وحواء بإغوائهما، وقد نجحت مؤامرته في إخراجهم من الفردوس السماوي إلى الفردوس الأرضي وهو بمعيتهم. ومازال احفاد آدم يعانون من مغبة تلك المؤامرة اللئيمة ويدفعون فوائدها ليومنا هذا. والثالثه أطرافها أولاد آدم أنفسهم بتآمر قابيل ضد أخيه هابيل. وإنتهت هذه المرة بجريمة قتل ضحيتها هابيل. بذلك تغلبت نزعة الشر التي يمثلها قابيل على نزعة الخير التي يمثلها هابيل. وللربً جل جلاله حكمته في هذا الأمر يصعب على عقولنا البسيطة تفسير كنه وإستنباط أحكامه بدقة وعمق. وإستمر مسلسل المؤمرات من السلف إلى الخلف بوتائر تصاعدية وأساليب متطورة على الأصعدة الدولي والعربي والوطني.

 

في العراق ما يزال غراب المؤامرة يعشعش في عقول السياسيين منذ فجر التأريخ لحد الآن، وفي جميع الحالات إلا ماندر يكون حديث المؤامرة زعما وليس حقيقة. فأفضل وسيلة لأي حكومة لتنتزع او تقلم أظافر معارضيها هي أن توسمهم بالمؤامرة وتتكفل بهزيمتهم. ومنذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر شرع قانون غريب يمثل الوجه الآخر للمؤامرة وهو ما يسمى بمكافحة الارهاب. وهذا المصطلح أكثر سهولة، وأقوى حجة، وأكثر فعالية ومرونة  للحكومات كي تنكل بمعارضيها بتهمة الإرهاب دون أن تدان على جريمتها إقليميا ودوليا  بل يستحسن فعلها مهما كانت ضراوته.

 

المؤامرة على صعيد الحكومة(متآمرعليها) تعني وجود متآمرين أي تنظيم وخطة(وسيلة وغاية) وعدد من الأطراف المتنفذين داخل الحكومة وإمكانات مادية وتسليحية وقاعدة شعبية بغض النظر عن حجمها، كذلك دعم خارجي سريا كان او معلنا، مع الأخذ بنظر الاعتبار عاملي الزمان والمكان. في حين الارهاب لا يستلزم تظافر جميع الشروط السابقة، فقد يكون الارهابي شخصا منظما لتنظيم متعدد الأذرع، او يعمل بطريقة فردية. وقد يكون دافعه ذاتيا، وهدفه محدود لا يتعدى الإنتقام وبإمكانات شخصية محدودة للغاية.

 

لذلك المؤامرة أوسع من الإرهاب من الناحية التنظيمية وتوفر الشروط. لكن هذا لايلغي وجود تنظيمات ارهابية كما هو موجود حاليا في العراق المحتل. فكل المليشيات الموجودة على الساحة العراقية سواء التابعة للزمر الحاكمة او المستوردة من دول الجوار- خصوصا دولة الفقيه- تدخل في دائرة الارهاب. بما في ذلك ما يسمى بالجيش العراقي والشرطة وقوات حفظ الأمن وبقية الأجهزة الأمنية، لأنها تعمل وفق أجندات خارجية وتضم مافيات طائفية، وعناصر إرهابية معروفة للشارع العراقي.

 

احيانا كثيرة قد يحدث تشابك بين مفهومي الثورة والمؤامرة أيضا، وذلك بسبب ازدواجية الهدف. فكلاهما يمثلان تمردا ورفضا لواقع حال سياسي او اقتصادي وثقافي واجتماعي من ثم يتخذ شكل صراع مسلح. وكلاهما يهدف إلى تغيير الهياكل السياسية للدول عن طريق القوة. فإذا نجحت المؤامرة نزعت ثوبها ولبست جلجاب الثورة، وإضيف لها كلمة(مباركة). وإذا فشلت المؤامرة بقيت محافظة على هيئتها اللفظية وألحقت بها كلمة (فاشلة) أو خيانة عظمى أو إنقلاب رجعي، وفق رؤية الطرف المناويء لها.

 

تصنف المؤامرة من قبل الباحثين والمنظرين السياسيين الى عدة تصنيفات تختلف بإختلاف منظورها الفلسفي والمنطلقات الفكرية للمتآمر والمتآمر عليه. و المؤامرة كمصطلح قلما تغادر ساحة التحييز والمحاباة فقد يعتبرها طرف حق وتعديل، ويراها الطرف الاخر باطل وانحراف. ولكن الذي يهمنا هو التصنيف السببي للمؤامرة ونعني به (المؤامرة الحقيقية) و(المؤامرة المخترعة) وهذه الأخيرة ليست لها ملامح محددة سوى إن معظمها يصنع في أروقة المخابرات ووزارت الأمن القومي وبقية الدهاليز المظلمة. وغالبا ما تستهلك محليا او تصدر للخارج. بمعنى إنها مؤامرات حكومية ذات اهداف استراتتجية قصيرة او طويلة الأجل، ويقتصر التعريف بأهدافها الحقيقية على قلة من صناع القرار السياسي.

 

في الدول التي تجتاحها كوابيس المؤامرة، غاليا ما تتوجس الحكومات خوفا من أن تتحول تلك الكوابيس إلى حقائق تهدد مضاجعها. وهذا الأمر يشوه عليها الرؤيا فتنظر إلى الكائنات الضعيفة بمنظار مكبر على إنها غيلان عملاقة تبطش بها. وهذه الرؤية المشوشة من شأنها أن توقعها في مشاكل قد تكون أحيانا أشد وقعا من المؤامرة نفسها. أو قد تخصب المبالغات الحكومية بذرة المؤامرة وتزرعها في أرض لم تتهيء بعد لإحتضانها ونموها فتكون حافزا للتنويه بها.

 

مستلزمات المؤامرة كما هو معروف وتثبته الشواهد التأريخية هي: الظروف الموضوعية المشجعة للقيام بها ووجود طرفي المؤامرة (العناصر المتصارعة). والوسائل المتاحة، والغاية المنشودة منها والنتائج المترتبة على نجاحها أو إخفاقها، وأخيرا التوقيت والمكان المناسبين, وعند الإخلال بأحد شروط  المؤامرة فقد تتحول إلى مغامرة غير محسوبة العواقب.

في العراق المحتل خلال الإسبوع الفائت قامت القوات الحكومية بعمليات إعتقال ومداهمات طالت الكثير من الضباط القدامى وكوادر البعث وعناصر من الأجهزة الأمنية السابقة بذريعة المؤامرة بعد أن استهلكت مفهوم الإرهاب الذي أمسى مثيرا للسخرية والتهكم. وقد سبقتها خطوة جريئة تولتها وزارة التعليم العالي - يقودها وزير إيراني بشهادة مزورة - بعملية إقصاء لما يزيد عن (1500) كادر تدريسي في الجامعات العراقية ليحل محلهم ملالي من قم ومشهد تعاقد معهم الوزير علي أكبر الزندي ليحولوا الجامعات الى موكب عزاء، ويعلموا الطلاب فنون النوح واللطم والتطبير. وتم نفس الأمر في بقية الوزارات لكن بطريقة هادئة لم تثير الضجة.

 

عملية الإجتثاث والإعتقال كانت فوضوية ومتعجلة وعشوائية، مما يؤكد بأنها لم تكن خطوة مدروسة من قبل الحكومة. وهذا يعني إنها أما رعونة من جانب الحكومة تؤكد تصرفاتها الصبيانية الطائفية ولنا شواهد كثيرة على ذلك. أو تنفيذا لتوجيهات عاجلة من قبل الولي الفقيه من طهران لأزلامه في حكومة الإحتلال بهدف إثارة الشرارة الطائفية التي خمدت بعد الحرب الأهلية عام 2006 ليثبت بأنه قادر على إملاء الفراغ الأمني بعد جلاء قوات الغزو الامريكي كما صرح احمدي نجادي. وإن العراق أصبح عصاه التي يتكأ عليها ويضرب بها قفا الامريكان. ويدعم هذا المبرر إن حزب الدعوة - الذي تديره إيران - هو من يقود حملة الإعتقالات ضد عناصر المؤامرة المزعومة، وبدعم كامل من الزعيم المتهور مقتدى الصدر الذي إتخذ من قتلة أبيه وأخيه خلان له! وأعلن مساندته الكاملة لخطة المالكي في حملة الإجتثاث والإعتقال الجارية على قدم وساق. وقد علمتنا التجارب السابقة إن أي تقارب بين الإخوة الأعداء(المالكي والصدر) ورائه النظام الإيراني.

 

أو إن الأمر برمته لا يعدو عن ملعوب سياسي مثلما عودنا الأمريكان وعملائهم في الزريبة الخضراء لتبرير بقاء قوات امريكية لفترة أكثر وعدد أكبر مما صرح به الجانبان، بحجة مواجهة المؤامرات المزعومة ضد العملية السياسية سواء الحالية أو القادمة.

 

وهنا لابد من الوقوف على حيثيات المؤامرة وكشف أوراق اللعبة، فمن المعروف إن طرفي المؤامرة على نقيض فالحكومة الحالية حكومة فاشلة وفق المقاييس الوطنية والدولية. وهي حكومة وصفها الكثير من النواب والزعماء السياسيين بحكومة كاذبة لم تف الشعب بعهودها. والشعب العراقي إستعار وصف الصدر للماكي(كذاب) فردد في تظاهراته بحكومة الكذاب. وهكذا حكومة طائفية عميلة لأكثر من جهة لا يمكن الوثوق بها وبدعاويها. من جهة ثانية فإن الطرف الآخر من المؤامرة الذي سمته حكومة المالكي بحزب البعث أمر عادي لا يثير الغرابة. فالبعث بإعتراف الحكومة ما يزال يثير رعبها ويرعش مفاصلها رغم تغيير الأحوال والخلل في توازن القوى. فمنذ الغزو ولحد الآن تحًمل حكومات الإحتلال تنظيم القاعدة والبعث فشل العملية السياسية ومسئولية أعمال العنف، وربما حتى العواصف الترابية وشحة الماء وإنتشار البطالة! حتى أمسى الموضوع يثير الجدل بين السياسيين فيما إذا حزب البعث حقا بتلك القوة والنشاط؟ وإن حكومة المالكي بكل ذلك الضعف والهزال؟

 

من المعروف إن قيادات البعث معظمها خارج العراق سيما في سوريا، التي تشهد حملة حكومية مسعورة ضد المتظاهرين العزل. وليس بسر إن حكومتي ايران والمالكي تدعمان بشارالأسد دعما ماليا وتسليحيا واعلاميا. كما إن عناصر من جيش المهدي وحزب الله - فروع إيران ولبنان والعراق- يشاركون قوات الاسد في مواجهة المتظاهرين. فهل يعقل لبيب بأن الرئيس الاسد يسمح لضيوفه من قادة وكوادر البعث ان يقوموا بمؤامرة ضد حكومة المالكي التي تدعمه وتنصره على شعبه وفي مثل هذه الظروف الساخنة؟ وهل ستجرأ قيادات البعث وهي في ضيافة الرئيس الاسد على القيام بمثل هذه المغامرة وهي تدرك جيدا شدة وطأتها ومغبة وقائعها إن فشلت؟

 

أية مؤامرة على مستوى الحكومة تستلزم دعم خارجي سواء كان علنيا او سريا، ولاسيما من قبل دول الجوار التي تؤمن لها عمقا استراتجيا. ومن المعروف إن حكومة المالكي تحظى بدعم امريكي وإيراني وكويتي وسوري وصهيوني، مما يؤمن لها التصدي وإفشال أية مؤامرة تستهدفها. في الوقت نفسه إن جميع هذه الأطراف تشكل محورا معاديا لحزب البعث -إذا اعتبرنا ان المواقف الاردنية والسعودية والتركية محايدة- لذا فليس للبعث عمقا إستراتيجيا مع الدول المجاورة يؤمن له المناورة والانسحاب في حال فشل المؤامرة، بغض النظر عن حجم وقوة عمقه الستراتيجي داخل العراق. لذلك يمكن الجزم بأن المؤامرة في مثل هذه الظروف تحمل بذور فنائها بين طياتها. والبعث له تجارب وخبرة طويلة في هذا المجال تمنعه من القيام بمثل هذه المغامرة بإعتقادنا. سيما أن خطابه الإعلامي ينصب حاليا على مقارعة قوات الاحتلال كأسبقية أولى.

 

الوضع الداخلي بدوره يلعب دورا مهما في تقرير مصير المؤامرة، ومن المعروف إن الشارع العراقي نسبيا يصطف إلى جانب المالكي لدواعي مذهبية وإنتهازية. والدليل على ذلك ضعف التظاهرات المناوئة لحكومة المالكي رغم شدة معاناة الشعب. حيث لم يتجاوز عدد المتظاهرين في أوج قوتها وعنفوانها عن(4000) متظاهرا! والأعداد في تناقص بسبب وسائل القمع التي تنهجها الحكومة ضد المتظاهرين من إغتيال وخطف وإعتداءات وإعتقالات من قبل رجال الشرطة علاوة على التهديات والملاحقات. في حين ما يزال حزب البعث يلملم جراحته. فمعظعم قياداته قتلت او اعتقلت او هربت لخارج العراق. ولم تمهله الحكومة الوقت ليعالج جروحه من خلال حملات الإغتيال والإعتقال المستمرة. كما إنضم العديد من عناصره في الداخل إلى الأحزاب الحالية ولا سيما التيار الصدري وحزب الدعوة. أو إنشغلو بحياتهم اليومية تاركين العمل السياسي. ومن بقى في وظيفته لايمكن أن يفكر في العمل ضد الحكومة بل بالمحافظة على مصدر رزقه. ومنهم من إنضوى تحت جناح المقاومة الوطنية ضد الغزاة الامريكان. لذا الحديث عن فكرة المؤامرة البعثية وقبولها من قبل الشارع العراقي في الوقت الحاضر فكرة مبكرة جدا.

 

إذا إفترضنا جدلا بأن المؤشرات الخارجية والداخلية في صالح البعث لتنفيذ المؤامرة، فهناك أمر لا يمكن تجاهله وهو إن المالكي يمتلك حولي المليون مسلح في صفوف الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية والقوات غير الدستوية (بإمرة الملكي فقط). يضاف إلى ذلك وجود العشرات من الميليشيات التي تقف بجانبه، وبالرغم من وجود إختلافات سطحية فما بينها، ولكن وقت الشدة ستتوحد جميعها لنصرة المالكي بدعوى المحافظة على المكاسب الجديدة(حكم الشيعة) أو نصرة المذهب. ولنا في التيار الصدري ومواقفه المتقلبة خير دليل على ذلك. بناء عليه لا يمكن في مثل هذه الظروف أن تنجح أية مؤامرة ضد المالكي، سيما إن المالكي أكد بأنه( منو اللي ينطيها) أي السطة حيث حصن نفسه بطريقة شيطانية. وقد أثبت ذلك بجدارة مع خصمه إياد علاوي وغيره. لذلك بإستثناء الإرادة الجماهيرية وهي ضعيفة جدا في الوقت الحاضر، لا يمكن أن تنجح أية مؤامرة أو محاولة إنقلابية ضد المالكي. كما إن القوى المجاهدة ضد الإحتلال منشغلة بمقارعة قوات الغزو كأسبقيه أولى وهي محقة في ذلك.

 

هناك أمر آخر لا يمكن إغفاله وهو دور المرجعية في أية مؤامرة ضد الحكم الشيعي، فبالرغم من كون المرجعية أخفت رأسها في كهف العزلة بعد الفضائح التي إرتكبتها حكومة المالكي وطوفان الفساد المالي والإداري بإعتبارها المحفز الرئيسي لإنتخاب حكومة الفساد. لكن هذه المرجعية ستخرج رأسها كالأفعى الثائرة لتلدغ كل من يجرأ على إستهداف حكومة المالكي تحت مسمى المؤامرة أو غير ذلك. فبقاء المراجع الفرس في النجف وكربلاء مرهون بحكومة شيعية موالية لإيران. والمالكي أفضل العملاء من خلال قدرته على خدمة سيدين ( امريكا وإيران) في آن وحد دون أن يكل ويمل. وأية مؤامرة مزعومة من شأن المرجعية أن تطفيء جذوتها قبل أن تستعر بفتوى قاضية واحدة.

 

المؤامرة تحتاج إلى أطراف قريبة من الحكومة والبرلمان وقيادات من الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية ممن لايزالوا في الخدمة الفعلية. ولم نشهد خلال الحملة الحالية إعتقال نواب ووزراء ومستشارين في مكتب المالكي أو ضباط كبار في الجيش الحالي وإنما مجموعة من المتقاعدين والتدرسيين ممن لاحول لهم ولاقوة، علاوة على شباب لا يتجاوز عمرهم (18) فمتى أصبح هؤلاء من كوادر البعث؟ كما إطلعنا على قوائم المطلوبين للحكومة فإذا ببعضهم متوفي ومعوق ومجهول المصير ومهاجر خارج العراق، وكهل يحسب أيامه الأخيرة، مما يؤكد عدم دقة القوائم وعدم مروءة من أعدها وقدمها للحكومة. لكن المثير في الأمر إن أكثر من 90% من الأسماء الواردة هم من الطائفة المنبوذة عند الحكومة! مما يؤكد وجود نفس طائفي مقزز.

 

العلامة الفهامة المله خضير الخزاعي نائب الرئيس العراقي(حزب الدعوة) أكد المحاولة الإنقلابية التي" أعدت لها عناصر من حزب البعث بالتعاون مع مخابرات الرئيس السابق معمر القذافي قبل ستة أشهر. وكانت يستهدف تفجير المنطقة الخضراء وإعلان إغتيال المالكي بغرض إشاعة الفوضى".  لكن المله لم يوضح لنا كيف سيتمكن المتآمرون من ذلك ؟ طالما ليس لهم سند داخل المنطقة الخضراء( لم يعتقل أحدا من المقربين للمالكي حتى على مستوى شرطي داخل المنطقة الخضراء)! ولا أحد يجهل مناعة القلعة المحصنة وهي ضمن حماية الأمريكان والشركات الأمنية الأجنبية، ويحتاج المرء إلى رزمة من الهويات وباجات المرور لعبور البوابة الرئيسية فقط! وليس مقر المالكي فحسب. فهل سينزل المتآمرون كجند من السماء لإغتيال المالكي وتفجير المنطقة الخضراء التي تبتلع آلاف الدونمات من مدينة بغداد.

 

في تصريح للمالكي برر حملته المسعورة بأن البعث – هذه المرة وليس تنظيم القاعدة – هو من يستهدف والتدريسيين والعلماء وضباط الجيش السابق والشيوخ بمسدسات كواتم للصوت. والأمر يبدو كمزحة وإستخفاف لدرجة الإستهتار بعقول العراقيين. كلنا يعلم الجهة التي إستهدفت الطيارين العراقيين وكبار القادة العسكرين ومن كتب على جثههم" هذا مصير من تجرأ على قصف جزيرة خرج الإيرانية". وكلنا يعلم بإن الموساد والحرس الثوري الايراني ورديفه فيلق بدر وراء إغتيال العلماء والتدريسيين العراقيين. أما أن يغتال البعثيين رفاق دربهم من الضباط والشيوخ وقادة الحزب السابقين ! فهذا الأمر يحتاج إلى آنشتين جديد ليفك لغزه. أما حديث المالكي عن إستخدام البعثيين الأسلحة الكاتمة للصوت. فالمالكي هو من وزعها ! وهو أعرف بمن تسلمها؟ وأدرى من غيره الغرض من توزيعها ؟ 

 

أخيرا نقول للمالكي والصدر والخزاعي وبقية الأقطاب السالبة في حكومة الإحتلال بأن جبابرة الصعاليك يبقوا صعاليك حتى لو تخطوا كل المخاوف. فما بالكم وأنتم ترتجفون خلف أسوار قلعتكم الحصينة. المؤامرة أنأنى من الكواكب عنكم، لكنها ستبقى هاجسا يؤرقكم  ويثقل رؤسكم الخربة، فكفاكم ضحكا على ذقون العراقيين، فوالله قد ملئتموهم قيحا.

 

 





الاربعاء١٣ ذو الحجة ١٤٣٢ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٩ / تشرين الثاني / ٢٠١١م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي الكاش نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة